كلمة الشيخ/عبد الله بن حسين الأحمر - رئيس المجلس التي ألقاها بتاريخ:18/11/2000م في صنعاء في حفل أفتتاح أعمال الدورة الثانية للمؤتمر العام الثاني للتجمع اليمني للإصلاح

 

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على سيد المرسلين  وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

الآباء والأخوة العلماء الأفاضل .

الأخوة قادة وممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية .

الأخوة أعضاء مجلس النواب ومجلس الوزراء والمجلس الاستشاري .

أصحاب السعادة السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي .

الأخوة الضيوف .

الأباء والأخوة الأبناء أعضاء المؤتمر العام الثاني ..الحاضرون جميعاً .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يسرني أن ارحب بكم أجمل ترحيب وأشكر لكم استجابتكم الكريمة لدعوتنا وحضوركم حفل افتتاح أعمال الدورة الثانية لمؤتمرنا العام الثاني الذي حرصنا على أن يعقد في موعده والتزاما بأحكام النظام الأساسي وتعبيراً عن تمسكنا بالشورى والديمقراطية كخيار لا رجعة عنه وفاءاً للتضحيات الجسام التي قدمها جيل الرواد من الأباء الأحرار على طريق الشورى والحرية..

الحاضرون جميعاً :

إننا جزء من هذا العالم ولا نستطيع أن نعزل بلادنا عما يجري فيه من تطورات وما يشهده من تحولات ديمقراطية متسارعة وليس أمامنا إلا أن نعد أنفسنا لمسايرة تلك التحولات وذلك بان نسعى جميعاً لتهيئة المناخات اللازمة لترسيخ التوجه الديمقراطي الوليد وترشيد الممارسة واحاطتها بالضوابط والضمانات التي تكفل تجذيرها ونموها على أسس صحيحة فالديمقراطية ليست شعاراً يردد بل ممارسة وسلوك وهذا يقتضي الالتزام الجاد بالتشريعات والتطبيق السليم لها وعدم السماح بتجاوزها كما يقتضي العمل بجدية لمعالجة الاختلالات التي تعيشها البلاد في مختلف المجالات والتي انعكست سلباً على حياة المواطنين ومعيشتهم وزادت من معاناتهم .

والواقع إن ما تمر به البلاد وما تواجهه من تحديات تستدعي تلاحم كل القوى الحريصة على مصلحة اليمن وتوجيه كل الطاقات لإخراجها مما تعانية ، وذلك يستلزم أن تتشابك الأيدي وأن يعمل الجميع بصدق واخلاص وتجرد ، بعيداً عن المماحكات والمكايدات الحزبية وأن يجعل الجميع مصلحة اليمن فوق كل المصالح والأهواء ..

ومن هذا المنطلق فإننا نؤكد من جديد أننا نمد أيدينا للجميع لنتعاون ونعمل معاً من اجل اليمن وخير أبناء اليمن فبناء حاضرها ومستقبلها واجب  على الجميع ومجالات الاتفاق أكثر من مواطن الخلاف فلنتعاون فيما نحن متفقين فيه ولنتجاوز فيما هو مختلف عليه ..

الأخوة والأخوات أعضاء المؤتمر :

إن القضايا التي ستناقشونها في هذه الدورة قضايا هامة وكبيرة تفرضها المرحلة التي تمر بها البلاد وتستوجب منكم التعامل معها بجدية ومسئولية ..

فهذه الدورة تنعقد وقد مضى عقد كامل من مسيرة الإصلاح المديدة بإذن الله ولابد لنا من الوقوف وقفة جادة لمراجعة وتقييم أدائنا خلال  العقد الماضي لنتعرف على الإيجابيات وكيف نستفيد منها في تحسين وتطوير عملنا المستقبلي ، ونكتشف السلبيات لنتلافاها ولا نقع فيها من جديد .

كما أن هذه الدورة هي آخر دورة نعقدها في هذا القرن وبعد أيام قليلة سنستقبل الألفية الثالثة بما تحمله من تحديات ومتغيرات كثيرة تقتضي منا الاستعداد لها والتعامل معها و إدراكها وهذا يلقي بعبء كبير على هذه الدورة حيث يتوجب عليكم وضع الخطوط العامة لمسيرة الإصلاح المستقبلية حتى ينطلق الإصلاح في الألفية الثالثة برؤى واضحة وخطى ثابتة ويواكب التطورات والمستجدات على هدى وبصيرة وهذه مهمة ليست سهلة وتحتاج إلى جهد ومثابرة كما تحتاج إلى سعة أفق واستشراف للمستقبل وأسأل الله لكم العون والسداد ..

الحاضرون الكرام :

منذ ما يقرب من شهرين والشعب الفلسطيني الصامد يتعرض لأعمال القتل والأرهاب والعنف الصهيوني وغطرسته وسط صمت دولي مريب وتخاذل عربي وإسلامي غريب تجلى بوضوح في نتائج مؤتمرات القمم العربية والإسلامية السلبية والهزيلة رغم استمرار مسلسل الإبادة الذي يقوم به الكيان الصهيوني الغاصب وعلى مرأى ومسمع من العالم كله دون أي إجراء عملي ملموس لإيقاف تلك الأعمال والممارسات الإجرامية الصهيونية ، والتي كشفت أوهام السلام المزعوم وزيف دعاوي التطبيع ولقد أسقطت  الأيام رهانات التسوية وأثبتت أن المقاومة وحدها هي الطريق لاستعادة الحقوق وحماية المقدسات وإن الشعب الفلسطيني الصامد في وجه الإرهاب الصهيوني والذي يقدم الشهداء كل يوم ويضحي بكل ما يملك قد اختار طريق المقاومة سبيلاً لتحقيق أهدافه واستعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس ، ولذلك فإن واجب العرب والمسلمين جميعاً دعم هذا الشعب المجاهد بكل أشكال الدعم المادي والمعنوي اللازم لإستمرار الإنتفاضة المباركة حتى تتحقق الأهداف المنشودة بإذن الله.

إن ما يجري على أرض فلسطين ليس موجها ضد الفلسطينيين فقط بل هو موجه ضد كل الأمة العربية والإسلامية ويمثل تحدياً  لها كلها ويضعها أمام مسئولياتها وليس من خيار غير القيام بما تفرضه عليها تلك المسئولية حتى تكون قادرة على الحفاظ على مقدساتها واستعادة أرضها وحقوقها المغتصبة ، وإننا إذ نحيي صمود وتضحيات الشعب الفلسطيني وأطفال الحجارة البواسل فإننا نناشد كل العرب والمسلمين وكل ذي ضمير حي المبادرة إلى تقديم كل دعم ممكن لانتفاضة الأقصى وضمان إستمراريتها بما في ذلك الدعم المادي بالمال والسلاح والدعم المعنوي بقطع كافة أشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني والدول التي تسانده ومقاطعة منتجاتها .

في الختام لا يسعني إلا أن اكرر لكم الشكر والتقدير على الحضور كما اشكر كل من ساهم في الإعداد والترتيب لهذا الحفل وإنجاح أعمال المؤتمر وخاصة الأخوة والأبناء قيادة وطلاب الكلية الحربية ورجال الأمن والمرور ..

وأسال الله أن يوفقنا جميعاً لما يحبه و يرضاه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp