الشيخ /عبد الله بن حسين الأحمر لـ مجلة (الحوادث ) 5/11/1993م : الوحدة اليمنية كالزواج الكاثوليكي ليس فيها طلاق

 

مجلة الحوادث 5/11/1993م 

-       الوحدة اليمنية كالزواج الكاثوليكي ليس فيها طلاق .

 

الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر أحد أهم الأشخاص في اليمن ، الذين يعتمد عليهم في تجاوز كثير من الأزمات والمشاكل لما يتمتع به من نفوذ وثقة يتولى حالياً رئاسة مجلس النواب ورئاسة التجمع اليمني للإصلاح ، الذي يحظى بالمرتبة الثانية من حيث عدد الأعضاء   في مجلس النواب أمامه مهمات داخلية أخرها محاولة تقريب وجهات النظر بين الرئيس علي عبد الله صالح ونائبه علي سالم البيض  ، ومهمات خارجية أهمها ترطيب الأجواء والعلاقات مع المملكة العربية السعودية .

في منزله في وسط صنعاء حاورته الحوادث ، حول كل الأوضاع في اليمن ، إجاباته جاءت قصيرة ولكنها محددة

 

·      ماذا بعد تجديد مجلس الرئاسة في اليمن ، ومتى تنتهي مدة المجلس الذي أدى اليمين الدستورية؟

§      ما حدث هو انتخاب جديد لأعضاء مجلس الرئاسة وليس تمديداً أو تجديداً فهي بداية مرحلة جديدة .

·      إذن لم تعد اليمن تعيش في مرحلة انتقالية ؟

§      لا بالطبع ، فاليمن تعيش مرحلة طبيعية ، وليست انتقالية . وهذه المرحلة الجديدة لها صفة الشرعية ، وما تم من انتخاب مجلس رئاسة منسجم مع الدستور . وقد بدأت هذه المرحلة بعد انتخابات مجلس النواب . ولكن عند انتهاء مجلس النواب من إقرار التعديلات الدستورية ، يومها تنتهي مهمة مجلس الرئاسة .

·      ما حقيقة الخلافات بين أحزاب الائتلاف الثلاثة حول التعديلات الدستورية ؟ وهل مازال هناك خلاف حول بنود الشريعة الإسلامية ؟

§      قضية الشريعة الإسلامية متفقون عليها بين أحزاب الائتلاف وقد تجاوزنا هذه القضية تماماً .

·      ولكن الحزب الإشتراكي كان لديه تحفظ حول اعتبار الشريعة الإسلامية المصدر الوحيد للتشريع ؟

§      ولكن في النهاية وافق الحزب الاشتراكي على هذا البند لأنه رأى نفسه أمام أمر واقع ، فالشعب اليمني كله لا يؤمن إلا بالشريعة الإسلامية ، وعندما خاض الحزب الاشتراكي الانتخابات النيابية الأخيرة تضمن برنامجه الانتخابي أن الإسلام عقيدة وشريعة فلا خلاف حول هذه النقطة إطلاقاً .

·      إذن ما هو الخلاف حول القضايا الأخرى ؟

§      هناك خلاف حول ثلاث مواد ، أو تحديداً حول صياغتها ، ولعل المادة الأهم هي وضع نائب رئيس الجمهورية كيفية انتخابه ، وما هي صلاحياته ، ومن ينتخبه ، والثانية حول موضوع المحافظين ، هل يتم تعيينهم أو انتخابهم ، بما يعني قضية المركزية واللامركزية ، والقضية الثالثة حول تعيين مجلس استشاري أو انتخابه .

·      دعنا نرصد مواقف كل حزب من أحزاب الائتلاف من القضايا الثلاث ، ولنبدأ بالتجمع اليمني للإصلاح ؟

§      المهم في هذه القضية أن الأحزاب الثلاثة : الاشتراكي والمؤتمر والإصلاح ، كانوا قد اتفقوا على الصيغة ، ولم يكن أمامنا للانتهاء من هذه القضية ، إلا إضافة تحسينات وألفاظ فقط .

·      أذن ما الذي منع من إقرار الاتفاق / مادام قد تم الانتهاء منه ؟

§      في النهاية هذا ما حدث ، لقد حصل تلكؤ أو تحفظ عند الحزب الاشتراكي ، بعد مجيء علي سالم البيض من أمريكا .

·      أذن الأمر يعود إلى رغبة الحزب الاشتراكي وحرصه على وجود ضمانات لاستمراره في السلطة ؟

§      هذه هي أهم نقطة ، هذا هو الموضوع الأهم .

·      كيف يمكن تجاوز هذه الأزمة ؟

§      في الفترة الانتقالية تمسك الحزب الاشتراكي باتفاقية الوحدة ، وكانت تتضمن العديد من الضمانات بالنسبة إليهم ، وقد انتهت هذه الضمانات بالنسبة إليهم ، بنهاية الفترة الانتقالية   لهذا يطالبون بضمانات جديدة .

·      وهل تجمع الإصلاح مع أعضاء الاشتراكي على مثل هذه الضمانات أم أن الأمر يعود في حسمه إلى الشارع السياسي ؟

§      لا ، لن نترك حسمه للشارع .

·      ما تقصده هو أن الجماهير اليمنية لن تصبح صاحبة الحق والرأي في اختيارها أياً من الأحزاب الثلاثة ؟

§      إذا خرجت القضايا إلى الشارع ، فلن تتم معالجتها بسهولة – لا بد من معالجة جميع القضايا ذات الطبيعة الخاصة في إطار الائتلاف سواء في مجلس الرئاسة أم في مجلس النواب ، وليست هناك مشكلة إلا ولها حل .

·      ولكن مجلس النواب ، وأحزاب الائتلاف   صاحبة الأغلبية العظمى فيه لم يكن لها دوراً في قضية مهمة مثل توحيد الجيش ؟

§      مجلس النواب هو رقيب ويمارس حق الرقابة ، وقضية توحيد القوات المسلحة من القضايا التي التزمت بها الحكومة ومجلس الوزراء في بيان رئيسه أمام البرلمان ، وحدد مدة أربعة أشهر لتنفيذ التوحيد .

·      هل أجهضت محاولة الصلح التي قمت بها لتقريب وجهات النظر بين " العليان " علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض خصوصاً بعد زيارتكم لعدن ؟

§      مازال الباب مفتوحاً ولا يزال أمامنا أدواراً نقوم بها   ، وواجب نؤديه .

·      منذ أكثر من أسبوعين سافرت بتكليف من مجلس النواب   للقاء علي سالم البيض دون تحقيق شيء أين تحفظاته ؟ هل في النقاط الـ 18 ؟

§      ما أريد أن أقوله أن دورنا لم ينته ودوري الشخصي تحديداً ولا دور مجلس النواب وسنواصل هذه المهمة ، نحن شركاء في هذه الدولة وفي بنائها ، والمسئولية عندنا في اليمن مشتركة ، وفي كل المؤسسات ، هذا هو الذي اعتدناه ، وما مشكلة إلا ولها حل ، والله سبحانه وتعالى يحفظ اليمن ويرعاها ، وكلما تأزمت الأمور انفرجت .

·      ولكن لدى بعضهم   تخوفات ، تؤكدها مؤشرات من انهيار الوحدة والعودة إلى التشطير ؟

§      نحن لا نتهم أحداً في أنه ينزع إلى هذا التوجه أو هذه الفكرة ويدعوا إلى التشطير ولا يجوز منا أن نفكر في أن أحد سيلجأ إلى ذلك فالوحدة كما قلت سابقاً مثل الزواج الكاثوليكي ليس فيه طلاق .

·      هل تعتقد أن جزء من الأزمة في اليمن هو القبلية ؟

§      اليمن ليس فيه أزمة قبلية .   

·      تقصد أن الانتماء القبلي يفوق الإحساس بالانتماء للدولة ؟

§      أبدا ً ، لا علاقة للقبلية بالأزمة   الأخيرة ، والشعب اليمني يعتز بالعادات القبلية ، والتركيبة القبلية ، والتجمع القبلي كل اليمنيين سواء في المدن او القرى أو في البادية يعتزون بانتمائهم القبلي وبالتركيبة القبلية الموجودة في اليمن والكل ينتسب إلى القبلية سواء في السلطة أو الجيش أو الوظائف المدنية ، وهي مصدر اعتزاز للجميع 

·      لماذا لا يستغل الشيخ عبدالله الأحمر علاقاتة الطيبة في ترطيب الأجواء بين بلادة والمملكة العربية السعودية ؟

§      هذه من أهم أولوياتنا ، وأعمالنا وهمومنا .

·      هل ثمة خطوات اتخذت من جانبكم ، خصوصاً بعد زيارة المسئولين اليمنيين للسعودية ؟

§      نحن ركزنا في بداية عملنا على ترتيب أوضاع البيت اليمني من الداخل . وبعد نهاية هذه المرحلة سيكون هناك تحرك للخارج ، والأهم دول الجوار ، خصوصاً السعودية .

·      وماذا عن الكويت ، يبدوا أن لها شروطاً خاصة تتمثل بالمساهمة في الإفراج عن الأسرى ، وإدانة العدوان العراقي ، قبل التفكير في علاقات طبيعية مع بعض الدول العربية ومنها اليمن ؟

§      لقد عتبت على الكويت ، لما قوبلت به تصريحات وزير الخارجية اليمني محمد سالم باسندوه في بداية عمله ، والخاصة بالرغبة في تحسين العلاقات مع الكويت نحن عاتبون عليهم ، لأننا نكن للكويت كل ود و أمتنان ومواقفنا أثناء الأزمة كان فيها تعاطف مع الكويت وكان للكثيرين في اليمن مواقف واضحة وأنا من بينهم ضد العدوان العراقي على الكويت .

·      كيف استطاعت اليمن استيعاب التيار الأصولي والديني داخل تركيبة الحكم دون أن يكون هناك صراع بينهم وبين الدولة بل وكما نشاهد ائتلاف؟

§      الرسول عليه الصلاة والسلام خص اليمن بوصف لم يخص به أحداً أو شعباً من الشعوب ، وهو أن الإيمان يماني والحكمة يمانية ، وهذا هو جوابي على سؤالكم .

·      هل تعتقدون أنها تجربة قابلة للتكرار في دول أخرى ؟

§      نحن أثبتنا للعالم العربي في مصر والجزائر وتونس ودول عربية أخرى أنه بالإمكان استيعاب التيار الديني والتعايش معه وان إغلاق الباب أمامهم لا يولد إلا الاضطرابات والعنف والدماء .

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp