الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـ " الصحوة " 13/مارس/2003م : الخروقات تلغي الديمقراطية ، والقبيلة عون لدولة القانون

 

صحيفة الصحوة – 13/3/2003م

 

-       الخروقات تلغي الديمقراطية ، والقبيلة عون لدولة القانون

-       غياب التوازن في البرلمان أضعف دوره ، وفوز جميع القوى دعم للديمقراطية

 

حينما تحدد الموعد صباحاً مع الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح ، شعرت بالارتياح لأنني أريد أن أحصل على رأيه في الكثير من القضايا التي غطتها فترة العاصفة الماضية .

خاصة وأنا أعرف أن كلمات الأجوبة تأتي دائماً أقل عدداً من الأسئلة طالماً والمحاور هو الشيخ عبد الله .

غير أنني لم أحصل على كل ما أردت الحصول عليه والسبب أن المقابلة لم تتم إلا في فترات الانتظار لمقابلتي السفيرين الفرنسي والألماني .

ومع ذلك فقد قدم الشيخ إجابات قليلة الكلمات ، لكنها إجابات وافية تماماً .. أدع لكم متابعة المحصلة ..

 

·      أنهى مجلس النواب دورات انعقاده استعداداً للانتخابات القادمة كيف يتوقع الشيخ عبد الله أجواء هذه الانتخابات ؟

§      مجلس النواب لم ينه أعماله وإنما رفعت الجلسات في نهاية الفترة ، وإذا استجد ما يدعو لانعقاد المجلس بشكل عاجل فللمجلس الحق في الانعقاد حتى ينعقد المجلس الجديد .

·      وأجواء الانتخابات كيف تتوقعونها ؟

§      الحقيقة أنني لست مطمئناً ، بل ومتشائم من أجوائها .

·      لأسباب محلية أم للأمر علاقة بالظرف الخارجي ؟

§      الأمة العربية تعيش مأساة وتنتظر كارثة ، وهذا يدعو لتجميد كل شيء .

·      لكن غياب الديمقراطية هو أحد أهم أسباب المأساة المعاشة أو الكارثة المنتظرة ، والانتخابات هي أهم الحلول للمشاكل ؟

§      الانتخابات فعلاً ظاهرة ديمقراطية ، لكن الديمقراطية يجب أن تمارس في حياتنا كلها ، وبعض الانتخابات تخترق فيها الديمقراطية ، ويخترق فيها الدستور وتخترق فيها القوانين .

·      نفهم إذاً أن الشيخ يتخوف من أجواء الانتخابات وليس من الانتخابات ؟

§      نريد انتخابات بلا مخالفات ولا خروقات . والحقيقة أن الشعب اليمني هو  شعب واع ويريد ممارسة الديمقراطية التي لا تعني الصدام ولا إثارة المشاكل ، لكن الخروقات هي التي تسبب المشاكل وتسبب الصدامات .

·      هل هذه المخاوف هي أسباب ما تحدثت عنه الصحف من توصل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس الهيئة العليا للإصلاح والرئيس علي عبد الله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام إلى اتفاق ما بعد الانتخابات أثناء تأديتهما فريضة الحج معاً؟

§      لا علاقة لحجنا معاً بموضوع الانتخابات أو بغيرها ، وليست هذه هي المرة الأولى التي أرافق فيها الرئيس علي عبد الله صالح باعتباره رئيساً لجميع اليمنيين ، فأنا أرافقه في جميع جولاته ، وأنا على اتصال دائم به .

·      يبدو أن الملاحظات الإعلامية ناتجة عن الظروف الجديدة التي عاشتها البلاد وخاصة الإصلاح ، وهناك من يشير إلى الرسالة التي رد بها الرئيس على برقية العزاء بوفاة اللواء يحيى المتوكل والتي تحدث فيها عن مبادلته لكم الوفاء بالوفاء؟

§      (ضاحكاً ) أنا لا أفضل هذا الحديث الذي يريد إعطاء العلاقات الطبيعية أسباب خاصة . وكأنه لا يربطنا إلا الاتفاقات .

·      لكن هكذا تحدثت بعض وسائل الإعلام ؟

§      هناك أخبار لا تستحق حتى المتابعة .

·      أمريكا وجهت تهمها الثلاثاء الماضي للشيخ محمد المؤيد بدعمه الإرهاب عبر دعمه للجهاد الفلسطيني ؟

§      هذه التهمة تؤكد للعالم أجمع أن ما تردده أمريكا من تهم للعراق مجرد أكاذيب وافتراءات .

نحن نعرف محمد المؤيد رجل خير وإرشاد ، وهذه التهمة كذب وافتراء .

·      هو متهم بدعم فلسطين ، وبأنه قابل خالد مشعل ومحمد صيام ؟

§      أما فلسطين فكلنا ندعم فلسطين والمنظمات الفلسطينية ، والانتفاضات الفلسطينية ، ونتمنى أن نكون في مقدمة المجاهدين في فلسطين أمريكا تسير في إثارة العداء بشكل مفضوح .

·      لكن يا شيخ ألا يعبر ذلك عن اختلال في موازين الدفاع عن مصالحنا نحن العرب والمسلمين ، فأمريكا تشرع القوانين ولأن حكامنا لا يعبرون عنا فهم لا يهتمون بما يمكنه الإساءة لنا ومع الزمن تحاكمنا أمريكا بتلك القوانين كاعتبار الجهاد الفلسطيني قانونياً على أنه إرهاب ؟

§      قرارات أمريكا ليست دساتير ولا قوانين دولية حتى أنها تفرض على العالم ومحاولة أمريكا تطبيق قوانينها على العالم يمثل اعتداء بكل المقاييس واللغات ولا يجوز أن تلتزم أي دولة بما تقرره أمريكا ، فكل دولة ملتزمة بمصالح شعبها ويجب عليها الدفاع عن هذه المصالح .

·      أريد القول أن معارك البحث عن العدل هي معركة واحدة .. ومن ثم فإن عدم احترام الأنظمة للدساتير والقوانين في بلدانهم هو الذي يعجزهم عن الدفاع عن قضايا شعوبهم المشروعة أمام العالم ؟

§      هم مطالبون بتطبيق قوانين بلدانهم لا أن يلتزموا بقوانين العبيد التي تلفقها أمريكا ، كما قال الزبيري " يلفقون قوانين العبيد لنا ، ونحن شعب أبي مارد شرس " .

أما قوانيننا فلازم علينا احترامها وتطبيقها .

·      ألا يمكن السؤال عن السبب الذي يجعلنا نتحدث عن اعتقال الشيخ المؤيد ـ وهو أمر واجب ـ ولا نتحدث عن اعتقال العشرات ومنهم مثلاً د. أحمد الدغشي هنا في بلادنا بشكل مخالف للقانون ، وإن باعتبارهم متهمين ، مع أن الرئيس أمس الأول طالب بالتزام الأجهزة الأمنية بالقانون الذي يحرم الاعتقال التعسفي ويلزم تحويل المتهم إلى النيابة ؟

§      كل مشاكلنا هي نتيجة عدم الالتزام بالدستور والقانون ، فما تقوم به بعض الأجهزة الأمنية يخالف الدستور والقانون وبالتالي ينتهك حقوق المواطنين سواء كانوا متهمين أو حتى مدانين .

القانون حدد الأساليب التي تحمي بها حقوق الناس .

·      إذاً ألا تعتبر أن أزمة الأمة العربية كلها ونحن في اليمن جزء منها ناتج عن اختراق من يفترض فيهم حماية القانون لهذه القوانين ؟

§      نعم نحن نسن القوانين ثم نخالفها .

·      هل يحق السؤال عن مسئولية السلطة التشريعية في حماية القانون ؟

§      السلطة التشريعية تتحمل مسؤولية كبيرة .

·      لماذا ؟

§      للاختلال الداخلي فيها بسبب الأغلبية وعدم التوازن .

·      هل يمكن التبشير بمجلس نواب يحل لنا هذه المشكلة ؟

§      نرجو هذا .

·      هل يمكن هنا الحديث عن أهمية اللقاء المشترك لتحقيق ذلك ؟

§      ربما هذا ضمن مهام اللقاء المشترك . ووجود كل القوى في قاعة مجلس النواب يحقق توازناً وهو الذي يحافظ على الأمن والاستقرار بفرض الالتزام بالدستور والقوانين .

·      هناك من يتحدث عن تباينات داخل الإصلاح ؟

§      يمكن أنني كشخص يكون لي رؤيتي الخاصة وحساباتي  الخاصة ، بحكم موقعي كرئيس لمجلس النواب فيمكن أنني لا  أكون متقيداً  برؤية الأخوة في الأمانة العامة .

·      هل نفهم من هذا أن لديك اعتراضاً على موضوع التنسيق الانتخابي ضمن اللقاء المشترك ؟

§      لا ليس هذا ، أنا أتحدث عن  أنني حريص على أن لا يكون التنافس في ظل الديمقراطية ،  سبباً لإلغاء الوئام ولعودة الصراعات ، نحن لا نريد أن يكون التنافس الديمقراطي سبباً للصراعات خارج القانون .

·      أين يمكن وضع القبيلة في إطار الجهود لدولة ديمقراطية تحترم القانون ؟

§      القبيلة وعاداتها عون للحكومة التي تطبق القوانين ، وتسعى لحفظ الأمن للوطن.

·      والجميع يستعد للانتخابات أي دعوة توجهها للإصلاحيين ؟

§      أن يستعدوا للانتخابات استعداداً كاملاً لتحقيق الأهداف التي يسعى من أجلها الإصلاح .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp