زيارة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر للمملكة المغربية 17-23/3/2002م

 

تقرير عن زيارة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب

للمملكة المغربية للمشاركة في أعمال المؤتمر (107) للإتحاد البرلماني الدولي

خلال الفترة من 17-23/مارس/2002م

 

استضافت المملكة المغربية أعمال المؤتمر(107) للاتحاد البرلماني الدولي خلا ل  الفترة17-23  من مارس الماضي بمدينة مراكش تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس وقد اكتسب المؤتمر أهميته بالنظر لطبيعته كمنبر برلماني يعبر عن إرادة كل الشعوب ويتيح لها الفرص لمخاطبة القوى المحبة للسلام في العالم من حكومات ومنظمات ومثقفين وأصحاب رأي ولقد كان المؤتمر مناسبة لمناقشة الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية في العالم وسط حساسية بالغة الخطورة بالنسبة لتطورات الأحداث على الساحة الفلسطينية والوضع العربي المؤسف وحاجة الأمة العربية والإسلامية لحشد الطاقات وبذل الجهود لمواجهة التحديات الصهيونية التي توجه ضرباتها المؤلمة للشعب الفلسطيني الأعزل في ظل نظام عالمي لا يقيم العدل ولا يحقق للشعوب الضعيفة غايتها المشروعة ويسعى بإصرار لإلصاق تهمة الإرهاب بالشعوب العربية والإسلامية وحرصاً على المشاركة في أعمال هذا المؤتمر البرلماني الدولي فقد غادر الأخ الشيخ /عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب صنعاء مساء الخميس 30/ ذي الحجة /1423هـ الموافق 15 مارس/2002م على رأس وفد برلماني ضم كل من الأخوة .

1- يحيى السنباني                        عضو مجلس النواب  .

2-عوض باوزير                         عضو مجلس النواب  .

3-فيصل محمود حسن                   عضو مجلس النواب  .

4-عبدالله عبده أهيف                   عضو مجلس النواب  .

حيث وصل رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له مطار الملك محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء الساعة الواحدة والنصف من يوم الجمعة 15/3/2002م وكان في استقباله بالمطار سعادة الأخ/علي مثنى حسن سفير بلادنا في الرباط وأعضاء السفارة وممثلين عن الجالية اليمنية والطلاب الدارسين بالمغرب الشقيق . وفي صباح يوم السبت 16/3/2002 توجه رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له إلى مدينة مراكش مقر إنعقاد المؤتمر.

وبعد عصر يوم الأحد الموافق 17/3/2002م حضر رئيس المجلس  والوفد المرافق له الإجتماع التنسيقي للوفود البرلمانية المشاركة في أعمال المؤتمر وذلك من أجل التنسيق المسبق وتوحيد المواقف البرلمانية إزاء البنود المطروحة في مشروع جدول أعمال المؤتمر (107) حيث تضمن المشروع البنود التالية : 

1-انتخاب رئيس ونواب يرئس المؤتمر (107).

2-دراسة الطلبات المحتمل تقديمها كبند إضافي .

3-نقاش عام حول الأوضاع السياسية والإجتماعية في العالم .

4-دور البرلمانات في التعريف بالسياسات العامة في ظل العولمة.

5-التدهور العالمي للبيئة والدعم البرلماني لبروتوكول كويتو.

وقد رأس اللقاء التشاوري الأستاذ/ أحمد إبراهيم الطاهر رئيس مجلس الإتحاد البرلماني العربي ورئيس المجلس الوطني السوداني الذي أستهل اللقاء بطلب قراءة الفاتحة على أرواح شهداء الإنتفاضة الفلسطينية ثم أستمع البرلمانيون إلى كلمتي رئيس الإتحاد وكذا كلمة عبدالواحد الراضي رئيس مجلس النواب المغربي تطرقت الكلمتان للوضع المأساوي الذي يمر به الشعب الفلسطيني ويحتم على الشعب البرلمانية العربية المزيد من التنسيق وبذل الجهد لدعم الإنتفاضة ثم طُرح على الحاضرين مشروع جدول أعمال المؤتمر (107) للإتحاد البرلماني الدولي وفي هذا السياق كان للأخ/رئيس مجلس النواب الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر مداخلة أكد فيها أنه لم يحضر المؤتمر إلا من أجل القضية الفلسطينية كونها القضية المصيرية للأمة وأن موضوع الإرهاب الذي أقلق أمريكا لا يعنينا كثيراً وإذا كان لابد من التطرق إليه فلابد من تحديد وتعريف الإرهاب.. وبعد مداولات مكثفة أقر رؤساء الوفود البرلمانية العربية التقدم ببند إضافي إلى المؤتمر حول الإرهاب بشرط تعريفه والتفريق بين إرهاب الفرد وإرهاب الدولة وضرورة أن يكون هناك إتفاق دولي تحت مظلة الأمم المتحدة بشأن تعريف الإرهاب ..

كما تقدمت الشعبة المغربية بطلب إدراج بند عاجل يتعلق بقرار مجلس الأمن رقم (1397) الصادر في 12مارس الماضي والخاص بإقامة الدولة الفلسطينية وقد تحفظت على طلب إدراج هذا البند الإستعجالي سوريا ولبنان باعتبار أن القرار لا يزال غامض في صيغته ونواياه .. 

 وعند الساعة السابعة من مساء يوم الأحد 17/3/2002م حضر وفد بلادنا مع وفود دول العالم جلسة إفتتاح المؤتمر  برعاية جلالة الملك محمد السادس الذي ألقى كلمة بالمناسبة تطرق فيها لعدد من القضايا التي تهم دول العالم مشدداً إلى أن لقاء ممثلي الشعوب من مختلف القارات والدول  على أرض بلد عربي وإسلامي عريق يتضمن رسالة مفادها ان ما يعرفه العالم اليوم هو صراع جهالات لاصدام حضارات مضيفاً آن عمل الإتحاد البرلماني الدولي هو إشاعة ثقافة الديموقراطية كأداة ناجحة لحل كل الخلافات العالقة على المستوى الدولي بطرق الحوار والتسامح واحترام الحق في الإختلاف باعتباره خير معين للديموقراطية وأن الديموقراطية هي أفضل وسيلة للقضاء على الإرهاب والتطرف  منوهاً بجهود الإتحاد البرلماني الدولي الذي يعتبر بمثابة الضمير الحي للعالم من اجل إنتصار القيم العليا مؤكداً ان المغرب يساوره القلق والمرارة إزاء ركِوب الحكومة الإسرائيلية لمنطق القوة والتقتيل في حق الشعب الفلسطيني الأعزل وإراقة دماء الأبرياء يومياً بدلاً من إعتماد الخيار الحضاري للتفاوض في إطار الشرعية الدولية وأكد العاهل المغربي على حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وأختتم كلمته بمطالبة الإتحاد البرلماني الدولي  القيام بدور فعال في إضفاء نزعة إنسانية على العولمة وإقامة نظام عالمي جديد اكثر ديموقراطية وإنصافاً وتضامناً بين البشرية.

وكان البرلمانيون قد استمعوا أيضا لكلمة الأخ /عبد الواحد الراضي رئيس مجلس النواب المغربي الذي رحب بالوفود البرلمانية الدولية كما ألقت السيدة /نجمه هبة الله رئيس الإتحاد البرلماني الدولي كلمة الاتحاد البرلماني الدولي استعرضت فيها جملة من القضايا والتحديات التي تواجه الإتحاد البرلماني الدولي وطالبت البرلمانيين الدوليين بتحمل  مسئولياتهم إزاء الأوضاع التي تعصف بالعالم اليوم.

كما ألقى السيد اندرسن جونس من السويد كلمة الأمانة العامة للإتحاد البرلماني الدولي.

 فيما القى المفوض السامي لشئون اللاجئين التابع للأمم المتحدة السيد هورد لايرز كلمة بإسم الأمين العام للأمم المتحدة .. وكلمة اخرى بإسم المفوضية السامية لشئون اللاجئين طالب فيها برلمانيي العالم أن يوجهوا حكومات بلدانهم باحترام حقوق اللاجئين كحق مشروع في القوانين والأعراف الدولية وطالب بالمزيد من التعاون والتنسيق بين الإتحاد البرلماني الدولي ومنظمة الأمم المتحدة .

وفي صباح يوم الاثنين 17/3/2002م بدأ المؤتمر  أعماله حيث تم فيه البت بموضوع البند الإضافي وكذا البند الإستعجالي وحازا البندين على الأغلبية المطلوبة لإدراجهما في جدول أعمال المؤتمر ، بعد ذلك بدأ رؤساء الوفود بإلقاء الكلمات وقد حظيت بلادنا بإلقاء كلمتها كأول كلمة في المؤتمر من بين دول العالم أجمع ..

حيث تطرق الأخ الشيخ/عبد الله بن حسين الأحمر في كلمة بلادنا للنهج الديموقراطي الذي تتمتع به اليمن والشوط الذي قطعته في هذا المجال وحول الإرهاب أكد رئيس المجلس أن من الظلم أن تطلق الأبواق الإعلامية الخاضعة للوبي الصهيوني صفة الإرهاب على الفصائل الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة لأنها تقاوم الاحتلال وترفض الذل داعياً إلى ضرورة التفريق بين المقاومة المشروعة وإرهاب الدولة وإيقاف المحاولات المحمومة لإلصاق الإرهاب بالإسلام وكذا تعميم المفاهيم المغلوطة التي تربط بين الالتزام بالإسلام والإرهاب مطالباً بأن تأخذ القضية حقها من النقاش والحوار حتى يتفق الجميع على معنى محدد للإرهاب .

وأشار إلى أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال محور الصراع بين العرب والكيان الصهيوني المحتل وأنها عامل جوهري من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة والعالم مستعرضاً معانات الشعب الفلسطيني اليومية معبراً عن أسفه لدعم الدولة العظمى في العالم وهي أمريكا لإسرائيل وممارساتها الإجرامية ..

وطالب في الكلمة دول العالم بالوقوف مع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة خاصة حقه في مقاومة الإحتلال حتى تتحرر كامل أراضيه . .  واصفاً النظام العالمي الدولي الجديد بأحادية الرؤية التي يترتب عليها قهر الشعوب الحرة في العالم .

وأختتم كلمته بالتأكيد على ضرورة تطوير العلاقات بين الإتحاد البرلماني والأمم المتحدة لأن ذلك يقوي دورها ويجعلها مؤسسة فاعلة باعتبارها منبراً لكل الشعوب.

وفي الجلسة الثانية للمؤتمر أعطيت الكلمة لرئيس الكنيست الإسرائيلي وقد انسحب وفد بلادنا برئاسة الأخ الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب من قاعة المؤتمر احتجاجاً  على مشاركة الوفد الإسرائيلي في الوقت الذي  يخرق الكيان الصهيوني قرارات الشرعية الدولية ويمارس التقتيل والقهر للشعب الفلسطيني الأعزل وقد انسحبت مع وفد بلادنا عدد من الوفود العربية مثل لبنان، وسوريا،والسودان والسعودية ، وإيران ، وليبيا ، والجزائر ، والعراق ..

وفي إطار  لقاءاته  برؤساء الوفود البرلمانية التقى رئيس مجلس النواب السيدة نجمة هبة الله -رئيس الإتحاد البرلماني الدولي- جرى في اللقاء بحث أوجه التعاون الفني بين مجلس النواب في بلادنا  والاتحاد البرلماني الدولي كما أوضح رئيس المجلس لرئيسة الإتحاد معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم والممارسات الإرهابية لجيش الإحتلال الصهيوني ضده وأن القضية الفلسطينية  أهم قضية معاصرة ينبغي أن تشغل بال الجميع وضرورة أن يكون للاتحاد البرلماني الدولي دور اً إيجابيا عادلا إزاء هذه القضية وأن لا يساوى بين الضحية والجلاد وقد أكدت رئيسة الإتحاد أنها ستبذل جهودها من أجل دعم حق الشعب الفلسطيني طبقا لقرارات الشرعية الدولية وقرار مجلس الأمن  رقم (1397) واعدة بالقيام بزيارة لفلسطين وإسرائيل بهدف المساعدة في إيقاف دائرة العنف والتوصل لحلول عادلة.

كما التقى رئيس مجلس النواب كلا من السيد هاشمي حسين رئيس الوفد البرلماني الإيراني المشارك في أعمال المؤتمر والأخ / أحمد ابراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني السوداني ورئيس مجلس الإتحاد البرلماني العربي والأخ سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وذلك بغرض التشاور معهم حول تقارير اللجان المشكلة من المؤتمر وما ينبغي أن يكون عليه الموقف إزاء مشاريع القرارات التي ستقدمها اللجان إلى المؤتمر للتصويت عليها وإقرارها كما التقى بنائب رئيس  مجلس -نواب الشعب - الصيني وكذا رئيس الوفد البرلماني الألماني برئاسة السيد ريتا سو سوموث الرئيس السابق للبرلمان الألماني وكذا الوفد البرلماني الفنلندي وقد بحث معهم أوجه التعاون  الثنائي بين مجلس النواب في بلادنا والمجالس البرلمانية لبلدانهم وتناولت اللقاءات الدعم السياسي  والمعنوي اللازم على هذه البلدان الصديقة لنصرة  القضية الفلسطينية وإيقاف الغطرسة الصهيونية على الشعب الفلسطيني الأعزل ..

وفي يوم الجمعة الموافق 22/3/2002م اختتم المؤتمر (107) للإتحاد البرلماني الدولي أعماله بقراءة البيان الختامي للمؤتمر والقرارات والتوصيات التي خرج بها المؤتمر والتي كان أبرزها موضوع الإرهاب وموضوع قرار مجلس الأمن رقم (1397) الخاص بإقامة دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيل وكذا موضوع التزامات الدول الكبرى  إزاء تدهور البيئة والبروتوكول الذي وقعته قبل عشر سنوات في ريودي جانيروا..

وقد جرى  التصويت على البند الخامس من جدول الأعمال والمتعلق بالبيئة ودور البرلمانات  وما كان قد طرح  على المؤتمر من توجه يهدف الى التصويت على هذا البند بالموافقة على إسقاط التزامات الدول الصناعية تجاه البيئة ، وقد صوتت بلادنا ضد القرار بغرض إلزام الدول الموافقة على بروتوكول (كيوتو) بالإيفاء بالتزاماتها وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية حيث حصل هذا البند على (804) صوتا بـــ (لا)  مقابل (441) صوتاً بــــ(نعم) وبذلك يكون المؤتمر (107) للإتحاد البرلماني الدولي قد أكد على أهمية التزام  الدول الموقعة على بروتوكول كيوتو بالوفاء بالتزاماتها تجاه البيئة.

 أما البند الإضافي المتعلق بالإرهاب مهدد الديمقراطية وحقوق الإنسان فقد جرى  الموافقة عليه بتوافق  الأراء مع تحفظ إسرائيل على بعض بنوده التي قوبلت بالرفض  والتي منها ما قامت  الشعبة  السودانية الشقيقة بإدخاله  في مشروع  القرار وهو  إرهاب الدولة أما البند الإستعجالي الخاص  بقرار مجلس الأمن (1397)  المتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية بجانب دولة إسرائيل ودور  البرلمانات  في تنفيذ هذا القرار  فقد امتنعت بلادنا  عن التصويت عليه طبقا  لموقفها  المبدئي في الجلسة التشاورية لرؤساء الوفود  البرلمانية  العربية  حيث تحفظت على القرار بعض الدول العربية لأن القرار  يتحدث عن رؤية حول قيام  دولتين هي فلسطين  وإسرائيل في حدود معترف بها آمنة والرؤية قابلة للتغيير والتبديل .. ومبرر  الإمتناع هو أن القرار المشار إليه  لا يزال غامضاً وقد صدر لإجهاض  الإنتفاضة  الباسلة  ثم إنه يتحدث عن رؤية لإقامة الدولة وليس عن حق شرعي..

هذا وقد غادر رئيس مجلس النواب المملكة المغربية صباح يوم السبت 23/3/2002م وكان في وداعه في مطار الملك محمد الخامس بالدار البيضاء سعادة الأخ علي مثنى حسن سفير بلادنا في الرباط وأعضاء السفارة

انتهــــى  ،،.

سكرتير الوفد

عبد القوي ناجي القيسي

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp