زيارة الشيخ/ عبدا لله بن حسين الأحمر إلى جمهورية مصر العربية 9- 13/4/1995م

تقرير عن زيارة الشيخ/ عبدا لله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب

والوفد المرافق له إلى جمهورية مصر العربية في الفترة من 9- 13/4/1995م

  

 الأخوة/ أعضاء  مجلس  النواب                         المحترمون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

تعتبر العلاقات اليمنية المصرية ذات خصوصية مهرت بدماء الشهداء من أبناء جمهورية مصر العربية دفاعاً عن الثورة السبتمبرية ، ومنذ ذلك الحين والعلاقات تسير باتجاه التطور في جميع المجالات وكانت مواقف البلدين تجاه الأوضاع الإقليمية والدولية متطابقة إلا أن أزمة الخليج وما لحقها من تصدع في العلاقات العربية قد ألقت بظلالها على هذه العلاقة المتميزة .

غير أنه وبعد الزيارات المتكررة للأخ/ رئيس الجمهورية بدأ الدفئ يسري في هذه العلاقات وتتويجاً للتواصل بين القيادات بمختلف مستوياتها في البلدين ولما يربط الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب من علاقات تأريخية مع القيادات المصرية فقد قام رئيس المجلس وعلى رأس وفد رفيع المستوى بزيارة رسمية لجمهورية مصر العربية بناءً على الدعوة المقدمة إليه من نظيره المصري الدكتور/ أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري..وقد رافق رئيس المجلس في هذه الزيارة الأخوة التالية أسماؤهم :-

1.                                    الأستاذ/ يحي علي الراعي                عضو المجلس رئيس كتلة المؤتمر الشعبي العام .

2.                                    الأستاذ/ عبدالرحمن يحي العماد          عضو المجلس رئيس كتلة التجمع اليمني للإصلاح .

3.                                    الأستاذ/ عبدالرحمن محمد الأكوع        عضو المجـــــلس .

4.                                    الدكتور /حسن مقبولي الأهدل             عضو المجــــلس .

5.                                    الأستاذ/ محمد علي عماية                  عضو المجـــلس .

6.                                    الدكتور/محمد يحي الشرفي                عضو المجـــلس .

7.                                    الأستاذ/ محمد عبد الله الكبسي             عضو المجـــلس .

ففي تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأحد الموافق:9/4/1995م وبتوقيت القاهرة وصل الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر – رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له مطار القاهرة الدولي ، حيث كان في استقباله الدكتور/ طلبه عويضه وكيل المجلس ورئيس لجنة العلاقات العربية بمجلس الشعب المصري ، ومندوب عن مراسم مجلس الشعب المصري . .

وبعد استراحة قصيرة بصالة كبار الضيوف توجه الوفد إلى مقر الإقامة حيث ألتقى الوفدان اليمنى والمصري برئاسة رئيسي المجلسين على مأدبة غداء أقيمت في عصر نفس اليوم .

وفي الكلمة الترحيبية التي ألقيت أكد الدكتور / أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري على عمق العلاقات اليمنية المصرية وأنها تقوم على مرتكزات قوية أصلت بالدم دفاعاً عن الثورة اليمنية ، وتمنى للعلاقات بين البلدين المزيد من التطور والنماء لما فيه مصلحة اليمن ومصر .

ونوه إلى ضرورة تكاتف الجهود العربية لخدمة القضايا القومية ولما من شأنه تعزيز دور الجامعة العربية باعتبارها بيت العرب ومظلتهم ، وتطرق رئيس مجلس الشعب إلى مذكرة التفاهم الموقعة بين بلادنا والمملكة العربية السعودية مشيداً بالجهود الحكيمة التي بذلت لحل الخلافات بالحوار والطرق السلمية .

وفي كلمة قصيرة أعرب الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر عن شكره وتقديره لكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال الذين قوبل بهما والوفد المرافق مشيداً بالدور الإيجابي الذي تلعبه مصر إزاء القضايا العربية والإسلامية مؤكداً على خصوصية العلاقات بين بلادنا ومصر العربية متمنياً لهذه العلاقات الرسوخ والثبات والتطور .

وفي صبيحة اليوم الثاني للزيارة عقدت جلسة المباحثات الرسمية بين وفدي البلدين برئاسة رئيسي المجلسين ، حيث عبر في البداية رئيس مجلس الشعب المصري عن حرص مصر وشعب مصر على تطوير علاقاتها المتميزة مع بلادنا منوهاً إلى أن مصر قد تابعت الأزمة السياسية في بلادنا وحرصت على إنهائها من موقع الرغبة الصادقة على بقاء العلاقات المصرية اليمنية بل وتنميتها ، ثم ألقى الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر كلمة أشاد فيها بدعم مصر الرئيسي للثورة اليمنية مستعرضاً المشاكل الاقتصادية التي تعيشها بلادنا خاصة بعد كارثة الحرب المدمرة التي قادتها بعض قيادات الحزب الاشتراكي الانفصالية ، وتطرق في كلمته إلى مذكرة التفاهم بين بلادنا والسعودية معتبراً ذلك خطوة أساسية وجوهرية لحل كافة الخلافات الحدودية مع الأشقاء في المملكة .وفي نهاية اللقاء أتفق الجانبان على تشكيل جمعية برلمانية من الجانبين تسمى جمعية الأخوة والصداقة تكون من مهامها تطوير العلاقات البرلمانية بين البلدين لما فيه خير الشعبين الشقيقين وقد قدم رئيس المجلس دعوة رسمية إلى نظيره المصري لزيارة بلادنا فقبلها على أن تحدد في موعد لا حق .

وعلى صعيد اللقاءات الرسمية التقى وفد بلادنا برئاسة الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب بالدكتور/ مصطفى كمال حلمي رئيس مجلس الشورى المصري وعدداً من أعضاء مجلس الشورى وفي مستهل اللقاء رحب رئيس مجلس الشورى بالوفد موضحاً العلاقة التي تربط بين مجلس الشورى كمؤسسة دستورية متخصصة ومجلس الشعب المصري المنوط به عملية التشريع ، ثم أعطى شرحاً وافياً عن مسيرة مجلس الشورى ونظامه الداخلي ونظام الترشيح فيه ..وتحدث الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب عن حداثة التجربة الديمقراطية بمضمونها الجديد في بلادنا وأن هذه الزيارة سوف تسهم في تطوير النظم البرلمانية في بلادنا باعتبار أن التجربة الديمقراطية في مصر عريقة وقديمة .

وقال رغم أن الديمقراطية في بلادنا حديثة إلا أنها قد قفزت قفزات هائلة إلى الأمام معتبراً أنه لا بديل للديمقراطية في بلادنا ، ثم قام الوفد بزيارة لقاعة مجلس الشورى وحضر أحدى جلسات مجلس الشعب المصري حيث تم الترحيب بزيارة رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له.

وفي نفس اليوم حضر الشيخ /عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له ندوة مؤسسة الأهرام التي أقيمت في دار الأهرام واستمرت قرابة ست ساعات حضرها العديد من رؤساء المراكز الاستراتيجية والسياسية المتخصصة في مصر وعدد من الشخصيات السياسية ورؤساء تحرير بعض الصحف حيث أدار الندوة رئيس مؤسسة الأهرام وتركزت النقاشات حول ثلاث محاور رئيسية هي :-

§                                        الأوضاع في اليمن .

§                                        علاقات اليمن مع الأشقاء في المملكة .

§                                        العلاقات العربية العربية .

وفي نهاية الندوة دعى رئيس المجلس مؤسسة الأهرام إلى إقامة مثل هذه الندوات سواءً في اليمن أو مصر لأن مثل هذه الحوارات والنقاشات كفيلة بإزالة أي لبس وأنها تسهم في تقريب وجهات النظر في كثير من القضايا .

وفي صبيحة يوم الثلاثاء الموافق: 11/4/1995م أستقبل الرئيس المصري محمد حسنى مبارك الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر والوفد المرافق له حيث تناول الحديث الودي الذي أستمر ساعة كاملة العديد من الهموم والقضايا المشتركة بين بلادنا وجمهورية مصر وسبل الدفع بها إلى الأمام وتطويرها وقد أعرب رئيس المجلس عن شكره البالغ لفخامة الرئيس المصري على اتاحة الفرصة للقاء به مقدراً الجهود التي تبذلها القيادة المصرية لرأب الصدع بين الأشقاء بحكم مكانة مصر ومركزها الريادي في الوطن العربي ، منوهاً إلى دعم اليمن لموقف مصر المبدئي من معاهدة حظر التسلح النووي في منطقة الشرق الأوسط ، كما تطرق اللقاء إلى ضرورة إحياء وتفعيل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين .

هذا وقد قام الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس المجلس بنقل رسالة شفوية من الأخ الفريق / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى أخيه الرئيس حسنى مبارك تتعلق بالعلاقات الأخوية بين البلدين وبدوره حمل الرئيس مبارك رئيس المجلس رسالة شفوية إلى أخيه الفريق علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ، وإثر اللقاء صدرت التوجيهات العليا بإعادة فتح نظام المكالمات التلفونية المباشرة بين البلدين حيث أجرى رئيس المجلس أول مكالمة تلفونية مباشرة إلى اليمن وعقب المقابلة صرح رئيس المجلس بأن الزيارة ناجحة ومر دوداتها إيجابية وأن الوفد قد وجد لدى الرئيس مبارك تفهماً كبيراً لكافة القضايا الثنائية وأن لديه الحرص الكامل على تطوير العلاقات بين البلدين .

توجه بعد ذلك الأخ/ رئيس المجلس والوفد المرافق له إلى مبنى الحزب الوطني الديمقراطي ، حيث التقى الأخ/ الدكتور يوسف والي نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة المصري وأمين عام الحزب الوطني وقد تناول اللقاء معه المتغيرات على الساحة العربية الدولية وضرورة توحيد الصف العربي لمواجهة التحديات التي تحدق بالأمة العربية وكيفية الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة بعيداً عن ممارسة العنف والإرهاب اللذان لا يمتان للإسلام بصلة ..وتطرقت الأحاديث بين الجانبين إلى أهمية التنسيق بين الأحزاب الرئيسية في بلادنا والحزب الوطني في مصر باعتبار ذلك وسيلة عملية للمزيد من التواصل والتعارف والـتآلف الأمر الذي سينعكس بالخير على العلاقات بين البلدين ولما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين .

ثم قام رئيس المجلس والوفد المرافق له بزيارة لمبنى السفارة اليمنية حيث التقى هناك بالأخ السفير وطاقم السفارة وأستمع منهم إلى الهموم والقضايا التي تعترض العمل وسبل التغلب عليها وتذليلها .

وفي صباح يوم الأربعاء الموافق: 12/4/1995م قام رئيس المجلس والوفد المرافق له بزيارة لمدينة العاشر من رمضان التي تبعد حوالي ثمانين (كم) عن القاهرة ، حيث يقام في المنطقة مشروع صناعي سكني ضخم في محاولة لغزو الصحراء والاستفادة منها ، وفور وصول الوفد توجه الجميع إلى الصالة الكبرى التابعة للهيئة التنفيذية لمدينة العاشر من رمضان حيث أستمع الجميع إلى شرح من مدير المشروع عن أهداف المشروع والمراحل التي قطعت والطاقة الاستيعابية للمشروع التي تصل إلى مليون نسمة .

ثم زار رئيس المجلس والوفد المرافق له مصنعين من مصانع المشروع وهما مصنع السراميك ومصنع النساجون الشرقيون .. وقد سجل رئيس المجلس كلمة في سجل الزيارات أعرب فيها عن إعجابه والوفد المرافق بما شاهده من صناعات وطنية متميزة متمنياً للجميع النجاح والتقدم .

وفي مساء نفس اليوم عقد الأخ الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر مؤتمراً صحفياً في مقر إقامة الوفد بفندق سميراميس حضره العديد من مراسلي الصحف والوكالات ومحطات التلفزة العربية ، حيث تركزت الأسئلة حول الوضع الداخلي لبلادنا والتطورات والحلول الراهنة للخروج من الوضع الصعب ، ثم العلاقات اليمنية السعودية وأهمية مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين باعتبارها لبنة أساسية لمعالجة قضايا الحدود ونموذجاً يحتذى به بين الدول ، وتطرقت الأسئلة إلى العلاقات العربية العربية والآفاق المستقبلية لهذه العلاقات والتحديات الكبرى التي تواجه الأمة العربية وكيفية تفعيل الجهود المبذولة من أجل وحدة الصف العربي .

 وفي صباح يوم الخميس الموافق:13/4/1995م غادر مطار القاهرة الدولي الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس المجلس والوفد المرافق له عائداً إلى أرض الوطن بعد انتهاء الزيارة الرسمية لجمهورية مصر العربية .

والله الموفق ،،،

عبدالقوي القيسي                                                        محمد عبدالله الكبسي

  مدير مكتب الرئيس                                                        


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp