الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـ "القدس العربي" 14 نوفمبر 2002م : ما حدث في مأرب يتعارض مع استقلالنا وسيادة بلادنا

 

صحيفة الصحوة نقلاً عن صحيفة القدس العربي – 14/11/2002م

 

·      ما هو رد فعلكم على ما حصل في مأرب وإعلان المخابرات الأمريكية أنها هي التي قامت بضرب سيارة علي قايد سنان الحارثي ومن معه ؟

§      اعتقد أن هذا يمس كرامة اليمن وسيادته ، إذا صح أن الطائرة التي قامت بهذه العملية أمريكية ، ولكن ليست لدي تفاصيل حتى الآن ، والشعب اليمني بكامله وليس (الإصلاح) فقط، الشعب بفئاته وأحزابه وقبائله وعلمائه اعتبروا أن هذا اعتداء على سيادة اليمن واستقلاله وكرامته وشرفه مهما كانت الجماعة التي قتلت بهذا القصف، سواء كانوا إرهابيين أو من (القاعدة) ـ حسب قولهم ـ فهذا شأن لا يعني الأمريكان ، فنحن دولة مستقلة ولدينا أجهزة أمنية ولدينا قوات مسلحة والدولة هي المسؤولة والكفيلة بمطاردة أي مجرم في الأراضي اليمنية .

·      لكن التصريح الأمريكي قوبل بصمت يمني ، حيث أن الحكومة اليمنية لم تنفه ، فأخذ الناس هذا الخبر على أنه حقيقة ؟

§      الصمت من قبل الحكومة اليمنية مقيت ، ولازم أن تفصح الحكومة عن ذلك ، ولا يمكن ولا أعتقد أن الرئيس علي عبد الله صالح وكل المسؤولين يرضون بمثل هذا التدخل السافر والعدوان الفاضح .

·      ماذا ستفعلون كمجلس نواب  إزاء ذلك ، فيما لو صح هذا الخبر ؟

§      سنعمل كل ما يجب علينا عمله ، فنحن مؤسسة من مؤسسات الدولة بالإضافة إلى أننا نمثل الشعب ، إلا أننا الآن في إجازة رسمية بمناسبة شهر رمضان المبارك ، ولا نملك الآن اتخاذ شيء .

·      وكأحزاب معارضة ، هل يمكن أن تقوموا بشيء ؟

§      بالنسبة لأحزاب المعارضة ، اعتقد أنهم سيصدرون بياناً حول ذلك ، ولكن ليست لدي تفاصيل بشأن ذلك ، لأني لم ألتق بهم .

·      أقصد لو تأكد هذا الخبر من الجانب اليمني ، هل تعتزم المعارضة الإفصاح عن موقفها الصريح وعن عدم رضاها بذلك ؟

§      هذا طبعاً سيكون ليس فقط من قبل أحزاب المعارضة ولكن كل اليمنيين يرفضون مثل هذا ويعارضونه ويستنكرونه .

·      كيف تصفون التعاون العسكري اليمني مع الولايات المتحدة الأمريكية وانعكاساته على اليمن سلباً أو إيجاباً ؟

§      التعاون العسكري بين الدولة اليمنية وبين الأمريكان إذا كان في مجال التدريب والتزويد بالخبراء كما هو معلن ، فهذا ليس لدينا عليه تحفظات ، أما إذا وصل الموضوع إلى مثل هذا الحد فنحن نرفضه بشكل قاطع ، وسنقوم بكل ما يجب علينا أن نقوم به أفراداً وجماعات وأحزاباً ومنظمات .

·      قبل حوالي أسبوعين نشرت صحيفة أمريكية على لسان مسئول  يمني أن طائرات تجسس أمريكية تقوم بطلعات جوية في المناطق الصحراوية اليمنية لمراقبة تحركات المطلوبين أمريكياً ن وكانت عملية قصف سيارة الحارثي ومن معه ربما نتيجة لتلك المراقبة المتواصلة ، ما تعليقكم ؟

§      إذا كانت هناك موافقة يمنية باختراق الطائرة الأمريكية للأجواء اليمنية فهذا خطأ ، ويتعارض مع كرامتنا ومع استقلالنا ومع سيادة بلدنا .

·      كيف يمكن إذاً تحقيق هدف مكافحة الإرهاب الذي تسعى إليه أمريكا ، بمعزل عن التعاون معها عسكرياً ؟

§      إذا كان التعاون في مجال الخبرات وتبادل الآراء والخطط فلا بأس في ذلك ، وإنما أن يتجاوز التعاون ذلك  ليصل إلى التعاون العملي والفعلي فنحن لسنا بحاجة إليه ، فإمكانياتنا وقدراتنا لتحقيق الأمن في بلدنا كافية .

·      عملية القصف التي أدت إلى مقتل الحارثي ومن معه في مأرب ، إذا صح أنها تمت بواسطة طائرة أمريكية ، ألا تعتقدون أنها يمكن أن تحدث ردود فعل قبلية ؟

§      القبائل متعاونة مع الدولة وهذا الشخص مطلوب، والدولة قد لاحقته ، والقبائل كانوا في أتم الاستعداد للقبض عليه وتسليمه للدولة .

·      لكن القتلى لا زالوا في إطار الاشتباه ، وكان المفترض أن يحاكموا لتقرير وضعهم ، وليس قتلهم ؟

§      نعم ، كانوا كذلك ، وكانت القبائل تحاول القبض عليهم ، وكانت الحكومة تضغط على القبائل من أجل القبض على المطلوبين ، للتحقيق معهم ومحاكمتهم إذا استدعى الأمر ذلك.

·      لكن يلاحظ أن الدولة أحياناً تضطر لاستخدام وسائل ضغط على القبائل ، مثل أخذ رهائن من أبناء مشايخ القبائل ، كما حصل في مأرب مطلع هذا العام ولا زالوا حتى اليوم، ألا يعطي هذا مؤشر بعدم ثقة الدولة بولاء القبائل لسلطتها ؟

§      هذا من صنع المخابرات، والمخابرات أينما وجدت لا خير فيها ، فهي توجد الفرقة بين الدولة وبين الشعب وتنزع الثقة بين الدولة وبين الشعب وهذه أعمال المخابرات.

·      اضطرار الدولة لأخذ الرهائن من أبناء مشائخ القبائل ، ناتج عن تأثرها بزعزة الثقة التي خلقتها المخابرات ؟

§      المخابرات وغيرها التي صنعت  ذلك ، إنما لعبت الدور الأكبر في ذلك وبالنسبة للرهائن هم محابيس وليسوا رهائن ، حيث تم حبس مشايخ قبائل مأرب عقب أحداث المواجهة بين القوات الحكومية  والقبائل التي أدت إلى مقتل الكثير نهاية العام الماضي ، فالرئيس أفرج عن المشايخ واستبدلهم بأبنائهم .

·      لكن إلى متى سيستمر حبس أبناء مشايخ قبائل مأرب ، حيث قضوا في الحبس حتى الآن أكثر من 10 أشهر ؟

§      حتى تحل القضية ، والقضية الآن بيد الرئيس وهو الذي سيحلها ، ومشايخ قبيلة عبيدة بمأرب التي ينتمي إليها هؤلاء المحبوسون  مشايخ جيدون وعلى مستوى عال من الوعي ، وكانت صلتهم بالرئيس أيضاً قوية وثقتهم بالرئيس قوية ، ولكن هذه القضية أضرت بهذه الثقة بين الدولة  والقبائل واستمرار أولاد المشايخ في الحبس خطأ.

·      بحكم أنكم رئيس لمؤسسة القدس في اليمن ، ما هو السبيل للحل العادل للقضية الفلسطينية ، على ضوء المستجدات والمعطيات الحالية ؟

§      السبيل لذلك تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ، ومعالجة القضية بالطرق القانونية والعادلة ، وتخلي أمريكا عن التحيز والدعم اللا محدود لإسرائيل .

·      على صعيد المشهد الانتخابي اليمني ، كيف تقرءون الإرهاصات الانتخابية الماضية المتمثلة بمرحلة عملية القيد والتسجيل للناخبين ؟

§      الممارسات التي حصلت في مرحل القيد والتسجيل وهي المرحلة الانتخابية الأولى لا تبشر بخير .

·      هل تعطي مؤشراً لكيفية أجواء إجراء الانتخابات النيابية القادمة ؟

§      طبعاً ، تعطي مؤشراً واضحاً أن الانتخابات القادمة ستكون سيئة ، وسيحصل فيها ما لا تحمد عقباه ، إذا استمرت الحالة على هذه الوتيرة ، وإذا استمرت اللجنة العليا للانتخابات واللجان التابعة لها في مخالفاتها وفي أسلوبها القائم ، وستكون أوضاع الانتخابات القادمة خطيرة جداً .

·      هل هناك عدم ثقة بشكل عام من قبل أحزاب المعارضة باللجنة العليا للانتخابات ؟

§      الحقيقة أن الممارسات هي التي تعطي الثقة أو تسحبها .

·      يقال أنه كلما عقدت انتخابات في اليمن ، كلما أحدثت شرخاً في العلاقة بين حزبي المؤتمر الشعبي العام الحاكم والتجمع اليمني للإصلاح ، فهل ستضاعف الانتخابات القادمة هذه الشروخ بينهما ؟

§      إذا استمر حزب المؤتمر في غطرسته وفي تجبره واستقوائه على حزب الإصلاح ، ستصل العلاقة إلى أسوأ مما كانت عليه .

·      هل هذا تأكيد على أن العلاقة الاستراتيجية بينهما ربما تصل إلى حالة (طلاق بائن) ؟

§      الأخ الرئيس يردد دائماً والى وقت قريب أن العلاقة بين حزبي المؤتمر  والإصلاح استراتيجية ، لكن عندما تأتي الانتخابات يصبح الأمر عكس هذا .

·      ذكرت قيادات معارضة قبل أيام ، أن الاحتمالات وارده أمام جميع الخيارات في الانتخابات القادمة بما فيها خيار المقاطعة ، فهل  أصبحت الرؤية بشان قرار كهذا واضحة حالياً ؟

§      لا أستطيع أن أجزم بهذا حالياً ، لأن الوقت لازال  مبكراً بهذا الشأن ولا زال سابقاً لأوانه ، رغم وجود الخروقات للقوانين والتجاوزات القانونية الكثيرة من قبل الدولة واللجان الانتخابية.

·      ما هي دعوتكم للسلطة وللمعارضة خلال المرحلة القادمة ،  بحيث تخرج البلد بانتخابات حرة ونزيهة تمثل طموح الشارع اليمني ؟

§      دعوتي للحكومة ولحزب المؤتمر الحاكم ، أن يحرصوا على تماسك الشعب لا على تمزيقه، وأن يحرصوا على السير في الانتخابات بالطرق القانونية والطرق الأخلاقية والأخوية من أ جل أن تتوحد صفوف الشعب أكثر فأكثر ، لأن الانتخابات هي وسيلة وليست غاية ، وأن يكون لكل الشعب الحق في ممارسة حقوقه ، وألا يكون هناك مواطن أعلى ومواطن من درجة ثانية .

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp