كلمة الشيخ صادق في عمران - حفل تخرج دفعة من حفظة القرآن 18‏ فبراير 2008م

بسم الله الرحمن الرحيم الاثنين‏،
 الحمد لله القائل إنً هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم والصلاة والسلام على المعلم الأول للبشرية رسول الهدى الذي أرسله الله رحمة للعالمين والقائل تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تظلوا من بعديَ أبدا كتاب الله وسنتي .
 
أصحاب الفضيلة العلماء
الإخوة المشائخ والشخصيات الإجتماعية
إخواني وأبنائي الحافظين والحافظات لكتاب الله
 الحاضرون الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 لقد حرصنا اليوم على حضور هذا الحفل المبارك الذي تقيمه جمعية الهدى الخيرية لتعليم القرآن لكريم والعلوم الشرعية في محافظة عمران بمناسبة تخرج مأة وخمسين من طلابها وطالباتها الذين حفظوا القرآن كاملا. ولقد اخترتم إسما لهذه الدفعة المباركة يعز علينا وعلى الأمة العربية والإسلامية ألا وهو الوالد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله الذي كان العام الماضي حاضرا هنا في عمران لرعاية نفس الفعالية لهذه الجمعية الخيرية حيث كان رحمه الله يحرص دائما على رعاية كل الأنشطة والفعاليات المرتبطة بالقرآن الكريم في كل المحافظات وكانت مثل هذه الإحتفالات المباركة من أسعد أيامه حيث كنا نرى الفرحة والغبطة والبشاشة على وجهه حينما يرعى مثل هذه الأعمال.
الحاضرون جميعا
إن الجهود المباركة والطيبة لهذه الجمعية وغيرها من الجمعيات الخيرية التي تعنى بالقرآن الكريم وعلومه هي من الفضائل‏ ‏  العظيمة عند الله تبارك وتعالى لأن فيها خير الدنيا والآخرة وهؤلاء الخريجين هم عند الله من خير الناس وأكرمهم لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم  قد منحهم هذا اللقب وهذه المكانة حينما قال خيركم من تعلم القرآن وعلًمه. ونحن نأمل أن يكون لهذه الكوكبة الطيبة الدور الكبير في تعليم وتدريس القرآن الكريم لغيرهم ممن يلتحقون سنويا في مدارس التحفيظ لكي ينهلوا من هذا المنبع الصافي.
الحفل الكريم
الإخوة والأبناء الخريجين
 إن من أعظم  الأعمال الصالحة التي يقدمها الإنسان لآخرته هي الاهتمام بكتاب الله ورعايته والحرص على نقل هذا الخير ونشره بين فئات المجتمع لأنه الحصن الحصين الذي يحفظ الجيل من الإنحراف والضياع خاصة في ظل عصر تعدد القنوات الفضائية والإنترنت التي غزت البيوت ودخلتها بدون استئذان وأصبحت تقدم السموم وتروج للسلوكيات المنحرفة وتعزز الثقافة الغربية التي تصادم قيمنا وأخلاقنا الإسلامية ،  ومن هنا تنبع الأهمية القصوى في دعم مدارس التحفيظ ونشرها في المجتمع ودعمها من الدولة ورجال المال والأعمال وكل المواطنين لما تقوم به من دور تربوي وتجعل الصلة بيننا وبين كتاب الله قوية وحاضرة وفاعلة في كل أمور حياتنا ، فما ضاع المسلمون وهزموا حضاريا إلا بعد أن تركوا القرآن الكريم وراء ظهورهم وابتغوا العزة من دون الله وأصبح حالهم كما نرى اليوم مستضعفون يتخطفهم الأعداء من كل جانب ومحنتهم عظيمة ، ويكفيهم أن اليهود والصهاينة يغتصبون اليوم أرضهم وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين التي كانت حرة أبية يوم كان القرآن الكريم هو الدستور الحقيقي للمسلمين.
 
 
 
 
 
 
أصحاب الفضيلة العلماء
 المشائخ والشخصيات الإجتماعية
الحاضرون الأجلاء
إن التحديات التي تواجه مجتمعاتنا اليوم كبيرة والأخطار عظيمة والهجمة على الإسلام تزداد وتتوسع وهي لن تتوقف عند حد من الحدود ولعلكم جميعا قد سمعتم بما أقدمت عليه مجددا الصحف الدنمركية من تكرار الإساءة لديننا الإسلامي الحنيف ورسول الهدى الذي أرسله الله رحمة للعالمين ، ألأمر الذي يفرض على حكام المسلمين والعلماء على كل مستوياتهم اتخاذ المواقف المناسبة لمعاقبة المسيئين وكذا استخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية استخداما فاعلا خاصة ونحن نستورد الكثير من البضائع الدنمركية التي لا حاجة لنا بها على الإطلاق من هذه الدولة التي أصبحت اليوم تنفذ ما يملى عليها من القوى الكبرى الحاقدة على المسلمين فأطلقت العنان لإعلامها الخبيث للترويج للفتنة بين المسلمين والمسيحيين لخلق المزيد من الإنقسامات بين المجتمعات الإنسانية التي ترغب في التعايش والتعاون لما فيه خير بني الإنسان.
 
 
 في الختام أتمنى للخريجين التوفيق والنجاح في حياتهم وأن يكونوا بذرة خير وصلاح للمجتمع فمسئوليتهم عظيمة  بين الناس وعند الله كما أدعو الدولة وكل القادرين إلى دعم مدارس التحفيظ التي تعاني من نقص كبير في الإمكانات وكل المتطلبات الضرورية للعملية التعليمية، وهذه مسئولية الجميع وأمانة في أعناق الجميع خاصة الجهات الرسمية في الدولة ممثلة بالتربية والتعليم والأوقاف والإعلام الذي يمكن أن يلعب دورا بارزا ومؤثرا في هذا الجانب.
أشكركم على الحضور والمشاركة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp