الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر لـ الوطن العمانية 26/يوليو/2001م: نمد أيدينا لكل القوى الحريصة على الديمقراطية

 

 

الوطن العمانية - 26/7/2001م

 

-       نمد أيدينا لكل القوى الحريصة على الديمقراطية

-       تنسيق المعارضة من أجل إعادة الحكومة إلى المسار الديمقراطي

 

·      لنبدأ بالاستماع إلى تقييمك لنتائج الدورة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي التي عقدت مؤخراً في صنعاء؟

§      النتائج والمقررات التي خرجت بها هذه الدورة قوية وجيدة ومسئولة  والمهم الآن هو التنفيذ لأن البرلمانيين عبروا عن مشاعر الشارع العربي الذي يمثلونه ، ولا ندري ما إذا كانت السلطات التنفيذية في البلدان العربية سترتفع إلى مستوى تفاعل الشارع والشعوب العربية إزاء المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ، أم أنها ستتقاعس كما سبق أن تقاعست عند تنفيذ قرارات كل المؤتمرات التي عقدت ، بما فيها مؤتمرات القمة العربية والإسلامية.

لقد خرجت كل المؤتمرات بقرارات جيدة لكنها لم تنفذ من قبل الحكومات العربية ، بما في ذلك الدعم المالي للانتفاضة والقدس الذي أعلن عنه في قمة القاهرة في أكتوبر الماضي ، حيث تلاشت القرارات وما صدر عن دورة الاتحاد البرلماني العربي يجب تنفيذه ومن حق البرلمانات العربية أن تضغط على حكوماتها كي تنفذه خاصة فيما يتعلق بدعم الشعب الفلسطيني وانتفاضته وأن تكون لها مواقف حازمة وحاسمة إزاء ما يجري وأن تحدد موقفاً من الولايات المتحدة الأمريكية وكل القوى التي تدعم العدوان الصهيوني والكيان الصهيوني الغاشم والظالم والمتعجرف ، لأن ما يشجع هذه التصرفات التي يقوم بها الكيان الصهيوني من اعتداءات وقتل وتخريب وتدمير ممتلكات الشعب الفلسطيني هو دعم وتشجيع الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الغرب التي لها مصالح كبيرة مع الدول العربية ، ولذلك يجب على الدول العربية أن تستعمل الأوراق التي بيدها وتستفيد منها.

·      أحد القرارات التي اتخذتموها يدعو للعمل على محاكمة إريل شارون رئيس وزراء إسرائيل أمام محكمة جرائم دولية باعتباره مجرم حرب ، وتعهدتم كبرلمانات عربية أن تمولوا إجراءات المحاكمة ، من أين ستأتون بالأموال هل ستطلبونها من السلطات التنفيذية ؟

§      الشعوب العربية مستعدة لأن تمول هذه الدعوى ، وأن تدعم الانتفاضة الفلسطينية ، الشعوب العربية متفاعلة ومتفائلة مع من سيقوم برفع الدعوى القضائية وكلفت ذلك ضئيلة يمكن أن يتحملها بضعة أشخاص وأنا واحد منهم.

·      البند الثامن من قرارات الدورة طالب الحكومات العربية الالتزام بقرارات القمم العربية لأنها لا تلتزم ، هل أنت متفائل بأنها ستلتزم في هذه المرة؟

§      هذا ما قلته لك ، القرارات العربية ، بما في ذك قرارات مؤتمرات القمة لم تنفذ ، والحكومات العربية مطالبة بتنفيذ هذه القرارات والوفاء بالتزاماتها والحفاظ على مصداقيتها عند شعوبها ، وإلا فإن للشعوب العربية الحق في أن تستعمل كل الوسائل ضد الحكومات المتقاعسة ، والبرلمانات تمثل الشعوب.

·      انخفاض مستوى التمثيل المصري ، وكذلك تخلف أمين عام جامعة الدول العربية هل هدف إلى خفض سقف قرارات البرلمانيين العرب في صنعاء؟

§      نحن عاتبون ، وأنا شخصياً عاتب على عمرو موسى والذي سبق لي أن اتصلت به هاتفياً بعد إرسال الدعوات لدورة صنعاء ، ووعدني بالحضور ، ثم فوجئنا باعتذاره لهذا نحن عاتبون عليه ، وكنا نأمل حضوره ، لاسيما وأنه شخصية عروبية معروفة ، وكان من مصلحته حضور هذه الدورة والمشاركة في أعمالها ، وهو لا يزال في بداية عملة كأمين عام للجامعة.

·      هل تعتقد أنه مورست عليه ضغوط لعدم الحضور؟

§      يقولون ذلك.

·      من هم الذين يقولون؟

§      الرأي العام.

·      هل تم الاتصال به بعد عدم حضوره ، أم أنه أتصل للاعتذار؟

§      أتصل بي عندما قرر عدم الحضور ، كما أتصل مع الأمانة لمجلس النواب اليمني ، والأمين العام للاتحاد البرلماني العربي ، وقد شرح لي أن هناك عملاً تنظيمياً عاجلاً في الجامعة العربية يستدعي منه البقاء في القاهرة عاصمة المقر.

·      موقفك من الولايات المتحدة يمثل نبض الشارع العربي ، لكنكم في اليمن تحاكمون الذين هاجموا المدمرة الأمريكية كول هل أنت مع محاكمة هؤلاء ومع تسليمهم لأمريكا؟

§      ما نتهم به أمريكا من دعم للإرهاب الصهيوني شيء وإدانتنا لمرتكبي الإرهاب ضد المدمرة الأمريكية شيء أخر. نحن ضد الإرهاب من أي مصدر كان.

·      لكن منفذي الهجوم على المدمرة الأمريكية فعلوا ذلك لأن أمريكا – كما يقولون – عدو للأمة العربية وقد ضربوا مصالحها على هذا الأساس ؟ أنهم يقولون بحق أمريكا ما تقوله أنت تماماً؟

§      نحن نقول هكذا ، لكن محاربة أمريكا والتصدي لها لا يكون بالإرهاب ولا بممارسة أي نوع من أنواع الإرهاب.

·      كيف تكون إذن مواجهة الولايات المتحدة ومصالحها …؟

§      لدى الحكومات والشعوب العربية وسائل كثيرة.

·      مثل …؟

§      مصالح أمريكا وتجارتها وصادراتها وصناعتها وعلاقاتها الواسعة مع الدول والشعوب العربية ، لدى الدول العربية أوراق هامة تستطيع أن توظفها وهي كافية وتغنينا عن ممارسة أي إرهاب.

·      ولكن يقال إن الجماعات الأصولية التي ترفع رايات الجهاد في اليمن على صلة بالتجمع اليمني للإصلاح الذي تقوده … وهو التنظيم الأصولي الأساسي في اليمن؟

§      نحن التنظيم الأساسي الذي يرفع شعارات الإسلام ، لكننا لسنا على صلة بأي مجموعة تمارس الإرهاب ولم تكشف التحقيقات عن شيء في هذا الجانب .

·      كيف تقيم موقف الرئيس علي عبد الله صالح برفض إعطاء قاعدة بحرية لأمريكا في إحدى  جزر باب المندب؟

§      موقف الأخ الرئيس يمثل شعبة ويمثل كل وطني غيور في الأمة العربية ، ونحن نعتز بموقف الرئيس علي عبد الله صالح ، وهو يمثل رأي ومشاعر وإرادة الشعب اليمني.

·      اليمن مقدم على انتخابات عامة بعد عامين ، ولكم رأي مخالف لرأي الحكومة إزاء اعتزامها تعديل قانون الانتخابات ، هل ستشاركون في هذه الانتخابات؟

§      هذا أمر سابق لأوانه.

·      لماذا .. وعلى ماذا يعتمد قراركم…؟

§      يعتمد على التزام الحكومة بالديمقراطية.

·      ما هي نواحي عدم الالتزام بالديمقراطية؟

§      كثيرة لقد وجدت بعض المخالفات للديمقراطية أثناء انتخابات المجالس المحلية.

·      هل حدث تزوير؟

§      حدث كل شيء.

·      يقال أنكم قررتم عام 1997م مقاطعة الانتخابات ، ولكن الرئيس ضغط عليكم للمشاركة فالتزمتم هل هذا صحيح؟

§      علاقتنا وعلاقة التجمع اليمني للإصلاح وعلاقتي الشخصية مع رئيس الجمهورية ، وحرصنا على البلد ، وعلى المصلحة العامة ، يحملنا على تقديم تنازلات والعدول عن أي موقف.

·      وهل سيحدث هذا مرة أخرى في الانتخابات المقبلة؟

§      لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.

·      ما الذي تطلبونه الآن لتشاركوا في الانتخابات المقبلة … ما هي شروطكم؟

§      عبر عنها الأستاذ محمد اليدومي الأمين العام للتجمع في عدة مناسبات.

·      نراكم بعد أن كنتم تتحالفون مع المؤتمر الشعبي العام وتعملون على كف تحالفه السابق مع الحزب الاشتراكي اليمني ، قد تحالفتم أنتم مع الاشتراكي في مواجهة المؤتمر … لقد خضتم الحرب عام 1994م إلى جانب المؤتمر ضد الاشتراكي ، فما الذي جعلكم تتحالفون مع الإشتراكي الآن في مواجهة المؤتمر؟

§      من أجل الديمقراطية يجب أن نمد أيدينا لكل القوى الحريصة عليها.

·      ما حدود التحالف مع الاشتراكي ، هل يمكن أن تخوضوا الانتخابات المقبلة معه في قوائم موحدة؟

§      القائم بيننا الآن ليس تحالفاً.

·      ما هو إذن…؟

§      هو تنسيق من أجل حمل الحكومة على العودة إلى المسار الديمقراطي.

·      أنتم تصنفون أنفسكم الآن في المعارضة ، ما هي حدود هذه المعارضة؟

§      نحن مصنفون هكذا.

·      من صنفكم؟

§      لقد صنفنا على هذا الأساس منذ انتخابات 1997م إذ أننا لم نشارك في الحكومة التي شكلت بعد تلك الانتخابات ، وأي حزب لا يشارك في الحكومة يعتبر حزباً معارضاً.

·      ما هي حدود معارضتكم للحكومة الحالية؟

§      هي معارضة بناءة ، ولا نعارض كل شيء سواء أكان ايجابياً أو سلبياً وإنما نعارض فقط السلبيات.

·      كان لكم موقف واضح من حكومة الدكتور عبد الكريم الإرياني ، الآن ما هو موقفكم من حكومة عبد القادر باجمال؟

§      لم يكن موقفنا في الماضي مبنياً على علاقتنا الشخصية مع عبد الكريم الإرياني أبداً ، وكذلك مع عبد القادر با جمال لن نبني موقفنا على أساس علاقتنا الشخصية معه ، موقفنا يبنى على أساس الديمقراطية والحفاظ عليها وممارستها أو عدم ممارستها.

·      ولكن كانت هناك معركة إعلامية شرسة في الآونة الأخيرة بينكم وبين المؤتمر الشعبي العام ، إذ تم دبلجة صورة لكم مع حاخامات يهود نشرتها إحدى صحف المؤتمر بعد أن نشرت صحيفتكم صورة مماثلة للدكتور الإرياني مع حاخامات بما يظهر وكأن كل رموز اليمن يتعاملون مع إسرائيل؟

§      هذه الترهات يتبادلها الصحافيون ، أما نحن فلا نأبه بها ، ولسان حالي يقول لمن كتب مثل هذا الكلام: إذا نطق السفيه فلا تجبه  .

·      تبدو علاقات اليمن بالسعودية الآن ممتازة ؟

§      ممتازة وعلى ما يرام ، والحمد لله.

·      هل كان لكم –شخصياً- فضل في تحسين هذه العلاقات؟

§      أنا لا أدعي الفضل في شيء وأي شيء أقوم به هو واجب ، والقيام بالواجب لا يتطلب الشكر.

·      أطرح هذا السؤال من واقع معرفتي أنه في الوقت الذي كان يوجد هناك خلاف بين الرئيس والحكومة اليمنية من جهة ، والسعودية من الجهة الأخرى ، كنت أنت على علاقة جيدة مع السعودية وبالتالي أتوقع أن تكون لعبت دوراً مهماً …؟

§      العلاقة التي تربطني بالمملكة العربية السعودية استخدمها لمصلحة اليمن هكذا فعلت في الماضي وهذا ما أفعله في الحاضر , وما سأفعله في المستقبل إن شاء الله.

·      لكن علاقة الرئيس والحكومة مع السعودية تبدو الآن وقد أصبحت في مستوى علاقتك أنت معها وربما أفضل قليلاً؟

§      هذا الذي نتطلبه ونتطلع إليه ، والذي عملنا من أجله.

·      وهل أنت موافق على اتفاقية الحدود التي وقعت مع السعودية قبل أكثر من عام ؟

§      نعم . موافق عليها ومبارك لها.

·      كان المأمول أن تعيد التعاون بين البلدين من الناحية الاقتصادية ليس كما كان وإنما أن تحقق مساعدات سعودية كبيرة لليمن لكن هذا لم يتحقق؟

§      مازلنا نأمل ولا بد من الخير.

·      هل تبذلون جهوداً في هذا الاتجاه؟

§      جهودنا مستمرة ، وفي كل المناسبات.

·      هل طلبت ذلك من المسئولين السعوديين؟

§      نعم . وبالأخص فتح أبواب السعودية أمام العمالة اليمنية ، ومعاملة اليمنيين في المملكة وتسهيل إصدار تأشيرات الدخول ، ودخول المعابر ، أنا مستمر من أجل هذا في كل المناسبات ، ومع كل المسئولين في السعودية.

·      هل تعتزم القيام بزيارة جديدة للسعودية؟

§      لا يوجد وقت محدد لمثل هذه الزيارة ، ولا مناسبة محددة ، إن شاء الله عندما تدعو الحاجة أو يستلزم الأمر ، تتم الزيارة ، وأنا على أتم الاستعداد.

·      وهل هناك زيارات قريبة لدول عربية؟

§      توجه لنا دعوات برلمانية من وقت لآخر ، سواء من دول عربية أو أجنبية ونلبيها إن لم تكن هنالك ارتباطات أخرى ولدينا الآن دعوة من المملكة المغربية ، وستتم الزيارة لاحقاً .

·      ما حقيقة ما يتعرض له أنبوب النفط اليمني الذي يتردد أنه تعرض لعدة عمليات تفجير خلال الأسابيع القليلة الماضية؟

§      هذا حادث فردي ، وإجرامي لم تفعله قبيلة مجتمعة على هذا الأمر ، إنما شخص أو أشخاص مخربين سواء الحادث القريب أو الحوادث التي وقعت سابقاً في المنطقة الواقعة بين صنعاء ومأرب حيث يمر أنبوب النفط.

·      لكن قيل أنه تعرض للتفجير عدة مرات خلال الأسابيع الماضية من قبل أفراد من ذات القبيلة؟

§      لقد وقع انفجاران في يومين متتابعين ، وفقاً لمعلوماتي ، والمتهمون هم من قبيلة عبيدة .

·      هل تم القبض عليهم؟ 

§      قامت الحكومة بإرسال حملة عسكرية شديدة الى المنطقة وتم تسليم عدد من أبناء القبيلة من آل جزعة كرهائن لدى الحكومة لكننا علمنا أن الذين تم تسليمهم ليسو هم من فجر الأنبوب إنما أناس أبرياء وبهدف إقناع الحكومة بسحب الجيش والذين وجهت لهم الاتهامات في هذين الحادثين ما زالوا فارين والذين تم تسليمهم هم رهائن وذلك للتدليل على حسن النية والتعاون مع الحكومة .

·      بعد أن أصبحت العلاقات بين اليمن والسعودية جيدة ، وسمن على عسل ، كما يقال لم يعد متاحاً اتهام السعودية بالوقوف وراء ما يجري ، من في تقديرك يقف وراء هذه الحوادث؟

§      هذه الحوادث تقع دون أن يقف وراءها أحد ، ودون أن تكون لها خلفية ، وكذلك في الماضي ، وقبل التسوية مع السعودية ، لم يكن للمملكة أي علاقة.

·      ولكن لا يعقل وقوع حوادث بهذه الخطورة دون أسباب ، وما أسباب الحوادث الأخيرة ؟ وما هي مطالب الفاعلين؟

§      الفاعلون عبارة عن مرتزقة ، والمرتزق يرتكب أي جريمة بغرض الحصول على شيء لأن الحكومة كانت في بداية الحوادث التخريبية تتنازل وتستجيب لمطالب المخربين.

·      هل يريدون ابتزاز الحكومة ، أم أنهم يحصلون على أموال من جهات خارجية تقف وراء عمليات التخريب؟

§      يريدون ابتزاز الحكومة ، وهذا ما حصل في السابق ، وهو ما شجع على تكرار محاولات الابتزاز؟

·      يفهم من ذلك أنك ضد ابتزاز الحكومة ، وضد أن تقدم الحكومة تنازلات؟

§      لي تصريحات أمام مجلس النواب وعبر وسائل الإعلام حملت فيها الحكومة المسئولية لتجاوبها مع المخربين ، وخضوعها للإبتزاز .

·      بالمناسبة تتجه الحكومة الآن ، كما يبدو ، للاستجابة لمطالب البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لرفع أسعار المحروقات ، ما موقفكم من ذلك؟

لقد نفذت كل المطالب وبقي الآن مطلب واحد يتعلق برفع أسعار الدولار ، والحكومة غير مقتنعة بهذه الجرعة ، لاسيما وأن رئيس الجمهورية غير موافق..

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp