زيارة الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر للجمهورية الإسلامية الإيرانية 24-25/4/2001م.

 

تقرير عن زيارة الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر – رئيس مجلس النواب

للجمهورية الإسلامية الإيرانية  خلال الفترة من 24-25/إبريل/2001م.

  

 إستجابة لنداء الواجب الديني والقومي وايماناً من المجتمع الانساني بعدالة القضية الفلسطينية ودعماً للاعمال البطولية الرائعة التي تقوم بها الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني الغاصب فقد دعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة إلى عقد مؤتمر دولي للبرلمانات الإسلامية المنطوية تحت لواء منظمة المؤتمر الإسلامي تحت شعار دعم إنتفاضة الأقصى في الفترة من 24-25/إبريل/2001م وقد حضر هذا المؤتمر وفود أكثر من ثلاثين دولة إسلامية برلمانية ووفود عن الهيئات والمنظمات والأحزاب ومراكز الدراسات والبحوث العلمية في العالم الإسلامي هذا وقد شاركت بلادنا بوفد رفيع المستوى برئاسة الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب والذي وصل إلى مطار طهران في صبيحة يوم                             الاثنين 23/ابريل /2001م والوفد المرافق وكان في استقباله سماحة حجة الإسلام السيد/ مهدي كروبي رئيس مجلس الشورى بالجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة رئيس المؤتمر التأسيسي وعدد من أعضاء مجلس الشورى والأخ / عبدالله علي الرضي سفير بلادنا في طهران وأعضاء السفارة وقد ضم الوفد المرافق للأخ رئيس مجلس النواب الإخوة التالية أسمائهم :-

1.    القاضي/أحمد عبدالرزاق الرقيحي                         عضو المجلس .

2.    الأستاذ/ إسماعيل محمد صلاح                             عضو المجلس .

3.    الدكتور/ فرج بن غانم                                        رئيس مجلس الوزراء السابق .

4.    العميد/ يحي المتوكل                                          مستشار رئيس الجمهورية .

5.    القاضي/ أحمد محمد الشامي                                وزير الأوقاف السابق ورئيس حزب الحق .

6.    الدكتور/ فارس السقاف                                       رئيس مركز دراسات المستقبل  .

وقد أدلى رئيس مجلس النواب بتصريح لوكالات الأنباء الإيرانية والعربية والدولية عبر فيه عن سعادته الغامرة لزيارة والمشاركة في المؤتمر الذي يأتي إنعقاده والشعب الفلسطيني وإنتفاضته المباركة في أمس الحاجة لدعم الأشقاء والتضامن معهم لأن ما يتعرضون له من قتل وتنكيل ودمار ومن القمع الصهيوني الغاشم الهمجي يحرك الضمير الإنساني للوقوف معهم ونصرتهم .

وفي الساعة الخامسة والنصف بتوقيت طهران قام رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له بزيارة لسماحة الشيخ/ مهدي كروبي رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للتشاور حول المؤتمر البرلماني الإسلامي وفي اللقاء تحدث الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب معرباً عن شكره الجزيل على الدعوة الكريمة وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وقال نشعر بالسعادة لوجودنا بينكم ونشكركم على دعوتكم لحضور هذا المؤتمر الإسلامي الكبير الذي تتبنونه ودعوتم إليه جميع رؤوساء البرلمانات الإسلامية والذي خصصتموه للأقصى الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وللشعب الفلسطيني المعتدى عليه من قبل الصهاينة الغزاة هذا الشعب المجاهد والذي يقوم بفريضة الجهاد نيابة عن المسلمين مع أن القضية الفلسطينية والأقصى الشريف هي قضية كل مسلم وهي مسئولية المسلمين وأن من يتحمل المسئولية الحكام العرب والمسلمين والذي يعقدون المؤتمرات ويخرجون منها بنتائج مخيبة للآمال ويجب علينا في مؤتمرنا هذا أن نركز على الحكام العرب والمسلمين  ونحملهم المسئولية أكثر من أي وقت مضى ونحملهم بإسم الشعوب التي نمثلها وأن عليهم مسئولية جسيمة يجب أن يضطلعوا بها ويتخذوا مواقف من الولايات المتحدة الأمريكية التي هي السبب في كل شيء وهي التي ترعى إسرائيل وتشجعها على الإرهاب ولديهم أوراق كثيرة للضغط عليها ومواجهة الكيان الصهيوني الغاصب والمعتدي فلولا أمريكا لما تمادت إسرائيل في عدوانها فهي من تدعم إسرائيل وتؤيدها فيجب أن يكون مؤتمرنا هذا في هذا الاتجاه ويجب أن يخرج بقرارات متميزة أكثر مما سبق ونحن متفائلون كثيراً أن هذا المؤتمر سيكون نقطة تحول إنشاء الله فأنتم الدولة وأنتم الشعب الذي لكم مواقف محددة من أمريكا والصهيونية ومن المعلوم أن البلد الذي يعقد فيه المؤتمر لابد أن يكون له تأثير كبير على قرارات المؤتمر وهذا هو الواقع وبدون مجاملة ، وقال الأخ رئيس مجلس النواب أما عن علاقات بلدينا وشعبينا فإنها عريقة وأزلية وبالنسبة للبرلمانيين فقد سبق أن زرت إيران تلبية للدعوة التي وجهها إلينا الأخ /علي ناطق نوري رئيس مجلس الشورى السابق وكانت زيارة ناجحة ونتائجها إيجابية وقد تم اثنائها تشكيل جمعية الأخوة البرلمانية بين البلدين الشقيقين ونأمل أن تؤدي دورها .

كما قدم الأخ رئيس المجلس الدعوة لسماحة الشيخ مهدي كروبي رئيس مجلس الشورى الإيراني لزيارة اليمن وقد قبلها سماحته على أن يحدد موعدها فيما بعد إنشاء الله .

من جانبه أعرب سماحة رئيس مجلس الشورى عن شكره الجزيل للأخ رئيس المجلس والوفد المرافق له لتلبية الدعوة وحضوره للمشاركة في المؤتمر البرلماني الإسلامي مؤكداً على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين علاقات عريقة وقديمة ومواقف البلدين منضبطة وقال أن موقفكم وموقف فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح تجاه القضية الفلسطينية مشهود لها ومعروفة كما أن موقف  فخامة الأخ الرئيس من الصهاينة قوي وشجاع .

وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني كما نقدر لكم تعاونكم مع إيران الإسلامية في المحافل البرلمانية ولا ننسى ذلك وأعرب عن إرتياحه لما تشهده اليمن من التطور خاصة في مجال الديمقراطية معرباً عن تهانيه بنجاح الاستفتاء على التعديلات الدستورية وانتخابات المجالس المحلية وبالنسبة للقضية الفلسطينية قال رئيس مجلس الشورى الإيراني أن الصراع مع العدو الصهيوني وما يجري على الأرض الفلسطينية يبعث على الأسى ومواقف المسلمين تبعث على الخزي رغم ما تتوفر لديهم من الإمكانات الكبيرة والهائلة لكنهم لم يقوموا بالواجب ولو استخدم المسلمون جزءً من هذه الإمكانيات لتخلت أمريكا عن الانحياز للصالح الصهيوني وأن ما يجري في الأرض الفلسطينية هو من أبشع وأشنع الجرائم بينما أمريكا تستخدم حق الفيتو لصالح الصهاينة ولما قلنا أن لدى الشعب الفلسطيني العزيمة والمضي في مواصلة الجهاد أقام الغرب علينا الدنيا رغم أن الصهاينة قد قطعوا كل السبل عليهم حتى الكهرباء والماء والمأكل ولذلك نحن نأمل أن يكون المؤتمر هذا منعطفاً هاماً في مسيرة الدعم اللامحدود للانتفاضة كما يحدونا الأمل بالخروج بنتائج إيجابية وعملية ولا شك أن المقاومين المظلومين في الأرض المحتلة يتطلعون إلى هذا المؤتمر والجمهورية الإسلامية الإيرانية تحاول بقدر الإمكان الخروج بنتائج إيجابية وحاسمة كما نأمل أن تتجنب الدول الإسلامية القضايا التي تثير الفرقة ونأمل أن يكون المؤتمر تثبيت للوحدة الإسلامية ونحن متفائلون ونحن نقول للأخوة الفلسطينيين وللأعداء أيضاً إننا متواجدون في الساحة والقضية هامة بالنسبة لنا والقضية الفلسطينية هي مثلنا وقيمنا .

حضر اللقاء عدد من أعضاء مجلس الشورى الإيراني وأعضاء الوفد المرافق للأخ رئيس مجلس النواب والأخ عبدالله علي الرضي سفير بلادنا في طهران .

وفي صباح اليوم الثاني للزيارة توجه الأخ الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب الوفد المرافق له إلى القاعة الكبرى المعدة للمؤتمر لحضور جلسة الافتتاح الأولى للمؤتمر الدولي الإسلامي لدعم الانتفاضة وقد أفتتح المؤتمر مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية / آية الله علي خامنئي ركز في كلمته على الهدف من عقد هذا المؤتمر والدعوة له مؤكداً موقف إيران الثابت من القضية الفلسطينية ومن القدس الشريف والأقصى المبارك وأن هذه من الثوابت لدى الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية منذُ قيامها حتى اليوم وإلى أن يتم تحرير القدس وإنقاذ الشعب الفلسطيني من محنته التي يعيشها .

داعياً المجتمع الإسلامي الكبير إلى تحمل مسئوليته أمام العدوان السافر على الشعب الأعزل المظلوم وفي الجلسة الافتتاحية ألقى الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب كلمة اليمن التي عبرت عن موقف اليمن من القضية وقال رئيس المجلس :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين ..

الأخ/ رئيس مجلس الشورى للجمهورية الإسلامية الإيرانية رئيس المؤتمر .

الأخوة/ رؤوسا المجالس البرلمانية

الأخوة/ رؤوسا الوفود البرلمانية

الأخوة/ أعضاء المجالس البرلمانية

الأخوة/ ممثلوا الأحزاب والنقابات والمنظمات الجماهيرية

الشخصيات الإجتماعية والثقافية والعلمية

الحاضرون جميعاً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

الحمد لله الذي هيأ لنا مثل هذه الفرصة الطيبة لكي نلتقي جميعاً في هذا البلد الكريم المضياف من أجل قضية تهمنا وتؤرقنا أحداثها الأليمة كل يوم ، قضية يهون دونها كل جهد وبذل وتضحية وتهون من أجلها الدماء والأرواح ، قضية هي من صنع الاستعمار والقوى المستكبرة زرعتها عن قصد في جسد الأمة الإسلامية ورعتها ولا تزال ترعاها حتى غدت اليوم أشبه بالورم السرطاني الذي لا علاج له إلا الاستئصال : أنها قضية شعب مسلم يتعرض للإبادة والتنكيل المنظم على أيدي السفاحين والقتلة الصهاينة على مرأى ومسمع المسلمين والمجتمع الدولي ، إنها قضية الأقصى وفلسطين ذلك الجرح النازف منذ ما يزيد على نصف قرن .

الحاضرون جميعاً :

إن المعاناة الأليمة التي يتجرعها أبناء الشعب الفلسطيني وما يواجهونه من جرائم بشعة على أيدي الصهاينة الغاصبون المدعومون من القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية يضعنا أمام المسئولية العظيمة الملقاة على عاتق الشعوب والحكومات العربية والإسلامية وإذا كان الحكام العرب قد ركنوا إلى اللذين ظلموا واختاروا أوهام السلام المزعوم خوفاً على كراسيهم فإن الشعوب الإسلامية التي  ترفض هذا الطريق لأنه طريق الذل والهوان طريق التفريط بالحقوق الذي لا يمكن لعاقل أن يقبله حيث المقدمات تدل على النتائج وما يجري من ممارسات إجرامية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل خير شاهد على النوايا الخبيثة لليهود الذين لا عهد لهم ولا ذمة وكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم .

إننا نتساءل ونقول ماذا حقق الشعب الفلسطيني من الاتفاقيات الموقعة مع اليهود ؟ ماهي المكاسب التي جناها الفلسطينيون من تلك الاتفاقيات ؟ هل أمن الفلسطينيون في ديارهم وهل حُقنت دماؤهم ولم تُهتك أعراضهم ؟ إنها أسئلة كثيرة ومؤلمة يجيب عليها حجم الدمار والخراب الذي حل بالمدن والقرى الفلسطينية خلال الأسبايع والأشهر الماضية .

الأخوة رؤوسا البرلمانات :

الحاضرون جميعاً :

إن عقد المؤتمر البرلماني الثاني للدول الإسلامية من أجل دعم الإنتفاضة الفلسطينية المباركة في طهران هو الرد المناسب والخطوة الصحيحة نحو الطريق القويم لإنه يشكل بداية مرحلة جديدة في تأريخ الأمة الإسلامية حيث يتداعى ممثلوا الشعوب إلى مثل هذه اللقاءات من أجل قضية تهم الجميع ، إن الوعي المتنامي لدى الشعوب الإسلامية وإدراكها لأبعاد المعركة مع العدو الصهيوني يعتبر من أهم مؤشرات التحول الجماهيري الذي لولاه لما حضرنا هذا المؤتمر ، ولذلك فإن علينا كممثلين للشعوب العربية والإسلامية تحمل مسئوليتنا أمام الله وأمام المسلمين وأن يحرص الجميع على أن يخرج هذا المؤتمر بقرارات عملية وشجاعة تكفل استمرار دعم الانتفاضة حتى يتحقق النصر بإذن الله وتعود القدس إلى أهلها وتُشد الرحال من جديد إلى المسجد الأقصى .

إن الواجب يحتم علينا أن نحرص على بذل الجهد واستنهاض الطاقات والخبرات في هذا المؤتمر من أجل قضية المسلمين الأولى حتى يتم التوصل إلى آليات وبرامج محددة وموجهة تخدم جهاد الشعب الفلسطيني الذي يضرب اليوم أروع الأمثلة في التضحية والفداء .

الحاضرون الأكارم :

إننا ومن خلال المجالس النيابية في بلداننا نستطيع أن نقدم الكثير من أجل فلسطين فتخصيص يوم في السنة في كل مجلس نيابي من أجل القضية الفلسطينية يعتبر جهداً لصالح القضية وإستغلال المنتديات البرلمانية الاقليمية والدولية لفضح الممارسات العنجهية والاجرامية لقوات الاحتلال الصهيوني ضد الأبرياء ومطالبة المجتمع الدولي والشعوب الحرة بنصرة الشعب الفلسطيني في كافة المحافل عمل يخدم القضية الفلسطينية .

كما أن تحريض شعوبنا على إستمرار دعم الجهاد في فلسطين وضمان ديمومته أمر في غاية الأهمية فالجهاد هو الطريق الأمثل لإستعادة الحقوق لأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة فطريق الانعتاق من التبعية والذل والخلاص من مؤامرات الأعداء ليس مفروشاً بالورود والرياحين إنه مفروش بجثث الشهداء الأبطال وما علمنا أن أمة من الأمم تحررت من الإستعمار بالمحادثات والمباحثات فإذا كان الحكام قد خُدعوا بهذه الأضحوكة وعميت أبصارهم وهم يرون الممارسات القمعية والإرهاب الصهيوني المنظم ضد إخواننا الفلسطينيين فلا يجوز أن تنخدع الشعوب وأمتنا وإنه والله الجهاد المستمر والتضحيات حتى تتطهر أرضنا وديارنا ومقدساتنا من دنس الغاصبين الصهاينة .

الأخوة رؤوسا المجالس البرلمانية :

الحاضرون جميعاً :

إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بالوقوف الواضح والصريح مع قضية العرب والمسلمين الأولى إذ أن الموقف الراهن في ظل التدمير والتخريب والتنقل لأبناء شعبنا في فلسطين لا يتطلب الشجب والاستنكار بل لا بد أن يقترن كل هذا بمواقف عملية تكبح جماح الصهاينة المتغطرسين وتمنع همجيتهم ووحشيتهم ضد النساء والأطفال والمساكن ، وعلى الولايات المتحدة التي تدعي أنها راعية السلام المزعوم تقع  المسئولية الكبرى فيما يجري في المنطقة لأنها الداعم الرئيسي لإسرائيل بالمال والسلاح ولولا الولايات المتحدة لما كانت إسرائيل ،فعلى أمريكا التي تفرض نفسها على العالم أن تقوم بواجبها وتمارس دورها بعيداً عن سياسة النفاق والكيل بمكيالين ، وعليها أن تدرك أن مصالحها مع العرب والمسلمين مرتبطة بموقفها من قضية فلسطين ومقدسات المسلمين .

وإذا كان هدفها الإستراتيجي من وراء دعمها اللامحدود لإسرائيل هو ضرب الإسلام والنيل من مقدسات المسلمين فعليها أن تعيد النظر في هذه الإستراتيجية وأن تتذكر دروس وعبر التاريخ فالإسلام الذي قدم للبشرية مشاعل النور والهداية وأسهم في صنع الحياة الإنسانية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم لا يزال القوة القادرة على تحريك الأمم والشعوب وقيادتها نحو حياة أفضل ومستقبل زاهر .

إن على حكام العرب والمسلمين أن يرتقوا إلى مستوى المسئولية التي يتحملونها أمام شعوبهم وأن يعتمدوا على شعوبهم وأن لا يركنوا إلى القوى الأجنبية أو يخشوا منها وأن عليهم أن يقفوا بشجاعة ووضوح مع قضايا أمتهم وكرامة شعوبهم وأن يقولوا لأمريكا لا وأن الكيل قد طفح والسكوت على مواقفها الداعمة والمساندة للكيان الصهيوني الغاصب لم يعد ممكناً كما أن عليهم أن يختاروا بين رضا الله عنهم أو رضاء أمريكا والله غالب على أمره .

وفي الختـــــــــــــام :

أتقدم بالشكر الجزيل للجمهورية الإسلامية الإيرانية على رعايتها لهذا اللقاء البرلماني إيماناً منها بأهمية القضية ونصرة الشعب الفلسطيني كما نشكر لهم كرم الضيافة وحسن الاستقبال والتنظيم الجيد لأعمال المؤتمر، سائلاً المولى عزوجل أن يوفق الجميع لما فيه خير الإسلام والمسلمين .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

هذا وكان في عصر يوم 24/ابريل الماضي التقى الأخ الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب والوفد المرافق سماحة آية الله محمود الهاشمي رئيس السلطة القضائية الإيرانية وجرى خلال اللقاء إستعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والمقارنة بين القضاء اليمني والإيراني باعتبارهما دولتان إسلاميتان حيث قدم رئيس السلطة القضائية شرحاً موجزاً عن القضاء في إيران وتطبيقاته للحدود الشرعية مؤكداً أن الشريعة الإسلامية هي السائدة كما أنه قد سبق له تقديم دعوة رسمية للقاضي/ محمد بن إسماعيل الحجي نائب رئيس مجلس القضاء الأعلى في الجمهورية اليمنية لزيارة إيران للتشاور حول التعاون القضائي بين البلدين الشقيقين والتنسيق بينهما .

هذا وقد أعرب الأخ رئيس مجلس النواب عن شكره الجزيل لرئيس السلطة القضائية مؤكداً على أن التشريعات والقوانين المستحدثة في اليمن كلها مستمدة من القرآن والسنة وأن هناك لجنة من علماء اليمن قد عكفت على تقنين الشريعة الإسلامية بما يتوافق ومقتضيات العصر وأن الدستور يحرم القوانين التي  لا تتوافق مع روح الإسلام والشريعة المطهرة . وفي صباح اليوم التالي للمؤتمر قام الشيخ/ عبدالله بن حسبن الأحمر رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له بزيارة لفخامة السيد/ محمد خاتمي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة والذي نقل إلى الرئيس خاتمي تحيات أخيه فخامة / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وتمنياته للمؤتمر بالنجاح والتوفيق وقد تحدث رئيس مجلس النواب مقدماً بأسمه وأعضاء الوفد المرافق له والشعب اليمني الشكر الجزيل للحكومة والشعب الإيراني الشقيق لتفاعلهم الكبير مع القضية الفلسطينية وتبنيهم لهذا المؤتمر ودعوتهم الوفود الإسلامية والدولية لحضور هذا المؤتمر لدعم الإنتفاضة الفلسطينية المباركة وقال نحن على يقين أن اهتمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بهذه القضية سيعود مردوده على نتائج المؤتمر ونجاحه إنشاء الله لأن البلد الذي يستضيف مثل هذا المؤتمر له تأثير على نتائج قراراته إيجاباً أو سلباً لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية عرفت بمواقفها الشجاعة من الصلف الصهيوني والهيمنة الأمريكية وانحيازها إلى جانب العدو الصهيوني الغاصب وستكون نتائج المؤتمر قوية وحاسمة بإذن الله .

من جانبه أعرب الرئيس محمد خاتمي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن ترحيبه بالأخ رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له وقال أشكركم على كلماتكم الطيبة وأن حضوركم بهذا الوفد الرفيع المستوى لدليل على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وقال الرئيس خاتمي نحن نقدر تقديراً عالياً العلاقات الطيبة بين البلدين وأن لليمن وإيران مواقف ثابتة وتجمعها قضية واحدة هي قضية القدس وفلسطين وهي تدعونا جميعاً لأن نكون أكثر من هذا .

كما أننا نقدر للأخ رئيس الجمهورية اليمنية مواقفه الثابتة والتي عرفناه بها ولا نزال نتذكر كلماته الطيبة والصادقة في مؤتمر الدوحة الإسلامي التي كانت أقوى الكلمات .

ولهذا فإن علاقات اليمن وإيران لم تكن على المستوى السياسي وإنما توسعت آفاقها على كافة المستويات الثقافية والعلمية والاقتصادية ولقد كان لزيارة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية لطهران آثرها الكبير وكانت منعطف بين بلدينا وشعبينا كما أن زيارة رئيس مجلس النواب الأولى والثانية قد دعمت وستدعم العلاقات أكثر فأكثر وإنني لأجد الشعب الإيراني والشعب اليمني يلتقيان وأيديهما متشابكتان متصافحتان بحرارة .

هذا وقد أكد رئيس مجلس النواب على أن قضية فلسطين هي قضية الجميع وهي من الثوابت ونحمل المسئولية في التقصير على القادة العرب فعليهم تقع المسئولية والقادة المسلمين معاً ولولا الولايات المتحدة الأمريكية ودعمها وتحيزها إلى جانب العدو لما كان لإسرائيل هذا الجبروت وهذا الطغيان ولكننا نأمل أن تستمر ويجب أن تدعم ويجب أن تسند من الجميع حتى يتحقق للشعب الفلسطيني ما يصبوا إليه من تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .

هذا وقد حمل الرئيس محمد خاتمي الأخ رئيس مجلس النواب نقل تحياته لأخيه فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية وإلى الشعب متمنياً لعلاقات البلدين المزيد من التطور والنماء وللشعب اليمني التقدم الازدهار.. حضر اللقاء الأخ عبدالله علي الرضي سفير بلادنا في طهران .

وعلى نفس الصعيد التقى الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب حجة                 الإسلام /على أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة وبحضور الوفد المرافق وقد جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والتي تشهد نمواً مطرداً في جميع المجالات حيث رحب الشيخ/ علي أكبر هاشمي رفسنجاني بالأخ رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له وشكره على تلبية الدعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي لدعم الإنتفاضة والذي دعت إليه الجمهورية الإسلامية الإيرانية ممثلة في مجلس الشورى الإسلامي معرباً عن آمله في أن يكون للمؤتمر نتائج مرضية ومشجعة لخدمة القضية الفلسطينية وشباب الإنتفاضة .

من جانبه أعرب رئيس مجلس النواب عن شكره للسيد رفسنجاني وللجمهورية الإسلامية الإيرانية وتبنيها للمؤتمر الدولي والاهتمام الكبير الذي توليه بالقضية الفلسطينية والأقصى الشريف ناقلاً إليه تحيات فخامة الأخ رئيس الجمهورية على عبدالله صالح وقال الأخ رئيس مجلس النواب أن الصهيونية العالمية والأمبريالية الأمريكية مركزه تركيز كامل على أبادة الشعب الفلسطيني وإنهائه من الوجود وطرده من أراضيه ودك دياره ومقدساته وهذا يتطلب من الزعماء العرب والمسلمين أن يكونوا عند مستوى المسئولية ويستشعروا الخطر المحدق بالأمة الإسلامية .

هذا وقد حمل السيد / علي رفسنجاني الأخ رئيس مجلس النواب نقل تحياته لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مقدراً دوره الكبير في المحافل الدولية لخدمة القضية الفلسطينية .

هذا وكان الأخ رئيس مجلس النواب قد حضر حفل افتتاح مقر مجلس اتحاد البرلمانات الإسلامية للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وبحضور رؤوسا البرلمانات الإسلامية الموجودين في طهران ورؤوسا الوفود الإسلامية والعربية المشاركين في المؤتمر ورجال السلك الدبلوماسي الإسلامي المعتمدين لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعدد من الشخصيات الإجتماعية وأمين عام الإتحاد البرلماني الإسلامي الأستاذ/ إبراهيم عوف ، كما حضر رئيس مجلس النواب مأدبة العشاء التي أقامها سماحة حجة الإسلام الشيخ/ مهدي كروبي رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني على شرف الوفود المشاركين في المؤتمر الدولي لدعم الإنتفاضة المباركة كما حضر المأدبة أعضاء الوفد المرافق والأخ عبدالله علي الرضي سفير بلادنا في طهران .

وفي تمام الساعة السابعة من مساء يوم الأربعاء 25/4/2001م كانت الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي الإسلامي حيث قامت لجنة الصياغة بقراءة البيان الختامي للمؤتمر والذي تضمن العديد من النقاط الهامة وعلى رأسها قضية الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني والعمل على إنقاذه مما هو فيه والتأكيد على أن الشعوب الإسلامية مسئولة مسئولية كاملة في العمل على تحرير فلسطين والقدس الشريف بكل الوسائل والسبل الممكنة والضغط على حكامها بجعل القضية قضية المسلمين الأولى والجهاد في سبيلها وأجب ديني .

بعد ذلك حضر الأخ رئيس مجلس النواب حفل العشاء الذي أقامه الأخ عبدالله على الرضي سفير بلادنا في طهران على شرف الأخ رئيس المجلس والوفد المرافق كما حضره عدد من الوفود المشاركة وسفراء الدول الإسلامية .

وفي صباح يوم الخميس الموافق: 26/4/2001م  غادر طهران الأخ الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب والوفد المرافق له بعد أن شارك في أعمال المؤتمر الدولي البرلماني الإسلامي المخصص لدعم انتفاضة الأقصى وكان في وداعه في مطار مهراباد الدولي بالعاصمة طهران سماحة حجة الإسلام الشيخ/ مهدي كروبي رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني وعدد من أعضاء المجلس والأخ/ عبدالله علي الرضي سفير بلادنا في طهران وقد أدلى الأخ رئيس مجلس النواب لدى مغادرته مطار طهران لوسائل الإعلام أعرب فيه عن سعادته لما توصل إليه المؤتمر من النتائج الناجحة التي تلبي طموحات الشعوب العربية والإسلامية ، كما أعرب عن شكره الجزيل للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تبنت المؤتمر الهام الذي جاء لدعم الإنتفاضة وكانت قراراته وبيانه الختامي معبراً عن ما يتطلبه الوضع الراهن وما تعيشه الأرض الفلسطينية من أوضاع لا تخفى عن الجميع.

 

انتهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى ،،،

عبدالله يحي الوادعي                                               عبدالله بن حسين الأحمر

سكرتير الوفد                                                     رئيس مجلس النواب

                                                                 رئيس الوفد

 


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp