صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في لقاء صحفي مع الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر 9/12/1998م : انحزت لحق المرأة في الانتخابات ودخول مجلس شورى الإصلاح .

 

صحيفة الشرق الأوسط - 9/12/1998م  

-       انحزت لحق المرأة في الانتخابات ودخول مجلس شورى الإصلاح .

 

وصف الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر  رئيس مجلس النواب ورئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح حزبه بأنه تجمع وسطي سواءً كان في المعارضة أو في الإئتلاف مؤكداً أن نهج الإصلاح يختلف عن مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة وأنه يرفض أسلوب المعارضة لكل شيء تقوم به الحكومة سواءً إيجابياً أو سلبياً .

 وأكد في حوار أجرته معه " الشرق الأوسط " انحيازه إلى جانب حق المرأة في الانتخاب ودخول مجلس شورى الحزب في المؤتمر العام الثاني الأخير رغم وجود قناعات معارضة لذلك داخل الحزب وتحدث في الحوار عن ملف الحدود السعودية – اليمنية قائلاً إن المبادرات السياسية لقيادتي البلدين هي أسرع وأفضل الطرق وهي الخروج باتفاقيات وحلول لكل  القضايا الطويلة والصعبة في هذا الملف  وأبدى تفاؤله بانتهاء المحادثات حول هذا الملف بحلول أخوية ومرضية .

وحول التعديلات الدستورية التي أعلن عن إمكانية إدخالها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح  مؤخراً قال الشيخ الأحمر : لا توجد عندي فكرة عن هذا الأمر ولكن من حيث المبدأ لا أرى داعياً لإجراء أي تعديل على الدستور الحالي ، وقال إن حزبه تجمع وسطي سواءً كان في الائتلاف أو في المعارضة وأن لحزبه أسلوبه في المنهج وفي طريقة  المعارضة وأن الإصلاح إذا ما رأى خروجاً عن مضامين الدستور سيكون له موقف مع الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وفيما يلي نص الحديث :

 

·      كيف تنظرون إلى الأوضاع الراهنة التي يمر بها اليمن وقد أوشك أن يبدأ العام الجديد ؟

§      ننظر إلى الأحوال والأوضاع في اليمن بنظره تفاؤل والتفاؤل هو مبدأ راسخ عندي في كل شيء وبحمد الله تفاؤلي يصدق دائماً ونظرتي أن اليمن عندما يدخل في أزمة فإن الأزمة تنفرج فعلاً وها نحن  داخلون عليه العام الجديد وهو العام قبل الأخير لدخول الألفية الثالثة للميلاد ونأمل أن تسير الأمور على ما يرام وأن تتحسن الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها اليمن حكومة وشعباً وهذا الأمر شيء واضح لا نستطيع إنكاره إلا أن مثل هذه الأزمة التي نمر بها تعيشها معظم شعوب العالم .

·      ماذا عن الدور المتوقع لحزب " الإصلاح " بعد انتهاء مؤتمره العام الثاني بما أسهم في ترسيخ العمل المؤسسي في نشاطه وبين أوساطه ؟

§      التجمع اليمني للإصلاح يتعامل مع قواعده تعاملاً ديمقراطياً وبممارسات ديمقراطية وهذه الممارسات التي نطبقها مع كوادرنا وقواعدنا في حزب " الإصلاح " تؤكد أننا أحرص في ذات الوقت أن نتعامل مع الآخرين من الأحزاب والقوى السياسية الموجودة في الساحة اليمنية بنفس الأسلوب وبذات الاتجاه الديمقراطي الذي نطبقه داخل حزبنا ، وفي هذا المنوال نطلب من الأخوة في القوى والأحزاب السياسية أن يتعاملوا معنا بالمثل ونطلب في نفس الوقت من كل هذه الفعاليات السياسية أن تلتزم بقواعد الديمقراطية وبالتعامل البناء سواء كان ذلك مع الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام أو الأحزاب الأخرى ، المعارضة أو بعضها البعض.

·      رغم إقرار بعض الأحزاب بالطرح السياسي لحزب الإصلاح إلا أن أحزاب مجلس التنسيق ترى وجود فجوة بين هذا الطرح والممارسة ، ما وجاهة النقد هذا؟

§      التجمع اليمني للإصلاح هو تجمع وسطي سواء كان في المعارضة أو في الإئتلاف والآن نحن في المعارضة ولنا نهجنا ولنا سياستنا ولنا أسلوبنا في المعارضة ، والأخوان في أحزاب التنسيق لهم نهجهم ولهم أسلوبهم فلهم طريق ونحن في حزب الإصلاح لنا طريق آخر في ممارسة المعارضة .

·      يقال أن الإصلاح أكثر قرباً إلى حزب السلطة منه إلى أحزاب المعارضة ومن موقع المعارضة ينبغي أن يكون أكثر اقتراباً من المعارضين أليس ذلك هو الصحيح ؟

§      نحن حقيقة في المعارضة . وما يقال أن التجمع اليمني للإصلاح أقرب إلى المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم في البلاد فهو واقع لما يجمعنا به من قواسم مشتركة وعلاقات استراتيجية ، لقد كنا بالأمس مع المؤتمر الشعبي العام في خندق واحد دفاعاً عن الوحدة وفوق هذا فنحن حزب الإصلاح حزب وسطي .

·      إذا كنتم تمثلون مركز الثقل في المعارضة برلمانياً وفي نفس الوقت تلتقون مع الحزب الحاكم فكيف ستوجد معارضه مؤثرة ؟

§      نحن في حزب التجمع اليمني للإصلاح نؤمن بالمعارضة البناءة ، أما المعارضة لكل شيء ولكل ما تعمله الحكومة سواء كان ذلك إيجابياً أم سلبياً فهذا الأمر لا نتبناه ولا نؤمن به أبداً إنما الشيء الإيجابي نعترف بإيجابيته وندعمه والسلبي نعارضه وندعو إلى إصلاحه ونقول فيه هذا خطأ وهذه هي الطريقة التي نؤمن بها في أداء دورنا فعندما نرى أخطاء تشكل في مجملها خروجاً عن مضامين الدستور أو نرى حدوث تجاوزات أو مخالفات للقوانين أو نرى ما يتعارض مع مصلحة الوطن حينئذ سيكون لنا موقف مع الحزب الحاكم .

·      انتخاب المرأة في شورى الحزب اعتبر تطوراً محسوباً للإصلاح فهل ذلك يعني أن الجناح المعتدل انتصر على الجناح المتشدد حيال تمثيل العنصر النسائي ولماذا انحزت شخصياً للمرأة ؟

§      التجمع اليمني للإصلاح هو كيان واحد بوجه عام وفيما يتعلق بدخول المرأة الانتخابات إلى مجلس الشورى في حزب الإصلاح أثناء انعقاد المؤتمر العام الثاني كان هذا الأمر نابعاً وناتجاً عن قناعة وإذا كان هناك أشخاص أو عنصر لهم نظرة أخرى مغايرة لمثل هذه القناعات فهذه ظاهرة حيوية بوجود رأي ورأي آخر في كل شيء لكن هذا لا يعني وجود انقسام في حزب التجمع اليمني الإصلاح بين جناح معتدل وآخر متشدد ، وانحيازي إلى جانب حق المرأة في الانتخاب والدخول إلى مجلس الشورى كانت قناعتي .

·      ما وجه نظركم تجاه الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت منذ عام 95م ؟

§      للتجمع اليمني للإصلاح رأي في هذا الأمر ، وهو وجوب أن تكون الإصلاحات الاقتصادية متزامنة مع الإصلاح الإداري وتطهير أجهزة الدولة من الفاسدين ، هذه كانت ولا تزال هي رؤية التجمع اليمني للإصلاح تجاه عملية الإصلاح بشكل عام وهذا هو موقف الإصلاح الصريح والواضح .

·      مشروع الميزانية جاء خالياً من الدعم الحكومي لمادة القمح واستبقى شيئاً بسيطاً للدقيق .. ما هو موقف الإصلاح إزاء هذا أم أن موقفكم سيكون المعارضة كما حدث في الجرعة السابقة ؟

§      قضية رفع الدعم عن مادتي القمح والدقيق تكاد أن تكون الرؤية مشتركة حيالها من كافة القوى السياسية سواء كان ذلك في المؤتمر الشعبي العام أو لدى حزب الإصلاح أو الأحزاب الأخرى وسواء كانت هذه الأحزاب موجودة في مجلس النواب أم خارجه فحوى هذه الرؤية أن الدعم الحكومي لهاتين المادتين يكلف الدولة عبئاً كبيراً و لا تستفيد  من هذا الدعم الفئات المستحقة له والمحتاجة له أيضاً وإنما يذهب معظم هذا الدعم للوسطاء والمحتكرين والمتنفذين ولمصالح قوى أثرت من هذا  الدعم .

·      شبكة الضمان الاجتماعي البديل عن الدعم للفقراء هل تعتقدون أن مسار تنفيذها يسير بشكل سليم ؟

§      لا ، والمفروض أنها بديل عن الدعم لأصحاب الدخل المحدود ، ولكن هناك أيضاً ممارسات غير سليمة بالنسبة لمصارف الضمان الاجتماعي وهناك متمصلحون كثيرون في أموال الضمان الاجتماعي والتوزيع غير عادل وتوجد مجاملات ومحسوبية ووسطاء في هذه الممارسات غير السليمة كما أن هناك تصرفات حزبية من بعض القيادات الحزبية في المؤتمر الشعبي العام ،ـ فعلى سبيل المثال ، إذا كان ممثل هذه الدائرة أو تلك ينتمي إلى حزب المؤتمر الشعبي العام وهو ذو وجاهة ومكانة حزبية فإن هذا الضمان الاجتماعي يسخر له فتفتح له الأبواب ويعطي آلاف ومئات الحالات يوزعها على دائرته ليستفيد منها الوسطاء بينما الدوائر التي بها نواب غير محظوظين لا ينالون من ذلك شيئاً ولهذا لا بد من ضبط هذا الجانب بحيث تصب أموال الضمان الاجتماعي لمستحقيها من الفقراء وذوي الدخل المحدود .

·      رفعت الحكومة في منتصف العام الحالي جزئياً الدعم عن القمح والدقيق والمشتقات النفطية فنشأت عن ذلك اضطرابات أمنية ما هي انعكاسات الجرعة الجديدة أمنياً ؟

§      القرار في هذا الأمر لن يكون مفاجئاً وقد مهد لهذا الإجراء بما صرح له الرئيس علي عبد الله صالح وما قاله رئيس الوزراء الدكتور عبد الكريم الإرياني في مناسبات كثيرة من رفع الدعم نتيجة لعدم الاستفادة من ذلك الدعم والذي يقدر بمليارات الريالات وأن هذه المبالغ الكبيرة ستذهب لبناء السدود والحواجز المائية للري الزراعي ولشق الطرق وجزء منه سيذهب لمصلحة الضمان الاجتماعي ، ولهذا لا أعتقد أن يحدث أي رد فعل لأن القرار لن يكون مفاجئاً .

·      الحجة الأساسية في رفع الدعم أنه لا يصل إلى مستحقيه فما هي الضمانات الكفيلة لوصول الضمان إلى شريحة الفقراء التي تتسع يومياً فضلاً عن إقامة بنية أساسية للمياه ؟

§      الضمانة في هذا الأمر تصريحات وحرص الرئيس علي عبد الله صالح وكذلك حرص الدكتور عبد الكريم الإرياني  رئيس الوزراء على المصداقية وهما اللذان  سيتحملان المسئولية .

·      ألا يتحمل حزب الإصلاح جزءاً من هذه المسئولية باعتبار أن له وجوده المسموع في مجلس النواب ؟

§      يعتمد حزب التجمع اليمني للإصلاح على مبدأ أساسي وهو " الإصلاح بقدر ما يستطيع ".

·      الحزب الاشتراكي اليمني يتأهب لعقد مؤتمره العام الرابع الأسبوع المقبل ، ما هي وجهة نظركم إزاء هذا التطور في الاشتراكي ؟

§      نحن في حزب الإصلاح وغيرنا من القوى والأحزاب السياسية طال انتظارنا لعقد هذا المؤتمر الذي لم يعقد منذ 13 عاماً ، فانعقاد المؤتمر العام الرابع للحزب الاشتراكي في حد ذاته يعد شيئاً كبيراً ثم أنني أتمنى أن يتوفق الحزب في الخروج بمقررات تخدم الصالح العام وتخدم الوحدة وأتمنى كذلك من المؤتمر أن يحددوا موقفهم بصورة واضحة من الانفصاليين الذين أعلنوا الانفصال وفجروا الحرب في صيف 94م والذين يعتبرون أعداء الشعب وارتكبوا الخيانة العظمى وأن يحددوا الموقف الصريح والواضح من هذه السوابق وأن يكون للمؤتمر العام الرابع الموقف الصريح والواضح من الوحدة التي أجمع عليها الشعب وكانوا يتشدقون بها وقبل أن تعلن قيادة الحزب السابقة الانفصال .

·      ماذا عن علاقة الإصلاح بالقيادة الحالية ؟

§      ليس بيننا وبينهم في الحزب الاشتراكي قطيعة كما لا توجد قطيعة مع أي حزب كبير أو صغير في السلطة أو في المعارضة .


·      تطرح حالياً قضية التعديلات الدستورية ما هو موقف الإصلاح منها ؟

§      لا توجد عندي فكرة عن هذا الأمر ولم يصلني شيء في هذا الشأن إلا من الشارع أو من بعض الصحف ولكن من وجهة نظري ومن حيث المبدأ لا أرى داعياً لإجراء أي تعديل على الدستور ولا فائدة من أي تعديل .

·      ماذا عن مسار المفاوضات الحدودية مع السعودية ؟

§      الواقع أن الحديث عن هذا الأمر قد طال وتكرر حول قضية الخلاف حول الحدود مع المملكة العربية السعودية وليس لدي جديد أقوله إلا أنني كما قلت في بداية الحديث متفائل دائماً وأن المحادثات حول مسألة الحدود ستنتهي بسلام ووئام وبحلول أخوية ومرضية .

·      هل وصلت اللجان المشتركة إلى طريق مسدود وهو ما قد يدعو إلى مبادرة سياسية من القيادتين السياسيتين في البلدين ؟

§      اللجان المشتركة بين البلدين لم تصل إلى طريق مسدود إلا أن الحلول السياسية والمبادرات السياسية هي أسرع وأفضل وهي المخرج لكل القضايا الطويلة والصعبة .

·      هل يمكن تحديد الصعوبات التي تجابه اللجان المشتركة ؟

§      الصعوبات التي تواجه اللجان المشتركة هي الخلاف على بعض المعالم فالجانب اليمني يرى أن المعلم المختلف عليه هو هذا بينما الجانب السعودي يرى أن هذا المعلم هو في مكان آخر ، وهذه هي الأشياء المختلف عليها الآن ،و هي التي يدور الحوار حولها .

·      البعض يرى تجنب العلاقات اليمنية السعودية آثار الخلاف الحدودي كيف يمكن ذلك؟

§      حقيقة أن عدم الوصول إلى حلول حول هذا الخلاف الحدودي يعكس نفسه على الجوانب الأخرى من العلاقات والخلاف على جانب من جوانب العلاقات يؤثر على الجوانب الأخرى أيضاً .

·      حددت اللجنة العليا المشتركة السعودية اليمنية التي رأستم الجانب اليمني فيها ثلاثة شهور لإنجاز مهامها والآن مضت هذه المدة ، ماذا في الأمر ؟

§      عند زيارتي إلى جدة التقيت بالأمير سلطان بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران واتفقنا على تحديد هذه الفترة وبعد ذلك سافرت إلى الخارج وقضيت حوالي شهر ونصف وحدث ما حدث من المشاكل في بعض الجزر الأمر الذي أدى إلى عرقلة سير المحادثات حتى تجاوزت اللجان هذه المدة المحددة بعد الالتزام بها .

·      قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد أن علم اليمن سيرتفع قريباً على سفارته في الكويت ما تعليقكم على ذلك ؟

§      سمعنا ذلك وتبشرنا به وهذه هي أول مبادرة أسمعها من مسئول كويتي وننتظر ترجمة هذا التصريح عملياً ، أما من جانبنا فأيدينا ممدودة وبلادنا مفتوحة وقلوبنا مفتوحة وسفارة دولة الكويت في صنعاء مفتوحة ، كما أن القائم بالأعمال الكويتي موجود باستمرار منذ أزمة الخليج إلى الآن ، وننتظر تفعيل هذه المبادرة التي صرح بها الشيخ صباح الأحمد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ، ونحن نرحب بها وننتظر لما بعدها بكل اشتياق .

·      كيف تقيمون الأداء العربي إزاء الأزمة بين العراق والمفتشين الدوليين ؟

§      ننظر إليه باستياء فلم يكن هناك أداء عربي لصالح الأمة العربية ولم يكن هناك موقف أخوي بالنسبة لما يعانيه العراق الشقيق ، ومن المؤسف أن أمريكا تتصرف بصورة منفردة وكأن لا جود لمجلس الأمن ولا لمنظمة الأمم المتحدة ولا لمواثيق دولية.

·      وماذا عن اتفاق " واي بلانتيشين " بين الفلسطينيين وإسرائيل ؟

§      كل الاتفاقيات التي كانت بين إسرائيل وفلسطين ظالمة وغير عادلة وكلها تصب في صالح الإسرائيليين ، سواء اتفاقية أوسلو وهذه الاتفاقية التي تمت في أمريكا التي تدعي أنها راعية السلام وهي في حقيقة الأمر راعية الاستسلام .

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp