الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـ " القدس العربي " 27/10/2000م : القادة العرب لم يرقوا لمستوى طموح شعوبهم .. ومصر والأردن أضعفتا قرارات القمة

 

صحيفة القدس العربي - 27/10/2000م

 

-       القادة العرب لم يرقوا لمستوى طموح شعوبهم .. ومصر والأردن أضعفتا قرارات القمة

 

رئيس مجلس النواب اليمني الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ، الذي يتزعم أيضاً حزب الإصلاح المعارض هو شيخ مشائخ اليمن تحول هذه الأيام إلى محام ومدافع عن القضية الفلسطينية بكل ما أوتي من قوة ، في مجلسه اليومي الكبير بمنزلة بالعاصمة صنعاء وفي نشاطه السياسي والبرلماني المؤثر وفي جهوده الشعبية والجماهيرية وفي كل حركة من حركاته .

أنشأ قبل أيام بالتنسيق مع قادة الفعاليات اليمنية هيئة شعبية لـ " الدفاع " عن الأقصى وفلسطين واختير رئيساً لها ، لمحاولة الارتقاء بالمطالب الشعبية وإيصالها إلى المستويات الطموحة والمؤثرة لكي تستنهض  الهمم الرسمية والدفع بها نحو تحقيق هذه الطموحات حتى لا تظل هذه المطالب الشعبية حبيسة الاستهلاك الإعلامي ،خاصة وأن الشارع اليمني يغلي لما يجري في الأراضي الفلسطينية ولن ينطفئ غضبه وغليانه إلا بخطوات عملية ومؤثرة .

وأكد الشيخ الأحمر وحدوية الموقف الشعبي مع الموقف الرسمي إزاء القضية الفلسطينية وعبر عن اعتزازه بالموقف الرسمي الذي أعلنه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قبل انعقاد القمة العربية وأثناءها ، ووصف القرارات الناجمة عن القمة بأنها قرارات ضعيفة ولا تعبر بأي حال عن طموح الشارع العربي والإسلامي وقال أن القادة العرب لم يرتقوا إلى مستوى طموحات شعوبهم .

" القدس العربي " التقته في داره بصنعاء الذي يتضمن ديواناً كبيراً مفتوحاً يعد منبراً سياسياً واجتماعياً متميزاً وأجرت معه هذا الحوار:

·      شكلتم مؤخراً الهيئة الشعبية اليمنية للدفاع عن الأقصى وفلسطين ، ما الجديد في هذه الهيئة وما هي أهدافها ؟

§      أهدافها مناصرة الشعب الفلسطيني في جهاده ونضاله من أجل الاستقلال ، والدفاع عن المسجد الأقصى والقدس ، وهي شبه دائمة حتى يتحقق النصر للشعب الفلسطيني إنشاء الله .

·      هل يمكن إعطاؤنا فكرة عن تكوينات هذه الهيئة وعن المؤسسين لها وهل سيكون لها امتداد في بقية المحافظات اليمنية ؟

§      تكونت الهيئة الشعبية اليمنية للدفاع عن الأقصى وفلسطين من جميع الفعاليات اليمنية ، من قادة الأحزاب السياسية في حزب المؤتمر والإصلاح والاشتراكي والناصري والبعث وغيرها ومن قادة النقابات والمنظمات الجماهيرية والشخصيات الاجتماعية والعلماء وستكون لها فروع في المحافظات وستظل هيئة دائمة حتى يتحقق النصر للشعب العربي الفلسطيني بإذن الله ، ويتحقق كل ما يصبوا إليه .

·      هل ستتبنى هذه الهيئة نشاطات عملية مؤثرة على صعيد القضية الفلسطينية ؟

§      سنبذل كل جهودنا والشعب اليمني بحمد الله شعب مؤمن متجاوب ومتفاعل مع انتفاضة الأقصى ومع الثورة الفلسطينية ، وسنعمل على كل الأصعدة وفي كل الاتجاهات من الدعم المالي والشعبي والدعم المعنوي ومطالبة الأنظمة العربية الحاكمة بأن يكون لها موقف إيجابي وحازم وصادق ونحن مع الشعب الفلسطيني حتى تتحقق إرادته ومطالبة وقد أعلنا ـ ومعنا الشعب اليمني بأكمله ـ التطوع للجهاد والوقوف مع إخواننا في فلسطين ،  ولم يقتصر هذا الجهاد على التضحية بالمال بل تجاوز ذلك ليصل إلى الجهاد بالدم ، فمن لم يستطع أن يجاهد بالدم فليجاهد بالمال ، والشعب اليمني مع بقية الشعوب العربية والإسلامية مستعد للجهاد بالدم ولكن المشكلة أن الدول العربية المحيطة بإسرائيل هي التي حالت دون تحقيق ما تصبوا إليه الجماهير العربية والإسلامية بالانخراط في الجهاد، لأنها أصبحت هي الطوق الحائل بين ما يريده المجاهدون ويرغبون به وبين العدو الإسرائيلي .

·      هل ستسعى هذه الهيئة لاختراق هذا الطوق بضخ المجاهدين إلى فلسطين من خلال التواصل والتنسيق مع أطراف أخرى في دول الطوق العربي ؟

§      نحن سنطالب الدول العربية السماح بذلك ، ابتداء من مصر والأردن اللتين تقيمان علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني المعتدي ، وسنطالب قيادات هذه الدول بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وبإغلاق السفارات في الجانبين ، وهذا ما تطالب به الجماهير العربية والشارع العربي والإسلامي بأكمله ، واعتقد أن هاتين الدولتين هما اللتان أضعفتا مؤتمر القمة الاستثنائي الذي عقد في القاهرة مؤخراً ، ليخرج بتلك القرارات الضعيفة .

·      هل تأسيسكم لهيئة شعبية كهذه جاء نتيجة شعوركم بقصور التفاعل الرسمي مع القضية الفلسطينية بحيث ترغبون في موقف أفضل من الموقف العربي؟

§      الحمد لله ، الموقف الرسمي في اليمن متساو مع الموقف الشعبي ، فلرئيس الجمهورية علي عبد الله صالح موقف مشرف إزاء هذه القضية العربية ، الإسلامية والإنسانية ونحن نشكره على ذلك الموقف المدوي الذي تجلي سواء في أحاديثه وما عبر عنه في الوسائل الإعلامية أو في موقفه وفي كلمته التي ألقاها في مؤتمر القمة العربية في القاهرة ، فنحن هنا في اليمن لا وجود للتباين بين الموقفين الشعبي والرسمي .

·      وصفت بعض القيادات العربية موقف الرئيس اليمني علي صالح بأنه موقف متشدد وخيالي ، فكيف تقيمون موقفه ؟

§      اعتقد أن ذلك الوصف هو منطق الانهزاميين ، ومنطق الذي لا يريدون أن يكون للدول العربية موقف قوي ومشرف، والحمد لله كان للكثير من القادة الذين حضروا مؤتمر القمة العربية مواقف قوية وعظيمة وفي مقدمتهم ولي العهد في المملكة العربية السعودية الأمير عبد الله بن عبد العزيز وكذلك موقف العراق وسورية ولبنان والسودان وتونس .

·      من خلال نشاطكم الرسمي والشعبي ، إلى أي درجة تقدرون تفاعل الشارع والرد الشعبي في اليمن مع هذه القضية ؟

§      تفاعل الشعب اليمني تجلي في مسيرته المليونية التي أقيمت في يوم انعقاد القمة العربية بالقاهرة ، تلك المسيرة الكبيرة العظيمة التي عبر فيها الشعب اليمني عن مشاعره وعن تجاوبه وعن تفاعله مع الثورة الفلسطينية ، كما تجلى في المسيرات الكبيرة التي شملت جميع المحافظات اليمنية خلال الثلاثة الأسابيع الماضية .. فالشارع اليمني متفاعل ومتجاوب مع القضية الفلسطينية ومملوء بالغضب والحماس إزاء ما يجري في فلسطين ومطلوب منه الاستمرار في هذا النهج من خلال الاستمرار في تصعيد المسيرات في هذا الاتجاه ، لأن الشعب الفلسطيني يذبح أطفاله وشيوخه ونساؤه أمامنا وأمام الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي كل يوم وهذا شيء تدمي له القلوب وتثور له الضمائر الحية وحتى الميتة، سواء بدوافع عربية أو إسلامية أو إنسانية ، فالمجازر البشعة التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني من شأنها تحريك الضمائر في العالم كله ويجب على من لديه ذرة من الإنسانية أو من الدين أو من العروبة أن يكون له موقف جاد وصادق .

·      هذه المسيرة المليونية وتوقيتها ، هل كانت تهدف إلى توجيه رسالة سياسية للقادة العرب المجتمعين في القاهرة لاتخاذ قرارات قوية ؟

§      نعم كانت تهدف لذلك ، وقد بعثنا لهم رسالة عاجلة في ذلك اليوم .

·      هل كانت هذه المسيرة آخر المطاف في نشاطكم العملي خاصة بعد انعقاد القمة ، أم أنكم ستواصلون نشاطاتكم العملية ؟

§      لا ، هذه المسيرة ليست ولن تكون آخر المطاف ، الشعب اليمني سيستمر في تفاعله مع الثورة الفلسطينية وفي دعمه لها ، وسيعبر عنها باستمرار المظاهرات والمسيرات والتبرعات المالية وغيرها .

·      أشرتم إلى أن نتائج القمة العربية لم ترق إلى مستوى طموح الشارع العربي، ما هي قراءتكم لتلك القرارات على ضوء التفاعلات الشعبية مع القضية الفلسطينية ؟

§      اعتقد أن ردود الفعل الشعبية العربية والإسلامية بشأن ما تمخضت عنه القمة العربية الطارئة أوضحت رأي الجميع ، من خلال المظاهرات التي قامت بعد صدور قرارات القمة في لبنان والأردن وفلسطين وفي بلدان كثيرة وعبرت عن رفضها لتلك القرارات الضعيفة ، بالإضافة إلى كتابات الرأي والتعليقات الإعلامية على ذلك.

·      هل كنتم تتوقعون صدور قرارات أكثر قوة من التي تمخضت عنها هذه القمة ؟

§      نعم، كنا نتوقع أن القادة العرب سيرقون إلى مستوى شعوبهم، إلى مستوى ما تريده شعوبهم وإلى مستوى ما عبرت عنه شعوبهم، لأن الحكام لا يجوز أن يكون لهم موقف مغاير لمواقف شعوبهم، فالقرارات التي نتجت عن مؤتمر القمة العربية لم ترق إلى مستوى ما تطالب به الشعوب العربية والإسلامية .

·      إذاً ، ما هي السبل الناجحة والكفيلة لحل المشكلة الفلسطينية في ظل الواقع العربي المهين والذي يقابله صلف إسرائيلي متصلب ، من وجهة نظركم ؟

§      أعتقد أنه يأتي في مقدمة السبل الكفيلة لذلك التضامن العربي واستعمال جميع الأوراق التي بأيدي الدول العربية ومنها قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني التي تطالب بها جميع الشعوب العربية والإسلامية ومنها أيضاً مقاطعة البضائع والمنتجات الإسرائيلية والدول التي تتعامل معها وتدعمها وتوحيد الموقف العربي لإقناع الولايات المتحدة الأمريكية بوقف دعمها لإسرائيل ، بالإضافة إلى الاستمرار العربي في دعم الانتفاضة القائمة في فلسطين .

·      سمعنا من بعض الفلسطينيين أن القادة العرب هم الذين يتآمرون على القضية الفلسطينية وأنهم الذين يضاعفون من معاناة الفلسطينيين ، ما تعليقكم ؟

§      الشعب الفلسطيني محبط ، ومصاب  بخيبة أمل من الحكام العرب في مواقفهم كلها ، ولا يلام أن يتهم الحكام العرب بأنهم خيبوا أمله وأمل شعوبهم .

·      يقال بأن تفجير المدمرة الأمريكية بعدن يأتي في إطار الغضب الشعبي اليمني على أمريكا للانتقام منها على مواقفها المؤيد لإسرائيل ، ما تعليقكم ؟

§      ليست لدي تفاصيل دقيقة بشأن التحقيقات الأمنية الجارية بهذا الشأن ، وستتضح هذه الأمور لاحقاً .

·      وماذا بشأن المنفذين لها ، هل هي جهات يمنية محلية أم جهات وأطراف خارجية ، خاصة وأن البعض يشير إلى احتمال أن يكون للاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية دور في ذلك لإيجاد المبرر للتواجد الأمريكي في اليمن ؟

§      لا يستبعد هذا .

·      واشنطن اتهمت منذ أول يوم لوقوع هذا الحادث عناصر أسامة بن لادن وأنهم المحتمل الأكبر وراء تنفيذ هذه العملية ، هل تعتقدون أن هناك تواجد مؤثر لعناصر بن لادن في اليمن ؟

§      لا يوجد لعناصر أسامة بن لادن أي تواجد في اليمن ، ولا أي تجاوب ولا أي نشاط داخل اليمن إطلاقاً .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp