الشيخ عبد الله لـ صحيفة 26سبتمبر 22/مايو/2001م : الوحدة تتويج لمنجزات الثورة اليمنية

 

صحيفة الصحوة نقلاً عن صحيفة 26سبتمبر  - 22/5/2001م

 

-       الوحدة تتويج لمنجزات الثورة اليمنية

-       هناك تيار يقف  ضد المعاهد والأمر الآن بيد رئيس الجمهورية

 

الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الشخصية الوطنية التي يجمع اليمنيون على ريادته ونضاله ودفاعه عن الجمهورية وميوله الوحدوية منذ إعلان ثورة 26 سبتمبر ، يتحدث عن عظمة المنجز الوحدوي والمسيرة الوطنية من عهد الوحدة المباركة وضرورية معالجة عثرات الديمقراطية وعن علاقات الإصلاح بالرئيس والمؤتمر ومن يقف ضد المعاهد .

جاءت ذلك في حوار أجرته معه الزميلة (26 سبتمبر) و(الصحوة) تعيد نشر الحوار لما تضمنه من رؤية وطنية وحدوية صادقة.

·      11 سنة من الوحدة ماذا يعني لكم ذلك وكيف تقيمون مسيرتها؟

§      الوحدة كانت حلماً في الماضي فعلاً وهي قدر الشعب اليمني وقد تحقق الحلم وأصبح حقيقة واقعة والحمد لله.

والوحدة هي الغاية وهي أهم أهداف الثورة اليمنية ، 26 سبتمبر و 14 أكتوبر ، وحقيقة تعتبر الوحدة تتويجاً لمنجزات الثورة كلها باعتبارها كما قلت قدر الشعب ومصيره ناضل من أجلها الأحرار والرواد الوطنيون منذ وقت طويل.

وبعد 11 عام من تحقيقها أصبحت الوحدة الآن حقيقة واقعة وثابتة ثبوت جبال اليمن راسخة في عمق الأعماق وهي مفخرة للشعب اليمني ومصدر عزته ، وقد أصبح كل شيء بعد تحقيق الوحدة يطمح إليه شعبنا اليمني من منجزات سهلة التحقيق وشهدت بلادنا في ظلها رخاء واستقراراً وتطوراً والحمد لله.

·      وماذا أضافت الوحدة للإنسان اليمني؟

§      أضافت كل خير فقد تلاحم اليمنيون بعضهم ببعض وانتهت العزلة والحواجز واتسعت رقعة اليمن وأصبح لها شأن عظيم في العالم كله وأصبحت محل وتقدير الجميع.

·      هل ترون بعد 11 سنة من الوحدة أن ما كان قائماً من حواجز نفسية قد زال تماماً؟

§      الحواجز كانت مفتعلة في الماضي ، وعندما تحققت الوحدة أزيلت كل الحواجز ما عدا تلك التي في نفوس الحاقدين ، فالحاقد هو كالأحمق ليس له دواء ويصدق عليه قول الشاعر:

    لكل داء دواء يستطب به             إلا الحماقة أعيت من يداويها

·      كنتم قريبين من الخطوات التي سبقت إعلان الوحدة في 22 مايو 1990م وهذا الموعد الذي كان مفاجأة للكثيرين ؟ فلماذا هذا التاريخ؟

§      هي إرادة الله ، وباعتبار أن لكل شيء نهاية ، فالمفاوضات الوحدوية والحوار قد أخذا وقتهما ، وقدر الله لنا إعادة تحقيق الوحدة في ذلك التاريخ ، وبالفعل لم تعلن الوحدة إلا وقد استكملت كل الخطوات التمهيدية لها وتم وضع كل الأسس بما في ذلك الدستور التوفيقي ولم يبق هناك داع للتأجيل أو المرحليات.

·      ولكن هناك من يرون بأن الإسراع في إعلان الوحدة أدى إلى ما حدث بعد ذلك من مماحكات سياسية وافتعال للأزمات حتى وصلت إلى حد الحرب والانفصال.

§      إذا كان المعنى بذلك أن الإخوة في الحزب الاشتراكي كانت لهم نية مبيته ولم يلجأوا إلى الوحدة إلا هروباً من مأزق كانوا فيه ، فالله أعلم ، أما من جانبنا فلا نعتقد أننا تسرعنا في إعلان الوحدة.

·      شاركتم لحظة رفع العلم اليمني الموحد يوم 22 مايو 1990م في عدن ، كيف تصفون تلك اللحظات؟

§      كانت لحظات مهيبة فعلاً ، ولا تقل عنها لحظة إعلان الثورة في 26 سبتمبر 1962م .

·      بعد حوالي ثلاث سنوات من الوحدة بدأت الأزمة السياسية ، مما جعل البعض يخافون على هذا المنجز ، هل شعرتم حينها بالخطر على الوحدة ؟

§      لم نشعر بالخطر ، لأننا كنا فعلاً مصرين ومصممين على الدفاع عن الوحدة ، وكنا نثق بأن الشعب اليمني كله سيقف مع الوحدة وأنها ستبقى.

·      هل كنتم تتوقعون أن يعلن قادة الحزب الاشتراكي الحرب والانفصال؟

§      بالطبع فقد كان هذا متوقعاً عندما بدأوا في افتعال الأزمة السياسية ، وقد كان ذلك واضحاً في لهجتهم وفي صحفهم وخطاباتهم السياسية ، وممارساتهم.

§      ولهذا ولأنني كنت أتوقع ذلك دللت عليه عند توقيعي لوثيقة العهد والاتفاق في عمان عندما أكدت عل شرط عودتهم إلى صنعاء حتى تنتهي الأزمة لأننا كنا ندرك أنهم سائرون في مخططهم وأن النية لديهم مبيتة.

·      كيف تقيمون دور الرئيس علي عبد الله صالح في تحقيق الوحدة والدفاع عنها؟

§      دور الأخ الرئيس –بدون شك- كان هو الدور الرئيس ، وهو حجر الزاوية في كل ما تحقق ، وله الفخر في تحقيق الوحدة والدفاع عنها.

·      من المكاسب الحقيقية للوحدة اليمنية التعددية والديمقراطية كيف ترون المسيرة الديمقراطية خلال السنوات الماضية؟

§      التعددية فعلاً بدأت متلازمة مع الوحدة ، وبدأنا نمارسها بشكل جديد ولكن يبدو أن هناك بعض العثرات التي حدثت ولا بد من معالجتها.

·      كيف؟

§      ما تجلى في انتخابات المجالس المحلية خلال الأشهر الماضية يدل على ذلك ، فقد حصلت ممارسات تسيء للديمقراطية؟

·      ولماذا دخلتم الانتخابات؟

§      كان الإصلاح قد قرر عدم دخول الانتخابات ولكن عندما حصل تفاهم بيننا وبين الأخ الرئيس وأصر على مشاركتنا في الانتخابات ودعيناه لحضور المؤتمر الاستثنائي واستجبنا لدعوته بالمشاركة ، لكن الذي كنا نخشاه قد حدث ، فلا تزال إلى الآن حوالي عشر دوائر من التي نجح فيها الإصلاح معلقة ولم تعلن نتائجها.

·      ألا ترى بأن هذا من مسؤولية اللجنة العليا للانتخابات؟

§      اللجنة العليا وقعت تحت ضغوط .

·      معنى هذا أنك ترى بأن الديمقراطية تعثرت في بعض جوانب الممارسة ؟

§      الديمقراطية تحتاج إلى حماية ومصداقية وأرى أن الحلول كلها بيد الأخ رئيس الجمهورية فهو الذي رفع علم الديمقراطية وشعارها وهو الذي حقق الوحدة وهي مقرونة بالديمقراطية ومن واجبه حمايتها .

·      وكيف ترون ما تحقق للمرأة اليمنية في ظل الوحدة؟

§      ما تحقق للمرأة من مكاسب كبيرة جداً.

·      كيف ترون ما تحقق للمحافظات الجنوبية والشرقية خلال السنوات الماضية من عمر الوحدة؟

§      كل ما هو موجود الآن من مشاريع إنمائية وخدمية في هذه المحافظات هو من بعد الوحدة فلم يكن هناك أية مشاريع من قبل ، وفعلاً فإن الدولة أو الأخ الرئيس – بالذات- ركز على أن يكون حظ هذه المحافظات من المشاريع التي تمولها الدولة أو تمول من المساعدات والقروض بنسبة 90% للمحافظات الجنوبية والشرقية.

·      نجحت الجمهورية اليمنية خلال هذه الفترة في حل كل المشاكل الحدودية مع الجيران ، هل كان من الممكن أن تحل هذه المشاكل في عهد التشطير؟

§      بدون شك ، فالوحدة ساعدت كثيراً في حل المشاكل الحدودية مع الجيران ، إضافة إلى أن الأخ الرئيس كان عازماً على إنهاء كل هذه المشاكل ، ولهذا كرس كل جهده في السنوات الأخيرة على إنهائها ووضع الحلول لها والوصول إلى المعاهدات التي تمت سواء بين اليمن وعُمان أو اليمن والمملكة العربية السعودية ثم اليمن وأرتيريا في البحر الأحمر.

وبحمد الله أصبحت اليمن على وفاق تام مع جيرانها ولم تبق أية مشاكل حدودية إطلاقاً.

·      بعد نحو عام من معاهدة جدة الحدودية كيف ترون العلاقة مع المملكة العربية السعودية؟

§      العلاقات بين اليمن والسعودية هي في الأساس متينة وقوية وبعد المعاهدة أصبحت أقوى والأمل أن تكون هذه العلاقات والتعاون مستقبلاً أكثر نمواً وأكثر حيوية ورسوخاً ، ولا شك أن وجود صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز بيننا في اليمن ومشاركته احتفالاتنا بالعيد الحادي عشر للجمهورية اليمنية مؤشر هام لتنامي هذه العلاقات وتطورها.

·      كيف تصفون علاقتكم بالأخ الرئيس؟

§      علاقتنا ليست كما كنا نقول إنها استراتيجية وحسب ، بل هي مصيرية ، فالحزبية في جانب والثوابت في جانب آخر.

·      هل هذا يعني أن علاقتكم بالحزب الحاكم لم تعد كما كانت؟

§      كحزبين لم تعد استراتيجية لأنه حصل ما حصل من المؤتمر.

·      نشرت بعض الصحف أنباء عن موافقتكم على قانون التعليم بدمج المعاهد … ما صحة ذلك؟

§      أنا لم أحضر جلسة مجلس النواب التي أقر فيها ذلك.

·      لكن يقال إن لقاء تم بينكم وبين رئيس الوزراء ووافقتكم فيه على ذلك؟

§      لم نلتق أنا ورئيس الوزراء وباجمال حضر في اليوم الثاني إلى المجلس بعد منح الحكومة الثقة ، وفي الجلسة التي كنت أرأسها شكر بعض أعضاء الحكومة المجلس وأنا قلت في كلمتي أن المجلس سيتعاون مع الحكومة ويمارس حقه في الرقابة.

·      كان لكتلة الإصلاح موقف من برنامج الحكومة… لماذا ؟

§      لأننا غير مقتنعين بإجهاض مؤسسة تعليمية أثبتت نجاحها.

·      والآن بعد قرار الحكومة؟

§      والآن الأمر بيد رئيس الجمهورية ، فهو الذي أصدر القرار وهو الذي كان حريصاً في الماضي على استمرار المعاهد وهو الذي دعمها ، ويبدو أن هناك تياراً يقف ضد المعاهد لعب دوراً مؤثراً في ذلك.

·      تبذل اليمن جهوداً للوساطة بين الكويت والعراق لإنهاء مشكلة الأسرى إلى أين وصلت هذه الجهود؟

§      موقف اليمن من قضية الكويت والعراق موقف متميز ، فعلاقتنا مع البلدين قوية ، ولهذا فالجو مهيأ لأي دور يقوم به الأخ الرئيس  أو تقوم به أية مؤسسة من المؤسسات اليمنية لحل مشكلة المفقودين أو الأسرى الذين تطالب بهم الكويت ، والأخ الرئيس قد بذل جهداً طيباً في هذه الاتجاه وهو يتبنى تقريب وجهات النظر بين البلدين كواجب يمليه عليه انتماؤه القومي.

·      وكيف ترى العلاقات مع دول الخليج؟

§      علاقتنا بدول الخليج دائماً جيدة جداً ومتطورة باستمرار.

·      والعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية؟

§      العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت غصباً عنا وعن غيرنا وكما يقول الشاعر:

    ومن نكدا الدنيا على الحر أن                  يرى عدوا له ما من صداقته بد

·      وما رأيكم في ما تشهده الأرض المحتلة من عدوان مستمر على الشعب الفلسطيني؟

§      كل ما يحدث من عدوان وبطش حسب وجهة نظري فإن الولايات المتحدة الأمريكية مسئولة عنه إلى حد كبير وذلك من خلال دعمها غير المحدود للكيان الصهيوني.

·      والدور العربي كيف تراه ؟

§      والدور العربي مخز ولم يرق إلى المستوى المطلوب حتى الآن .

·      وما هو المطلوب إذاً ؟

§      المطلوب أن يكون لها موقف واضح مما يحدث في الأراضي المحتلة ووقف الظلم والعدوان على الشعب الفلسطيني.

وأرى أن الحكام العرب قادرون على اتخاذ موقف قوي ، فلا يمكن أن نتصور أنهم حتى الآن غير قادرين لأن يقولوا (لا) لأمريكا ، بل يرددون بأن أمريكا هي راعية السلام ، فأي سلام هذا .

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp