الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أقف اليوم أمام هذه الجموع الطيبة في هذا الموقف المهيب والجمع العظيم حيث نلتقي فيه بعد رحيل والد الجميع وشيخ الجميع وفقيد الجميع الوالد الكبير الشيخ/ عبد الله بن حسين بن ناصر بن مبخوت الأحمر.. وإنه والله لموقف يهتز له الكيان ويتقطع فيه قلبي أسى وحسرة ولو كان العمر بيدي لوهبت عمري إلى عمره ليقف هو اليوم بينكم في هذا الموقف ويتحدث إليكم لكنها مشيئة الله وإرادته وليس لي في هذا المقام إلا أن أستذكر بيت أبي الأحرار الشهيد المجاهد محمد محمود الزبيري رحمه الله حيث يقول:

  ماكنت أحسب أني سوف أنعيه                  وأن شعري إلى الدنيا سيـرثيه

إنني في هذا الموقف وهذا الظرف العصيب أتقدم لكم بوافر الشكر وجزيل الاحترام والتقدير على حضوركم وعلى مشاعركم الصادقة والفياضة وكل مواقف الوفاء التي غمرتمونا بها واحطتمونا بها منذ رحيل الوالد وانتقاله إلى جوار ربه وهذا ليس بغريب منكم فأنتم أهل الوفاء وأنتم أهل المساندة في كل المواقف والمنعطفات التي مرت بها حاشد الموحدة وحاشد الأبية التي وقفت دائماً مع زعيمها المجاهد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر وستقف اليوم ولا شك مواقف الوفاء والإخلاص اللذان عرفت بهما.

إذا كان لقاء اليوم يأتي بعد رحيل رمز حاشد الشيخ عبد الله رحمه الله فإنني وإخواني لم نحضر لتقبل العزاء منكم وإنما جئنا لنعزيكم في فقيدنا وفقيد اليمن والأمة العربية والإسلامية لأنكم أنتم الأحق بالتعزية منا، فقد كان والدنا الفقيد معكم وبذل حياته وكل وقته من أجلكم وكنتم سنده في الشدة واليسر وكان يسوؤه ما يسوؤكم ويسعده ما يسعدكم كما كان رحمه الله حريصاً على وحدتكم وعزتكم ومدافعاً عن قيمكم الأصيلة وإذا كان الوالد قد رحل عنا وفارق الحياة الفانية فإن المبادئ والقيم التي عاش لها ومن أجلها ودافع عنها لا تزال باقية ومستمرة كما أن الرجال الذين وقفوا معه والقبيلة التي كان يفتخر بها ويفتخر بمواقفها هي اليوم أكثر وفاء لفقيدها وستظلون أولئك الأبطال الأوفياء كما كان أجدادكم وآباؤكم أوفياء مع أجدادنا ووالدنا الراحل ونعاهدكم على الوفاء حاضراً ومستقبلاً وأنا واثق أنكم لن تروا منا إلا الصدق والصراحة والمحبة والثقة وهذا الحب والثقة المتبادلة هما سر قوة حاشد التي يضرب بوحدتها المثل داخل اليمن وخارجها وهو مايدعونا إلى المحافظة على وحدة الكلمة ووحدة الصف حتى نساهم جميعاً في مسيرة البناء والتنمية على مستوى المنطقة وعموم بلادنا الحبيبة.

لا شك أن المصاب كبير والخسارة فادحة على الجميع لكن تلاحمكم وتآزركم وتوحيد صفكم وجمع كلمتكم وتعاونكم على الحق وما يحبه الله ويرضاه سيكون كفيلاً بأن يخفف عنا ألم المصاب ويعوض علينا فداحة الخسارة إذ لا بد من تجاوز حالة الألم والحزن والذهول والإيمان بقضاء الله وقدره وبالتالي الانتقال إلى مرحلة البناء والتطوير والعمل الجاد والمثمر لتعزيز دور حاشد ومكانتها ومكانتها ومكانتها وتعاونها مع بقية القبائل للنهوض باليمن وترسيخ وحدته والحفاظ على هوية اليمن العربية الإسلامية والدفاع عن قيمنا وعاداتنا القبلية الحميدة التي ظل الوالد رحمه الله متمسكاً بها  طوال حياته.

لقد عاش الوالد رحمه الله مدافعاً عن الحق والشورى متصدياً للظلم والاستبداد مناصراً للضعيف معيناً للمحتاج مسانداً للخير والإصلاح محباً للعلم والعلماء حريصاً على وحدة اليمنيين وتلاحم القبائل اليمنية مدافعاً عن القبيلة وكرامتها عاملاً على تحكيم شرع الله وإعلاء دينه وترسيخ القيم والأخلاق الاسلامية الفاضلة كما كان نصيراً لكل مظلوم مسخراً إمكاناته ووجاهته ومركزه لدعم الخير ونصرة قضايا الأمة العربية والإسلامية وكنتم أيها الأبطال الأوفياء قوته ويده اليمنى في كل المراحل واليوم نعاهدكم على المضي على نفس الطريق والتزام نفس المنهج الذي سار عليه الوالد رحمه الله، إننا على ثقة كاملة أنكم ستكونون نعم العون لنا في هذه المسيرة الخيرة وإذا كانت التعددية الحزبية والسياسية في بلادنا قد فرضتها الوحدة المباركة فإننا ومع إيماننا بحق أبناء الشعب اليمني قاطبة بالتحزب إلا أننا سنظل نعتبر العلاقات الأخوية والقبلية بيننا فوق الحزبية التي مع الأسف الشديد أضعفت القبيلة رغم أن القبيلة مكون اساسي في المجتمع اليمني وهي تؤمن بالنظام والقانون وتؤمن بالعلم والتعلم، وكانت ولا تزال الحارس الأمين لقيم وأخلاق المجتمع اليمني.

إننا اليوم بحاجة ماسة إلى التلاحم وإلى كل ما يجمع ولا يفرق، يعزز ولا يضعف لأن الظروف التي تمر بها بلادنا تتطلب منا جميعا فهم الأوضاع وإدراك التحديات والأخطار وهو ما يحتم على حاشد بتاريخها النضالي المشرف ومواقفها البطولية وتضحياتها الكبيرة في سبيل الثورة والجمهورية والوحدة أن تكون يداً واحدة وعلى كلمة واحدة كما كانت عليه عبر تاريخها الطويل الذي جعلها مستعصية على كل محاولات إضعافها وكسر شوكتها.

إن جمعكم هذا في مدينة خمر اليوم يذكرنا جميعاً بمواقف الرجولة التي وقفتهم فيها مع الوالد رحمه الله في منعطفات تاريخية عديدة في الستينات والسبعينات وكنتم الظهر والركن الشديد للوالد فكان لكم الأب والأخ وأنتم اليوم بالنسبة لنا الأسرة والأخوة والفخر والسند بعد الله سبحانه وتعالى وسنعمل سوياً على تحقيق ما تصبوا إليه حاشد من تقدم ونهوض وتطوير وذلك لن يكون إلا بالتعاون الجاد والصادق والمخلص معنا وكذا تلاحمكم وتآخيكم فيما بينكم فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية كما أن التخلص من العادات والممارسات التي تسيء لنا جميعا وتتعارض مع قيمنا وأخلاقنا الإسلامية مرفوضة وفي مقدمة ذلك التقطع والثارات والحروب فيما بينكم لأن هذا هو ما يضعفنا ويفرقنا ويُخرِّب السياج المنيع الذي بناه الوالد رحمه الله من أجل حاشد وبتعاونكم جميعاً.

ومن هذا المنطلق فإننا نؤكد على الدعوة لإعلان صلح شامل بين كافة أبناء حاشد مدة عام على الأقل حتى يتمكن العقلاء والمشائخ من حل المشاكل القائمة وإنهاء الحزازات وإصلاح الشأن فهل أنتم موافقون على هذا الصلح الذي نحقن فيه الدماء ونضرب فيه القدوة الحسنة لكافة قبائل اليمن؟

إذن نعدكم أننا سنبذل قصارى جهودنا بالتعاون مع الآباء والأخوة المشائخ لإيجاد الحلول المناسبة والمرضية حسماً للخلاف وأقفالاً لباب الشر الذي يدخل منه الشيطان.

أشكركم على حضوركم ووفائكم وشهامتكم كما أشكر لكم ثقتكم التي منحتموني إياها بعد الوالد المجاهد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله، فلنعمل على توحيد كلمتنا وصفوفنا ونوجه جهودنا لخير منطقتنا وصلاح مجتمعنا ولنترفع فوق الحساسيات والمكايدات ولنكن يداً واحدة كما كان يحب الوالد رحمه الله وليكن هدفنا هو بناء وتطوير بلادنا ونهضتها وأمنها واستقرارها فتلك هي وصية الوالد لكم بعد أن حال الأجل بينكم وبينه ونثق أنكم عند مستوى المسؤولية والوعي.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته