الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر لـ"الأمة" اليمنية 3/10/2002م: الانتخابات القادمة لن تكون نزيهة ولا سليمة .. والديمقراطية أيام الإرياني أفضل من اليوم

 

صحيفة الأمة - 3/10/2002م

 

-       الانتخابات القادمة لن تكون نزيهة ولا سليمة ..

-       والديمقراطية أيام الإرياني أفضل من اليوم

 

كنت أود حوار الشيخ  عبد الله بن حسين الأحمر من زمان ولم تلح هذه الفرصة وفجأة وبدون مواعيد وطلبات لاحت الفرصة ووجدت نفسي وأنا أتوجه للقاء بالشيخ عبد الله في منزله بالحصبة أفكر بعد أن نشرت للشيخ مؤخراً كل هذه ا لتصريحات والحوارات من  أين تكون البداية ..

وصلت إلى منزل الشيخ وكان الوقت ظهراً ، وعندما التقيت به كان الآذان قد وصل إلى مسامعنا فصلينا جماعة وفي الديوان لفت نظري صورة للشيخ عبد الله والرئيس بوش الأب ،  فقلت له :

·      ما يزال هنا بوش ؟ فرد الشيخ دون تردد :

§      ننزلها .

وفعلاً أمر بإنزالها من بين صوره المعلقة وهو موقف ينسجم مع مواقفه المعروفة تجاه أمريكا.. والتي تحترم حتى ممن يختلف معه على مواقف محلية .

الوقت ضيق والرجل متعب ، والحوار لا بد منه ، وهو مرحب .. فمن أين من الماضي .. الوقت لا يتسع .. من الحاضر ، الوقت غير مناسب .. عن الأولاد .. المال والبنون زينة الحياة الدنيا .. إذاً فلتكن شذرات مختلفة من حوار مع رجل مختلف رجل يصنع الحكام طيلة أربعة عقود ، ولا عجب أن يحكم هو ، يحرك الأحداث ولا يتحرك معها .. كلما رأيته تذكرت ما كتبه ذات مرة الأستاذ طلال سلمان رئيس تحرير السفير اللبنانية عندما وصفه بأنه (كأنه حفر معالم وجهه بيده ،  وربط لسانه بثقالات عندما يتكلم حتى لا يقول ما لا يجب أن يقوله ) ..  رجل يمثل آخر معالم القبيلة بطابعها التقليدي ،  وآخر الزعماء القبليين الكبار في شبه الجزيرة العربية . وهو الرجل الذي  لاشك يسجل له أنه فرض القبيلة على الدولة وعلى الحزب وفرض الحزب على القبيلة ، يقول عن نفسه إن القاسم المشترك فيه أوسع من الخاص، ولكنه لا ينفي أن الخاص والتنظيم له تأثيره القوي .. الحديث تطرق لمحطات قد تأتي فرص للتوقف معها بشكل أكثر تفصيلاً ..

 

·      شيخ عبد الله الصحافة الرسمية والرأي العام مشغولون هذين اليومين بما حدث في العاصمة صنعاء من اشتباك مسلح كان أحد أطرافه بعض أبنائك ..  وسؤالي هو : هل ما حدث ينسجم مع دولة النظام والقانون الذي ظل الشيخ عبد الله يدعو إليها؟

§      الذي حدث .. هو حادث عادي وبسيط ومثل غيره من الحوادث لكن أرادوا أن يجعلوا منه قضية كبيرة قضية تختلف عن غيرها . لا أدري هل هي مقدمة لدعاية انتخابية أو ما هو الغرض منها والقضية هي : معنا عرس إحدى بناتي ، حجزوا القاعة التي بجانب السفارة البريطانية .. حجزها الأولاد لحفلة النساء ،  فكان أول من سار قبل وقت حضور النساء بعد الغداء ابني قحطان الصغير يشوف القاعة ويحط فيها حراسة من الفوضويين والصعاليك ،  لأن من سيحتفل فيها نساء ،   ولم يكن يدري أن ذلك الشارع هو الذي فيه السفارة البريطانية ، وقد منعوه من المرور فرجع فانتقل إلى باب آخر للقاعة غير ملاصق للسفارة ، فمنعوه من دخول القاعة حين رأوا معه خمسة  أفراد مسلحين ، اتصل بأخوته ..؟؟! حاشد ومذحج ، ومعهم سيارة أو إثنتين ، ووصلوا فحصلت مشادة بينهم وقرح بندق من جهة العسكر كما يبدوا لأولادي ، والتحقيقات سوف تكشف ذلك ، والبنادق جاوبت بعدها من هنا وهنا مما أضطر الأولاد إلى دخول القاعة للاحتماء بها ، والأمن المركزي استدعى طقوم برشاشات وضرب على القاعة ، فأصيب قحطان في القاعة فاتصلوا بنا ((غيروا علينا إحنا محجوزين))، أنا اتصلت بالرئيس قالوا لي : نائم فقلت : صحوه ، فصحوه ، وحكيت له القصة وقلت له الآن أولادي محاصرين والضرب عليهم من كل الاتجاهات من طقوم الأمن المركزي والعيال الثانيين غاروا ولأنه عرس فقد كان لدينا أناس كثيرين من حاشد غاروا معهم ، وحصل تبادل لإطلاق النار حتى أمر الرئيس بسحب المصفحات والطقوم المسلحة ، وغاروا بعض المشائخ الذين كانوا عندي ، وفي مقدمتهم حمود عاطف ، والشيخ فيصل مناع ، ووقفوا والرئيس بيدعم التوقيف ، واعتبرنا ذلك قضية انتهت ،وقد نتج عنها إصابة إبني قحطان وواحد معه أصيب والسيارات (حق العيال) كلها تحطمت ثلاث أو أربع ، وهم قالوا فيهم حوالي أربعة مصابين من الأمن المركزي أو من النجدة.. الرئيس عملها كبيرة جداً جداً ، والصحف استغلتها وفي مقدمتها الصحيفة الحكومية (الثورة) .. إفرازات .. إفرازات مغرضة ولعلها مقدمة لدعاية انتخابية .

·      لكن يا شيخ مثل هذا الحادث تكرر أكثر من مرة ؟

§       أنا من جانبي لم أرد عليهم بشيء سمعت ما سمعته وتقصيته وإذا كان المتحدث مجنون فالمستمع بعقلة .. أنا اعتبر نفسي أباً للكل وعقلي يسع الجميع ، هدأت كل شيء وأرسلت عيالي إلى وزارة الداخلية لتحقق معهم النيابة وحققوا معهم ومكثوا (24) ساعة وخرجوا ، ولكن التسريبات إلى قناة الجزيرة وإلى هنا وهناك وكلها غير مسئولة وغير معقولة لكني أقابل كل شيء بسعة بال وسعة صدر ، والناس يعرفون مني هذا ، أنا اعتبر نفسي أب للجميع حتى العساكر الذي في الأمن هم عساكر الدولة وهم أولادي وليس بينهم وبين أبنائي أي خلافات .

·      الشيخ عبد الله يمثل مظلة للجميع لكن حوادث الأولاد تكررت في أكثر من مناسبة والبعض يجد أن هناك  نوعاً من الكبر هو الذي يؤدي إلى هذه الممارسات ؟

§       الأولاد لم يحصل منهم اعتداء على مواطن ولا أخذوا حق مواطن ولا سطوا على مواطن ولا هتكوا عرض مواطن كل ما يحدث وكل ما ذكرت من الحوادث هي بتحصل بينهم وبين العساكر من أجل السلاح ، من أ جل النقاط ، ونحن نعتبر شيء طبيعي ، ونعتبر عيالنا من الدولة والى الدولة ، هذا هو في الجيش وذلك في المؤتمر الشعبي، كلهم بنعتبرهم أولاد الرئيس .

·      البعض يعتبر أن ما يحدث الآن وما حدث من قبل أنه يأتي في سياق الصراع على المستقبل وتثبيت شخصيات المستقبل ، أولاد الشيخ مقابل أولاد مسئولين آخرين بينهم الرئيس وإخوانه .. ما مدى صحة هذا الأمر ؟

§      لم يكن لدينا هذا الحس موجوداً أبداً .. إذا كان هذا موجود عند غيرنا فحسابنا هو أن أولادي من جملة أبناء الشعب مواطنين صالحين إن شاء الله ، وما بيحصل بينهم وبين العساكر في النقاط هو شيء عادي بيحصل بين النقاط وبين كثير من الناس.

·      الاعتقاد أن هناك تنافس لتهيئة قيادات المستقبل ؟

§       لا أحد بينافس الرئيس وأولاده أبداً ، لا أحنا ولا غيرنا ، ولا يمكن .

·      طيب .. هذا الحادث كيف فسره الشيخ شخصياً ؟!

§       أنا إلى حد الآن لم أستطيع أن أجد لهذا التصعيد ولهذه الإفرازات أي تفسير ، لازلت أفكر وأبحث عن ما يفسره ، وإحدى التفسيرات أنها مقدمة لدعايات انتخابية أما بالنسبة للتشويه فالشعب يعرفني أكثر مما يعرف غيري ، وأنا بحمد الله واثق من نفسي ولدي رصيد ومكانة عند الناس كلهم ، فأنا أخدم الشعب بقدر ما  أستطيع أن أعمله إلى  الآن .

·      طيب .. الدعاية الانتخابية والمماحكات بين المؤتمر والإصلاح هل وصلت إلى حدود إساءة العلاقة بين الشيخ والرئيس ؟

§      أنا كنت استبعد هذا ، كنت استبعد هذا ، فالمماحكة بين الحزبين شيء آخر ،  وعلاقة المسئولية بين رئيس الجمهورية وبيني كرئيس مجلس نواب أو كعبد الله بن حسين شيء آخر .

·      لكن يتردد أنه كان هناك  تردي في العلاقة في الفترة الأخيرة ؟

§       لم يكن هناك أي تردي في العلاقة قبل يوم الحادث إطلاقاً .

·      ننتقل إلى جانب آخر .. الشيخ عبد الله في حواره مع الزميل جمال عامر في  صحيفة الثقافية لفت الأنظار في سياق حديثه عن ما حدث من سفك دماء بعد الثورة إلى أن الضباط الأحرار قاموا بقتل بعض القحطانيين كي لا يقال أن القتل اقتصر على الهاشميين فقط ؟

§       سألني عن القاضي أحمد السياغي هل كان مع الثورة أم ضدها ،  فقلت له : كان معها لكن عندما قتلوا أخاه تغير .

·      هل كانت هذه هي الحالة الوحيدة أم كانت هناك حالات أخرى ؟

§       أنا لم أتحدث إلا عن أحمد السياغي وأخيه فقط .

·      هل كان طبيعياً أن تستهدف فئة اجتماعية معينة بهذا الشكل ؟

§       الثورات لها أخطاء كبيرة وكثيرة تحصل في الثورات ، حتى أن بعض الثورات ترجع تأكل بعضها البعض يرجع رفاق الدم ورفاق المعسكر الواحد يأكلون بعضهم البعض ، هكذا الثورات ، كما يقال ، تأكل أنباءها ..؟؟! فما بالك من الآخرين .

·      أكدت ياشيخ مرات كثيرة أنك لم تكن وراء دفع المشائخ إلى السفر إلى الطائف.. لكن الشيخ (سنان) قال في مقابله له نشرت مؤخراً أنك كنت وراء ذلك ؟

§       أنا قلت أن الشيخ سنان أبو لحوم كان أستاذ المشائخ لأنه أكثرهم فهماً ووعياً وكنا أي رأي من جانبه ننفذه أما ذهاب المشائخ فهو برضانا كلنا .

·      كان بموافقة الجميع ؟

§       بموافقة الجميع .

·      ونتائج الطائف؟

§       نتائج الطائف لم نوافق عليها ، وحددنا موقفنا منها .

·      هل تحديد الموقف سحب نفسه على المواقف التي تلتها ؟

§       برغم أننا لم نوافق  على اتفاقية الطائف لكن لم يحصل  أي انقسام بين المشائخ ، حتى  إن بعض المشائخ وقعوا على الاتفاقية ثم عادوا إلى صنعاء وأعلنوا رفضهم لها على الأثير في الإذاعة ، ومنهم الشيخ علي بن ناجي القوسي ، والشيخ أحمد المطري.

·      يقال عن الشيخ عبد الله أنه يحب أن يصنع (النظام الحاكم) لكنه لا يحب أن يحكم مباشرة .. هل هذا صحيح ؟

§       أنا رديف ونصير للقيادة السياسية من أول الثورة  إلى الآن .

·      نعم .. تصنع الحكام لكن لا تريد أن تحكم مباشرة ؟

§       المسئولية عظيمة وخطيرة ، والإنسان يضع نفسه حيثما يريد .

·      وعن علاقتكم مع القاضي عبد الرحمن الإرياني ؟

§       تحدثت عنها في الصحيفة التي ذكرتها ، هناك محطات فيها .

·      عندما قررتم إخراج القاضي الإرياني .. هل شعرتم أن إغلاق المؤسسة الدستورية سيكون نتيجة لهذا الإخراج أم أن المؤسسة الدستورية لم تكن تمثل لديكم أهمية في ذلك الوقت ؟

§       عملنا الذي عملناه دون أن نفكر بما بعده  .

·      فقد كان المهم إخراج القاضي ؟

§       كان المهم التغيير من أجل أن يوجد نظام يحد من المد الاشتراكي الشيوعي .

·      وهل شعرتم بعد ذلك أن هذا تحقق ؟

§       في البداية شعرنا بتحققه لكن سرعان ما تغير ..   ولم يتحقق هذا إلا عندما جاء  علي عبد الله صالح . 

·      هل أسفتم على إغلاق مجلس الشورى ذلك الحين ؟

§       نعتبرها غلطة ، غلطة تاريخية .

·      مجلس الشورى في ذلك الحين هل تعتقدون أنه كان أفضل أم أنه بداية تجربة أوصلت البلاد إلى ما هو عليه المجلس الحالي ؟

§       الديمقراطية التي تجلت في أيام مجلس الشورى وأيام القاضي عبد الرحمن الإرياني هي أفضل من الديمقراطية الموجودة الآن ، و هي نموذج حقيقي ، في مجلس الشورى وأداء مجلس الشورى .

·      لماذا كان أداء مجلس الشورى في ذلك الوقت أفضل من أداء مجلس النواب اليوم؟

§       السبب أن الناس ، الحاكم والمحكوم كانوا يؤمنون بمبادئ وأهداف بدون التواء وبدون حزبية وبدون مصالح، كان هناك شيئاً من المسئوليه .

·      هل كان ذلك عائداً لشخصية الحاكم أم لطبيعة الناس الذين بداخل المجلس ؟

§       الجميع ، شخصية الحاكم والمرحلة التي كنا فيها بعد الثورة كان الناس متجردين تجرد عجيب .

·      طيب .. يا شيخ .. كان المفترض أن يحدث تطور لا تراجع فكيف تصف ذلك ؟

§       أما الآن في الوقت الحاضر أو في السنتين الأخيرتين فهناك تراجع في الدنيا كلها بالنسبة للديمقراطية هناك تراجع كبير .

·      ليس فقط في الديمقراطية بل حتى في أداء المجلس الذي بداء يفقد صلاحياته ويتنازل عنها لصالح السلطة التنفيذية ؟

§       بسبب عدم وجود التوازن ، المجلس يضم أكثر من 76% من حزب واحد حزب الحكومة ، حزب الدولة .

·      هؤلاء الأكثر من 76% الذين هم كتلة المؤتمر الشعبي بين الحين والآخر يصدرون تصريحات عن ضرورة تغيير في رئاسة المجلس .. هل هذا ابتزاز للشيخ ؟ أم ماذا يقصد به بالضبط ؟

§       لدينا لائحة هي التي تحكمنا داخل المجلس .

·      لكن حسب الأعراف الديمقراطية الأغلبية هي التي تعين الرئيس ؟

§       هذا في البداية ، و بعد أن يتم انتخاب مجلس جديد وتحصل انتخابات يحصل هذا،   أما في السنوات الأخيرة فاللائحة لا توافق على مثل هذا .

·      إذاً كيف تفسرون ترديد مثل هذا الكلام ؟

§       يعني .. كل يعبر عن هواه .

·      أقصد هل تسمية ابتزازاً سياسياً ؟

§       قصدي هي تصريحات مغرضة .

·      طيب .. لو انتقلنا إلى طبيعة الوضع الحالي الآن تجري التهيئة للانتخابات البرلمانية .. كيف ترون مستقبل الانتخابات في ظل الظروف القائمة والمماحكات الجارية هل سيؤثر ذلك على الانتخابات ؟

§       نعم، الظروف العالمية والمحلية تؤثر على الانتخابات وتمكن السلطة من التدخل في الانتخابات .

·      وهذه الأحداث القائمة والأجواء المتوترة هل ستصل بنا إلى انتخابات سليمة ؟

§      أنا أتصور أن الانتخابات لن تكون نزيهة ولن تكون سليمة ولن تكون ديمقراطية.

·      إذاً ما هو المطلوب لتحاشي نتائج  هذه الانتخابات التي لن تفرز إلا مجلساً أضعف من المجلس الحالي ؟

§      ما ستفرزه الانتخابات سيكون مجلس أضعف فعلاً لأن الأغلبية التي يريدها المؤتمر قد أطلق عليها الكاسحة ، معناها أن الهامش الذي سيبقى إنما هو عبارة عن ديكور يزين الديمقراطية التي يرفع شعارها .

·      وهل سيكون الشيخ على رأس هذا المجلس الضعيف أيضاً ؟

§      الجواب على هذا سابق لأوانه .

·      العلاقة بين المؤتمر والإصلاح .. هل تعتقدون أن سبب ترديها هو المتطلبات العالمية وأحداث سبتمبر أو أن الإصلاح بلغ حجماً  أكبر مما هو مفترض ؟

§      الإصلاح له قاعدة عريضة وهذا يشكل قلق عند الآخرين فيعملوا على تحجيمه.

·      لماذا ؟

§      لا يريدون أن يقولوا إن لدينا حزب له قاعدة كبيرة إلى جانب حزب الدولة ، يريدون أن تكون الأحزاب كلها شكلية .

·      البعض كان يقول : إذا تعثر وضع الإصلاح فلابد أن يكون للشيخ علاقة ودور في ذلك ؟

§      والله أنا موجود كرئيس هيئة عليا للإصلاح وأنا موجود أيضاً بشخصي في الأوساط اليمنية كعبد الله بن حسين الذي الناس كلهم يعرفونه .

·      ما الذي قدمه لك الإصلاح ؟ ( وماذا قدمت للإصلاح يا شيخ ) ؟

§       والله مكملين لبعض ، أنا أخدم الإصلاح ، والإصلاح يخدمني ، وقناعتي جعلتني أكون في هذا التجمع أو هذا التنظيم الذي أنا مقتنع بوجهة نظره وباتجاهه .

·      بالرغم أن الشيخ عنده قواسم مشتركة مع كل الناس ؟

§      ولدي قواسم  مشتركة مع الآخرين ، قناعتي أن أكون في هذا التنظيم .

·      هل نستطيع القول أن الشيخ منتمي تنظيمياً بشكل يؤثر على علاقته بالآخرين ؟

§      أنا أستطيع أن أحتفظ بعلاقتي مع الآخرين ، إضافة إلى التزامي تنظيمياً مع الإصلاح.

·      يعني  هناك توازن في هذه الحالة ؟

§      أنا محافظ على هذا .

·      لكن نجد أن علاقة الشيخ بالرئيس  تفرض في بعض الأحيان على الإصلاح مواقف؟

§      (مقاطعاً) تضعف الإصلاح ، نعم أنا اعترف بهذا وأنه في بعض المواقف تضعف الإصلاح بسبب علاقتي مع الرئيس وحرصي عليها .

·      البعض يدلل بذلك على قوة سيطرة القبيلة على التنظيم ؟

§      القبيلة موجودة ، والقبلية في اليمن لا يمكن أن تذوب في الأحزاب .

·      رغم أن الإصلاح لديه تنظيم قوي ؟

§      الإصلاح عنده تنظيم قوي ، وله الاتجاهات السليمة والمحددة والمعروفة وله نظامه .

·      إذاً كيف تفرض هذه المواقف عليه وهو بهذا التوصيف ؟

§      أبداً ،  ما بنفرضش عليه مواقف إنما في بعض الحالات أقوم بدور الوسيط بينهم وبين الرئيس في بعض المواقف ، واقنع الإصلاح بحلول وسط فيها ضعف للإصلاح .

·      على ضوء القاعدة الكبيرة للإصلاح كما تحدثتم عنها ، المؤتمر يقول إنه يريد أن يحقق أغلبية كاسحة في الانتخابات القادمة فما هي توقعاتكم بالنسبة للإصلاح حسب حجمه الحقيقي الذي تعرفونه ؟

§      حجم الإصلاح الحقيقي معروف من الأصوات التي يحصل عليها في الانتخابات لا من المقاعد التي يحصل عليها ، أما مقاعد المؤتمر بما لديه من إمكانيات الدولة فهو يستطيع بكل الوسائل الملتوية أن يحصل على معظم المقاعد لكن العبرة بالأصوات وقوة الإصلاح تعرف بما يحصل عليه من أصوات .

·      يعني لو نزعت إمكانيات الدولة عن المؤتمر هل تعتقدون أن الإصلاح سيصل إلى السلطة بطريقة ديمقراطية ؟

§      الإصلاح لا يطمح للوصول إلى الحكم في الوقت الحاضر .

·      بس هذا من حقه كحزب سياسي ؟

§      من حقه ومن حق غيره من الأحزاب لكن في الوقت الحاضر الظروف تحتم علينا وتحتم على كل الأحزاب الحد من الطموحات .

·      كيف يكون لدى الأحزاب هذا الحق ثم تتنازل به لصالح الطرف الذي تشكو منه وهو الحزب الحاكم ؟

§      سياسياً يجوز ، مراعاة لظروف معروفة نعايشها .

        ·        في قضية الحدود بين اليمن والسعودية الشيخ عبد الله كان له جهد كبير وكان صاحب الملف الأقوى ، وتمت تسوية هذه الأوضاع ، لكن مؤخراً تعالت أصوات قبيلة ذو حسين وغيرها معترضة على الترسيم الذي يأتي على حساب حقوقها التاريخية .. ما رأيكم ؟

§      الحقيقة أن منجز تسوية الحدود بيننا وبين المملكة العربية السعودية و التوقيع على تلك الاتفاقية النهائية بين الدولتين يعتبر منجزاً تاريخياً ،  وفي مصلحة البلدين وأي معارضة له ما هي إلا ضرب من الجنون ومن الهوس لأنها اتفاقية بين دولتين وليس بين قبيلتين .

        ·        وحقوق هذه القبائل كيف ستتم تسويتها ؟

§      والله إذا لهم حقوق في الأرض وفي الأملاك وما أملاك فممكن تسويتها لكن الحدود لاسيما في المناطق الشرقية هي أراضي صحراوية غير مملوكة ملك شخصي ، وإذا كان هناك مناطق مر خط الحدود منها ، وهي مملوكة فهي المناطق الغربية المسكونة من نجران وغرباً إلى البحر ، فعلاً هذه مناطق مسكونة والأرض مملوكة ومعظمها زراعية وما فيها أي مشكلة .

        ·        لو انتقلنا للملف الأمريكي يا شيخ عبد الله ، وبعد دخول اليمن في الحلف الأمريكي لمكافحة ما يسمى بالإرهاب تطالعنا أخبار مختلفة عن وصول قوات وفرق أمريكية إلى اليمن في هذا الإطار ، ألا ترون أن في ذلك مساساً وتفريطاً بالسيادة اليمنية ؟

§      الأخ رئيس الجمهورية ينفي هذا نفياً قاطعاً مرة بعد مرة بعد مرة ، وهو المسئول الأول،  ويكفينا أنه ينفي هذا ، ونحن  واثقون أن الرئيس لن يوافق على المساس بسيادة الوطن إطلاقاً ، ولن يقبل دخول فرد واحد من قوات أجنبية ففي قواتنا المسلحة الكفاية لحماية أمننا وحماية بلادنا .

·      لكن اللجنة البرلمانية المكلفة بتقصي الحقائق حول معتقلي (كول) و (القاعدة) كشفت عن أن محققين أمريكيين اشتركوا في التحقيق مع المعتقلين ؟

§      هذا شيء ، ودخول الجنود الأمريكيين شيء آخر ، أما حكاية وجود مراقبين على التحقيقات في قضية كول فأعتقد أنه مرفوض .. المدرب هو خبير ، والخبير موجود ومقبول قبل حوادث سبتمبر .

·      من قبل كانوا خبراء في نزع الألغام الآن أصبحوا (مدربين لمكافحة الإرهاب) ؟

§      مدربين للأمن على الوسائل .. هو عبارة عن خبير عبارة عن خبير .

·      هل لديكم تأكيد أنهم لا يشاركون في عمليات الملاحقة التي تشن في بعض المناطق؟

§      لا يمكن ، لا يمكن أبداً ولن يقبله الرئيس ، ولن تقبله قواتنا المسلحة ولن يقبله شعبنا اليمني .

·      في نظركم ما مدى صحة ما يتردد عن تواجد كبير لعناصر من تنظيم القاعدة في اليمن؟

§      هناك تهويل ومبالغة ، وإذا كان هناك أفراد فهم أفراد قليلون وهم الذين تم إلقاء القبض عليهم على خلفية حادثة كول .

·      والذي تجري عملية مطاردتهم حالياً ؟

§      تتم مطاردتهم لأنهم كانوا في أفغانستان .

·      لكن كانت الدولة قد استوعبتهم واستخدمتهم في حرب 94م ؟

§      القاعدة هي خلقت ، في 94 ولم يكن لها ذكر من قبل .

·      العائدون من أفغانستان ؟

§      العائدون سافروا أفغانستان برضاهم ورضاء أهلهم وبتمويل من الدولة وبتمويل من المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول وبتمويل من الولايات المتحدة الأمريكية .

·      هل تعتقدون أن هذه من أخطاء الأنظمة التي جعلتها تجني اليوم الثمار المرة لتعاونها مع أمريكا ؟

§      نعم ، فعلاً تعاونوا مع أمريكا واليوم يجنوا ثمار التعاون كلهم حتى دول الخليج التي قبلت بدخول قوات حلف الناتو إلى الخليج ، الآن بيدفعوا ثمن .

·      إذاً .. (من أعان ظالماً أغري به ) ؟

§      نعم ، حتى في حرب العراق وإيران نفس الشيء، من أعان ظالماً أغري به .

·      طيب .. كيف ترون تأثير المواقف الأمريكية المتعنتة ضد اليمن وما الذي تستهدفه بالضبط ؟

§      تأثيره على اليمن مثل تأثيره على الدول العربية والإسلامية بكاملها ، فجميعها مستهدفة من قبل أمريكا وكلها تعيش تحت التهديد والإرهاب الأمريكي .

·      السعودية مثلاً مهددة بالتقسيم ؟

§      كل الدول العربية وكل الدول الإسلامية وكل الشعوب العربية والإسلامية مهددة من قبل الولايات المتحدة التي تمارس ضدها كل أنواع الإرهاب وشعار الإرهاب ويافطة الإرهاب الذي رفعته أمريكا إنما يستهدف الإسلام والمسلمين والعرب في مقدمتهم .

·      كيف ترون مستقبل المنطقة في ضوء التهديدات الأمريكية ؟

§      المستقبل سيء والمستقبل أسود ما لم يعود الحكام العرب إلى تضامنهم وترابطهم واتخاذ مواقف موحدة فالأمور خطيرة .

·      هذا عن الأنظمة ماذا عن التمزق الداخلي للشعوب العربية والإسلامية ؟

§      هذا خطر .. التمزق سواء فيما بين الشعوب نفسها أو بينها وبين الدول أو بين الدول العربية كافة .. هو خطر وضعف يؤدي إلى أن   تبتلع الولايات المتحدة الدول واحدة بعد أخرى .

·      في اليمن هناك هوة بين السلطة والشعب فيما يتعلق بمواجهة هذه التهديدات ؟

§      هذا خطأ ولا يجوز .

·      ودور الأحزاب يتناقص وحتى أنه لم تخرج مظاهرة واحدة رغم ما يحدث ؟

§      هذا ضعف ويجب على الحكومة والرئيس أن يلموا كل القوى في الساحة ليكونوا صفاً واحداً في مواجهة أي خطر فالمصيبة ستعم الجميع .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp