الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـ"قدس برس"الجمعة 22 (يوليو) 2005م حول العديد من القضايا ( فلسطين - السودان - العراق ) .

005 - صنعاء/ "حوارات واستطلاعات رأي" عبد الله بن حسين الأحمر - حوار (1 من 5)

 

الجمعة 22 تموز (يوليو) 2005 (44 : 07 ت غ) (خاص)

  

الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـ"قدس برس"

الانسحاب من غزة لا يغير من أمر الاحتلال شيئاً

أبارك السلام السوداني لحقن الدماء ولا أحبذ تسويات التقاسم في المناصب

إرسال بعثات دبلوماسية عربية إلى العراق هو تنفيذ لأوامر الإدارة الأمريكية

الشيخ الأحمر: الدم الفلسطيني خط أحمر .. وواجب السلطة حماية ظهر المقاومة

 

صنعاء - خدمة قدس برس

(أجرى الحوار - سعيد ثابت)

 

عبّر الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، رئيس مجلس النواب اليمني، ورئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، أكبر أحزاب المعارضة، عن انزعاجه وقلقه من أحداث المواجهات الدامية في قطاع غزة بين السلطة الفلسطينية وأفراد حركة حماس، واعتبرها أحداثاً تصبّ في خدمة الاحتلال الصهيوني، وأكد حرمة الدم الفلسطيني، وطالب السلطة بحماية ظهر المقاومة، لا ضربها.

 

وقال الشيخ الأحمر في حوار مطوّل أجراه معه سعيد ثابت، مراسل "قدس برس" في العاصمة اليمنية صنعاء، إنّ "السلطة الوطنية الفلسطينية من واجبها الأساس أن تحمي ظهر المقاومة، وتحمي المناضلين والمجاهدين، وتحمي جميع فئات الشعب الفلسطيني من عدوهم المحتل لأرضهم ومقدساتهم، وينبغي على السلطة الفلسطينية أن تضع يدها بيد فصائل المقاومة، حماس والجهاد وكتائب الأقصى وغيرهم، وأن تضع يديها في أيديهم لدحر المحتلين ولمواجهة المعتدين ولإيقاف العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني و أرضه وممتلكاته وحماية دماءهم وأموالهم.

 

وأوضحت الشخصية اليمنية البارزة أنّ انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة لا يغيِّر من أمر الاحتلال شيئاً، وقال "ما دام الجدار العنصري العازل قائماً، وما دام اللاجئون في منافيهم لم يعودوا إلى ديارهم الفلسطينية، وما دامت قوات الاحتلال تتغطرس وتصول وتجول في كافة المناطق؛ فإنّ الانسحاب من غزة غير كافٍ، وغير ذي جدوى"، على حد تقديره.

 

ودعا الشيخ عبد الله الأحمر المجتمع الدولي إلى مساعدة الشعب العراقي في أن يقرِّر مصيره بنفسه بعيداً عن مؤثرات الاحتلال، معتبراً مسارعة بعض الدول العربية بإرسال بعثات دبلوماسية إلى العراق في ظل الاحتلال هو استجابة للرغبات الأمريكية، وقال "اعتقد أنّ إرسال الحكومات العربية بعثات دبلوماسية إلى العراق وهي أرض محتلة وتفتقد إلى السيادة؛ ما هو إلا تنفيذ لأوامر ورغبات الإدارة الأمريكية، ولا يعبِّر عن قناعة حقيقية لأصحابها، والأصل أنّ الدول العربية تمارس كل الضغوط على الإدارة الأمريكية للانسحاب من أرض العراق"، حسب تعبيره.

 

وحمل الشيخ الأحمر الحكام العرب والمسلمين مسؤولية تردِّي الأوضاع الجارية في العالمين العربي والإسلامي، مطالباً إياهم بمراجعة سياساتهم التي أثبتت الأحداث فشلها.

 

وبالمقابل؛ أعلن الشيخ عبد بن حسين الأحمر، عن تأييده لاتفاق السلام في السودان ومباركته له، لكنه عبّر عن عدم ارتياحه للتسويات التي تقوم على فكرة التقاسم في المناصب، وقال "نحن نرحب ونبارك بالسلام السوداني، والذي حقن الدماء وأعاد الاستقرار، ولكننا لا نحبِّذ التسويات القائمة على فكرة التقاسمات في المواقع  والمناصب التي تمت، والتشكيلات التي تمت فهي في اعتقادي لن تكون على المدى البعيد لمصلحة السودان، من واقع تجارب كثيرة"، كما ذكر في الحوار.

 

وفي ما يلي النص الكامل للحوار الذي أجراه مراسل "قدس برس" في صنعاء سعيد ثابت، مع الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، رئيس مجلس النواب اليمني، ورئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، والذي تناول عدداً من أبرز قضايا الساعة عربياً ودولياً.

  

(نص الحوار)

 

(الشيخ عبد الله الأحمر - حوار - يتبع قسم ثانٍ)

  

006 - صنعاء/ "حوارات واستطلاعات رأي" عبد الله بن حسين الأحمر - حوار (2 من 5) 

الجمعة 22 تموز (يوليو) 2005 (53 : 07 ت غ)

 

 صنعاء - خدمة قدس برس

 

- شيخ عبد الله؛ ما الذي تمثله لك القضية الفلسطينية بعد كل هذا المشوار السياسي الذي عشته؟

 

القضية الفلسطينية هي مأساة الأمة العربية والإسلامية جميعاً، ونعيشها في منامنا ويقظتنا، وأصبحت دماؤنا وأعصابنا تتفاعل معها، ومسؤوليتها تقع على عاتق كل عربي وكل مسلم لأنها قضية إسلامية عربية إنسانية، كما ظلت القضية الفلسطينية وسوف تظل محور الصراع الدامي بين العرب والمسلمين من جهة؛ والغاصبين المحتلين الصهاينة من جهة أخرى، ذلك أنّ فلسطين بما فيها القدس الشريف هي أرض عربية إسلامية سلبها اليهود الغاصبون من العرب، وليس لهم فيها حق تاريخي كما يزعمون، وهم فيها غرباء دخلاء، غير أنّ ضعفنا وتفرّقنا والتآمر علينا هو الذي أوجد هذا الوضع الشاذّ الذي لا تكاد تجد له مثيلاً في أي مكان من العالم.

 

ولذلك أرى ضرورة تقديم القضية الفلسطينية والقدس الشريف على غيرها من القضايا. صحيح أنّ كلنا لديه قضايا محلية، وكلنا لديه هموم وطنية؛ لكننا لا بد أن نرتب الأولويات ونضحي من أجل ديننا وعقيدتنا، فالخطر الصهيوني داهم، وهو يضرب في العمق دون تمييز، واضعاً نصب عينيه الإسلام كعدو إستراتيجي لا بد من محاربة أهله واقتلاع جذورهم وتدنيس مقدساتهم.

 

الصدامات والتوترات الفلسطينية

- ما تعليقكم تجاه تطورات الأحداث والصدامات التي شهدها قطاع غزة بين مقاومي حركة حماس وعناصر من القوات التابعة للسلطة الفلسطينية؟

 

بالطبع أزعجتني وأقلقتني، كما هو حال كل نصير للقضية الفلسطينية ما سمعناه مؤخراً عن وقوع صدامات مؤسفة بين السلطة وبين فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس، وأعتقد أنّ هذه الحوادث والصدامات تصبّ في خدمة الاحتلال الصهيوني، العدو الأكبر والأول، ومشروعه التدميري للأمة العربية والإسلامية، ولا يجوز البتة أن يُوجّه سلاح السلطة الفلسطينية إلى الفلسطينيين مهما كانت الأسباب والمسببات، ومهما كانت المبررات، فتوجيه السلاح إلى صدر الشعب الفلسطيني حرام، وخط أحمر، اتفق الجميع عليه من زمان، ولا يجوز أن تُسفك قطرة دم واحدة بين السلطة وفصائل المقاومة.

 

وإننا، ومن منطلق الأخوة والواجب؛ نربأ بفصائل العمل الفلسطيني والسلطة أن ينجرّوا وراء المطالب الإسرائيلية التي تستهدف الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني وإضعافهم من الداخل، حتى يتم استكمال المخطط الإسرائيلي الإجرامي.

 

والسلطة الوطنية الفلسطينية من واجبها الأساس أن تحمي ظهر المقاومة، وتحمي المناضلين والمجاهدين، وتحمي جميع فئات الشعب الفلسطيني من عدوِّهم المحتل لأرضهم ومقدساتهم، وينبغي على السلطة الفلسطينية أن تضع يدها بيد فصائل المقاومة، حماس والجهاد وكتائب الأقصى وغيرهم، أن تضع يديها في أيديهم لدحر المحتلين ولمواجهة المعتدين، ولإيقاف العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته وحماية دماءهم وأموالهم، هذا الذي يجب على السلطة، أي سلطة وطنية.

 

وليس أن تقف هذا الموقف السلبي، ثم توجِّه سلاحها إلى المجاهدين وإلى المقاومين بجانب سلاح العدو المحتل المتغطرس المعتدي، والله المستعان.

  

(الشيخ عبد الله الأحمر - حوار - يتبع قسم ثالث)

   

007 - صنعاء/ "حوارات واستطلاعات رأي" عبد الله بن حسين الأحمر - حوار (3 من 5) 

الجمعة 22 تموز (يوليو) 2005 (02 : 08 ت غ)

  

صنعاء - خدمة قدس برس

 

- ما الذي تقوله بالتالي لطرفيْ التوتر الأخير في الأراضي الفلسطينية؟

 

أولاً؛ أودّ التأكيد أنّ موقفي ثابت ولن يتغير بدعم الشعب الفلسطيني وهو معلوم، وأنا من هنا في هذا الظرف الحرج أوجِّه ندائي ومناشداتي للسلطة وللمقاومة معاً أن يحرصا على وحدة الصف وعلى صيانة الدم الفلسطيني، وأن يقفا موقفاً موحداً وصفاً واحداً وأيادٍ متشابكة، لمواجهة العدو الصهيوني الغاصب المعتدي، وتفويت الفرصة على مخططات الاحتلال الإجرامية، التي تسعى منذ فترة ليست بالقصيرة إلى إثارة الاحتراب الفلسطيني- الفلسطيني، وعدم السماح للشامتين والمتربصين أن يفركوا أصابعهم فرحاً بتحقيق أحلامهم العدوانية ضد الشعب الفلسطيني الذي ضرب أروع صور التلاحم بين جميع فصائله على قاعدة مقاومة المحتل، والبندقية توجّه إلى صدر الغاصب فقط. فلا يجوز أن توجِّه السلاح إلى صدور الشعب ومقاومته الوطنية.

 

السلطة وما لديها من قوة يجب أن تكون المدافعة عن شعبها، وأن تقف مع المقاومين في خندق واحد، لأنّ هذه المقاومة ستكون سندها في أي محاولات لممارسة الابتزاز والضغوط عليها من قبل المحتلين ومن يقفون وراءهم داعمين ومؤيدين لهم. فلا بدّ من استمرار التضامن القائم بين كل الفصائل الفلسطينية وتوحيد صفوفها، وتجاوز الخلافات الوهمية التي لا يستفيد منها سوى العدو، فالهجمة شرسة، والتآمر كبير بحيث لا يفرِّق بين فلسطيني وآخر.

 

هذا ما نطلبه، وهذا ما نناشد به أصحاب الضمائر الحية والعقلاء، ونحن في اليمن مع الشعب الفلسطيني ومع السلطة الوطنية ومع المقاومة قلباًُ وقالباً، ولو لنا فرصة ومجالاً لشاركنا معهم بالدفاع بدمائنا.

  

الانسحاب من قطاع غزة

 

- كيف تنظر لخطوة انسحاب قوات الاحتلال ومستوطنيها من غزة؟

 

انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة بهذه الصورة المعروفة هو في نظري لا يغيِّر من أمر الاحتلال شيئاً، فما دام الاحتلال قائماً على بقية الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وما دام الجدار العنصري العازل قائماً، وما دام اللاجئون في منافيهم لم يعودوا إلى ديارهم الفلسطينية، وما دامت قوات الاحتلال تتغطرس وتصول وتجول في كافة المناطق؛ فإنّ الانسحاب من غزة غير كافٍ، وغير ذي جدوى.

 

ومما يُؤسَف له أن نتغنى بالسلام ونمنِّي أنفسنا به في الوقت الذي تزداد فيه ضراوة الهجمة على الأرض والمقدسات، وتتوسع الأطماع وتصدر التصريحات الإسرائيلية حول الجولان وجنوب لبنان وبما يؤكد عدم الجدية في التخلي عن أي شبر وقع تحت الهيمنة. وهكذا؛ فإنّ الممارسات الإسرائيلية المتعنتة تقوِّض عملية السلام من أساسها، وتؤكد أنه لن يكون هناك سلام أو استقرار في المنطقة، فالسلام لا يتمّ إلا إذا عادت الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واستُعيدت الأرض العربية المحتلة في الجولان وجنوب لبنان، وإنّ السلام الشامل والعادل لا يقوم في ظل الغطرسة والهيمنة والصلف والإرهاب الإسرائيلي والتخاذل العربي والصمت الدولي.

 

وبالتالي؛ فإنّ ما يتردد اليوم حول خروج قوات الاحتلال من قطاع غزة لا ينفع ولا يضر، وإنما يمكن أن يكون لدى الصهاينة خطة لتجميع قوتهم وتنفيذ مخطط إجرامي جديد ضد الشعب الفلسطيني، بحجة أنهم أعطوا فرصة للفلسطينيين بإدارة دولتهم التي ستصبح فقط قطاع غزة، وأنهم فشلوا بسبب استمرار المقاومة التي ستصبح مكشوفة تماماً، بحجة أنّ المحتل قد انسحب، ولا يجوز بنظرهم أن تنطلق مجاميع المقاومين من الأراضي المحرّرة، وترك أبناء الضفة معزولين أمام خطر الابتلاع والتهويد والإبادة التي طالما عايشناها من الاحتلال الإسرائيلي منذ أن احتل فلسطين نهاية الأربعينيات. فلا سلام بدون استعادة الحقوق ولا حقوق بدون سلام.

 

 

(الشيخ عبد الله الأحمر - حوار - يتبع قسم رابع)

  

 

008 - صنعاء/ "حوارات واستطلاعات رأي" عبد الله بن حسين الأحمر - حوار (4 من 5) 

الجمعة 22 تموز (يوليو) 2005 (11 : 08 ت غ)

 

 صنعاء - خدمة قدس برس

 

- ما المطلوب الآن من الجانبين؛ السلطة وفصائل المقاومة، وأيضاً من الزعامات العربية والدولية؟

 

الواجب على الشعب (الفلسطينية) والسلطة (الفلسطينية) هناك (في فلسطين) أن يواصلا نضالهما ومطالبهما بخروج المحتل من كل شبر من أرض فلسطين، بما في ذلك مدينة القدس وعودة اللاجئين إلى أرضهم الفلسطينية التي اقتلعوا منها، والواجب من حكام الشعوب الإسلامية أن يقفوا الموقف الحازم والجادّ مع الشعب الفلسطيني، والواجب على المجتمع الدولي ودول مجلس الأمن أن يغادروا مربع التعامل المزدوج مع قضايا العالم، وأن يقفوا موقف الصادق إلى جانب قرارات الأمم المتحدة السابقة واللاحقة، وأن يغادروا مربع الكيل بمكيالين والابتعاد عن سياسة المجاملة لإسرائيل والولايات المتحدة.

 

"خانة الإرهاب" وتصنيفاتها الأمريكية

 

- ألا تخشون كمسؤول أن تُصنّفوا أمريكياً في خانة الإرهابيين بسبب مواقفكم الداعمة للمقاومة الفلسطينية؟

 

إذا كان دعم وتأييد حقوق الشعوب بنيل استقلالها وتحرير أراضيها المحتلة، وعودة المواطنين المبعدين إلى ديارهم، والذود عن أعراض المستضعَفين والمظلومين، ودعم حركات المقاومة الساعية لتحرير أوطانها، إذا كان هذا الدعم والتأييد لحق شعب فلسطين وغيره إرهاباً؛ فكما قال الشاعر فليشهد الثقلان أنا إرهابيون.

 

وأعتقد أنّ علينا كمسؤولين في هذا العالم مترامي الأطراف أن ننظر لمعادلة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية بمنظار موضوعي متحرِّر من التحيّزات والمؤثرات الانتخابية، فدولة العدو الإسرائيلي كانت وما تزال هي الخطر الحقيقي الذي يهدِّد الأمن والسلام في المنطقة، ومن المعلوم لدى الجميع أنّ الكيان الصهيوني المحتل يملك ترسانة نووية ضخمة وأسلحة متطورة ومن الأولى أن يتم نزع هذا السلاح من هذه الدولة الإرهابية العنصرية التي تمارس الإرهاب في أبشع صورة وأقبح مظاهره، وندعو المجتمع الدولي والدول المحبة للعدل والخير والسلام أن تتحمل مسؤوليتها وتقف بشجاعة وموضوعية أمام استمرار الإدارة الأمريكية في سياسة الكيل بمكيالين وغض الطرف عن جرائم العدو الصهيوني البشعة التي ترتكب ضد إخواننا من أبناء الشعب الفلسطيني.

 

- لكن أصبحت الولايات المتحدة تصم كل فصائل المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، وأصبحت المعاندة تجاه هذه الحقيقة في نظر كثير من السياسيين نوعاً من الانتحار السياسي؟

 

لو كانت الولايات المتحدة صادقة والهدف ملاحقة الإرهاب لأوقفت الكيان الصهيوني ورئيس الوزراء الإرهابي شارون عن إبادة الشعب الفلسطيني، وعن الأعمال الإرهابية التي تُمارَس ليلاً ونهاراً وعلى مرأى ومسمع من الولايات المتحدة ومن العالم بأكمله

 

ونحن لا نزال نطالب الولايات المتحدة الأمريكية أن تغيِّر سياستها تجاه القضية الفلسطينية، وأن تقف الموقف العادل والمنصف باعتبارها راعية السلام، فيوماً بعد يوم تبرز سياسة الكيل بمكيالين الأمريكية بصورة أكثر وضوحاً، أما ما تقوم به إسرائيل فإنه ليس إرهاباً بل هو دفاع عن الوجود، وهذا تعريف غريب للإرهاب، ونحن نرفضه ولا نقبله، لأنه يمثل الظلم بعينه، كما أنه يعبر عن العداء الدفين ضد المسلمين.

 

الملف العراقي وقضاياه

 

- ما موقفكم شيخ عبد الله من الدول التي تسارع في إرسال بعثات دبلوماسية وسفراء إلى العراق؟

 

الوضع في العراق مأساوي، وموقف الدول العربية تجاه هذا الوضع مُخزٍ للأسف، وأعتقد أنّ إرسال الحكومات العربية بعثات دبلوماسية إلى العراق وهي أرض محتلة وتفتقد إلى السيادة ما هو إلا تنفيذ لأوامر ورغبات الإدارة الأمريكية، ولا يعبِّر عن قناعة حقيقية لأصحابها، والأصل أنّ الدول العربية تمارس كل الضغوط على الإدارة الأمريكية للانسحاب من أرض العراق وترك الشعب هناك يقرر مصيره بنفسه دون تدخل من أي جهة أو دولة أو قوة خارجية. وأن يتركوا العراقيين أن يقيموا دولتهم باختيارهم ووفق قناعتهم، واختيار نظامهم السياسي وفق إرادة الشعب العراقي الحرة والمستقلة.

 

(الشيخ عبد الله الأحمر - حوار - يتبع قسم خامس وأخير)

  

009 - صنعاء/ "حوارات واستطلاعات رأي" عبد الله بن حسين الأحمر - حوار (5 من 5) 

الجمعة 22 تموز (يوليو) 2005 (20 : 08 ت غ)

 

 صنعاء - خدمة قدس برس

 

- لكن ثمة انتخابات جرت في العراق جرت نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، والأمريكيون يعتبرونها ناجحة ..

 

(مقاطعا) .. أي انتخابات وأي تشكيلات في ظل الاحتلال تعدّ في نظر كل العقلاء وهماً وخديعة.

 

- ماذا تقول في حادثة اغتيال السفير المصري في بغداد إذن؟

 

بالطبع نحن أدنّا الحادث، واستنكرناه في وقته، وهو عمل إجرامي غير مقبول.

  

- العمليات العسكرية التي تعيشها العراق تصفها كثير من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بأنها أعمال إرهابية، ما الفرق بين الإرهابي والمقاوم؟

 

أصبح مصدر الإرهاب اليوم هو الولايات المتحدة، وهي التي تمارس الإرهاب في العراق وغير العراق، فالإرهاب شيء والمقاومة شيء آخر، فالمقاومة حقّ مشروع كفلته كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية، وهو حقّ لكل الشعوب في مقاومة المحتل وتحرير الأرض من دنس الغزاة. وعلى الولايات المتحدة أن تتروى وألا توسِّع الهوة أكثر بينها والشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم المغلوبة على أمرها، التي ترى سياساتها سياسة قائمة على الغطرسة والإرهاب والظلم

 

- ما هو موقفكم من حوادث التفجيرات التي شهدتها العاصمة البريطانية لندن مؤخراً؟

 

كمبدأ؛ نحن في اليمن نرفض العنف والإرهاب، ولا نقبل بوجوده فينا، كما ندين ونرفض وقوعه في أي مكان، وبالتالي فنحن ندين التفجيرات التي حدثت في لندن، وهي أعمال إجرامية لا يقرّها أي ضمير ولا تقره أي ديانة، والإسلام منه براء.

 

الحكام ومسؤولياتهم عن الأوضاع الراهنة

 

- من يتحمل مسؤولية تردِّي أوضاع الأمة اليوم، هذا التردي التي نشهده في احتلال عدد من الدول العربية والإسلامية، واستمرار الحصار على بعضها، وإثارة الحروب الداخلية في فيها؟

 

ما يحصل من عدوان على الشعوب الإسلامية، سواء في فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو غيرها؛ هو عار وشنار وخزي للشعوب العربية والإسلامية، ولطخة في جبين المجتمع الدولي .

 

والحكام العرب والمسلمون يتحمّلون المسؤولية الأولى عمّا آلت إليه أوضاعنا، ويجب أن يغيِّروا مواقفهم وسياستهم التي أثبتت الأحداث أنها فاشلة ومخزية (إنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم)، وأملنا بالله كبير، وأعتقد أنّ الضغط الجاري على أمتنا والمآسي التي حصلت والعدوان سيكون بالضرورة له حدود، وسيعود الحكام إلى رشدهم وينهضون ببلادهم لمجابهة العدوان.

 

السلام السوداني .. ما له وما عليه

 

- شهد السودان تطوّرات جديدة تمثلت بعودة جون قرنق إلى الخرطوم، وتولِّيه مسؤولية النائب الأول لرئيس الدولة، وأبرم اتفاق سلام. باعتبارك من المهتمين كثيرا بالعلاقة بين اليمن والسودان؛ كيف تنظر لهذه الخطوات؟

 

الذي حصل في السودان يكفي أنه أوقف الحروب فيه، ويكفي أنّ نزيف الدم السوداني توقف، ومهما كانت المقاصد لهذه القوة أو تلك؛ فحقن الدماء مكسب كبير للشعب السوداني.

 

ونحن نرحب ونبارك بالسلام السوداني، والذي حقن الدماء وأعاد الاستقرار، ولكننا لا نحبذ التسويات القائمة على فكرة التقاسمات في المواقع والمناصب التي تمت، والتشكيلات التي تمت فهي في اعتقادي لن تكون على المدى البعيد لمصلحة السودان، من واقع تجارب كثيرة، إنما الإيجابية التي نحن مرتاحون لها الآن هو حقن الدماء، والتأكيد على وحدة أرض السودان الشقيق.

  

(الشيخ عبد الله الأحمر - حوار - انتهى)

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp