الشيخ عبد الله في حديث خاص لصحيفة الثورة 25/9/2003م : يتحدث عن ثورة 26 سبتمبر
صحيفة الثورة 25/سبتمبر/2003م
في حديث خاص لـ (الثورة) الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر يتحدث عن ثورة 26سبتمبر
الثورة أخرجت الشعب من السجن الكبير
شقيقي أول من دعا إلى قيام النظام الجمهوري وعزائي فيه ووالدي كان قيام الثورة
تحملت مسئولية أكثر من ذوي المناصب الرسمية
وهمي الرئيسي الدفاع عن الثورة وترسيخ النظام الجمهوري
الزعيم النعمان أحد المتبنين لفكر مؤتمر (خمر) وترؤسه للوزراء
قصد به الرئيس السلال إمتصاص شيء من غضب وهيجان الشعب
شعب وحكومة مصر شاركونا بدمائهم في الدفاع عن الثورة
إنقلاب نوفمبر وحد الصف الجمهوري أمام التحديات فأنهينا الحرب
عندما يتحدث التاريخ يخيم السكون ويتكثف الإصغاء وتزدحم الأمكنة بالرهبة والمهابة.. هذا ما شعرت به وأنا أصغي إلى الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب وهو يتحدث إلى (الثورة) عن أحداث ثورة 26 سبتمبر.
الكلمات القليلة تتكثف فيها معاني ودلالات الحدث ، وخاصة عندما يحملها صوت عميق ضارب في جذور الثورة المجيدة ، صاحبه عانى الأمرين قبل قيام الثورة في سجن (المحابشة) وخارجه .. لا أبالغ إن قلت أن الشيخ/ عبدالله ما زال هو الشاهد الوحيد على أحداث الثورة ، لا أعني بذلك الإطلاق ، وإنما الخصوصية في المعايشة والإمتزاج بالأحداث.
الشيخ/ الأحمر لعب دوراً كبيراً في قيام الثورة والدفاع عنها وترسيخ النظام الجمهوري ، وأدواره النضالية ضمنت له تاريخاً حافلاً .. شارك في تزعم الحركات الثورة والتخطيط لها والدفع بها ، أيضاً ترأس المؤتمرات الداعية إلى تصحيح مسار الثورة إلى جوار الزعماء الأخرين ومنها مؤتمر (خمر) المشهور .
من وقته الثمين منحنا الشيخ/ عبدالله جزءاً للحديث عن بعض أحداث الثورة ، في خيمته الرابضة قلب حديقة منزله الغناء ، وكانت الساعة السابعة مساءً .. لنبدأ بهذا السؤال :
· نعرف أن أسرة آل الأحمر قدمت أغلى ما لديها .. قبل وبعد إستشهاد الشيخ حسين الأحمر والشيخ حميد الأحمر اللذين ذهبا كغيرهما من أبناء اليمن في محراب الجنة . ماهو الأثر الذي تركه هذا الحادث آنذاك في نفس الشيخ الشاب عبدالله بن حسين الأحمر؟
- بالنسبة لإستشهاد الوالد والأخ حميد طبعاً أثر ذلك الحدث كان كبيراً لكن عزائي في ذلك المصاب الجلل هو قيام ثورة 26 سبتمبر سنة 1962م وإعلان قيام الجمهورية أي بعد إستشهادهما بثلاث سنوات كان ذلك عزائي فيهما لأنهما إستشهادا في سبيل هذا الهدف فأول من دعا إلى قيام نظام جمهوري هو شقيقي الشيخ حميد الأحمر – رحمه الله – .
· أين كنتم يوم قيام ثورة 26 سبتمبر وما هو دوركم بالتفصيل ؟
- كنت موجوداً في سجن المحابشة ، الذي ظليت فيه بعد إعدام والدي وأخي إلى يوم قيام الثورة وفي اليوم الثاني لقيام الثورة تحركنا من المحابشة إلى صنعاء وكان عمري حينها 30عاماً ، دوري هو دور المساهم بفكره ورأيه وبقلبه وقلمه ، وأما دوري /العمل باليد/ فأنا كنت مسجوناً ،، وبالنسبة لأدواري من بعد قيام الثورة فأنت وغيرك تعرفونها ولاتحتاج إلى تفاصيل.
· كيف كان وضع اليمن بعد 24 ساعة من قيام الثورة ؟_لماذا حددتها ب24 ساعة : كان مثل وضع اليمن قبل قيام الثورة ؟ اقصد ان الحدث المتمثل فى انفجار الثورة المفاجىء لبيت حميد الدين ولابناء الشعب ايضاً تمخضت عنة خلال 24ساعة انفعالات مختلفة؟
· كان الوضع في اليمن وأحوال اليمنيين قبل قيام الثورة سيئاً ؛فقد كان الفقر والمرض والجهل والتخلف هي العوامل السائدة والمستشرية في البلاد؛وبالتالي فقد جاءت الثورة بالنسبة للشعب اليمني بمثابة المنقذ ... حيث أخرجت الشعب من الظلمات إلى النور ..
· طيب .. أعطنا صورة عن تفاعل الشعب اليمني مع الثورة ، وإندفاعهم لمساندة ومساعدة الثوار ومشاركتهم في الدفاع عن الثورة ؟
· كان التفاعل والفرحة بالثورة مثل فرحت الذي يخرج من السجن سواء سجن خاص أو سجن عام .. فقد خرج الشعب اليمني من السجن الكبير الذي كان يعاني منه ، والذي كان يتمثل فيه حالة الشعب .
· بالنسبة للمساندات الخارجية ، ما نوعها ، ومن هي الدولة التي بادرت إلى مساندة الثوار؟
· أكثر من ساند قيام الثورة والجمهورية هو الشعب المصري والرئيس جمال عبدالناصر ، دولة مصر وحكومتها ساندوها وشاركوا بدمائهم معنا في الدفاع عن الثورة بعد قيامها.
· توليتم بعد قيام الثورة في أعوامها الأولى منصب وزير الداخلية .. و..
· الشيخ/ مقاطعاً : توليت أكثر من وزارة وإذا لم أكن أشغل منصباً رسمياً فكنت أتحمل المسئولية أكثر من الكل وأكثر من أي واحد كان في منصب رسمي .
· طيب.. حينها ماذا كان يدور في ذهن الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر ؟
· كان همي الرئيسي والكبير هو الدفاع عن الثورة ، وتثبيتها وتوطيد أركانها ودعائمها ومحاربة من يعاديها هذا كان هو الهم الأساسي .
· الحقائق التاريخية أن ثمة خلاف إحتدم في أوساط قيادة النظام الجمهوري في سنة 1964م ، أدى إلى إستقالة الشهيد محمد الزبيري ، والأستاذ/ أحمد محمد نعمان ، والقاضي/ عبدالرحمن الإرياني في يناير عام 1965م ماهي أوجه ذلك الخلاف ؟
· وأنا كنت في ذلك التاريخ وزير الداخلية ، وإستقلت مع الشهيد الزبيري .
· طيب.. ماهي طبيعة وأوجه الخلاف الذي حدث ؟
· الخلاف هو من أجل تصحيح مسار الثورة ومن أجل تثبيتها ، وترسيخ دعائمها والدفاع عنها ، المجموعة الذين كانوا يدعون إلى إصلاح الأوضاع وإلى تصحيح مسار الثورة بزعامة الشهيد الزبيري رحمه الله ، كانوا يرون ، وكنا نرى جميعاً أن الأخوة المصريين جاءوا لمساندة الثورة عسكرياً ، لكننا لا نرضى أن يتدخلوا في شئوننا الداخلية ، أو يكون لهم نفوذ مثلما كان .. وهذا هو من الأسباب الرئيسية لخلافنا مع الرئيس السلال ومع القيادة المصرية ، وهذا معروف وقد كتب عنه الكثير .
· ماهي ردود الفعل داخل اليمن ، والخارجية أيضاً أثر ذلك الإنقسام القيادي ؟
· حصلت أحداث كثيرة ، منها قيام المؤتمرات التي كان يدعو إليها الشهيد الزبيري ونحن معه وإجتمعنا بالثوار وطلائع العلماء والمفكرين والضباط والمشائخ وعقد أول مؤتمر في عمران .. والمؤتمر الثاني عقد في خمر وهو مشهور .. وصدرت عنه قرارات ونشرت في كتب وفي مؤتمر خمر تم وضع الدستور الذي سمي أولاً سمي دستور خمر وفي الأخير سمي بـ (الدستور الدائم) وكان نواه للدساتير التي تعاقبت حتى الدستور الأخير بعد الوحدة ثم عقدت مؤتمرات في حرض وفي غيرها .. وكلها نتيجة الخلاف الذي حدث من أجل تصحيح مسار الثورة وتعاقبت الأحداث وتصاعدت الخلافات حتى جاءت إنتفاضة نوفمبر 1967م التي نحي فيها المشير السلال.. وبعدها تم خروج الجيش المصري في ديسمبر وتحملنا المسئولية ، وتم تشكيل المجلس الجمهوري برئاسة القاضي عبدالرحمن الإرياني وأثناء ولايته حدثت هجمة شرسة على العاصمة صنعاء وهي حصار السبعين وتم مواجهة الهجمة بصبر وقوة ، ودحرها بفضل قيام إنقلاب نوفمبر الذي وحد الصف الجمهوري وجعله يقف صفاً واحداً يواجه الهجمة ويواجه التحديات .. واستمرت المعارك بعد فك الحصار على صنعاء في فبراير 1968م في مناطق كثيرة في لواء حجة ولواء صعدة إلى نهاية 1969م وفي عهد القاضي عبدالرحمن الإرياني تمكنا بحمد الله من تثبيت دعائم الثورة وترسيخ النظام الجمهوري وتمكنا من تصفية أعداءهما وإنهاء الحرب ، ثم المصالحة مع المملكة العربية السعودية ، والحمد لله تثبتت الأمور كما يرام .
· إذا أمكن أخبرونا عن أسباب معارضة قيادة النظام الجمهوري اليمني لمؤتمر خمر ؟ أي قيادة يمنية التي عارضت ..!!.. هم زعماء اليمن الذي إجتمعوا في خمر ، المشير السلال جاء إلى خمر على متن طائرة مصرية قبل عقد المؤتمر ومعه – مقاطعاً – لأن المؤتمر كان ضده ، والقوى التي اجتمعت في خمر كلها دخلت صنعاء ، وتم إعلان قرارات مؤتمر (خمر) من إذاعة صنعاء ووافق عليها الرئيس السلال والقيادة المصرية.
· تشكيل حكومة أحمد محمد نعمان قبل عقد مؤتمر خمر ووجه باستنكارات شعبية واسعة.. واعتبروها مكيدة لإضعاف المؤتمر .. كيف نظرتم إلى تشكيل تلك الحكومة؟
· الأستاذ/ أحمد محمد نعمان – رحمه الله – هو أحد أقطاب مؤتمر خمر ..وهو أحد الزعماء الذين تبنوا مؤتمر خمر هو أحد الزعماء الذين عارضوا الوضع القائم في صنعاء في رئاسة المشير السلال ولم يكن منفصلاً عن هذة القوى او هذة الزعامات التى تبنت فكر مؤتمر خمر .وتولية رئاسة الوزراء قصد به المشير السلال امتصاص شيئاً من الغضب والهيجان الموجود فى الشعب والذى تمخض عنة مؤتمر خمر
{ظنوا صنعاء سائغة}
* أشرتم في حديثكم إلى الهجمة الشرسة على (صنعاء) حصار السبعين ماهي أهم العوامل التي ساعدت الملكيين على العودة وحصار (صنعاء) ؟
· الظاهر انك غير متابع ..مازلت صغيراً فى السن .. القوات المصرية انسحبت من اليمن وظن الملكيون أن صنعاء أصبحت لقمة سائغة وأنه بسقوط صنعاء تسقط الجمهورية ولهذا هبوا من كل فج هم والقبائل الموالين لهم ودعموا من الخارج الدعم الأخير على أساس أنهم سيسيطرون على صنعاء وتنتهي الجمهورية لأنهم أفتكروا أن ليس هناك من يدافع عن الجمهورية وأنها لم تكن معتمدة إلا على القوات المصرية ..
· أعذرونا على الإطالة وأخبرونا عن دور ثورة 26 سبتمبر في تفجير ثورة 14 أكتوبر وكيف صارت الأخيرة إمتداداً لها ؟
· ثورة 14 أكتوبر هي الوليد الشرعي لثورة 26 سبتمبر بل هي التي أوجدتها فثورة سبتبمر دعمت قيام ثورة أكتوبر وأحيت المقاومة الشعبية التي ناضلت حتى خروج الإستعمار من عدن ، ولذلك فقد كان أحد أهداف ثورة 26 ستبمبر هو توحيد اليمن وإخراج الإستعمار من أرض الوطن .
· سؤال أخير : كثيرة هي الكتابات والمؤلفات التي سجلت أحداث ووقائع ثورة 26 سبتمبر فهل ترون أنها شملت حقائق وأحداث الثورة بمصداقية وشفافية .. أم أن هناك جوانب ما زالت مجهولة وأدواراً نسبت إلى غير أهلها ؟
· لكل مجتهد نصيب .. فمن اجتهد وأصاب فله أجران ومن أجتهد وأخطأ فله أجر واحد ، كل كتب على هواه ووفقاً لفهمه وبحسب معلوماته وقدرته .
· هل لديكم إضافة أخرى ؟
· أهنئ القيادة السياسية والحكومة وكل أبناء الشعب بمناسبة الإحتفالات بالذكرى الـ 41 لقيام الثورة المجيدة ، ونتمنى لوطننا دوام التقدم والإزدهار .