كلمة الشيخ صادق في الدورة الإعتيادية الرابعة لشورى إصلاح عمران
الأربعاء 24/3/2010م
كلمة الشيخ صادق بن عبد الله الأحمر - رئيس هيئة الشورى المحلية محافظة عمران - أمام الدورة الاعتيادية الرابعة المنعقدة يوم الأربعاء بتاريخ 8 ربيع ثاني 1431 الموافق 24/32010م
بسم الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى اله وصحبة أجمعين
الأخوة والأخوات أعضاء هيئة الشورى المحلية بالمحافظة:
أحييكم بتحية الإخاء والمحبة تحية العزة والكرامة والتسامح والسلام تحية أهل الجنة :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
في هذه الأجواء الإيمانية واللقاء الأخوي والجمع المبارك الذي يمثل جميع الوحدات التنظيمية للإصلاح في جميع مديريات المحافظة يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب شاكرا لكم إجابة الدعوة وتحمل عناء السفر والحضور في الوقت المحدد للمشاركة في الدورة الاعتيادية الرابعة لهيئة الشورى المحلية التي نعقدها بموجب اللوائح الداخلية والنظام الأساسي للتجمع اليمني للإصلاح ترسيخاً للعمل المؤسسي والنهج الإصلاحي الشوروي ذلك النهج الأصيل المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما يقول تعالى : ( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون )
ويتركز مشروع جدول أعمال هذه الدورة على عدد من المهام اللائحية وفي مقدمتها مناقشة تقرير أداء المكتب التنفيذي للإصلاح بالمحافظة خلال العام الماضي 2009م والوقوف أمام الشأن المحلي وعدد من القضايا العامة التي تهم جميع أبناء محافظة عمران خصوصاً والوطن عموماً، فعلينا جميعا إغتنام هذه الفرصة لإثراء التقرير ومناقشة القضايا العامة وإبداء الملاحظات وتقديم الآراء والمقترحات التي تسهم في دفع المسيرة والارتقاء بالأداء في الجوانب التنظيمية وخاصة إستقطاب وتنسيب أنصار جدد إلى الإصلاح .
الأخوة والأخوات الأفاضل :
يأتي لقاؤنا هذا وبلادنا تمر بظروف صعبه ودقيقة وبالغة الخطورة نتيجة تخبط الحكومة وسياستها الفاشلة ، وهناك حقيقة لا تخفى على أحد وهي إستهانة الدولة بمعاناة المواطنين ، والتضحية بمصالحهم ، والنتيجة تكريس الظلم وتدهور الاقتصاد الوطني وتعريض شعبنا وبلادنا للحرب من الله من خلال إستمرار ما يسمى ب "أذون الخزانة " المخالفة للشريعة ، وتنفير رجال الأعمال والمستثمرين من داخل الوطن وخارجه بسبب ما يتعرضون له من الابتزاز وفرض الإتاوات من قبل المتنفذين ، ومن ذلك أيضاً ما يتعرض له المزارعون من تضييق بسبب السياسات الخاطئة للحكومة والتي دفعت الكثير من المزارعين إلى ترك مزارعهم نتيجة إرتفاع أسعار الديزل والطاقة الكهربائية وقطع الغيار ، وأدوات ووسائل الإنتاج يضاف إلى ذلك إثقال كاهل المواطنين بالجرع الجديدة الناتجة عن ارتفاع سعر البترول بالإضافة إلى استمرار توسع ظاهرة البطالة وخصوصاً في صفوف العمال والشباب من حملة الشهادات وذوي الكفاءة والتأهيل العلمي وتدني خدمات الكهرباء والتعليم والرعاية الصحية .
الأخوة والأخوات الكرام :
إن علينا أن نستشعر المسئولية الكبيرة والأمانة العظيمة الملقاة على أعناقنا في التجمع اليمني للإصلاح تجاه الأوضاع التي تمر بها بلادنا فأنتم طليعة الإصلاح في هذه المحافظة والناس ينظرون إليكم ويعلقون الآمال .
فيجب أن نكون جميعاً عند مستوى المسئولية الكبيرة وذلك بالحرص على مرضاة الله أولاً ، والقدوة الحسنة في البذل والعطاء والتفاني في خدمة الناس والوطن وبذل أقصى الجهود في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة وإصلاح ذات البين واحتواء النزاعات والمشاكل ومنع التقطعات التي تشوه سمعة المحافظة وأبنائها الشرفاء ، وكذا تشجيع الشباب والطلاب على العمل والتحصيل الدراسي والإهتمام بهم ذكوراً وإناثاً ودعوة أبناء المحافظة للعمل على تيسير الزواج وتخفيض المهور والبعد عن مظاهر الإسراف والمفاخرة في الولائم والأعراس.
كما نحثكم على الإهتمام بنشر العلم والوعي وتحفيظ القرآن الكريم والسنة النبوية والأفكار والمفاهيم الإسلامية الصحيحة النابعة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بعيدا عن الغلو والتعصب المذهبي المقيت .
ونؤكد على أهمية الحرص على التمسك بالقيم والأخلاق الفاضلة وتبني هموم المواطنين والتخفيف من معاناتهم وتقديم الخدمات الميسرة لهم .
وبهذا الصدد نتقدم بالشكر الجزيل للإخوة ممثلي الإصلاح في المجالس المحلية بالمحافظة على جميع المستويات ونشد على أيديهم ونحثهم على التواصل مع السلطات المحلية وبذل المزيد من الجهود لكل ما من شأنه تحقيق المصالح العامة للمواطنين وفي مقدمتها العمل على تحسين الخدمات كالطرق والكهرباء ومشاريع المياه والسعي لتوصيل الكهرباء والمشاريع الأخرى إلى بقية المناطق المحرومة في المحافظة والإهتمام بالتعليم والعمل على تحسين مستواه .
وبهذه المناسبة نشكر جميع أبناء محافظة عمران على التماسك والإخاء والتعاون ونحثهم على تشجيع العمل الخيري وتوثيق روابط الإخاء والتعاون والتكافل بين جميع أبناء المحافظة على اختلاف انتماءاتهم ومناطقهم دون تمييز .
الأخوة والأخوات الكرام :
لقد كان الحوار وسوف يظل قيمة أخلاقية ينبغي إحترامها والتمسك بها وإن ما يدور اليوم من لغط حول الحوار بين الحزب الحاكم والمعارضة ممثلة باللقاء المشترك يستدعي التنبيه بأن المصلحة الوطنية العليا تقتضي من الجميع عدم إغلاق الأبواب أمام الحوار الجاد الذي من خلاله نحل مشاكل الوطن ونرسخ الأمن والاستقرار والسكينة في أوساط المجتمع .
ولهذا فإننا ندعو الحزب الحاكم إلى احترام الإتفاقيات الموقعة مع المعارضة لمعالجة قضايانا الوطنية كما ندعو المعارضة إلى عدم اليأس واعتبار كل مبادرة غير جدية إذ لا بد من بذل الجهد والوقت للتوصل إلى الحلول التي تكون محل إجماع ولن يأتي بعد ذلك إلا الخير إن شاء الله .
الحاضرون جميعا :
إن الحديث عن قضايانا الداخلية لا ينبغي أن يلهينا عن قضية فلسطين وما يتعرض له إخواننا في الأراضي المحتلة من ظلم وتقتيل وتنكيل على أيدي الصهاينة المحتلين والتنبيه للمؤامرات الدنيئة الذي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك قبلتنا الأولى ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهنا ادعوا الجميع في هذه المحافظة وغيرها إلى دعم إخواننا المرابطين في فلسطين ومواصلة ذلك الدعم والتوعية بالقضية الفلسطينية التي تعتبر مقياس لحال الأمة في عزها وضعفها .
كما اطلب باسم الهيئة الشعبية اليمنية لمناصرة الشعب الفلسطيني بأن تقوم في هذه المحافظة المهرجانات الشعبية المنددة بالممارسات الإجرامية لجيش الاحتلال الصهيوني ومحاولات مصادرة المقدسات الإسلامية واحدة تلو الأخرى وخطورة ذلك على المنطقة والعالم .
وفي الختام أتوجه بالشكر والتقدير لجميع العاملين في الميدان من أعضاء وقيادات ووجهاء الإصلاح رجالاً ونساء ًوشباباً وطلاباً على ما يبذلونه من جهود صادقة وتضحيات كبيرة في الدعوة إلى الله عز وجل ونشر العلم والوعي الصحيح وترسيخ قيم الإيمان والأخوة والوحدة والتراحم والتكافل الإجتماعي ورعاية الأيتام والأرامل والمرضى والعطف على الفقراء والمحتاجين وخدمة أبناء المحافظة وتبني همومهم سائلاً المولى القدير أن يجزيهم خير الجزاء وان يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه ويكلل أعمالنا بالنجاح .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،