كلمة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ 13/7/2001م في صنعاء بمناسبة زيارة رئيس مجلس النواب اللبناني لبلادنا

 

دولة الأخ العزيز السيد/ نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني .

الأخوة/ أعضاء الوفد المرافق .

الحاضرون الأعزاء :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنا نتمنى أن تكون هذه الزيارة التي تقومون بها أطول من ذلك حتى يتسع الوقت لنا لتعريفكم باليمن ومعالمها التاريخية والجغرافية المختلفة والعادات والتقاليد المتنوعة وتراث بلادنا العربي والإسلامي الغني غير أنكم قد جعلتم هذه الزيارة امتداداً لحضوركم الدورة الطارئة للإتحاد البرلماني العربي التي انهت أعمالها في صنعاء في الأسبوع المنصرم , وفي كل الأحوال نحن سعداء بالزيارة وكذلك بوجودكم هنا لإن ذلك يعتبر فرصة طيبة لتبادل  الأراء والتشاور حول العديد من القضايا سواء الثنائية أو على الساحة الإقليمية والدولية التي بلا شك تهم الجميع والحقيقة أن مثل هذه الزيارات هامة لإنها تعمل على كسر الحواجز إن وجدت وتُقرِّب المسافات بين الشعوب وتُعمَّق روابط الاخوة ووشائج المحبة والأُلفة ومن خلال كل ذلك تنمو المصالح المشتركة وتتعمق قاعدتها لتشكل نسيجاً مترابطاً يخلق إنسجاماً متكاملاً في الرؤى والأهداف وهذا النوع من العلاقات هو مانطمح إليه في كل أقطارنا العربية والإسلامية حتى تتوحد الصفوف والطاقات وتعود الأمة إلى سابق عهدها موحدة غير مجزئة مصلحتها واحدة غير متعددة .

دولة رئيس المجلس :

الحاضرون جميعاً:

لقد أكد إعلان صنعاء أن البرلمانيين العرب لا يزالون أكثر وعياً من غيرهم بأهمية العمل المشترك ، وأنهم فعلاً يحملون هموم أمتهم وتطلعاتها نحو غد مشرق مفعم بالأمل والخير لكل الناس وأنهم رغم الجهود المتواضعة ينطلقون من رؤية واعية مستوعبة لمساوئ الفرقة والتناحر ونتائج كل ذلك على حياة الأمة وأوضاعها ولذلك عملو ويعملون من أجل وحدة الصف ورأب الصدع وتجاوز الخلافات قدر الإمكان ولقد تمثل ذلك في قرارات وتوصيات إعلان صنعاء التي لو وضعت موضع التنفيذ لكان فيها الخير للشعوب العربية ولهذا فإن الأمانة  والواجب الوطني والديني يحتم علينا السعي الجاد والحثيث من أجل تنفيذ تلك التوصيات كل بحسب قدرته وظروفه فهي محل إجماع  ممثلي الشعوب العربية التي سئمت الحالة التي تعيشها والأوضاع المتردية التي وصلت إليها ومانتج عنها من ضعف وتخاذل أوصل الجميع إلىماهم فيه من وَهَن الأمر الذي جعلنا عرضه للأطماع فتكالبت علينا قوى الشر والفساد وغرست الصهيونية في جسد الأمة خنجرها الخبيث المسموم المسمى اليوم بدولة  إسرائيل والتي قامت تحت ظل التأمر البريطاني على الشعب الفلسطيني وعلى الامة العربية فكانت النتيجة هي تشريد الشعب الفلسطيني من أرضه وحرمانه من حقه في العيش على ترابه وأرتكبت عناصر الإحتلال الصهيوني ضد ابناء الشعب الفلسطيني أبشع الجرائم وقتلت الأطفال والنساء ودمرت المساكن وأحرقت الأرض ولم تتوقف المعاناة عند فلسطين فحسب بل اتسعت رقعة الشر لتشمل سوريا ولبنان وعانى الشعب اللبناني من ذلك اشد المعاناة ومارست جيوش الصهاينة ضد لبنان جرائم لا تقل بشاعة عن سابقاتها ضد الفلسطينيين غير أن شعب لبنان الأبي صمد في وجه الإحتلال الأثم لأراضيه وقاوم ببسالة محاولات كسر ذراعه ولقد ضربت المقاومة الوطنية اللبنانية أروع الأمثلة في التضحية والمواجهة والعزم على المواصلة حتى تحقَقَ لها النصر ورحل المستكبرون عن الأرض وسوف يخرجون بإذن الله من مزارع شبعا بعد أن خرجوا من الجنوب يجرون أذيال الهزيمة .

وفي هذا المقام نؤكد على موقف بلادنا الداعم لحق لبنان في إستعادة كامل أراضيه بما فيها مزارع شبعا وكذا حقه في التعويض العادل عما حصل له من دمار على أيدي المحتلين وضرورة الإفراج الفوري عن المعتقلين اللبنانيين في سجون العدو الصهيوني كما نطالب الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي أنها راعية السلام في المنطقة وتمارس سياسة الكيل بمكيالين وتدعم حكومة الإرهابي شارون بممارسة مسئوليتها والزام العدو الصهيوني بإحترام وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي وعليها أن تدرك أنه لا سلام مع اليهود حتى تعود القدس وتصبح عاصمة الدولة الفلسطينية وتتحرر بقية الأراضي اللبنانية والجولان العربية حينها يكون السلام خياراً مقبولاً وعادلاً وشاملاً .

الأخ/ رئيس المجلس :

الحاضرون جميعاً:

إن إستمرار إنتفاضة الشعب الفلسطيني هو مطلب إستراتيجي هام يشكل حَجَر الزاوية بالنسبة لإستعادة الحقوق المغتصبة ، ولهذا فإننا في اليمن قيادة وبرلماناً وشعباً مع الإنتفاضة ومع دعمها بكل الوسائل الممكنة حتى يستمر النضال المشروع ويتحقق النصر لإخواننا في فلسطين وتُعلَن الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف وفي هذا الإتجاه نؤكد أن الجهاد هو الخيار الوحيد والممكن الذي سوف يعيد الأمور إلى نصابها فلقد علَّمنا التاريخ ذلك والشواهد من الماضي والحاضر تؤكد وتبرهن على هذا وأن ما أخذ بالقوة لايستعاد إلا بالقوة فالمشروع الصهيوني يهدف إلى التوسع والسيطرة على الأرض والقدرات وصولاً إلى طمس هويتنا وعقيدتنا وثقافتنا .

في الختام :آمل أن يكون إتفاق التعاون بين مجلسينا والذي سنوقع عليه بعد قليل لبنة جديدة في صرح العلاقات المثمرة بين بلدينا وشعبينا وأن يكون خطوة عملية تتبعها خطوات أخرى نحو علاقات ثنائية بناءه ومتميزة فهمومنا واحدة وتطلعاتنا واحدة وهدفنا واحد .

أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعاً إلى نصرة دينه وإعلاء كلمته وإلى مافيه خير بلدينا وأمتنا .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp