كلمة الشيخ صادق في مهرجان بمناسبة الذكرى 43 لاحتلال القدس

 

الأربعاء 9/6/2010

بسم الرحمن الرحيم

 

الحمد لله القائل في كتابه الكريم ((سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)) والصلاة والسلام على إمام المرسلين القائل ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد )) وذكر منها المسجد الأقصى.

الحفل الكريم :

الحاضرون الأعزاء. يا أنصار القدس وفلسطين يا أحباب غزة الأبية الحرة الشامخة شموخ الجبال.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

يسعدني في هذا الصباح المبارك أن احضر اليوم وكل يوم وكل حين الفعاليات المختلفة التي تقوم من أجل فلسطين وشعب فلسطين المجاهد الصامد وإنه لشرف لنا أن نكون مع القضية الفلسطينية مناصرين ومؤازرين وداعمين ليس من أجل السلام والإستسلام ولكن من أجل مبدأ عظيم وحق أصيل يحبه الله ويرضاه كما ترضاه كل نفس حرة وكل فطرة سليمة ألا وهو حق التحرر من الإحتلال الصهيوني لمقدسات المسلمين ومقدسات المسيحيين في تلك الأرض المباركة مهبط الأنبياء عليهم السلام وقبلة المسلمين الأولى مدينة القدس مدينة السلام والخير والمحبة .

الحاضرون الاكارم

نحضر اليوم هذا المهرجان الذي تنظمه مؤسسة القدس والهيئة الشعبية اليمنية في ذكرى سقوط القدس الحبيبة بين مخالب الذئاب ومصاصي الدماء وقتلة الأنبياء والمفسدون في الأرض الذين يدمرون ولا يعمرون ويفسدون ولا يصلحون ويسرقون الحقوق ولا يستحون ويغتصبون الأرض والحجر والشجر ولا يترددون الجائعون المتعطشون لسفك الدماء الذين سلبوا منا بلادنا ومقدساتنا في غفلة منا وفي لحظة تمزق وتشرذم وضعف. .

سقطت القدس الحبيبة والأقصى المبارك في زمن العروش والكروش والجيوش العربية التي لا تزال في إجازة حتى اليوم ليس لأنها ضعيفة ولا تملك القدرة على القتال والاستبسال بل لأن من يقود هذه الجيوش ضعيف متخاذل حريص على الكرسي ذلك كان حال قيادات الأمة سنة 1967م مما مكَّن الجيش الصهيوني من احتلال المزيد من الأرض خلال فترة وجيزة وقد سمى الإعلام العربي الرسمي تلك الهزيمة النكراء بالنكسة في محاولة بائسة لقلب الحقائق وتسمية الأشياء بغير أسمائها ونحن اليوم وعلى المستوى الرسمي نشهد نفس الضعف ونفس الذل والهوان والفرقة بل نحن اليوم وعلى مستوى الأنظمة الرسمية في حال أسوأ من الذي كنا عليه في هزيمة 67م غير أن الشعوب في الوقت الراهن قد أصبحت أكثر إدراكا من الحكام لخطورة الأمر وأكثر تفاعلاً ودعماً لحق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه وتحرير مقدساته وليس هذا الوعي المتجدد المستنير على مستوى الشارع العربي فقط بل هو على مستوى الشارع الإسلامي وكل أحرار العالم .

ولذلك كان أسطول الحرية الذي ارتكبت فيه القوات الصهيونية مجزرتها الأسبوع الماضي خير دليل على ما نقول وقد شاهدنا جميعاً أسطول الكرامة والحرية ينطلق من الموانئ الإسلامية وليس الموانئ العربية المغلقة تجاه غزة المنكوبة يحمل على متنه ما يزيد على سبعمائة ناشط من أربعين جنسية من مختلف أنحاء العالم كلهم يريد غزة كلهم يكفر بالحصار الظالم على غزة عرب ومسلمون ومسيحيون ومن أطياف شتى لسان حالهم جميعاً لا للحصار الرسمي العربي والإسرائيلي لغزة .نعم لكسر الحصار ، وحصل على متن السفينة مرمرة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه أقول حصل على متنها تلك المجزرة البشعة التي ساد فيها الخوف والهلع ليس ممن كانوا عُزَّلاً من أي سلاح وإنما الخوف من القوات الخاصة الإسرائيلية التي مارست القرصنة في المياه الإقليمية الدولية للبحر المتوسط ولجأت لاستخدام السلاح وقتل المدنيين لنشر الرعب في قلوب الناس وكل من يفكر في دعم غزة أو إمدادها بالغذاء والدواء ولعب الأطفال .

الأخوة الأعزاء

إن الدماء الزكية الطاهرة التي سالت على متن السفينة مرمرة أضاءت الطريق أمام الملايين من العرب والمسلمين وغير المسلمين وجعلتهم اليوم أكثر إصراراً على فك الحصار عن غزة . وقد تابعنا جميعا ردود الأفعال العالمية تجاه تلك الجريمة القذرة ضد الإنسانية مما يدعونا للتحرك وعلى كل مستوى لإرسال المزيد من سفن الحرية إلى غزة ولقد حان الوقت لإنهاء هذا الحصار الآثم الذي اشتركت فيه إسرائيل مع بعض الأنظمة العربية الرسمية التي لن يغفر لها التاريخ خطيئتها هذه وتبرعها المجاني لخنق النساء والأطفال والشيوخ في غزة

ولهذا ادعوا الشعب اليمني وشعوب العالمين العربي والإسلامي أن يبادروا لتجهيز جسراً من الأساطيل وإمداد غزة بشريان حياة جديد وغداً سوف يسقط الحصار وينكسر . وما ضاع حق وراءه مطالب .

اشكر الجميع على حضورهم وتفاعلهم وتحية من القلب لتركيا حكومة وشعبا .

                          ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ))

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp