حياته سفراً من النضال *د. حسن محمد مكي

 

مستشار رئيس الجمهورية رئيس المجلس اليمني للسلم والتضامن

  

إن الحديث عن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لا يمكن أن يختزل ما يمثله لليمن من الناحية السياسية فقط ، فقد كانت حياته سفراً من النضال والعطاء منذ إندلاع الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر ، ودفاعه عنها من خلال زعامته لقبيلة حاشد الأبية ، حيث كان يمثل قامة سياسية للمواطن اليمني من المنظور الوطني والعربي والدولي ، فكان قطب الرحى في معترك النضال السياسي والعسكري على مدى أربعة عقود ونيف من عمر الثورة اليمنية الخالدة التي أطاحت بالحكم الإمامي الرجعي المتخلف وكان متعاوناً مع القيادة السياسية إلى أبعد مدى في التصدي لكل المؤامرات الداخلية والخارجية التي حيكت ضد الثورة ومبادئها وسواء كانت مواقفه متفقة أو مختلفة مع القيادة السياسية حول قضية معينة في ظل تلك الفترة وإلى الآن إلا أنه كان يلجأ للحوار كطريق لتجاوز كل الخلافات ، ولم يلجأ للعنف والإبتزاز ، فقد كان رحمه الله شخصية نادرة يتمتع بالصبر والحكمة ووضوح الرؤية في معالجة كثير من الأمور التي تهم الوطن.

فعلى المستوى الشخصي كنت أتفق معه في كثير من المواقف ونختلف في كثير منها أيضاً ، إلا أنه كان يحترم الرأي الأخر ويعطيه حقه في التعبير عن رأيه ، معتمداً المبدأ القائل (أن الإختلاف لا يفسد للود قضية).

ولذا كان مؤمناً بالديمقراطية التي أكسبته خبرة سياسية كبيرة في عمله البرلماني وعلى الرغم من تحمله لكثير من الهموم الوطنية إلا أنه كان يعطي قبائل حاشد النصيب الأكبر من إهتمامه ورعايته ، تقديراً منه لما قاموا به في مسيرة النضال والدفاع عن الثورة وما قدموه من تضحيات.

وقد ظل محافظاً على توازنه وعلاقته مع الجميع وإن كانت السياسة تفرق في بعض الأوقات بين الأصدقاء والزملاء في المواقف والرؤى تجاه بعض القضايا ، وهذه هي إحدى سمات السياسة إلا أن ذلك لم يقف عائقاً أمام توجهه الوطني وثباته في المهمات الصعبة التي يحتاج فيها الوطن إلى أمثاله لمواجهة أصعب المواقف والذود عن سيادة الوطن وأمنه وإستقراره.

فلا يسعني إلا أن أتوجه بأكف الضراعة إلى الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته فقد خسرت السياسة اليمنية أحد أعلامها النبلاء ودهاتها الفضلاء.

فماذا تقول بعد رحيل الشيخ عبدالله إنه مصاب جلل وخسارة كبيرة لنا ولجميع اليمنيين وللأمة العربية والإسلامية.

ونصيحتي لأبنائه وهم عند مستوى المسئولية ، أن يجسدوا روح التوحد فيما بينهم فالوحدة قوة لهم فقول الشاعر:

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً                 وإذا افترقن تكسرت أحادا

أتمنى لهم من كل قلبي التوفيق والنجاح في حياتهم المقبلة في ظل شعب حر صابر يبحث عن عزته وكرامته ، والحفاظ على وحدته.

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp