صحيفة الواشنطن بوست في مقابلة خاصة مع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر 16/1/2002م : اليمن لا يأوي الإرهابيين .. وما تمارسه إسرائيل هو من أبشع صور الإرهاب

 

صحيفة الواشنطن بوست - 16/1/2002م

 

-       اليمن لا يأوي الإرهابيين .. وما تمارسه إسرائيل هو من أبشع صور الإرهاب

-       نؤيد كل الإجراءات الرامية لتوطيد الأمن والاستقرار

 

·      لاشك أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر ألقت بظلالها على الوضع العربي بشكل كبير واليمن جزء من هذا الوطن برأيكم هل أحدثت التغييرات الدولية هذه خللاً في المعادلة بين الدولة والقبائل ؟ وهل هناك فعلاً قبائل معادية للدولة وأخرى متعاونة ؟

§      أولاً بالنسبة للشعب اليمني فهو شعب عريق وأصيل وعلاقاته الاجتماعية مترابطة بروابط العمق الحضاري منذ الأزل فالقبيلة هي جزء من الشعب اليمني وكذلك الشعب اليمني هو جزء من هذه القبيلة ولا يمكن لأي أحداث أن تفكك هذه المعادلة وموقف القبائل دائماً مع توجهات الدولة وهي جزء  منها وتربطهم علاقات جيدة ووطيدة أما إذا حدث هناك أي نوع من الضغوطات الأمريكية فقد يكون هناك بعض المواقف الأخرى.

·      هل هذا هو التفسير لما حصل في مأرب إثر الضغوطات الأمريكية ؟

§      ما حدث في مأرب لم يكن تحت الضغوطات الأمريكية وأي تفسير مثل هذا ما هو إلا تفسير القليل من الناس.

·      وما تفسيرك أنت كشيخ وكقائد ؟

§      أنا جزء من هذه الدولة.

·      هل ما قامت به الدولة من إجراء مؤخراً يضر  ببعض القبائل .. هل تعتبرون هذا الإجراء صحيحاً؟

§      الدولة حافظت على الأمن والاستقرار ورأت أن ما تقوم به هو للصالح العام فنحن لاشك وكما قلت جزء من توجهات وسياسة الدولة فنحن نسعى للحفاظ على سلامة وأمن الدولة وسيادة الوطن.

·      معنى هذا أنه جزء من العمل لحماية البلاد والمحافظة على أمن واستقرار الدولة وحماية حدودها؟

§      الدولة محمية وليس هناك أي مشاكل حدودية بين بلادنا وجيراننا فقد انتهت اليمن من كل مشاكلها التي تتعلق بمسألة الحدود مع الدول الشقيقة المجاورة.

·      بعض القضايا التي قامت بها الدولة مؤخراً والخطوات المتمثلة في إغلاق جامعة الإيمان والتحقيق مع بعض الشخصيات في دار الحديث في الجوف كل هذه الأمور يقال بأنها ترجع إلى تصفيات خاصة بين الرئيس اليمني وبعض هذه الجهات ؟

§      غير صحيح أن تكون جامعة الإيمان قد أغلقت ، والتدريس مستمر فيها وليس لدينا أي شكوك حولها وأي استفسار حول هذا عليكم أن تذهبوا إلى رئيس الجامعة الشيخ عبد المجيد الزنداني فهو جزء من الدولة فقد كان عضو مجلس الرئاسة سابقاً وأحد مسئولي الدولة.

·      أنتم كرئيس لأكبر الأحزاب اليمنية ما هو رأيكم فيما قاله الرئيس اليمني في خطابه مع العلماء ومطالبتهم بأن لا يكونوا متشددين في طرحهم وهل ما قاله الرئيس كان نتيجة الضغوطات الأمريكية ؟

§      قد أجبنا في سياق هذا الحديث عن موقفنا ورأينا فيما تتخذه الدولة للحفاظ على أمنها وسيادتها ورغم كل ذلك فإن كل الرؤساء العرب والمسلمين واقعين تحت الضغوطات والإرهاب الأمريكي.

·      سمعنا من مكتب الرئاسة أن الإجراءات التي قامت بها الدولة كان نتيجة للوضع الداخلي ولتحسين الاقتصاد وإنهاء حكاية خطف السياح واجتذاب المستثمرين وليس كما يقال بأن ما قام به الرئيس لإرضاء أمريكا بل لمصلحة الاقتصاد اليمني؟

§      هناك شيء من الخلط ما بين الإجراءات التي تسعى إلى توطيد الأمن والاستقرار وبين ما سمعتم عن الأخ الرئيس حول النشاط الإسلامي وأن الكل متعاون سواء عن طريق الخطوات أو عن طريق الخطابات وكل هذه الأمور تسعى إلى خلق أجواء أمنة. وقد كانت موجودة في السابق وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر سعت الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة وهذا أمر طبيعي وجميع الإجراءات التي تأخذها الدولة ضد المختطفين وضد الذين يعبثون بالأمن فنحن جميعاً معها وضد هذه الأعمال .

·      هل هذا تفريق بين العابثين وبين أحداث مأرب ؟ وما حصل في مأرب هل هو إرضاء لأمريكا ؟

§      كل ما يصب في خانة توطيد الأمن والاستقرار فنحن نؤيده ونقف معه وكل شيء غير ذلك فلنا رأي أخر فيه . وما حدث في مأرب من أحداث هو أن أمريكا تقدمت لليمن ببعض أسماء من تنظيم القاعدة مطلوبين فقدمت الحكومة لها بعض التعاون ونحن بهذا العمل لا نلام عليه فنحن ضد الإرهاب أينما كان والولايات المتحدة الأمريكية رفعت شعار ظاهرة الإرهاب لكي تصفي حساباتها مع خصومها وخصوم إسرائيل وتعتبر أن كل من ليس معها فهو ضدها وضد إسرائيل.

·      هناك معلومات تقول أن بعض المشائخ إزداد نفوذهم وأنه أصبح لديهم حرس وأنه لابد من إحباط بعضهم أو التقليل من نفوذهم ؟

§      بالنسبة لهؤلاء هم مواطنون عاديون صغار ولديهم بعض الأحقاد على المشائخ ولا يعبرون إلا عن رأيهم وهم لا يمثلون سياسة الدولة.

·      يبدو أن هناك بعض الأخطاء قامت بها الحكومة والمتمثلة بالحملة العسكرية التي استفزت أهالي المنطقة وكان هناك الكثير من الوسائل البديلة ما رأيكم ؟

§      هناك بعض الإجراءات تتخذها الدول في مثل هذه الحالات لملاحقة بعض المطلوبين دون أن يكون هناك ضحايا ؟

·      انتخابات البرلمان بعد عام ونصف فهل الأحداث الأخيرة الداخلية سوف تؤثر على الحزب الحاكم ؟

§      لا أستطيع أن أرد على هذا السؤال  وبإمكانكم أن توجهوا سؤالكم إلى قيادات المؤتمر الحزب الحاكم.

·      هل تعتقد أن هذه العوامل سوف يستفيد الإصلاح ثاني أكبر حزب في البلاد من هذه الأحداث ؟

 

§      الإصلاح حزب يمتلك القدرات والرؤى التي تخوله من قيادة قواعده ووضع المصلحة العليا فوق كل الاعتبارات فنحن لا نتصيد هفوات الآخرين ، والتجارب قد أثبتت صحة ذلك.

·      هذه المخاطرات التي تقوم بها الدولة بمحاربة الإرهاب هل ستسبب فجوة أو انشقاق في الوحدة الوطنية؟

§      نخشى أن تتفاقم مثل هذه التحولات مع العلم أن اليمن لم تأوي الإرهابيين أو الإرهاب وبلادنا حكومة وشعباً ضد الإرهاب أينما كان ومن أي مصدر سواء من أفراد أو جماعات وما تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ أكثر من خمسين عاماً هو من أبشع صور الإرهاب ومساندة أمريكا لهذا الكيان الصهيوني هو الإرهاب بذاته والتحولات العربية والإسلامية تجاه السياسة الأمريكية وكرهها هو نتاج السياسة الأمريكية التي تنتهجها في التعامل مع القضايا العربية وخاصة القضية المركزية والأساسية فلسطين المتمثل في استمرار الولايات المتحدة في الدعم الكامل للكيان الصهيوني مادياً ومعنوياً وإذا استمرت أمريكا بهذا الدعم "اللوجستي" فإن أعداء أمريكا سوف يكثرون ما لم تغير أمريكا من سياستها تجاه القضايا العربية والإسلامية وخاصة القضية الفلسطينية.

 


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp