تساؤلات بين يدي الذكرى الثالثة لرحيل الشيخ * عبد القادر مجمل
يذكر الرجال في المواقف الصعبة ذلك لأن الرجال فقط هم من يستطيعون تغيير الحياة وفق ما يحتاجه الآخرون وبما هو صالح للمجتمع .. ولأنهم رجال لا ينظرون إلى مصالحهم الشخصية بعيدا عن همِّ المجتمع والناس، وإنما يأتي في المقام الأول عندهم الإنسان الضعيف والمواطن العادي الذي لا يستطيع الدفاع عن حقه.
وما يجعلنا نذكر الرجال في هذا الموطن أمران الأمر الأول هو الذكرى الثالثة لرحيل رجل الرجال وهو الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله التي تصادفنا في أواخر هذا الشهر، والأمر الثاني ما هو حاصل اليوم من أزمات سياسية بسبب عناد الحزب الحاكم والإصرار على تمرير قانون الانتخابات بعيدا عن الإصلاحات السياسية وبعيدا عن الشركاء السياسيين في المعارضة.
ولأن الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر كان من الرجال القلائل الذين لهم التأثير المباشر في صناعة القرار في وطننا الحبيب خصوصا ما يهم المواطن والشعب، فقد عَلِقَ الشيخ الراحل بذاكرة الناس، وصارت الأذهان تستعيده في كل حدث تمر به البلاد، وحينها تكون المقارنة بين ما هو حاصل حاليا وتوقعات ماذا سيكون لو أن الشيخ عبدالله ما زال على قيد الحياة، وهل سيصل الوضع بين السلطة والمعارضة إلى ما وصل عليه الآن؟ وهل كان مجلس النواب سيصوت على قانون الانتخابات بهذه الطريقة دون الرجوع إلى المعارضة والى سماع صوتها ومراعاته ؟ وهل كان الحزب الحاكم سيصر على السير في إجراء الانتخابات منفردا معتمدا على الأغلبية المريحة في مجلس النواب ؟ وهل كان الرئيس علي عبد الله صالح سيوافق على إصدار القانون بهذه السرعة؟
هناك الكثير من التساؤلات التي تذكرنا بالراحل، ولكن الأمر الواقع وللأسف الشديد هو أن الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر - رحمه الله - قد انتقل إلى جوار ربه ولم يعد موجود معنا للدفاع عن حقوقنا ولم يعد موجود أيضا لإحداث نوع من التوازن في البلاد ما بين السلطة والمعارضة ، وهذا ما يقودنا الى التساؤل أيضا هل كان الشيخ عبدالله هو آخر الرجال في اليمن؟ وإذا كنت مخطئ في تقديري هذا أو في سؤالي فمن يستطيع أن يحل محل الرجل ليحل لغز الأزمة بين السلطة والمعارضة ويوقف ما يمكن أن يحل باليمن لا قدر الله من حرب أهلية بسبب تعنت هذا وإهمال ذاك ؟
ولعل الكثير من القراء لهذه الخاطرة أو المقال يختلف معي في وجهة نظري هذه ويقول هناك الكثير من الرجال في البلد وهذا هو بلد الحكمة بنص حديث الرسول عليه الصلاة والسلام لكن ما جعلني اكتب بهذه اللهجة هو ما تسير إليه اليمن في هذه الأيام وبخطى حثيثة نحو اللا تلاقي واللا حوار وبالرغم من هذه الخطى لم تظهر شخصية إلى الآن عنصر محايد بين المختلفين بحكمة الرجل المرحوم وقوة تأثيره على الطرفين فهل انعدم الرجال ؟