في وداع شيخ اليمن * علي حسن بكاره

الثورة نت 5/1/2008م

 

رحم الله الشيخ الجليل/ عبدالله بن حسين الأحمر رجل المواقف الثابتة في مسار الوطن ومجسّد ديمقراطية المبدأ وفكر التحضّر الحزبي في يمن الوحدة والثورة.

الشيخ الذي علّم الأجيال أروع مقاصد الخير وأسمى معاني النضال في تاريخ اليمن الحديث.. فما نقرأه من معاصريه، ورفاق دربه ونضاله، يفوق في تقديري مآثر من سبق وطموح من سيأتي.

فتاريخ هذا العلم العظيم هو تاريخ اليمن، وكفاح الأبطال، ومآثر الشجعان، وجسارة الفرسان الأقوياء، ورسوخ العقيدة السمحاء، ورجاحة العقل، وتاج الحكمة.

هذا المناضل الوطني الكبير الذي قاد القبيلة لتكون صمّام أمان للثورة، للتحرر من عبودية الفرد، ورافد إجماع لتماسك اليمن في أشد المواقف.

لقد جسّد تشييع الشيخ/ عبدالله - رحمه الله - قيم الوفاء والمحبة التي صنعها الشيخ في قلوب الناس بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم ودولهم.. فالرجل تجاوز حدود اليمن، وعلا بمواقفه ضمير الأمة، فكان رحيله حدثاً مؤلماً وفاجعاً بعمق تاريخه وأصالة خصاله وسموّ أخلاقه.. غفر الله له عدد من صلى عليه حاضراً وغائباً، وأسكنه الفردوس الأعلى.

بصماته في مجلس النواب خالدة، فإجماع الوطن على المبدأ واجب وطني والتفاف الشعب حول الحكمة وتغليب مصالح الوطن العليا شاهد عيان على تقدير الوطن لأكابر رموزه وثوّاره، إذ لم تأتِ الحزبية للشيخ/ عبدالله بجديد وإنما أعطاها الشيخ من بريق مكانته، ورصيد نضاله للمساهمة في بناء اليمن الجديد، كما ساهم بدور رئيسي في تثبيت النظام الجمهوري وإنهاء عهود الإمامة والتخلّف.

وما أحسب الأجيال والشخصيات الفكرية والتاريخية إلا تقف أعواماً عديدة وسنين مديدة إجلالاً وتعظيماً ودراسةً وتعليماً لنهج وحنكة هذا الشيخ اليمني الذي سطر للوطن أثمن المآثر، فما من بيت إلا وأحزنه رحيل الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر.

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp