الشيخ عبد الله في حوار مع الراية القطرية 5/7/2003م : الحكام العرب مضطرون للقبول بالتعاون مع أمريكا لمكافحة الإرهاب المزعوم

الراية القطرية 5/7/2003م

رئيس مجلس النواب في حوار ساخن مع الراية القطرية ..

الحكام العرب مضطرون للقبول بالتعاون مع أمريكا لمكافحة الإرهاب المزعوم

 

دعا الشيخ عبد الله بن حسين الأمر رئيس مجلس النواب إلى مواجهة سيطرة الولايات المتحدة على المنطقة وعدم الاستسلام للأمر الواقع الذي أوجده احتلال أمريكا للعراق .

وأكد في الحوار الذي أجرته معه الراية القطرية بأن مسؤولية سقوط العراق تحت الاحتلال الأمريكي يتحملها جميع العرب والمسلمين وعلى وجه الخصوص الحكام العرب وقال أن احتلال العراق هو سقوط للأمة وسقوط لكرامة العرب والمسلمين وأن مواجهة التحديات التي تحيط بالأمة لا تتم إلا بعودة اللحمة بين الحكام العرب وشعوبهم وانتقد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر خارطة الطريق وقال بأنه لا يرجى من الولايات ا لمتحدة أن تقدم أي خير للعرب وللفلسطينيين مضيفاً أن خارطة الطريق تصب في صالح إسرائيل .

نافياً أن يكون قد تحفظ على قرار العفو العام عن قادة الحزب الاشتراكي مؤكداً مساندته لإغلاق جميع ملفات الصراع السياسي في اليمن مشيراً إلى أن العفو يستحقه جميع الأفراد ممن كانوا ضحايا للصراعات السياسية التي حدثت في اليمن خلال الأربعين عاماً الماضية بما فيهم أفراد أسرة آل حميد الدين . وتالياً نص الحوار :

      §        بداية شيخ عبد الله بن حسين الأحمر كيف تقيمون مسار ا لعملية الانتخابية التي جرت في اليمن مؤخراً ؟

   ·    سبق لي أن تحدثت كثيراً حول جوانب العملية الانتخابية وأعتقد الآن أنه وبعد مضي أكثر من شهر على إتمامها فليس هناك ما يستوجب الحديث حولها .

  §   تمت الانتخابات في موعدها على الرغم من الظروف التي كانت تمر بها المنطقة والمتمثلة في الحرب ا لأمريكية على العراق ألا ترون أن ذلك أكد رسوخ التجربة الديمقراطية وتمسك اليمنيين بها ؟

   ·    الانتخابات البرلمانية نعم تمت في موعدها المحدد بيوم 27 أبريل على الرغم من الظروف التي مرت بها المنطقة والمتمثلة بالحرب ا لأمريكية البريطانية على العراق ومن ثم احتلاله وتلك الظروف التي أجريت في  أجوائها الانتخابات ما تزال قائمة حتى الآن فارضة نفسها على المنطقة .

      §        قيل أن الإصلاح طالب بتأجيل إجراء الانتخابات خوفاً من تداعيات الحرب على العراق .. هل هذا صحيح ؟

        ·          لم يطالب الإصلاح بتأجيل موعد الانتخابات كما لم تطالب بذلك لا الحكومة ولا أحزاب المعارضة .

  §   المقاعد التي حصل عليها التجمع اليمني للإصلاح في الانتخابات البرلمانية هل أنتم راضون عن هذه النتيجة التي خرج بها الإصلاح ؟

   ·    الممارسات التي صاحبت عملية الانتخابات كانت ممارسات غير سليمة وبسببها كانت النتيجة التي حصل عليها الإصلاح غير صحيحة .

      §        هل كنتم تتوقعون في التجمع اليمني للإصلاح الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان ؟

   ·    كنا نتمنى في التجمع اليمني للإصلاح أن تسير الانتخابات وعملية الاقتراع والفرز سيراً حسناً وأن تتم في أجواء ديمقراطية دون ضغوط أو ترهيب أو ممارسة أشكال من التحايل على النتائج وكنا نتمنى أن تكون اللجان الانتخابية التي أشرفت على عملية الاقتراع والفرز لجان محايدة وصادقة وأمينة ولكن ما حدث هو أن هذه اللجان ارتكبت مخالفات لصالح المؤتمر ولم تكن لجاناً محايدة .

      §        ما الذي ترون من معالجات لمنع تكرار مثل هذه المخالفات في أي عملية ديمقراطية قادمة تجري في اليمن ؟

   ·    ما حدث في الانتخابات البرلمانية من خروقات كشف لنا أننا بحاجة لوجود رقابة دولية تشرف على جميع الدوائر الانتخابية فذلك هو ما يضمن سلامة نتائج أي انتخابات قادمة .

      §        ألا تعتقدون أن المطالبة بإشراف رقابة دولية على الانتخابات يسيء إلى ا لتجربة الديمقراطية في اليمن ؟ .

   ·    الذي ثبت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة أن وجود رقابة دولية أشرفت على سير الانتخابات وعملية الاقتراع والفرز كما حدث في العاصمة صنعاء قد جعل من نتائج الانتخابات التي أجريت في دوائر العاصمة صنعاء صحيحة ولم يتم التلاعب بها .

  §   هناك من اعتبر أن قرار العفو العام الذي صدر وبموجبه ألغيت العقوبات والأحكام القضائية على قادة الحزب الاشتراكي المتورطين بمؤامرة حرب 94 وإعلان الانفصال بأنه كان انعكاساً لنتائج الانتخابات وما جرى خلالها من تنافس قوي بين الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام ما رأيكم في ذلك ؟

   ·    لا علاقة لقرار العفو عن قادة الحزب الاشتراكي والذي أصدره الرئيس علي عبد الله صالح عشية العيد الـ 13 لقيام الجمهورية اليمنية وتحقيق الوحدة بما جرى من تنافس خلال الانتخابات أو بنتائجها .

      §        قيل أنك يا شيخ عبد الله تحفظت على قرار العفو العام ؟

        ·          هذا غير صحيح وليس لدي أي تحفظ حوله .

      §        كيف تنظر إذاً لهذا القرار وأبعاده ؟

        ·          العفو  عن قادة الاشتراكي كان قرار سليم .

  §   بعد إسقاط العقوبات عن قادة الاشتراكي وصدور العفو العام عن قائمة الـ 16 طالب التنظيم الوحدوي الناصري بإسقاط أحكام قضائية ضد 33 شخصية ناصرية صدرت ضدهاهذه الأحكام في عام 1978 ومن بينهم عضو مجلس قيادة حركة 13 يونيو التي قادها الرئيس  إبراهيم الحمدي فيما كان يعرف بشمال اليمن بل أن ذلك توسع للمطالبة بالعفو عن أفراد أسرة آل حميد الدين ومن يرتبطون بالنظام الملكي .

كيف تنظرون لهذه المطالب والدعوات ؟

        ·          الجميع يستحقون العفو .. وعندما يطلبون العفو عنهم أو السماح بعودتهم لوطنهم فإنهم يستحقون ذلك .

  §   هذا يؤكد يا شيخ عبد الله تأييدك لدعوات إغلاق ملفات الصراع السياسي في اليمن ومساندة مطالب العفو عن القيادات الناصرية وأفراد بيت حميد الدين ؟

   ·    بالنسبة للعفو من قبل الدولة ورئيس الجمهورية في الحقوق العامة فلرئيس الجمهورية الحق في أن يعفوا أما في ا لحقوق الخاصة والدماء فلا .

      §        تقصد العفو عن عبد الله عبد العالم ؟

        ·          نعم فما يتعلق بالحقوق الخاصة فلا يحق لرئيس الجمهورية أن يعفو عنها .

  §   انتقل لطرح قضية أخرى عليكم وهي تتعلق بما حدث في العراق من سقوط لنظامه ومن ثم احتلال القوات الأمريكية للعراق .. كيف يرى الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر تداعيات هذا الوضع على حال الأمة ؟

   ·    العراق لم يسقط لوحده بل سقطت الأمة العربية بأكملها وبسقوط العراق واحتلاله سقطت الأمة العربية ولم يبق لها أي كرامة .

      §        من يتحمل مسئولية هذا السقوط ؟

        ·          يتحمل مسئولية ذلك الحكام والقادة العرب والشعوب العربية .

      §        وكيف يمكن مواجهة ذلك ؟

   ·    لا سبيل لمواجهة ما حدث للأمة بعد احتلال العراق إلا أن تعاد اللحمة بين الدول العربية وبين القادة والحكام العرب وبين الحكومات العربية وأن يعاد التضامن العربي بحيث يكون لجميع العرب مواقف موحدة يواجهون بها العدو المشترك الذي يستهدف الجميع .

وما حدث في العراق من عدوان ومن تدمير واحتلال وقتل وممارسات مذلة ومشينة ومهينة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية للشعب العراقي تؤكد جميعها أن ما تكنه الولايات المتحدة للشعوب العربية هو نفس ما كشفت عنه وطبقته في العراق وعلى العراق.

  §   تحت دعاوي القضاء على أسلحة الدمار الشامل العراقية ومحاربة الإرهاب شنت أمريكا حربها على العراق حتى تمكنت من احتلاله .. وتحت ذات الذرائع والدعاوي تواصل الولايات المتحدة  ضغوطها على دول عربية وإسلامية وذلك لإخضاعها للإرادة الأمريكية .. ما تعليقك ؟

   ·    الولايات المتحدة والرئيس جورج بوش يمارسون الكذب الفاحش والفاضح سواء كان ذلك بزعم البحث عن أسلحة الدمار الشامل التي قيل أن العراق يمتلكها أو بدعاوي محاربة الإرهاب .. والولايات المتحدة والرئيس بوش يعملان على تثبيت هذا الكذب باعتباره حقائق يجب أن تسلم بصحتها الدول والأنظمة والشعوب سواء كان ذلك في العراق أو فلسطين أو اليمن أو أي بلد من البلدان العربية والإسلامية .

والجميع يعرف أن هذا الدعاوي والذرائع التي تتحجج بها الولايات المتحدة هي دعاوي زور وبهتان وكذب فاحش لتمرير عدوان أمريكا على العرب والمسلمين .

  §   صراحة ماذا عن رؤيتك كرئيس للبرلمان اليمني وكذا كرئيس للهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح حول التعاون القائم بين الحكومة اليمنية والولايات المتحدة فيما يسمي بمكافحة الإرهاب هل أنت مع هذا التعاون ؟

   ·    أجاب الشيخ عبد الله الأحمر مبتسماً مجبراً أخاك لابطل.. فالرئيس علي عبد الله صالح.. اضطر إلى التعاون مع أمريكا لمكافحة ما تسمية واشنطن بالإرهاب مثلما اضطر غيره من الرؤساء والزعماء والملوك العرب .. ولو أن ادعاءات الإدارة الأمريكية في واشنطن بمكافحة الإرهاب هي محض كذب .

  §   في هذا السياق واليمن تتعاون مع أمريكا لمكافحة ما يسمى بالإرهاب فإن انتقادات وجهت للسفير الأمريكي وللتحركات التي يقوم بها داخل اليمن والتي حذرت من أهدافها أوساط سياسية ووطنية ..

هل تعتقدون أن المبررات التي اعتبرت ما يقوم به السفير الأمريكي من تحركات وزيارات لمناطق مختلفة في اليمن بأنها جزء من التعاون اليمني الأمريكي لمكافحة الإرهاب ؟

   ·    لا يمكن القبول بمثل هذه المبررات وما يقوم به السفير الأمريكي من تحركات وزيارات لأي محافظة أو منطقة دون موافقة من الحكومة وبدون علمها يعد تدخلاً غير شرعي وتدخلاً في الشأن الداخلي اليمني وعملاً يمس بسيادة اليمن .

ولا ينبغي للولايات المتحدة أو أي دولة أخرى أو لأي سفير سواء كان السفير الأمريكي أو غيره أن يتدخلون في الشئون اليمنية الداخلية ولا ينبغي للحكومة اليمنية مهما كان مستوى التعاون والعلاقة مع الولايات المتحدة أن تتسامح مع ما يقوم به السفير الأمريكي إلى هذا الحد .

  §   دعوت في إجابتك حول كيفية مواجهة العرب للتحديات الراهنة إلى إعادة اللحمة بين القادة والشعوب والآن هناك توجه عربي لإعادة النظر في ميثاق جامعة الدول العربية .. كيف تنظرون إلى ما يطرح حول تعديل أو تغيير ميثاق الجامعة العربية ؟

   ·    الذي يجب لمواجهة التحديات التي يواجهها العرب خاصة بعد احتلال العراق ليس تغيير ميثاق الجامعة العربية وإنما تفعيل العمل بهذا الميثاق وتفعيل اتفاقية الدفاع العربي .

أما إعادة النظر في ميثاق الجامعة أو تغييره فإنه لن يكون سوى عاملاً جديداً لإضعاف الجامعة العربية وإضعاف لميثاقها .

  §   تعلمون أن ليبيا كانت اتخذت قراراً بالانسحاب من الجامعة وأن دولاً عربية عديدة ترى أن الحاجة الآن تستدعي معالجة جوانب ضعف الجامعة العربية وأن هذه المعالجة لن تتم إلا من خلال تعديل ميثاقها .. ما هي رؤيتك تجاه ما يطرح ؟

   ·    المطلوب أولاً تفعيل دور الجامعة وميثاقها ومن ثم يتم بعد ذلك إدخال إضافات لميثاقها وبما يكفل تحقيق حيوية أكبر لدورها وقوة أكثر لها .

      §        البعض اعتبر أن وجود الجامعة العربية قد انتهى خاصة بعد احتلال العراق وطالب أن يقام بدلاً عنها اتحاد عربي ؟

   ·    هذا يعنى أن يقدم المرء على هدم منزله القائم والموجود .. في الوقت الذي يعلم أنه لا يستطيع إعادة بناء هذا المنزل مرة أخرى كما كان .

  §   القضية الفلسطينية .. وخارطة الطريق التي  تبنتها الولايات المتحدة .. هل تعتقدون أنها ستفضي إلى تحقيق سلام شامل وعادل يعيد للفلسطينيين حقوقهم ويمكنهم من  إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ؟

   ·    خطة خارطة الطريق أو أي خطة أخرى تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية لن تكون في صالح الشعب الفلسطيني ولا في صالح الأمة العربية والإسلامية .. فأمريكا لا تتبنى أي مشروع أو فكرة إلا لإضعاف الجانب الفلسطيني والعربي والإسلامي . 

وأقولها لك واضحة بأنه لا يؤمل أن يأتي عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية أي خير للأمة العربية والإسلامية .

  §   رغم تبني الولايات المتحدة لخطة خارطة الطريق وتعهدها بالعمل على إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وتحقيق السلام في المنطقة فإنها في ذات الوقت اعتبرت أن الانتفاضة الفلسطينية عملاً إرهابياً وقالت بأنها تعتبر أي دعم للانتفاضة هو دعم للإرهاب وإنها ستحاسب من يقدمون هذا الدعم للانتفاضة ما تعليقك شيخ عبد الله ؟

   ·    شيء واضح وغير مستغرب أن تتخذ الولايات المتحدة مثل هذا التوجه فهي تريد خنق المقاومة الفلسطينية وخنق الشعب الفلسطيني والقضاء على الانتفاضة وهذا أمر واضح مثل ا لشمس فليس هناك ما يمكن أن نأمله أو نرجوه من خير منتظر أن تقدمه الولايات المتحدة لنا كعرب وكمسلمين أو تقدمه للشعب الفلسطيني فموقف الولايات المتحدة من قضايا العرب ومن القضية الفلسطينية هو موقف الإرهابي  شارون وموقف الحركة الصهيونية نفسها .

  §   سؤالي الأخير شيخ عبد الله بن حسين الأحمر ما هي توقعاتك لمستقبل المنطقة والدول العربية بعد أن ثبتت الولايات المتحدة تواجدها ليس فقط عن طريق ما يربطها من اتفاقيات وتعاون أمني وعسكري مع الدول العربية ولكن هذه المرة من خلال احتلالها للعراق وتواجدها العسكري القوي ؟

   ·    لا يجوز أن نسلم بالأمر الواقع هذا التسليم بالواقع هو الذي أضعف الحكام العرب والدول العربية والأمة  وجعل الجميع يرضخ لهيمنة وضغوط أمريكا فلا يجوز أبداً أن نستسلم أو نسلم الأمر للولايات المتحدة ولابد أن يكون لنا ردود أفعال ومواقف قوية وثابتة لمواجهة السيطرة والضغوط التي تمارسها واشنطن على العرب ولمواجهة احتلالها للعرب وتواجدها في المنطقة .

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp