كلمة الشيخ صادق في المؤتمر السادس لمؤسسة القدس الدولية في الدوحة بتاريخ 13/10/2008

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه أجمعين.
فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس مجلس أمناء المؤسسة
الإخوة نواب رئيس مجلس الأمناء
الإخوة أعضاء مجلس الأمناء
الحاضرون الاكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أتحدث إليكم في هذا المؤتمر المبارك  ومن خلال هذا المنبر الحر الذي نلتقي فيه مسلمون ومسيحيون إخوة متحابون يجمعنا أمل واحد نستظل بظله جميعا ويدفعنا همٌ واحد وحافز أساس يجعلنا نُصِرّ على مواصلة المسيرة الخيرة نحو القدس الحبيبة التي هي ملتقى الحضارات والثقافات وبما يكفل لنا جميعاً تحقيق الأهداف السامية والعظيمة التي نشأت من أجلها مؤسسة القدس الدولية، هذه الشجرة الطيبة التي زرعها رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وبحمد الله فإن المؤسسة ورغم حداثتها ومحدودية إمكانياتها إلا أنها أصبحت اليوم تجمع  - بما تقوم به من جهوٍد جليلة وعظيمة -  شخصيات عربية وإسلامية وعالمية وتوحد رؤاهم وتنسق جهودهم نحو ملتقى أفئدة العرب والمسلمين وتعمل جاهدة من أجل خدمة قضية القدس بكل ما تحمله الكلمة من معنى كما  تبذل المؤسسة كل ما بوسعها من أجل مواجهة الأخطار التي تهدد هذه المدينة المباركة وتحرص المؤسسة من خلال مجمل برامجها على الحفاظ على هوية القدس وطابعها الجغرافي والسكاني وتتصدي لأيادي التخريب والتدمير الإسرائيلية الصهيونية التي تعمل دون كلل
أو ملل لتفرض واقعاً مغايراً لحقائق التاريخ والجغرافيا الأمر الذي يهدد كيان الأقصى المبارك ويقود إلى مخاطر كبيرة ونتائج كارثية وحتماً سوف يؤدي إلى مواجهات دموية لن تقتصر على القدس  التي باركها الله من عليائه إلى يوم الدين، بل ستشمل كل فلسطين والعالم العربي والإسلامي، إن حصل مكروه لا سمح الله على الأقصى المبارك جراء الحفريات العبثية الحاقدة التي تقوم بها سلطات الاحتلال.
 ونحن من هنا نُحمّل الكيان الصهيوني سابقا ولاحقا المسؤولية الكاملة جراء هذا الأمر وكذا نتائج هذه الفتنة الكبيرة التي تبذرها الأيادي الصهيونية الملطخة بدماء الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني البطل من مسلمين ومسيحيين، وندعوا المجتمع الدولي بكل هيئاته ومؤسساته إلى تحمل مسؤولياته الدينية والأخلاقية ومنع هذا الجنون وهذا التعدي على المقدسات واللعب بالنار.
 
فضيلة  الشيخ يوسف القرضاوي
الحاضرون جميعا
إنني ومن هذا المنطلق أؤكد لكم أننا في اليمن سوف نظل أوفياء لقضيتنا المركزية الأولى  قضية الشعب الفلسطيني بكل تبعاتها  وسوف يستمر دعمنا لمؤسسة القدس الدولية  التي نعتبر أنفسنا جزءً منها  وهو ما كان عليه حال الفقيد الراحل الوالد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله الذي لم يدَّخر جهدا في العمل من أجل  القدس ومن أجل فلسطين التي حَمل همَّها في قلبه وكان يردد دائما على مسامعنا  " لا تؤرقني قضية من القضايا مثلما تؤرقني القضية  الفلسطينية كلما خلدت إلى النوم ". وهذا إرثنا الذي كسبناه من الوالد رحمه الله ونعتبره - إلى جانب قناعتنا به – واجب عربي وإسلامي وقومي نؤديه براً بوالدنا وما أوصانا به ورغبة فيما عند الله تبارك وتعالى.
وأشير في هذا المقام إلى أن الوالد رحمه الله قد حصل على وعدٍ أكيدٍ من فخامة رئيس الجمهورية لمنح مؤسسة القدس الدولية فرع اليمن أرضية وقف في العاصمة صنعاء، تستثمر لصالح القدس ، ونحن نتابع هذا الأمر حتى يتحقق إن شاء الله.
كما أبشركم أنه قد تم إطلاق معهد الشيخ عبد الله الأحمر للدراسات والمعارف المقدسية، في صنعاء ، ليخدم هذا المعهد قضية القدس، عبر منهج تربوي ومسارات من الدراسات العلمية والأكاديمية لأبناء الأمة العربية والاسلامية الذين سوف يتأهلون كمتخصصين في المعارف المقدسية بشتى المجالات، ثم يعودون إلى بلدانهم في العالمين العربي والإسلامي ليطرحوا على مجتمعاتهم قضية القدس
والتعريف بها، وكل ما يتعلق بتاريخها ومكانتها وجغرافيتها وأهميتها، لتكون القدس دائماً في القلوب ويظل الأقصى قبلة المسلمين الأولى ومهوى الأفئدة.
أشكر لكم هذه السانحة ونحن على العهد ماضون ومن أجل القدس وفلسطين عاملون وعلى درب والدنا سائرون سائلاً المولى عز وجل أن  يبارك في جهود الجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
 
 
 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp