الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في مقابلة مع صحيفة العرب اليوم الأردنية 2/4/2004م

 

صحيفة العرب اليوم الأردنية 2/4/2004م

q       q    لأول مرة يتحدث لصحيفة أردنية

q       q    مهندس بناء العلاقات اليمنية – السعودية

q       q    يلقبه اليمنيون بصانع الثورات وقائد الإنتصارات

q       q    سقوط عاصمة الرشيد صفعة في وجه كل عربي

 

·        ·        ماهي أبرز المحطات الهامة في حياتك ؟

-       -      محطات كثيرة خاصة وعامة وأول محطة كبيرة وهامة هي إستشهاد والدي وأخي حميد رحمهما الله وإعتقالي في عهد الإمام وقيام الثورة وخروجي من السجن والقيام بأعمال الدفاع عن الثورة والجمهورية لمدة (7) سنوات من عام 62-1970م .

·        ·        ماذا أعطتك ؟

-       -      المحطة الطويلة هي محطة الدفاع عن الثورة والجمهورية في ميادين القتال والميادين السياسية والمشاركة في الحكومة حتى انتصرت الثورة والجمهورية في حرب السبعين يوماً وما تبعها من معارك في بعض المناطق التي استمرت فيها الحرب إلى نهاية عام 1969م تم الدفاع عن العقيدة لمدة 10 سنوات واجهت خلالها المد الشيوعي الذي كان له نظام قائم في عدن وتبني الفكر الشيوعي بدعم الإتحاد السوفيتي سابقاً وأراد أن يصدره إلى اليمن الشمالي وإلى المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج التي كان فيها جبهات قتال منها في ظفار عمان وجبهات لتحرير دول الخليج واليمن والسعودية موجودة في مناطق الحدود في الشمال والجنوب ، استمرت المعارك عشر سنوات كاملة .

هناك محطات كثيرة وأنا فيها برجالي وجهدي وقبائلي متواجدون في ميادين القتال والسياسة حتى تحققت الوحدة والحمد لله وانتصرت الوحدة وهي آخر محطة من المحطات الصعبة عام 1994م وكتب الله لنا السلامة والبقاء لنواصل المشوار في الميادين الأخرى في بناء اليمن ، شاركنا في الإنتخابات عام 1993 قبل حرب الإنفصال كان الحزب الإشتراكي يشارك في الإنتخابات وتمت على خير وأصبحت رئيساً لمجلس النواب فقد أفرزت الإنتخابات نتائج كبيرة للأحزاب الثلاثة المؤتمر ، الإصلاح ، والحزب الإشتراكي .

·        ·        برأيك ماهي أسباب الثورة ؟

-       -      كانت البلاد تعيش حالة غير مستقرة ولدت شعوراً لدى أحرار اليمن من المشائخ والعلماء والمفكرين والمثقفين والتجار بضرورة قيام الثورة ضد الحكم الملكي المتخلف والمتسلط ، لقد كان الظلم والإستبداد والتخلف والأنغلاق سمة الحياة في اليمن فقد كان الجهل والمرض والفقر يخيم على بلادنا بظل حكم آل حميد الدين ومن أجل ذلك ومن أجل النهوض باليمن وتطويره وإستعادة دوره الحضاري واختيار حكامهم بحرية وتطبيق مبادئ الإسلام في الحرية والشورى والوحدة والمساواة وأن يعيشوا أحراراً ثار الشعب اليمني ثورته في يوم 26 سبتمبر/أيلول/1962م وقدم التضحيات وسقط الشهداء الأبرار حتى انتصرت الثورة وعندما قامت الثورة لم يكن في اليمن كلها سوى ثلاث مدارس ثانوية وخريجوها لا يؤهلون للإلتحاق بالجامعات .

·        ·        أين كنت عندما جرى الأعلان عن الثورة ؟

-       -      عندما اندلعت الثورة عام 1962م كنت في سجن المحابشة وكان يسمح لنا بالخروج دورة إلى خارج السجن وفي هذا الوقت دعاني أحد الأصدقاء الذي يقطن بجوار السجن لزيارته وكان لدى هذا الصديق جهاز راديو واعلمني أن الثورة قامت وأن إذاعة صنعاء تذيع البيانات الصادرة عن الثورة والأناشيد الوطنية ، في تلك اللحظة شعرت بالفرحة والبشرى تغمرني وشعرت أنني ولدت من جديد ، وفوراً توجهت إلى دار الحكومة ، مقر عامل قضاء المحابشة فكان العامل والحاكم في حيرة من أمرهما ماذا يعملان ؟ فنصحتهما إرسال برقيات التأييد والتهاني بقيام الثورة إلى قائدها المشير عبدالله السلال رحمه الله وفعلاً أرسلوا البرقيات وجلسنا نستقبل المواطنين والعلماء والمشائخ الذين قدموا لمبنى الحكومة مهنئين ومستفسرين وغاضبين ، ولا بد من الإشارة إلى منطقة الشرفين التي كنت مسجوناً فيها من المناطق المؤيدة والمناصرة للإمام والمتشيعة بصورة قوية جداً الأمر الذي دفع بعض المشائخ ومعهم أعداد كبيرة من المواطنين أن جاؤوا إلى العامل والحاكم غاضبين وهددوهما بسبب إرسالهم برقيات التأييد للثورة ، وقد أنكر أحد المشائخ قيام الثورة من الأساس وأن الأذاعة التي كانت تقوم بإذاعة بيانات الثورة هي إذاعة صنعاء ، وحكم الأئمة باق إلى يوم الدين فما كان مني وبعض الحضور إلا العمل على تهدئتهم وإفهامهم بحقيقة الثورة واقتنع الجميع وذهبوا لتناول طعام الغداء في منازلهم بينما عدت إلى السجن وتناولت طعام الغداء وجاء إلى السجن المواطنون وجلسنا معاً وكان حديثنا منصباً حول الثورة وأهميتها وفي حوالي الساعة الرابعة عصراً أتت برقية من المشير عبدالله السلال إلى عامل القضاء للإفراج عني وإبلاغي بأن أتحرك فوراً إلى صنعاء وأحال العامل البرقية إلى مدير السجن الذي أفرج عني فوراً وصباح يوم الجمعة 27/سبتمبر/أيلول غادرت المحابشة متوجهاً إلى صنعاء من خلال عبس – الحديدة .

 قضيت مدة ثلاثة وثلاثين شهراً من اليوم الذي أعدم فيه والدي الشهيد الشيخ حسين وأخي الشهيد حميد في شهر رجب عام 1379هـ وهما الشهيدان اللذان ضحيا بروحيهما ودمائهما الطاهرة الزكية لأنهما تزعما الدعوة المطالبة بقيام نظام جمهوري في اليمن والذي من أهدافها قيام دولة الوحدة اليمنية ، و عند إستشهاد والدي وأخي كان عمري وقتها 26 عاماً وبعد وفاتهما توليت أمر قبيلة حاشد وأخذت أدير أمورها وأنا في السجن وها نحن نواصل المسيرة ، ولم أرشح غيري لخلافتي وعادة القبائل عندنا أنه عندما الشيخ يتوفاه الله .. يهيء الله أحد الأبناء أو الأقارب أو أبناء القبيلة التي تلتف حوله ويصبح شيخها فالعملية تتم بشكل يشبه الإنتخاب تجتمع القبيلة وتختار الشيخ الجديد .

ويضف الشيخ عبدالله الأحمر أنني أتذكر العديد من القصص والمعارك البطولية التي وقعت في ربوع اليمن دفاعاً عن الثورة والجمهورية ولكن الوقت لم يحن بعد لسردها .

·        ·        توليت حقيبة وزارة الداخلية ثلاث مرات ، كيف كانت تجربتك في هذا المجال؟

-       -      الحكومات الثلاث كانت مدتها قصيرة والآن الوضع أصعب من السابق ، فأعداد الشعب أزدادت ومطالبه وإحتياجاته أيضاً أصبحت كبيرة جداً ، ومسؤولياته أكبر من ذلك الوقت الذي كان فيه همنا الوحيد هو الدفاع عن الثورة ، وتقع علينا مسؤولية تضامنية فكل الأجهزة همها الدفاع عن الثورة والجمهورية فقد ضحى الأجداد والأباء في سبيل الجمهورية والوحدة والحرية والكرامة والإستقلال ، وما نشهده اليوم من تطور وإنجازات يعود الفضل فيه بعد الله تلك التضحيات .

·        ·        هل حدث إنشقاق في الثورة ؟

-       -      أذكر أن المغفور له بإذن الله تعالى الشهيد الزبيري هو أول من دعا إلى تصحيح المسار حقناً للدماء ، وعدم إستغلال أحرار أبناء اليمن ومنع تدخل القوات المصرية التي جاءت لتساعد اليمن على حماية ثورته عسكرياً ، لكنها تجاوزت هذا الدور وأصبحت تسير الحكم أيام المشير عبدالله السلال وأدل على ذلك ما حصل عام 1966من إعتقال زعماء الجمهورية ، رئيس وأعضاء الحكومة والضباط والقياديين في القاهرة وما حصل في صنعاء من جرائم وإعتقالات وإغتيالات وإعدامات لعدد من قادة الثورة ، ومنهم العميد البطل محمد الرعيني .

وواصل الشيخ عبدالله الأحمر حديثه قائلاً : في عام 1965م عقد مؤتمر حرض وشاركت فيه كجانب جمهوري تنفيذاً لتوجيهات الرئيس جمال عبدالناصر آنذاك الذي أتفق مع السعوديين على عقد هذا المؤتمر بدون نتيجة لأن المسؤولين المصريين طرحوا علينا الحل الذي تم الإتفاق عليه بين الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل رحمهما الله على قيام دولة تسمى (اليمن) ولهذا فقد فشل المؤتمر ولا ننسى أنه كان هناك تنسيق كامل بين الضباط الأحرار والمشائخ وكل منهم قام بدور مشرف وفاعل في خدمة الثورة والجمهورية .

·        ·        كيف كان يقاوم اليمن الضغوط الأمريكية ؟

-       -      الحمد لله بمواقف القيادة السياسية ومواقف مجلس النواب والحكومة اليمنية والشعب اليمني أعتقد أنها أفضل من مواقف الدول الأخرى ، وهناك صراحة واضحة ، هناك ضغوطات واضحة وضوح الشمس على حكومة اليمن وغيرها من الحكومات العربية والحكومات ليس أمامها إلا أن تتعامل مع هذا العدو لأنه شر لابد منه .

·        ·        وما رأيك بما يسمى الإرهاب ؟

-       -      إن أمريكا أطلقت شعار محاربة الإرهاب بهدف محاربة الإسلام والمسلمين ونحن نرفض هذه النظرية والإرهاب نحاربه ولا نرضى بوجوده في اليمن أو غير اليمن .

·        ·        كيف تطورت الديمقراطية في اليمن ؟

-       -      الديمقراطية تجري في دماء أبناء الشعب اليمني منذ القدم وحتى قبل الثورة والديمقراطية موجودة أما الآن فالدولة اليمنية تبنت الديمقراطية وما يقوم به الشعب تجربة جيدة بهذا المجال لكل بلد نوع من الديمقراطية وينظر إليها أنها أحسن من أي ديمقراطية في أي وطن عربي .

·        ·        أمريكا تريد أن تفرض علينا ديمقراطية مستوردة وهي في الأصل مضطهدة لشعبنا والجريمة عندهم منتشرة .. ما رأيك ؟

-       -      أمريكا هي راعية الإرهاب وهي التي تتبنى الإرهاب وتدعمه وتمارسه وليس في بلدها ديمقراطية وإذا كان هناك ديمقراطية فهي للشعب الأمريكي أما معاملتها مع الشعوب الأخرى فهي خالية من الديمقراطية وأبسط ما يمكن أن توصف به أعمالها بالإرهابية والديكتاتورية والغطرسة .

·        ·        هل تنوي زيارة الأردن ؟

-       -      في الوقت المنظور لا .. وإن كانت هناك قضية خاصة تجعل زيارتي للأردن غير مرغوب فيها .

·        ·        هل هناك أزمة ما ؟

-       -      هناك أزمة شخصية وأزمة حكومية بين الشعبين .

·        ·        كيف برأيك حلها ؟

-       -      تحل بموقف القضاء الأردني المشهود له بالعدالة .

·        ·        هل لديك إتصالات مع جلالة الملك عبدالله الثاني مثلما كان مع جلالة المغفور له الملك الحسين ؟

-       -      والله هذا الذي أتمناه وأرجوه ، لقد كانت علاقتي بالملك الحسين شخصية ومع جلالة الملك عبدالله الثاني جيدة لقد حاولت الإتصال بجلالته وأرسلت أبني حمير وحملته ثلاث رسائل إلى جلالته ولكنه لم يتمكن من تسليم جلالته الرسائل وفشلت كل المحاولات في ذلك والقضية الآن بيد رئيس الجمهورية اليمنية الأخ علي عبدالله صالح والتخاطب الآن بين الزعيمين .

·        ·        كيف تقيم علاقتكم مع مجلس النواب الأردني ؟

-       -      علاقتنا مع المجالس النيابية في البلدان العربية ، علاقات جيدة ومتينة وتعاون وإحترام متبادل وطيبة كثيرة ، وهناك تبادل لوجهات النظر ، وعندما تعقد المؤتمرات البرلمانية يكون لدينا تنسيق وتبادل في وجهات النظر .

·        ·        كيف تجاوزتم إحتلال العراق ؟

-       -      ما حدث في العراق يسوء الأمة العربية ويسوء وجوه حكامها وسقوط عاصمة الرشيد هي صفعة في وجه كل عربي ومسلم والمحزن أن تسقط عاصمة الرشيد تحت أقدام رعاة البقر الأمريكيين وهي عاصمة المعتصم بالله الذي دعته أمرأة في عمورية وامعتصماه فخرج بجيش جرار أوله في عمورية وأخره في بغداد ، إن سقوط بغداد هز العالم كله ، وهزنا سقوطها بهذه الطريقة ، إن إستسلام الحكام العرب لم يفاجئنا مثلما فاجأنا سقوط بغداد بهذا الشكل المحير ، الذي يعتبر زلزالاً ينذر بالخطر على كل العروش والكراسي المتربع عليها الحكام العرب ، وإن الإحتلال الأمريكي البريطاني للشعب العراقي والإستيلاء على مقدراته ومقوماته وخيراته شيء لم يكن متوقعاً وينذر بأخطار على الأنظمة العربية كلها حتى أولئك العرب الذين أصطفوا مع العداون والإستعمار البريطاني الأمريكي على العراق ، فليس القصد من العدوان الأمريكي البريطاني على العراق نزع أسلحة الدمار الشامل فهذه أكذوبة لأنهم لم يجدوا شيئاً ، وفرق التفتيش خدمت أمريكا وكشفت كل شيء وطمأنتها في إجتياح العراق وسهلت لها المهمة ، والأمين العام للأمم المتحدة ضالع في المؤامرة كما هو الحال لدى الحكام العرب الضالعين كذلك في هذه المؤامرة ، ولا يستبعد أن تقوم فرق إسرائيلية في العراق بملاحقة وتصفية العلماء العراقيين فأمريكا هي إسرائيل وإسرائيل هي أمريكا لقد كانت الأنظمة العربية قبل إحتلال العراق تحت المطرقة ، أما الآن فهي تحت الأقدام الأمريكية والعلاقات الأمريكية العربية بعد هذا الإحتلال ستكون مذلة حتى يستطيع العراقيون تحرير بلادهم فلا بد أن تكون هناك مقاومة ضد أمريكا ومن يقف معها من الأنظمة العربية .

إن إحتلال العراق وصمة عار في وجوهنا جميعاً ولا سيما حكامنا الآن العدو الأجنبي المتمثل بأمريكا وبريطانيا لم يكن ليتجرأ على إحتلال العراق إلا بسبب ضعف الدول العربية وتعاون بعضها مع الإحتلال ولا يوجد فرق بين ما يجري في فلسطين من ممارسات وما يمارسه الإحتلال الأمريكي البريطاني الآن في العراق .

·        ·        برأيك لماذا إلتزم الحكام العرب الصمت إزاء العدوان على العراق ؟

-       -      بقصد المحافظة على كراسيهم لأنهم يعتقدون أنهم إذا واجهوا أمريكا سوف تطير كراسيهم وهذا ضعف إيمانهم بالله ثم بشعوبهم ، وإلا فإن أمريكا لا تستطيع أن تعمل بهم شيئاً لو أنهم كانوا مع شعوبهم صادقين لكن هذا الإختيار سببه خوفهم على كراسيهم .

·        ·        هل رأيت طريقة إعتقال الرئيس صدام حسين ؟

-       -      مهينة ومشينة لنا جميعاً وللحكام العرب الذين أهانوا شعوبهم وأذلوها .

·        ·        أثناء العدوان الأمريكي البريطاني على العراق هل طلبتم عقد جلسة للإتحاد البرلماني العربي؟

-       -      طلبنا وناشدت الدول العربية والحكام العرب ولكن دون جدوى فقد إنهار الحكام ومنهم من تأمر مع أمريكا وبريطانيا .

·        ·        كيف تتعاملون مع تغيير المناهج ؟

-       -      الضغوطات موجودة ، ولا يمكن أن نخضع لها أبداً وهي بالمناسبة ليست ضغوطات كبيرة وإنما هي إيحاءات وأصوات خافتة ، لكن هناك حكاماً منهارين يخدمون أمريكا تبرعاً وهناك حكام يتقدمون بخدمات لأمريكا دون أن تطلبها منهم .

·        ·        كزعيم عشائري ورئيساً لمجلس النواب وحزب الإصلاح كيف توفق بين هذه المناصب؟

-       -      ليس هناك أمر صعب ، المهام كبيرة والجهود جبارة لكن بالنسبة لي ليست صعبة فأنا متعود ، وأنا عامل موفق بين مجلس النواب والحكومة وبين التجمع اليمني للإصلاح والحكومة وبين الحزب الحاكم والقبائل والدولة ، فأنا عامل موفق في كل الجهات .

·        ·        أين تجد نفسك في أكثر المواقع الثلاثة ؟

-       -      أجد نفسي في الجانب القبلي وأعتبرها أهم واجب وهو العمل من أجل صيانة الجانب القبلي والدفاع عنه والتنسيق مع الدولة للحفاظ على الأمن والإستقرار في اليمن .

·        ·        هناك معارضة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي لدخول اليمن في هذا المجلس ؟

-       -      نحن أبدينا رغبتنا وقد تقدمنا وأعلن عن دخول اليمن في بعض الجوانب ولم تتح الفرصة للخطوات الأخرى وهذا عائد لأخواننا في دول الخليج ، ونحن مستعدون ونعتبر وجودنا هو تكامل لهذا المجلس ، لأن موقعنا طبيعي فيه ونحن نمثل رقعة جغرافية واحدة في الجزيرة العربية .

·        ·        أنت صمام الأمان في اليمن وحتى بالمنطقة والذي يشاهد عطاءك أسمح لي أن أقول لك أنت حكومة داخل الحكومة ؟

-       -      عفواً نحن جزء من الحكومة ومن الدولة اليمنية والحمد لله .

·        ·        هل تنوي اليمن التطبيع مع الكيان الصهيوني ؟

-       -      هذا نعتبره إنحطاطاً ، والتطبيع يعني مزيداً من مصادرة الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس ، فالكيان الصهيوني يهدم البيوت كل يوم والعرب الذين يتحاورون حول التطبيع هو عار وذل ومهانة وحرام وجريمة ، ونحن في اليمن نعتبر القضية الفلسطينية والقدس قضيتنا ولن نتزحزح عن هذا المبدأ حتى يحقق الشعب الفلسطيني إستعادة كامل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة ويعود المشردون إلى وطنهم ، وتعيد إسرائيل كل الأراضي والحقوق العربية وإسرائيل دولة صهيونية وعدو مغتصب وهي قائمة على التعصب والعنصرية والحقد والكراهية لهذا فإننا لا نرى هناك سلاماً بدون منح الشعب الفلسطيني حقوقه وعاصمته القدس الشريف ، وأن الإرهاب الذي يمارسه الكيان الصهيوني بفلسطين هو أقبح وأبشع إرهاب على وجه التاريخ .

·        ·        ماهو دورك في قيام دولة الوحدة ووثيقة الوفاق والإتفاق ؟

-       -      لقد عملنا بكل جهد وإخلاص في سبيل قيام دولة الوحدة نحن والرئيس علي عبدالله صالح وكافة أبناء الوطن المخلصين الكل منهم في موقعه ، ومن أجل الوحدة إذعنا لكافة مطالبهم وكل ما طلبوه واشترطوه رغم علمنا أن مطالبهم وشروطهم تعجيزية ، والهدف منها هو الإنفصال ، وليقينهم أننا متسمكون بالوحدة حتى النهاية فقد جرجرونا إلى عمان للتوقيع على الوثيقة التي تشتمل على 90% من مطالبهم التعجيزية ، وذهبنا إلى الأردن متابعين لهم لكي لا نعطيهم أي مبرر أو ذريعة للإنفصال وتفويت كل الفرص عليهم التي كانوا يعملون في سبيل تحقيقها أمام أي تلكؤ قد يظهر أو يحدث من جانبنا ولقد اشترطت خطياً فوق توقيعي  أن يعود الجميع إلى صنعاء وأن تنتهي الأزمة .

وما كنا نخشاه ونتوقع حدوثه وقع فقاموا بزيارات للدول المجاورة وكأنهم يمثلون دولة غير دولة الجهمورية اليمنية وأثبتوا بتحركاتهم تلك نواياهم السيئة وكشفوا عن مقاصدهم الخبيثة وعبروا عن مخططاتهم الإنفصالية بشكل واضح وصريح وتحد لإرادة الشعب ، وكانت مواقفهم تلك أخر مسمار يدق في نعوشهم.

لقد تمت صناعة الأزمة بالتدريج وكذلك الهروب من الديمقراطية وخروجها من الإطار الشرعي والإطار اليمني إلى الخارجي والأدوات التي قامت بها بعض الدول العربية وغير العربية بقصد إنهاء الأزمة بدأت قبل الخروج إلى الأردن وبعد الخروج إلى الأردن وتم تفويض اللجنة العسكرية المشتركة من اليمنيين والعرب والدول العظمى .

·        ·        بماذا يحكم اليمن ؟

-       -      اليمن دولة إسلامية وتحكم بالشريعة الإسلامية منذ مجيء (معاذ بن جبل) رضي الله عنه إلى اليمن وحتى هذا التاريخ ، والجميع خاضعون لحكم الشريعة الإسلامية وقضايا المواطنين والدولة لا يتم الفصل فيها إلا بالأحكام الشرعية والإسلام هو المصدر الوحيد للقوانين واليمن بلد شورى منذ عهد الملكة بلقيس والشورى أحد مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء .

·        ·        هل اليمن على إستعداد لإستقبال اليهود اليمنيين الذين هاجروا إلى فلسطين ؟

-       -      اليهود الذين خرجوا من اليمن قبل أكثر من 70 عامً قد ساهموا في الدولة الصهيونية المعادية للعرب والمسلمين وأسهموا بطرد الشعب الفلسطيني من ديارهم وإغتصابها .

إنهم محاربون وليس لهم أي أقارب في اليمن ، واليهود اليمنيون عددهم لا يتجاوز 500 يهودي وليس بينهم وبين الزائرين لهم أي قرابة .

والدكتور الإرياني هو من أعطى التوجيهات بمنح اليهود الإسرائيليين تأشيرات دخول وهم يحملون جوازات سفر إسرائيلية لدخول اليمن وقد أعطى تعليماته للسفارة اليمنية في نيويورك وعمان لإعطاء هذه التأشيرات ، وتم كشف تلك التأشيرات وهذا ما أستنكره كل اليمنيين .

فأنا أرفض دخول اليهود والإسرائيليين إلى اليمن تحت مبرر أو حجة أنهم سواح أو زوار بدعوى أن أصلهم يمني فهذا مرفوض .

لقد خرج اليهود من اليمن ولا يحق لهم العودة ، أن حق العودة هو للفلسطينيين المشتتين في إنحاء العالم وسبب تشتتهم هم اليهود اليمنيون والعراقيون والمغاربة والبولنديون والغربيون الذين أستولوا على أراضيهم واغتصبوها ويجب أن يعود الشعب الفلسطيني إلى فلسطين ، واليهود الذين خرجوا إلى فلسطين بكامل حريتهم سواء أكانوا من العراق أو اليمن أو المغرب وتخلوا عن جنسيتهم الأصلية مقابل الجنسية الإسرائيلية وساهموا في إقامة دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين ولم يبق لهم أي حق في اليمن أو غيره وباعوا كل ممتلكاتهم ونرفض زيارة أي يهودي إسرائيلي حتى ولو كان من أصول يمنية .

·        ·        ماذا قدمتم للقضية الفلسطينية ؟

-       -      لدينا هيئة عليا لمناصرة الشعب الفلسطيني وطالبنا الشعب اليمني بأكمله التطوع للجهاد مع الأخوة الفلسطينيين بالدم والمال حتى يتحقق النصر للشعب الفلسطيني وخطر  إسرائيل الآن ومستقبلاً يشمل كل العرب والمنطقة بأكملها وليس محصوراً بفلسطين والفلسطينيين وأهداف الهيئة مناصرة الشعب الفلسطيني في جهاده ونضاله من أجل الإستقلال والدفاع عن المسجد الأقصى والقدس ونحن لن نستسلم لأية ضغوط أمريكية لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني .

والتطبيع ناتج عن هزيمة المطبع من الداخل وضعفه ، والهرولة نحو التطبيع بأي شكل لعنه ووصمة عار نعارضها ونستنكرها .

 

·        ·        كيف يقف مجلس النواب في الدفاع عن القضايا المختلفة ؟

-       -      مجلس النواب دوره تشريعي ورقابي وهو الذي يشرع كل القوانين ويصادق عليها ومن ثم التصديق على كل القوانين التي تحتاجها اليمن كاملة وكذلك الإتفاقيات والمعاهدات وهو مجلس رقابي على الحكومة وأدائها .

·        ·        هل الحكومة تتعاون مع المجلس ؟

-       -      هناك تعاون لأنها مضطرة لهذا التعاون ، لأن المجلس هو المراقب على أدائها وسير أعمالها ، وهو الذي يصدق على القوانين التي تحتاجها الحكومة .

·        ·        إذا لم تتعاون معكم هل تحجبون عنها الثقة ؟

-       -      لم يحصل ولكن من حقنا أن نحجب الثقة .

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp