الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـقناة الجزيرة 14 أكتوبر2002م : التضامن العربي السبيل إلى الخروج من حال الوهن
صحيفة الصحوة نقلاً عن قناة الجزيرة – 14/10/2002م
- التضامن العربي السبيل إلى الخروج من حال الوهن
· بوصف حزبكم التجمع اليمني للإصلاح ممثلاً رئيسياً للتيار الإسلامي في اليمن ، كيف تنظرون إلى مسألة التعاون الأمني بين الحكومة اليمنية والولايات المتحدة الأمريكية ؟
§ الولايات المتحدة الأمريكية تدعي أن في اليمن عناصر تنتمي إلى القاعدة ومبررها هو حادثة كول .. والحكومة والأجهزة الأمنية تقوم الآن بالبحث والمتابعة لأي عنصر ينتمي إلى القاعدة خدمة لأمن بلادنا واستقرارها .
· أنتم راضون إذن عما تقوم به أجهزة الأمن اليمنية على الرغم مما يقال عن انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في هذا الصدد ؟
§ هناك أخطاء وانتهاكات وتعسف ، لكن من حيث المبدأ لابد للأجهزة الأمنية من أن تعمل على متابعة كل مشتبه وأن تعمل على ما فيه أمن بلادنا واستقرارها وملاحقة أي مشتبه يخل بأمننا .
· تقولون إن ما تقوم به أجهزة الأمن اليمنية في مكافحة ما يوصف بالإرهاب يمثل مصلحة يمنية ، لماذا الآن فقط نرى كل هذا النشاط لأجهزة الأمن ؟ ولماذا لم تفعل هذه الأجهزة ما يجب عليها أن تفعله قبل حادثة المدمرة كول وأحداث الحادي عشر من سبتمبر لماذا تأخرت حتى الآن ؟
§ لم نتضرر من الإرهاب كإرهاب ، إلا بالنسبة لحادثة كول الذي هو ضد أمن بلدنا أكثر ما هو ضد أمريكا أما من قبل هذا لم يكن عندنا إرهاب .. غير ذلك لم تكن أعمالاً منظمة ولم تكن حزبية ولم تكن إرهابية وإنما أعمال مرتزقة .
· ولكن كان هناك حالة واحدة على الأقل تتذكرونها ، كانت دوافعها السياسية واضحة؟
§ هي الحادثة الوحيدة التي حدثت في اليمن والتي كانت لها ارتباط بتنظيم .. توجد قيادته في لندن أما ما عداها فلم تكن سياسية ولم تكن منظمة ولم تكن بدوافع خارجية.
· وهل توافقون بعض المسئولين الأمريكيين وبعض المصادر الإعلامية الأميركية الرأي على أن اليمن يمكن أن يكون ملاذاً آمناً بالفعل لبعض عناصر القاعدة الفارة من أفغانستان؟
§ هذا غير صحيح اليمن ليست مأوى لأي مخرب ولا لأي إرهابي .
· في تقديركم أن القبائل اليمنية لا يمكن أن تقدم أي دعم أو مساعدة أو حماية لأي من العناصر الفارة من أفغانستان ، حتى وإن كانت تنتمي إلى هذه القبائل ؟
§ القبائل اليمنية متعاونة مع الدولة ومع الحكومة ومع أجهزة الأمن ولن ترضى أن يكون في مناطقهم أي تخريب ، فلديهم من الوعي والشعور بالمسؤولية الشيء الكثير لاسيما المشايخ .
· ولكن كيف تفسرون وقوع بعض المواجهات بين القبائل وقوى الأمن التي كانت تطارد بعض العناصر المشتبه بها ؟
§ هي حادثة واحدة حدثت في حصون بن جلال في مأرب ، وهي حادثة فيها شيء من الخطأ من الطرفين من القبائل ومن الحكومة .
· هناك أنباء تتحدث عن نية بن لادن مثلاً في الانتقال إلى اليمن ؟
§ إن أعطته الولايات المتحدة الأمريكية طائرة خاصة تقله من أفغانستان إلى اليمن.
· تقصدون استحالة ذلك ؟
§ شيء مستحيل أن ينتقل إلى اليمن أو إلى أي بلد آخر ، وأساطيل الولايات المتحدة الأمريكية الجوية والبرية والبحرية تدك أفغانستان دكاً وترعب وترهب كل الشعوب العربية والإسلامية ، جميع بلدان العالم الإسلامي والعربي يعيشون تحت إرهاب أمريكي خطير .
· أنتم لا تعتقدون بوجود أي عناصر أو أنشطة معادية للولايات المتحدة تبرر مخاوف واشنطن من احتمال استهدافها انطلاقاً من اليمن ؟
§ هذا كله كذب كما قلت ولا تزال أمريكا تهدد دول الخليج وصدام حسين والنظام العراقي، لتجد لها مبرر للاعتداء على العراق ، فهي تمارس الاعتداءات على العراق يومياً أو أسبوعياً من 11 سنة إلى الآن تحت ذريعة أنه يهدد جيرانه مع أنه لم يبق لديه ما يهدد به .
· أفهم من هذا أنكم لا تقرون بوجود أي عناصر للقاعدة في اليمن الآن أو من قبل ؟
§ حقيقة لا نعلم بأي عنصر أبداً ولما قالت أميركا أن فلان وفلان من القاعدة ، وأجهزة الأمن تطالب ببعضهم سواء كانت فعلاً تنتمي إلى القاعدة أو لمجرد الاشتباه .. وهذا شيء بيد أميركا، يعني نقطة ضغط في يد أمريكا
· هل تتوقعون استمرار التلويح والتهديد باحتمال التدخل المباشر هنا ؟
§ الولايات المتحدة الأميركية وجدت في الخليج قبل 11 سنة واستمرت إلى الآن وهي في ازدياد ، هذه الأمنية التي كانت تتمناها الولايات المتحدة الأمريكية أن توجد في هذه المنطقة الحيوية من العالم .
· ما مغزى قيام مجلس النواب ـ الذي ترأسونه ـ بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق في دوافع وظروف اعتقال بعض اليمنيين المشتبه بهم ؟
§ لكي يتأكد المجلس أن كان هناك مظلومين وأن المعتقلين كلهم مشكوك فيهم ، ومن أجل المطالبة بإحالتهم إلى النيابة والقضاء .
· في حال وقفت هذه اللجنة على أدلة وبراهين تثبت وقوع انتهاكات لحقوق هؤلاء المعتقلين ، هل أنتم قادرون وعلى استعداد لمحاسبة الحكومة إزاء هذه التجاوزات؟
§ إحنا وغيرنا من الدول العربية والشعوب العربية نعيش حالة طوارئ في مثل هذا الظرف ، وهذا ظرف الطوارئ يحصل فيه تجاوزات .
· لعلكم كنتم آخر مسؤول عربي يلتقي الرئيس العراقي صدام حسين ، في ضوء هذا اللقاء ومشاهداتكم وانطباعاتكم من بغداد كيف تنظرون إلى التهديدات الأمريكية بمهاجمة العراق ، وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين ؟
§ الرسالة التي حملتها تتضمن النصح للرئيس صدام حسين بقبول المفتشين ، لتفويت الفرصة ، ولإنهاء المبررات والذرائع التي تتذرع بها الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد كان لتلك النصيحة استجابة من الرئيس صدام حسين .
· في رأيكم إلى متى يمكن أن يترك الأمر كله للولايات المتحدة لتقرر كل شيء دون أن يكون للعرب ـ حكومات وشعوباً ـ دور مؤثر وفاعل في مواجهة كهذه ؟
§ موقف العرب موقف ضعيف ومخز ، ومشين ، ولم يكن من المتوقع أن يصل الهوان والذل والاستسلام إلى الحالة التي وصل إليها الحكام العرب والدول العربية والشعوب العربية.
· ما العمل إذن وما هو المخرج ـ في تقديركم ـ من حالة الهوان هذه ؟
§ المخرج للأمة العربية وللشعب الفلسطيني هو إعادة التضامن بين الدول العربية والحكام العرب ، أما الشعوب فهي متضامنة ، فإذا وجد التضامن وجد الصوت الواحد القوي المتحد من الدول العربية بكاملها .
أمريكا والدولة الصهيونية لم تتجرأ على ما تفعل الآن إلا بسبب تمزق العرب وخذلانهم وضعف إرادتهم ولا سيما الحكام .
· أشرتم إلى أن الشعوب العربية متضامنة ، كيف يمكن ترجمة هذا التضامن ؟
§ أقصد متضامنة في مشاعرها ، وفي رؤاها ، وفي قناعتها ، أما عملياً فلا يوجد تضامن عملي ، لأن الدول والحكام هم الذين ذوبوا الحماس الذي كان موجوداً عند الشعوب العربية وأضعفوه .
· ما الذي يمكن أن يفعله الشارع العربي ؟
§ المطلوب من الشعوب العربية أن توقض دولها وحكامها من سباتهم بكل الوسائل.