كلمة الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب التي ألقاها بتاريخ:23/2/1997م في مسقط بمناسبة زيارته البرلمانية لسلطنة عُمان


معالي الأخ الشيخ/عبد الله بن علي القتبي  - رئيس مجلس الشورى

الأخوة /أعضاء مجلس الشورى .

الحاضرون جميعاً :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن أكون بينكم اليوم في بلدي الثاني تلبية للدعوة الكريمة التي تلقيتها من أخي معالي رئيس مجلس الشورى ،فبإسمي شخصياً ونيابة عن أعضاء الوفد البرلماني أشكر لكم دعوتكم لنا للقيام بهذه الزيارة الرسمية التي أتمنى أن تكون فاتحة لعلاقات تعاون مستقبلي بين مجلسي النواب اليمني ومجلس الشورى العُماني لتضيف رافداً جديداً لعلاقات التعاون الثنائي المتميز بين بلدينا الشقيقين في مختلف المجالات .

الأخ رئيس المجلس :

الحاضرون جميعاً :

إن العلاقات اليمنية العُمانية علاقات عميقة الجذور والتاريخ المشترك للشعبين الشقيقين يؤكد قوة الروابط التي جمعت بينهما عبر المراحل المختلفة ويترجم ذلك تعاونهُما سواءً في مواجهة الأحداث أو في صناعة التحولات والتغيرات التي شهدتها المنطقة قبل الإسلام أو بعده.

وإن عمق العلاقات يجعل من اليسير علينا ترسيخ وتمتين وتطوير علاقات البلدين اليوم والدفع بها نحو آفاق أوسع من التعاون البناء والعمل المشترك بين الجانبين في المستقبل إن شاء الله ،لأنها علاقات ترتكز على وحدة العقيدة واللغة والأصل الواحد وهي مرتكزات أساسية تمكن المسئولين في البلدين من جعل علاقاتهما على درجة من القوة والثـبات وبحيث تصبح نموذجاً يحتذى به في العلاقات بين الأشقاء .

الأخوة الحاضرون:

إن ما مرت به بلادنا من ظروف وما واجهته من أعباء في الفترة الماضية قد نتج عنها صعوبات إقتصادية كثيرة أعاقت تحقيق التنمية التي ننشدها في مختلف المجالات ،لكننا عازمون على تجاوز كافة المعوقات واللحاق بركب التطور والتقدم حتى نعوض شعبنا عن المعاناة التي عاشها في الماضي ولذلك فقد اتجهت الجهود نحو تقييم مجريات الأمور وتصحيح مسار البناء وبدأت خطوات إصلاح مالي وإداري شامل في كافة المجالات بما يكفل تصحيح الإختلالات وتحقيق النهوض لبلادنا والسير بها قدماً نحو مستقبل مشرق بإذن الله ..   

ولكي تنجح الجهود التي نبذلها من أجل تحقيق التنمية الشاملة فإنها بحاجة إلى تعاون ودعم الأشقاء والأصدقاء ولذلك فإننا نأمل أن يكون لسلطنة عُمان الشقيقة التي قطعت شوطاً كبيراً على طريق النهضة والإزدهار في ظل القيادة الحكيمة والحنكة السياسية لجلالة السلطان/قابوس بن سعيد إسهاماً كبيراً في هذه الجهود سواء من خلال دعم مشاريع الخطة الخمسية التي أقرها مجلس النواب مؤخراً وخاصة مشاريع التنمية الزراعية التي نعلق عليها آمالاً كبيرة ،أو من خلال مشاركة القطاع الخاص العماني في المشاريع الاستثمارية المختلفة وسوف تلقى مشاريع القطاع الخاص المشتركة كل التسهيلات من قبل المسئولين والحكومة اليمنية .

إن توسيع آفاق التعاون الثنائي بين بلدينا لتشمل كافة المجالات ضرورة تفرضها روابط الاخوة والجوار وتحتمها الظروف والتحديات التي تواجهها أمتنا بشكل عام ودول منطقتنا على وجه الخصوص.

وإن على مجلسينا مسؤولية كبيرة في هذا الصدد ينبغي علينا أن نعطيها ما تستحق من الجهد والوقت والتفكير في الوسائل التي تحقق ذلك ،حتى نواكب مسيرة نمو وتطور علاقات البلدين التي يرعاها ويحرص عليها فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح وجلالة السلطان قابوس بن سعيد(حفظهما الله ) .

وإنني آمل أن تحقق جلسة المباحثات التي سنعقدها خلال هذه الزيارة ما نصبوا  إليه من تعميق علاقات التعاون والاخوة بين البلدين وأن تكون هذه الزيارة بداية لتبادل الزيارات بين أعضاء المجلسين.

الأخ رئيس المجلس:

الأخوة الكرام :

إننا ندرك أهمية ترسيخ الأمن والإستقرار في المنطقة ونحرص عليه لأننا نرى أن ذلك يشكل المدخل الصحيح لإقامة علاقات بنائه ومتينة وقوية بين بلدان المنطقة بحيث يتمكن الجميع من الوقوف صفاً واحداً في وجه الأطماع التي تحيط بأمتنا وشعبنا ..

ولذلك فإن الجمهورية اليمنية منذ قيامها تتجنب أسباب الصراعات وعوامل التوتر في المنطقة واتجهت سياسة بلادنا الخارجية إلى إتباع أسلوب الحوار والتفاهم والحل السلمي لكافة المشاكل والخلافات مع الأشقاء والأصدقاء وكان من ثمار هذا التوجه أن تمكنا بحمد الله وتوفيقه وبفضل الروح الأخوية الصادقة – التي تسود علاقات بلدينا الشقيقين – وحكمة قيادتهما السياسية من ترسيم الحدود بين البلدين بصورة نهائية ونحن ماضون بنفس الروح الأخوية الصادقة في العمل من أجل حل قضية الحدود مع المملكة العربية السعودية الشقيقة وما اللقاءات المنتظمة للجان الفنية المشكلة بين البلدين بموجب مذكرة التفاهم والزيارات المختلفة لمسئولي البلدين إلا دليل على الحرص الكامل من الطرفين على إنهاء ملف الحدود بصورة تعود بالخير والنفع على الشعبين الشقيقين .

وتأكيداً لهذا النهج السلمي الذي نتبعه في حل قضايا الخلافات فقد تعاملنا بروح المسئولية وتحلينا بالصبر مع الإعتداء الإرتيري على أراضينا واخترنا أسلوب الحوار واللجوء إلى التحكيم الدولي والقبول بما ستسفر عنه نتيجة التحكيم في قضية إحتلال الأريتيريين لجزيرة حنيش الكبرى اليمنية وترسيّم الحدود البحرية بين البلدين .

الحاضرون جميعاً :

إن العمل من أجل رأب الصدع وتنقية أجواء العلاقات بين بلدان الأمة العربية هو المهمة الملحة في الوقت الحالي والتي ينبغي أن تُعطى لها الأولوية على ما عداها وأن تُكرس من أجلها الجهود من كل الحريصين على بناء الأمة العربية والحفاظ على عزتها وكرامتها والسعي من أجل إعادة التضامن العربي وتوحيد الصف حتى تتمكن الأمة من مواجهة الأخطار التي تستهدفها على كافة الأصعدة ،وإنه بدون موقف عربي موحد ومشترك لن تستطيع الأمة العربية إستعادة حقوقها المغتصبة وتحقيق المكانة اللائقة لها في هذا العالم ،وستظل أوطاننا عرضة للأطماع والأهواء الهادفة إلى تمزيقها لتسهيل السيطرة عليها من قبل الأعداء،وأن مما يؤسف له اليوم أن تتعرض دولة شقيقة مثل السودان للعدوان الخارجي الذي يستهدف وحدة أراضيها وانتمائها ،ويلتزم الكثير منا الصمت دون إتخاذ موقف عربي موحد مع أن أمن السودان هو جزء لا يتجزأ من الأمن العربي القومي .

الأخوة الحاضرون :

إن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة يستلزم إستعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه بما فيها حقه في إقامة دولته المستقلة على أراضيه وعاصمتها القدس الشريف كما يستلزم إستعادة الأراضي العربية المحتلة في الجولان وجنوب لبنان وبدون ذلك فإن الجهود التي تبذل لتحقيق السلام لن يكتب لها النجاح خاصة وأن كل ما تم حتى الآن من خطوات في هذا السبيل يواجه تعنتاً إسرائيلياً واضحاً وتنكراً للإتفاقات التي تمت وإصراراً على المضي في عملية الإستيطان في الأراضي الفلسطينية وإستمراراً للممارسات الإسرائيلية المتمثلة في إنتهاك حقوق الفلسطينيين وهذا ما يجعلنا لا نتفاءل باليوم الذي يتحقق فيه الأمن والاستقرار المنشود.

الأخ رئيس المجلس :

الأخوة الأعضاء :

في الختام أتمنى للعلاقات التي تربط بين بلدينا وشعبينا المزيد من التقدم والتطور لما فيه خير الجميع كما أعبر عن الشكر الجزيل على ما لقيناه والوفد المرافق من حفاوة الإستقبال وكرم الضيافة وأنتهز هذه الفرصة لأدعو أخي معالي رئيس مجلس الشورى لزيارة بلده الثاني اليمن في الوقت الذي يحدده على رأس وفد من مجلس الشورى .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp