الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لصحيفة الثورة 31/7/1994م : السلطة والمناصب لن تكون حكراً لأحد
صحيفة الثورة - 31/7/1994م
- السلطة والمناصب لن تكون حكراً لأحد.
- ليس شرطاً أن تكون الحكومة من الائتلاف السابق أو المؤتمر والإصلاح فقط..!!
- رفعنا الحصانة عن الأعضاء المطلوبين للنيابة.. وانتخاب البديل سيتم بعد أن يبت القضاء في أمرهم.
- الأمم المتحدة أغلقت ملف اليمن ولن يفتح نهائياً .
يدرك الجميع في الداخل والخارج أن الفتنة التي فرضها الانفصاليون على الوطن والشعب اليمني ومنجزاته عرقلت عجلة الأعمال والمهام وأحبطت الكثيرين وكبدت الوطن خسائر فادحة لا تغتفر في شتى المجالات..
ومنذ ذلك الوقت ظل مجلس النواب يتمالك أعصابه ويعقد اجتماعات متواصلة بكل ثقة وإيمان وإدراك بحساسية الموقف .. وظل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر يدير جلسات المجلس كاملة بكل حكمة ومسؤولية ورسوخ.
وحملت الأيام الكثير من التساؤلات الحيرى والمتعلقة بمجلس النواب وأعضائه والمنقطعين عنه والقضايا التي يناقشها ومستقبل الكتل واللجان البرلمانية.
الثورة حملت أسئلة وهموما من هذا النوع وطرحتها على الشيخ الفاضل/ عبدالله بن حسين الأحمر ـ رئيس مجلس النواب ـ الذي ورغم زحام مشاغله وارتباطاته فتح الباب بكل تواضع ورحابة صدر لم نكن نتوقعها .
· بداية ترحب صحيفة الثورة بالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ـ رئيس مجلس النواب ونشكركم على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا اللقاء السريع رغم زحمة مشاغلكم.. ونسأل.. ما هي المهام والقضايا الملحة المطروحة أمام المجلس في المرحلة الراهنة..؟
§ المهام والقضايا كثيرة، وفي الوقت نفسه المجلس يكرس جل اهتمامه للقضايا التموينية التي يعاني منها الشعب .. ثم قضايا بناء الدولة على أسس سليمة بعد ترسيخ الوحدة بالدم وبعد أن تخلص الشعب من أعدائه الانفصاليين الخونة..
· كيف تسير أعمال اللجان البرلمانية حالياً..؟ وكيف كانت تسير في الفترة الماضية؟
§ الآن لابد من تفعيلها بعد انتهاء الحرب وتثبيت الوحدة وأمامها قضايا كثيرة.. أما في الماضي أيام الأزمة فكان المجلس بلجانه، وأعضائه مربوكين جميعاً نتيجة الأزمة التي افتعلها قادة الحزب الاشتراكي الذي اتضحت حقيقتهم تماما عندما فجروا الحرب وأعلنوا الانفصال .. لقد أربكوا كل مؤسسات الدولة ـ أثناء وجودهم في الحكم سواء قبل الانتخابات أوبعدها .. لأنهم كانوا متعمدين إفساد كل شيء وإضعاف الدولة والإخلال بكل جوانب الحياة.
· هل لا يزال للكتل البرلمانية تأثيرها في أعمال المجلس.. بما فيها كتلة الحزب الاشتراكي..؟
§ الكتل البرلمانية طبعا اختصاصها تنظيم أعضاء الكتلة.. أما أن يكون لهم اختصاصات في أعمال المجلس فالمجلس كتلة واحدة لأن كل عضو في المجلس يمثل الشعب كاملاً ولا يمثل هذا أو ذاك.
· هل يعني هذا أن كتلة الحزب الاشتراكي لازالت بفاعليتها السابقة؟؟
§ سواء تظل كما كانت أم لا تكون.. لأن الأعضاء المتواجدين هم أعضاء في المجلس كغيرهم من نواب الشعب.
· ما هو الموقف المناسب من الأعضاء الذين فرضت عليهم ظروف الحرب ضد المتمردين التغيب عن أعمال المجلس.. هل سيطبق النظام والقانون أم هناك استثناء؟؟
§ الحقيقة أنهم تغيبوا من قبل الحرب بإرادتهم ولم تفرض عليهم ظروف قاهرة إطلاقاً.. إنما من عاد الآن بعد الحرب فعذره مقبول كغيرهم من أعضاء الحزب الاشتراكي الذين في المؤسسات الأخرى.. ممن حددوا موقفهم من الخونة الانفصاليين وجريمتهم الانفصالية.
· يعني شرط عودتهم أن يحددوا موقفاً من الوحدة..؟؟
§ نعم يحددوا موقفهم من أعداء الوحدة أولاً..
· هل أعضاء المجلس الممثلون للمحافظات الجنوبية يمارسون مهامهم ووظيفتهم في المجلس..؟
§ من كان منهم موجوداً في المجلس فهو كغيره من أعضاء مجلس النواب سوءا كانوا من محافظة شبوة أو محافظة صعدة أو المهرة أو الحديدة أو حضرموت أو تعز الكل سواء ومن كان موجوداً فوجوده يظل باعتباره نائبا وممثلاً للشعب وليس لأحد .. ولن يكون هناك تمييز أبداً..
· ممكن تعطونا فكرة عن إجمالي عدد المتغيبين من الحزب الاشتراكي؟
§ هذه التفاصيل ممكن تجدونها في سكرتارية المجلس أو مكتب المجلس أو المسئولين عن الغياب والحضور.
· هل سيتم إجراء انتخابات جديدة للدوائر التي خلت أو سقطت فيها عضوية الممثلين الضالعين في المؤامرة..؟ ومتى سيتم ذلك؟؟
§ إلى الآن لم يبت القضاء في أمرهم .. ولهذا فمقاعدهم لم تصبح شاغرة حتى الآن.. لأن القضاء طلب منا رفع الحصانة عن الأشخاص الضالعين في المؤامرة ولكنه إلى الآن لم يبت في هذا..
· وماذا تتوقعون حول هذا..؟
§ سنعتمد على ما يأتينا من القضاء.. فلا نستعجل.
· يتساءل الكثيرون متى سيتم الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة .. هل قبل التعديلات الدستورية أم بعدها..؟
§ أعتقد أنه لابد من تشكيل الحكومة قبل التعديلات .. لأن التعديلات ستأخذ وقتاً طويلاً..
· ومتى سيتم موضوع التعديلات الدستورية؟
§ مهما كان فلا بد أن تأخذ وقتاً طويلاً..
· حسناً.. وهل ستبقى مشاريع التعديلات الدستورية السابقة . أم هناك مشروع جديد ستطرحونه..؟
§ ربما .. هناك مشروع تعديل للدستور.. موجود ومتفق عليه من الأحزاب الثلاثة من قبل بما فيها الاشتراكي الذي حاول في الأخير أن ينقلب على الجميع.. كان موقعاً على التعديلات مع الحزبين الآخرين.. المؤتمر والإصلاح..
· في نظركم .. على أي أساس سيتم تشكيل الحكومة .. هل على أساس الائتلاف الثلاثي أم الثنائي.. أم بأكثر؟
§ مسألة الائتلاف هذه ليست شرطاً أن تكون الحكومة كلها من الائتلاف السابق.. هذا ليس شرطاً..
يجوز أن يكون في الحكومة بعض الانتماءات الأخرى.. بعضها من الثلاثة الأحزاب وبعضها عناصر مستقلة.. وبعضها أحزاب أخرى.. وممكن تكون من المؤتمر وحده .. وممكن من الإصلاح والمؤتمر وممكن من الثلاثة المؤتلفة .. بهذا المعنى..
· وتوقعاتكم حول ذلك..!!
§ لن نمانع في أي صيغة يتفق عليها لتشكيل الحكومة الجديدة .. ليس هناك أي مانع.
· يعني هل سيظل الحزب الاشتراكي محتفظاً بحقائبه الوزارية بالنسبة لمن لم يشملهم قرار النيابة.؟
§ كما قلت لك لن تكون السلطة والمناصب حكراً لأحد.. ولا ملكاً لأحد..
· وما هو رأيكم في وضع الحزب الاشتراكي بعد المؤامرة.. وذلك في الحكومة خاصة.. وفي الساحة بوجه عام..؟
§ ينبغي أن توجه هذا السؤال إلى من بقي منهم في صنعاء.. هناك يحيى منصور أبو أصبع.. الذي يتكلم الآن بلسان الحزب.. وله مواقف جيدة.. أو غيره..
· هناك سؤال حير الكثيرين: إذ أغلقت الحكومة اليمنية ملف الحرب لدى مجلس الأمن بينما نسمع قبل يومين من وسائل الإعلام الغربية أن الأمم المتحدة ترعى الحوار بين ممثلين للحكومة وممثلين للمتمردين وذلك في مقر الأمم المتحدة بجنيف.. والخائن العطاس يهدد بمقاومة مسلحة في المحافظات الجنوبية إذا لم يتم الحوار معهم..
فما تعليقكم على هذا الموقف المتناقض.. ثم ما رأيك في تهديد العطاس..؟؟
§ أولاً .. الملف أغلق تماماً ولن يفتح.. والأمم المتحدة دورها انتهى بالنسبة للحوار ولشؤوننا الداخلية .. لأن قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن تتركز على وقف إطلاق النار فقط .. وليس في شؤوننا الداخلية .. وأؤكد لك الملف أغلق نهائياً.
· ماذا عن تهديد العطاس..؟؟
§ أما العطاس.. فالمثل يقول ليس مع المشنوق إلا لسانه.. وبالنسبة له فهو مهندس الخيانة كاملة .. وماذا ننتظر منه إلا المزيد من الخيانات لشعبه ووطنه.