الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـ الشرق الأوسط 18/5/2000م : الخلاف مع الإرياني لا يفسد الود بيننا والقلوب مفتوحة لعودة علي ناصر

صحيفة الشرق الأوسط 18/5/2000

 

-       الخلاف مع الإرياني لا يفسد الود بيننا والقلوب مفتوحة لعودة علي ناصر

-       الاشتراكي كان شريكاً في الوحدة ثم أصبح خصماً

 

نفى الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب ورئيس التجمع اليمني للإصلاح ما تردد عن وساطة للرئيس علي عبد الله صالح في الخلاف بينه وبين الدكتور عبد الكريم الإرياني رئيس الوزراء . وقال أن الخلاف مع الدكتور الإرياني جاء بسبب منح إسرائيليين تراخيص من بعض السفارات اليمنية للدخول إلى اليمن وفقاً لتعليمات الدكتور الإرياني . لكن الشيخ الأحمر قال إن الخلاف لا يؤثر على ما يوجد من الود مع الدكتور الإرياني كما أنه لا يعني القطيعة . وأكد مجدداً موقفه الرافض للتطبيع قائلاً أن هذا هو نفس موقف الرئيس واليمن كله .

في إشارة إلى زيارة وفود سياح إسرائيليين من اليهود من أصول يمنية أخيراً .

من جهة أخرى قال الأحمر أن الزيارة المتوقعة للأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي تعني أشياء كثيرة، مشيراً إلى أنها تدل دلالة كبيرة وواضحة على استعداد سعودي للارتقاء بالعلاقات مع اليمن وإنهاء ما تبقى من قضايا الحدود وخلق تعاون فعال بين البلدين . وقال في حديث أدلى به لـ " الشرق الأوسط" بمناسبة مرور عقد على إعلان الوحدة اليمنية " إن الوحدة تجربة ناجحة وتسير بخطوات كبيرة إلى الأمام لخدمة الشعب اليمني ومن أجل مصلحته . وإزاء الصراع الذي ساد العلاقات بين حزبي المؤتمر الشعبي العام والاشتراكي اليمني أكد أن الحزب الاشتراكي كان فعلاً شريكاً في إعلان الوحدة بيد أنه بعد مضي أربع سنوات لم يعد شريكاً وإنما أصبح خصماً بعد محاولة الانفصال.

وحول ما أشيع عن عودة الرئيس اليمني الأسبق على ناصر محمد إلى المسرح السياسي قال الشيخ الأحمر أن القلوب مفتوحة لعودته لممارسة العمل السياسي سواء في الحزب الاشتراكي أو من خلال حزب ينشئه . وهنا تفاصيل الحديث .

·      ما هو تقييم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لتجربة الوحدة بعد عقد كامل من الزمن؟

§      تقييمي أن الوحدة اليمنية تجربة ناجحة وتخطو خطوات كبيرة إلى الأمام لخدمة الشعب اليمني ولمصلحته. والوحدة في حد ذاتها إنجاز يتوج كل المنجزات التي تحققت في اليمن .

·      رغم ما شاب الساحة اليمنية من خلافات اتسمت بالصراع وبخاصة بين شريكي الوحدة المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي ؟

§      الحزب الاشتراكي كان فعلاً شريكاً في إعلان الوحدة . لكنه بعد مضي أربع سنوات لم يعد شريكاً ، وإنما أصبح خصماً بعد محاولة الانفصال ، وقد شارك الشعب اليمني بكاملة في الدفاع عن الوحدة وحمايتها ولم يكن المؤتمر الشعبي العام لوحدة في هذه المعركة .

·      ما شهده اليمن من أزمات هل كان ذلك تعبيراً عن تحول جاء مع الوحدة ، أم أنه كان بسبب تضارب المصالح بين القوى والأحزاب السياسية ؟

§      الشعب اليمني قاطبة أمن بالوحدة ودافع عنها . فلم يكن ما جاء في سؤالك ناجم عن صراع سياسي ، ولا لتصفية حسابات بين القوى والأحزاب السياسية وإنما إيماناً بالوحدة والدفاع عنها .

·      لكني أقصد دور الأحزاب في تلك الأزمات بما عبرت من مصالح ؟

§      الأحزاب السياسية التي دافعت عن الوحدة كانت إلى جانب الشعب اليمني الذي دافع في سبيل الوحدة ومن أجل انتصارها على الانفصال .

·      ما هي نظرتكم إلى المشهد السياسي بعد هذه السنوات من تحقيق الوحدة ؟

§      بعد مضي عشرة أعوام على الوحدة لم يعد هناك خطراً أو مساومة على هذه الوحدة . فالوحدة راسخة وأمر مفروغ منه . وإذا وجدت خلافات بين الأحزاب والقوى السياسية فهي خلافات في وجهات النظر وفي القضايا الآنية .

·      حزب الإصلاح أعلن عن نفسه بعد شهور من الإعلان عن الوحدة ماذا عن دوره في المعترك السياسي اليمني ؟

§      يكفي التجمع اليمني للإصلاح فخراً أنه كان في طليعة المدافعين عن الوحدة وفي مقدمة المقاتلين في سبيلها . والإصلاح أكثر القوى السياسية تضحية من أجل الوحدة اليمنية .

·      هل كانت حرب 1994 ضرورة وطنية في رأيك ؟

§      ما تمخض عن حرب صيف 1994 كان في مصلحة الشعب والوحدة .

·      البعض من السياسيين افترض أن يكون دور الإصلاح بمثابة المعادل بين الاشتراكي والمؤتمر الشعبي العام ، هل لعب هذا الدور ؟

§      الإصلاح دخل الائتلاف الثلاثي مع المؤتمر الشعبي العام والاشتراكي نتيجة لما أفرزته الانتخابات البرلمانية في أبريل (نيسان) 1993 التي أحرز فيها الحزب الثاني من حيث الترتيب. وحزب الإصلاح دون ريب أدى دوره .

·      لكن الملاحظ أن الإصلاح حسم أمره واتجه صوب المؤتمر الشعبي العام ؟

§      عندما ظهرت نوايا الاشتراكي التي تعادي مصلحة البلاد وهدفت إلى تفكيك الوحدة ما كان أمام حزب الإصلاح إلا أن يمد يده ليتماسك مع حزب المؤتمر الشعبي العام للذود عن الوحدة.

·      هل كان يمكن تفادي تلك الحرب ؟

§      لقد حاول الرئيس علي عبد الله صالح تفادي الأزمة والحرب أكثر من غيره وحاولنا أيضاً في حزب الإصلاح إلى جانب الرئيس لتفادي هذا الأمر بالإضافة إلى الدور الذي لعبه مجلس النواب ووجهاء البلاد والعلماء لمنع تلك الحرب .

·      اجتمعتم مع علي سالم البيض نائب الرئيس الأسبق أكثر من مرة في عدن ، ماذا كان يدور من أحاديث وهل تيقنتم حينها أن قرار الانفصال قد أتخذ ؟

§      الأمر في هذا الصدد كان ظاهراً منذ اعتكاف البيض في عدن وكان الهدف هو الانفصال حيث مارست قيادة الحزب الاشتراكي الانفصال عملياً منذ بداية الأزمة السياسية .

·      عندما اشترطتم في العاصمة الأردنية عمان عودة الاشتراكيين إلى صنعاء ، هل كانت بمثابة تسديد نقطة محرجة للاشتراكي خاصة أن الانفصال كان جلياً ؟

§      كانت الشواهد تؤكد أنهم سائرون في طريق الانفصال . وكان لابد لي من تسجيل رأي . وإذا ما كانوا صادقين فليعودوا إلى صنعاء وتنتهي الأزمة أما إذا لم يعودوا إلى صنعاء تظل الأزمة قائمة ، فهذا واضح بأنهم كانوا مصرين على الانفصال منذ بداية الأزمة السياسية .

·      لوحظ أن علاقات الإصلاح في تلك الفترة شهدت توتراً في الانتخابات النيابية في 1993، لماذا سارت في هذا الاتجاه ؟

§      هناك أمور حتمت على المؤتمر الشعبي العام أن يأخذ بالتحالف ويأتلف مع حزب الإصلاح لكي يكون كلا الحزبين في تلك الظروف في خندق واحد .

وعندما انتهت هذه الأمور حصل الاستغناء عند الائتلاف جراء اختلاف الأوضاع وبروز عدة قضايا ومواقف أدت إلى خلاف حزبي بين الحزبين إزائها . وهذا شيء طبيعي في أن تحدث الخلافات الحزبية وهذه ظواهر طبيعية وديمقراطية .

·      لكن ما يثير مزيد من التساؤل أن الحزبين يستندان إلى نظرية واحدة فما الباعث على الخلافات ؟

§      إلى الآن لم تكن الخلافات حادة أو تحدث قطيعة بين الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام .

·      هل ما تزال في السياق الطبيعي من العلاقات ؟

§      نعم .

·      يقال أن السلطة التنفيذية تهيمن على البرلمان بسبب الأغلبية المريحة للحزب الحاكم . ماذا تقولون عن هذه العلاقة بعد 7 سنوات من قيادتكم لمجلس النواب ؟

§      الأغلبية البرلمانية للمؤتمر أثرت على أداء مجلس النواب وخاصة على دورة الرقابي، وهذا الأمر صار ملموساً وبشكل واضح حتى أصبحت الحكومة مطمئنة إلى أن البرلمان لن يتخذ ضدها أي إجراء مهما تمردت عليه . 

·      قضية التطبيع من القضايا المثارة واتهام الإصلاح للحكومة بالسير نحو التطبيع مع إسرائيل ماذا يمكن القول الآن في هذا الأمر ؟

§      أنا شخصياً لم اتهم الحكومة بالسير في طريق التطبيع وإنما تحدثت عن هذا الصحف الحزبية وغير الحزبية وأبنا الشعب اليمني قلقون من هذا الأمر. أما موقفي من التطبيع فهو موقف رئيس الجمهورية الرئيس علي عبد الله صالح الرافض للتطبيع وهو موقف الدولة والبلاد كافة .

وما أثار الضجة في هذه القضية هو الترخيص لدخول اليهود الإسرائيليين المحاربين إلى اليمن تحت ذريعة السياحة أو أنهم ينحدرون من أصول يهودية هاجرت من اليمن، بينما هم في الحقيقة يهود إسرائيليون محاربون وجوازاتهم إسرائيلية.

وهذا الأمر استنكرناه وعارضناه ورفضناه وسنرفضه، وموقف الشعب اليمني هو هذا الموقف.

·      ماذا عن الخلاف مع الدكتور عبد الكريم الإرياني ؟

§      لم يكن بيني وبين الدكتور عبد الكريم الإرياني من خلاف إلا على هذا الأمر الذي استنكرته لإصداره تعليمات لبعض السفراء بمنح هؤلاء اليهود الإسرائيليين تراخيص لدخول اليمن بدلاً عن الجوازات لكونها جوازات إسرائيلية ، وهذا لا نوافق عليه وهو أسلوب ما كان يمكن بموجبه إعطاء أولئك اليهود تراخيص وقد قوبل مني ومن غيري بالرفض لهذا العمل من رئيس الوزراء ولا نرضى بهذه الممارسة أو نوافق عليها .

·      تردد عن وساطة من الرئيس لحل الخلاف مع رئيس الوزراء ما صحة ذلك؟

§      على ماذا الوساطة ؟ فلم يكن بيني وبين رئيس الوزراء الدكتور عبد الكريم الإرياني خلاف حتى تتم وساطة بيني وبينه . فالخلاف من حيث هو خلاف لا أساس له من الصحة . ومن جهتي فإني أكن للدكتور عبد الكريم الإرياني كل ود وهو يبادلني نفس الشعور . والخلاف لا يعني أن يؤثر على ما يوجد من الود أو أنه قد يوجد قطيعة . فالخلاف على رأي أو على  موقف من المواقف هو شيء طبيعي .

·      حضر عدد من أعضاء الحكومة إلى قاعة البرلمان للحديث إلى النواب ، ما هي الملابسات التي رافقت هذا الحضور برفض الاستماع إلى الوزراء ؟ 

§      هذه ممارسة برلمانية طبيعية خاصة أن مجلس النواب في جلسة سابقة وجه إلى رئيس الوزراء الدكتور عبد الكريم الإرياني استدعاء ليحضر إلى البرلمان من أجل أن يرد على بعض الأسئلة حول توصيات برلمانية كان المجلس قد اتخذها من قبل والتزمت بها الحكومة . ثم مرت على هذه التوصيات أشهر عديدة ولم يحضر رئيس الحكومة وإنما حضر عبد الله غانم وزير الشؤون القانونية وشؤون مجلس النواب، ومن قبلي فقد أتحت له فرصة التحدث إلى البرلمان في حين أن الأعضاء في البرلمان رفضوا أن يتحدث أو أن يتكلم باسم رئيس الوزراء وسمحت أن يرد على الأعضاء بيد أنه أحجم عن الرد ثم أرجانا حضور رئيس الوزراء إلى جلسة قادمة .

·      إذا لم يحضر رئيس الوزراء فما الخطوة التالية ؟

§      سيتم حضور رئيس الوزراء لأنه لا يوجد شيء في مجلس النواب يتهيب منه، وإنما الغرض من مجيئه إلى البرلمان هو الإجابة عن سؤال مجلس النواب بشأن تطبيق التوصيات البرلمانية من قبل الحكومة .

·      ما هو تعليقكم على لقاء دمشق بن قيادة الاشتراكي وبعض القيادات السابقة الموجودة في الخارج منذ حرب 1994؟

§      العفو العام الذي أصدره رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح في أثناء تلك الحرب شمل كل الذين ساهموا واشتركوا في الانفصال ما عدا من عرفوا بقائمة الـ 16 الذين أحيلوا إلى المحاكمة . وفي هذا الصدد أصبح الباب مفتوحاً أمام كل من يريد العودة إلى اليمن . ولكنهم فضلوا البقاء في الخارج ربما لأن لهم مصالح .

·      مشاركة علي ناصر محمد في هذا اللقاء حملت البعض على الاعتقاد أن ذلك مؤشر على عودته إلى المسرح السياسي ، ما هو رأيكم ؟

§      على ناصر محمد لم يكن ضمن من شاركوا في الانفصال. ومعروف أن جناح علي ناصر محمد هو الجناح الذي انفصل عن الحزب الاشتراكي اليمني بعد حرب طاحنة في يناير (كانون الثاني) من عام 1986. ثم جاء إلى صنعاء وظل مجللاً محترماً مع مجاميعه الكبيرة . والآن الباب مشروع والقلوب مفتوحة للأخ علي ناصر ولم يكن هناك أي حظر على عودته إلى اليمن والجميع يرحبون به للعودة للممارسة العمل السياسي في الحزب الاشتراكي اليمني أو في حزب جديد يؤسسه ، بيد أنه وفق ما صرح به فقد اعتزل العمل السياسي واتجه صوب العمل الثقافي التاريخي .

·      زرتم بعض دول الخليج العربي هل انتهت مرحلة الجمود في هذه العلاقات وخاصة مع دولة الكويت ؟

§      العلاقات مع دولة قطر كانت علاقات طيبة . أما الكويت فقد كانت هناك قطيعة معها. وقد زرتها بدعوة من رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي وزرت هذه الدولة الشقيقة بوفد برلماني واعتبرت أن هذه الزيارة مثلت الجمهورية اليمنية كلها لأنها أول زيارة تتم على هذا المستوى وكانت الحفاوة والاستقبال والانفتاح على أحسن ما يكون من الأمير الشيخ جابر  الأحمد الصباح وولي عهده ورئيس وأعضاء مجلس الأمة ووزير الخارجية وطويت القطيعة تماماً وأغلق ملف القطيعة وما شاب علاقاتنا مع إخواننا في الكويت من ضبابية وفتحنا صفحة بيضاء جديدة بين اليمن والكويت وكانت زيارتي ناجحة بكل المقاييس .

·      لوحظ أن بيان مجلس الشورى في الإصلاح أشار إلى قضية الأسرى المفقودين الكويتيين . فما هو المنتظر منكم ومن حزب الإصلاح لإغلاق هذا الملف؟

§      في الحقيقة أن أهم ما سمعناه وما طرح علينا من إخواننا الكويتيين هو قضية الأسرى وصارت همهم الرئيسي وشغلهم الشاغل وما يؤرق إخواننا في الكويت . وأبدوا عتابهم لليمن ولكل الدول العربية لعدم قيامها بأي دور في هذه القضية المأساوية . لكن الأخوة في الكويت لم يطلبوا منا أن نقوم بوساطة  في هذا الأمر رغم عتبهم على اليمن خاصة أن علاقات بلادنا مع العراق علاقات طيبة وأننا أقدر من غيرنا في التأثير على العراق . وأبدينا استعدادنا بأن نقوم بأي دور نقدر على أدائه سواء على مستوى الأخ الرئيس بصفته رئيس الدولة ويمثل القيادة السياسية أو من قبل مجلس النواب وهذا هو ما تم مع إخواننا في الكويت. أما حكاية أن ينفرد الإصلاح بهذا الدور فلم يطرح لا في الكويت ولا  هنا في صنعاء ولا يعتبر هذا الأمر وارداً .

·      هل يمكن أن يتبلور هذا الدور في شكل مبادرة ؟

§      هذا الأمر لا يوجد ما يمنعه وسيتم إن شاء الله .

·      هل ستبحثون هذه القضية مع طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي أثناء مشاركته في احتفالات اليمن ؟

§      إذا وجدت الفرصة فلا مانع في ذلك . أما إذا كان الحضور هو لمدة 24 ساعة للمشاركة في الاحتفال  ثم تكون المغادرة فلا أظن أن يتم مثل ذلك .

·      ماذا تعني الزيارة المتوقعة للأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد وناب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي لليمن ؟

§      زيارة الأمير عبد الله بن عبد العزيز تعني  أشياء كثيرة فهي تدل دلالة كبيرة وواضحة على وجود استعداد لدى المملكة العربية السعودية للارتقاء بالعلاقات مع اليمن . وإنهاء ما تبقى من قضايا الحدود وخلق تعاون فعال بين البلدين .


 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp