الشيخ / عبد الله بن حسين الأحمر لـ "الشرق" القطرية 4/5/2002م : المتعاطفون مع "القاعدة" اسم وهمي وضعته أمريكا لترهب به بلادنا

 

صحيفة الشرق القطرية - 4/5/2002م

 

-       المتعاطفون مع "القاعدة" اسم وهمي وضعته أمريكا لترهب به بلادنا

 

·      طالب مجلس النواب اليمني مؤخراً بمقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية واستخدام سلاح النفط .. هل تطرق المجلس إلى وقف الاتصالات الأمنية بين اليمن والولايات المتحدة التي تنامي بعد أحداث سبتمبر الماضي ؟

§      ما طالب به مجلس النواب اليمني الدول العربية من استعمال سلاح النفط ومقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية ،  و سلع الشركات التي تدعم إسرائيل هو مطلب الشعوب العربية كلها ، وهذا أقل ما يجب على الحكام العرب اتخاذه إزاء الولايات المتحدة الأمريكية التي تؤيد وتمول إسرائيل  وتقف إلى جانبها في مجلس الأمن والأمم المتحدة وتقر العدوان الصهيوني الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني الأعزل . أمريكا يجب أن يتعامل معها الحكام العرب والدول العربية والإسلامية كعدو رقم واحد ولا فرق بينها وبين الكيان الصهيوني على الإطلاق .

·      طالما أنك تنعت الولايات المتحدة بهذه النعوت لماذا لم  يطالب البرلمان اليمني الذي أنت على رأسه الحكومة اليمنية بما يطالب به الحكومات العربية .. وأعني هنا وقف التعاون في المجالات الأمنية مع الأمريكان ؟

§      لم يكن هناك تعاون أمني بين الولايات المتحدة وبلادنا سابقاً والأمريكان هم الذين طلبوا من اليمنيين التعاون في هذا المجال بما في ذلك ملاحقة المشبوهين والمتهمين ، وتعمل الدولة على توطيد الاستقرار في اليمن .

·      لكن هذا التعاون الأمني الأمريكي ـ اليمني في مجال مكافحة الإرهاب مازال مستمراً حتى الآن ؟

§        الرئيس علي عبد الله صالح عندما زار الولايات المتحدة في شهر رمضان الماضي، لعله واجه ضغوطات واتهامات بوجود عناصر لها علاقة بتنظيم القاعدة في اليمن ، وطلبوا منه مطاردتهم وسلموا له أسماء معينة واستطاعوا من هذا الجانب الوصول إلى  التعاون مع السلطات الأمنية من خلال التدريب وتقديم خبراتهم .


·      هل ترون وجوب استمرار ذلك التعاون على مستوى التدريب برأيكم ؟

§      لا يجوز أن يستمر ذلك .

·      ما تعليقكم على الإغلاق المتكرر للسفارة الأمريكية بصنعاء تحت مبرر احتمالات تعرضها أو تعرض المصالح الأمريكية في اليمن لهجوم إرهابي ؟

§      هذا تكتيك من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لإرهاب الحكومة والدولة في اليمن وابتزازها ، لا اعتقد أن هناك  حقيقة لمزاعم الأمريكان ، والدولة قادرة على تأمين الحماية للسفارة والرعايا الأمريكيين .

·      هناك محاولات من قبل هيئات شعبية وبرلمانيين يمنيين لجمع مليون توقيع من أجل طرد السفير الأمريكي من صنعاء هل تؤيدون مثل هذه الدعوة ؟

§      هذا الأمر يقف وراءه غليان الشارع العربي من مواقف الولايات المتحدة الأمريكية العدائية للعرب والمسلمين وللشعب الفلسطيني ودعمها السياسي للكيان الصهيوني فضلاً عن الدعم بالمال والسلاح للعدوان الإسرائيلي ومجازر ضد الفلسطينيين .

ويضاف إلى ذلك مواقف الإدارة الأمريكية بكل ما فيها من غطرسة وصلف وتحد لمشاعر العرب والمسلمين وحكامهم ، وتصريحات بوش وما تتضمنه من عبارات مشينة ومهينة يستخدمها بكل وقاحة وبصراحة .

·      قلت في تصريحات سابقة لك أن على الحكام العرب تحمل مسؤولياتهم تجاه قضية فلسطين كيف تصف واقع هذه الأنظمة على ضوء الاجتياح الأخير الذي تعرض له الشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني ؟

§      مواقف ضعيفة وذليلة ومخيبة للآمال ولو صدقت النوايا وتوفرت العزيمة لدى الحكام العرب لاستطاعوا فعل الكثير .

·      مثل ماذا ؟

§        أولاً جمع الكلمة ووحدة الصفوف والمواقف أمام أمريكا ، والمعروف أن أمريكا لها مصالح كبيرة في منطقتنا وهي تتعامل مع العالم من منظور هذه المصالح فلماذا لا يتم فهم هذه المعادلة وتطبيقها من قبل الحكام العرب .   

·      كيف تنظرون إلى مواقف بعض الأنظمة العربية التي لا تقوم حتى الآن بإغلاق السفارات أو المكاتب الإسرائيلية في بلادها وطرد دبلوماسييها وموظفيها حتى وإن كان هذا كإجراء مؤقت ؟

§      ليس هذا ناتج عن عجز الإمكانات التي بين أيديهم وإنما عن ضعف الإرادة والمواقف المتخاذلة ، وهي ترقى إلى حد خيانة شعوبهم وخيانة مبادئ الأمة العربية والإسلامية وعقيدتها ، واستمرار وجود سفارات وممثليات إسرائيلية حتى الآن في بعض الدول العربية أمر مشين لا يقبله أي ضمير حي أبداً .

·      كيف تقيمون زيارة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول إلى المنطقة .. هل أفضت إلى شيء ؟ .

§      نعم أفضت إلى ما تريد الولايات المتحدة إملاءه على الحكام العرب خدمة لإسرائيل.

·      وهل نجح في فرض إملاءاته ؟

§      إذا لم يكن قد نجح فإنه أثر والدليل على ذلك ضعف المواقف العربية التي تزامنت مع الزيارة وأعقبتها .

·      المقاومة الفلسطينية ثم موقف الشارع العربي المؤيد لها هل أحرج الأنظمة العربية برأيكم ؟

§      موقف الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية القوي أثر في الأراضي المحتلة وأدى ـ ومازال ـ إلى انعكاسات إقليمية ودولية مهمة ولعل هذا جعل موقف الأنظمة العربية محرجاً فعلاً أمام زخم الانتفاضة التي استطاعت أن تصمد وتزرع الرعب في قلب العدو الصهيوني رغم قلة عددها وعدتها ومحاصرتها .. وهذا يحتم على الحكام أن ينحازوا إلى مطالب شعوبهم ، وهو أفضل من الاستجابة إلى مطالب وإملاءات الإدارة الأمريكية.

·      عندما وصلت باخرة أسلحة للفلسطينيين ـ قبل عدة أشهر ـ  قامت قيامة إسرائيل وأمريكا واستنكرتا ذلك بشدة .. ألا ينبغي أن تسعى الشعوب والأنظمة العربية لاسيما في مثل هذه الظروف لمد الشعب الفلسطيني بالسلاح الذي يعينه على الصمود والمواجهة ؟

§      الشعوب العربية تطالب الحكام بتزويد الشعب الفلسطيني والمقاومة المشروعة لحركاته الجهادية والنضالية بالمال والسلاح وإدخالها بأية وسيلة ممكنة ، والضجة التي افتعلتها أمريكا وإسرائيل حول  باخرة الأسلحة التي يفترض أن تصل للفلسطينيين ـ حينها كان ينبغي مواجهتها بسخرية ففي  حين تحتوي هذه الباخرة على أسلحة فردية للدفاع عن النفس تزود الولايات المتحدة الكيان الصهيوني بالأسلحة المتطورة جداً وبأسلحة الدمار الشامل بكل أنواعها.

ومن العجيب أن يصل الأمر حتى بياسر عرفات إلى نفي أن تكون أسلحة الباخرة تخص السلطة الفلسطينية وإعلان البراءة منها .. والسؤال لماذا ينكر ذلك ألم يكن بمقدوره ألا يتنصل من ذلك وهو بهذه الأسلحة الفردية البسيطة يريد وشعبه الدفاع عن أنفسهم أمام ترسانة السلاح الإسرائيلية الضخمة .

·      رفع إليكم مجموعة من الطلاب اليمنيين مؤخراً طلباً يتضمن رجاء بتسهيل مهمتهم للوصول إلى فلسطين والجهاد فيها ضد إسرائيل هل هذا مطلب واقعي وأمر ممكن؟

§      الشعوب العربية ومنها الشعب اليمني ـ تطالب بأن تتاح لها الفرصة للوصول إلى الأراضي المحتلة للمشاركة في الدفاع عن فلسطين والأقصى ومواجهة العدوان الإسرائيلي لكن الدول العربية هي التي تحول وتمنع مثل ذلك لاسيما دول الطوق وكأن هذه الأنظمة صارت بمثابة حارس أمين .

حتى المظاهرات النسائية ومنها مظاهرة نظمت في صنعاء قبل أيام وصلت إلى باب السفارة المصرية والأردنية طالبت بفتح الحدود وكان من شعارات المشاركات (يا حراس اليهود افتحوا لنا الحدود ) .

·      قيل أن حملة التبرعات التي دعمتها الحكومة اليمنية ـ مؤخراً كانت بغرض سحب البساط من تحت رجل الهيئات الشعبية العليا لمناصرة فلسطين والأقصى التي ترأسونها شخصياً والتي ربما تجمع وتوصل تبرعاتها لحركات مقاومة وليس بالضرورة للسلطة الفلسطينية وقد تم ذلك رسمياً بسبب ضغوط أمريكية فما تعليقكم؟

§      مهما يكن من أمر فحملة التبرعات الحكومية في اليمن هي لمصلحة الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية وهي واجبه وموقف رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح من دعم أشقائنا الفلسطينيين موقف قوي وواضح وأفضل بكثير من مواقف غيره من الحكام العرب .

·      البيان الأخير لمجلس شورى تجمع الإصلاح الذي أنتم على رأس هيئته العليا انتقد الحكومة فيما يتصل بالتحضير لعملية الانتخابات البرلمانية التي تجري العام القادم وطالبها بشفافية أكبر فيما يتصل بذلك خصوصاً تقسيم الدوائر المحلية وتصحيح الجداول الانتخابية لماذا ؟

§      تنبيه الإصلاح  وبقية أحزاب المعارضة من مغبة تلاعب الحزب الحاكم والسلطة التنفيذية في مجريات العملية الانتخابية العام القادم أمر طبيعي لأن تدخلاً وتزويراً كبيراً من السلطة وقع في الانتخابات المحلية الأخيرة قبل أ كثر من سنة ، فضلاً عن ممارسة الضغوط بالقوة على مرشحي الأحزاب الأخرى أما تصحيح الجداول الانتخابية فهو مطلب شعبي وقد وعد الرئيس بذلك ونرجو أن ينجز هذا الوعد ويتحقق قريباً .

·      كيف تصف علاقة المؤتمر الشعبي الحاكم وتجمع الإصلاح هذه الأيام ؟

§      العلاقات الشخصية التي تربط قيادات الإصلاح برئيس الجمهورية طيبة لكنها شيء والمطالبة بالحقوق وتطبيق الديمقراطية في البلاد بصورة حقيقية شيء آخر بحكم أن حزب الإصلاح في المعارضة .  

·      وقعت تفجيرات في صنعاء ومدينة الجوف  أعلن المتعاطفون مع تنظيم "القاعدة"  مسئوليتهم عنها ..هل فعلاً يوجد من يتعاطف مع القاعدة في اليمن ؟ .

§      لا يوجد من يتعاطف مع تنظيم "القاعدة" في اليمن والشعب اليمني لم يسمع بالقاعدة وأنا واحد منه ولم يعرفها والله إلا بعد التفجيرات التي لحقت بنيويورك وواشنطن في شهر سبتمبر الفائت .

·      إذن ما حقيقة "القاعدة" ومن هم المتعاطفين معها ؟

§      هذه دعاية أمريكية يقصد بها إرهاب الدولة اليمنية .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp