الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في مقابلة مع صحيفة الخليج الإماراتية 24/2/2005م : القاعدة في اليمن وهم.

الخميس 2005-02-24

"الجرعة الاقتصادية ليست ضرورية.. ووفد من "المؤتمر" اعتذر عن الاساءات ضدي"

الشيخ الأحمر لـ "الخليج": القاعدة في اليمن وهم.. وأمريكا مصدر الشر في العالم

 

قال رئيس مجلس النواب (البرلمان) اليمني وزعيم حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر إن حكومة بلاده لن تسلم أياً من مواطنيها إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو إلى أية دولة أخرى في قضايا تتعلق بمكافحة الإرهاب، مؤكداً ان هذا الامر متفق عليه على المستويات الرسمية والحزبية والشعبية.

وقال الشيخ  الأحمر في حوار مع “الخليج” إن الولايات المتحدة مصدر الشر في العالم كله، والعدو الأول للعرب والمسلمين، كما هو الحال مع “إسرائيل” المدعومة من الولايات المتحدة، وأشار الى أن الولايات المتحدة استدرجت الشيخ محمد المؤيد استدراجاً قبل اعتقاله في ألمانيا، وفعلت الأمر نفسه مع عبدالسلام الحيلة المحتجز حالياً في سجن أمريكي.

واعتبر أن تنظيم القاعدة في اليمن “وهم أكثر منه حقيقة”، وقال إن اليمن لم يعد معرضاً لأية عمليات إرهابية من عناصر القاعدة.

وتطرق الشيخ الأحمر إلى الوضع الداخلي، وخصوصاً نتائج مؤتمر حزب التجمع والهجوم الذي تعرض له الشيخ الأحمر نفسه من اعلام حزب المؤتمر الحاكم، وقال ان وفداً من “المؤتمر” حضر إلى منزله واعتذر له عن الإساءات التي صدرت ضده.

وبشأن إقرار الجرعة الاقتصادية التي تقدمت بها الحكومة أكد أن الجرعة لم تكن ضرورية، وقال إن البنك الدولي لم يضغط على الحكومة لإقرارها وإنما قدم لها المشورات والنصائح، وأوضح أن الرئيس علي عبدالله صالح وعد بمعالجة الأمر.

ورأى الشيخ الأحمر أن الأوضاع في العراق مأساوية بوجود الاحتلال، والانتخابات غير شرعية ما دام الاحتلال قائماً، وبشأن ما حدث في لبنان  وصف اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري بالمأساوي، وانتقد بعض ممارسات المعارضة اللبنانية، التي قال إن بعض مواقفها تخدم أعداء لبنان. وفيما يلي نص الحوار:

 

حوار: صادق ناشر

 


*ما هي رؤيتكم للوضع الذي يعيشه اليمن في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وخصوصاً بعد التقييمات في مؤتمر حزب الإصلاح الذي تترأسونه، والتي أحدثت ردود أفعال كثيرة لدى حزب المؤتمر الحاكم، بعد ما وصفتم الوضع بأنه يسير في نفق مظلم؟

 الوضع الذي يعيشه اليمن من وجهة نظرنا وصفناه في مؤتمر حزبنا، ومصطلح “النفق المظلم” يستخدمه كثيرون في مثل هذه الظروف التي نعيشها.


* وكيف تفسر الحملة التي شنت ضدكم من إعلام الحزب الحاكم؟

- أعتبرها حملة غير مسؤولة، وحمقاء.


* هل سويت القضية مع الحزب الحاكم بشكل نهائي؟

 وعدوا باعتقال الكتاب ومحاكمتهم نتيجة الإساءة التي وجهت لي، وحتى الآن، لا نتيجة، ولا أعلم هل تم هذا أو لم يتم.


* كان هناك وفد من الحزب الحاكم برئاسة رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني للاعتذار باسم “المؤتمر” عن الإساءات التي وجهت إليكم، ماذا طرح لكم؟

- ارسل الاخ الرئيس الوفد برئاسة عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى والأمين العام المساعد للمؤتمر يحيى الراعي ومجموعة كبيرة من قادة “المؤتمر” من مشائخ وعلماء وأساتذة قدموا اعتذاراً وأسفاً، ووعدوا بحبس الكتاب الذين اساؤوا ومقاضاتهم، ولا نعلم إن كان تم ذلك أم لا.

 ماذا كان سبب الهجوم الذي تعرضت له شخصيا؟ هل بسبب مواقفك  القريبة من المعارضة؟ وهل اقترب
*الإصلاح كثيراً من أحزاب المعارضة لتكوين جبهة معارضة قوية؟

- ليس الاقتراب من أحزاب المعارضة جريمة يمكن أن يعاقب عليها الشخص أو الحزب، إذ لا يوجد فيه أي مخالفات يمكنها أن تسيء إلى أحد، وهناك علاقات تنسيق بين “الإصلاح” وأحزاب المعارضة، خصوصاً المنضوية منها تحت ما تسمى “أحزاب اللقاء المشترك”.


* ألا تعتقد ان هذا التنسيق والتقارب انقلاباً على حزب المؤتمر؟

- ليس إلى هذا الحد، فالائتلاف بين أي أحزاب معارضة لا يعني أنه سيقوم بانقلاب أو تغيير الحكم، لا، هذا شيء بعيد، ونقول إن الائتلاف والتنسيق والتعاون بين الأحزاب، وخصوصاً بين أحزاب المعارضة طبيعية في كل مكان وكل زمان.


* هل لدى أحزاب المعارضة مشروع لتنسيق الانتخابات العام المقبل في انتخابات المجالس المحلية أو الرئاسية؟

- هذا هو أهم شيء في التنسيق الذي أقيم بين أحزاب اللقاء المشترك.


* هل لديكم مرشح معين للانتخابات الرئاسية المقبلة؟

 هذا سابق لأوانه، ولكن هناك لقاءات وحوارات، وهناك أداء جماعي متقارب.


* هل يمكن أن يحدث تنسيق مثل ما حدث في انتخابات 1999؟

- هذه هي المحطة الرئيسية في العلاقات القائمة بين أحزاب المعارضة، والأمر الرئيسي الذي يجب أن يتم فيه التنسيق والتعاون بين هذه الأحزاب لمصلحة الوطن.


* ما رأيك في موافقة البرلمان وأنت رئيسه فيما يتعلق بإقرار الجرعة الاقتصادية الأخيرة  مع أنكم كأحزاب معارضة كنتم تعارضون إقرارها؟

- انسحب حزب الاصلاح واحزاب المعارضة من جلسة التصويت على الموازنة العامة للدولة والتي تضمنت الجرعة الاقتصادية، لكن الأغلبية الممثلة بكتلة “المؤتمر” حسمت الأمر وصوتت بالموافقة على الموازنة.


*هل كنت شخصياً مع الموافقين على الموازنة؟

- نعم كنت مع الموافقين لأنهم الأغلبية وأنا رئيس المجلس.

 كيف نجد هذا الموقف المتعارض، فأنت رئيس لحزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض أساساً للجرعة؟

- لكنني في الوقت نفسه رئيس للمجلس وانسحب نواب حزب الاصلاح في  أثناء عملية التصويت على الموازنة والجرعة، فهل من المنطق أن أنسحب من المجلس وأنا رئيسه؟


* هل انتم مقتنعون بالفعل بأن الجرعة الاقتصادية التي قدمتها الحكومة كانت ضرورية في الوقت الحاضر؟

- لم تكن ضرورية، وهناك وعود من الرئيس علي عبدالله صالح لمعالجة هذا الجانب.


*لكن، هناك وعود للمؤسسات الدولية التي تطالب بهذا والحكومة ملتزمة بهذه الوعود؟

- قابلت رئيس البنك الدولي الذي زار البلاد قبل أيام، وقابل الرئيس وقال إننا لم نقم بضغوط على الحكومة أبداً، وإنما نعطي نصائح وتوجيهات.


* ماذا عن آخر المستجدات في قضية الشيخ محمد المؤيد الذي يحاكم في الولايات المتحدة بتهمة مساندة الإرهاب؟

- لا تفاصيل عندي، لكنكم ستجدونها عند رئيس اللجنة التي تتولى متابعة قضيته حمود هاشم الذارحي.

 لكن هناك مطالب بإضافة أسماء وشخصيات قيادية في التجمع اليمني للإصلاح إلى قائمة مجلس الأمن،
*منهم الشيخ عبدالمجيد الزنداني؟

- لا توجد أية مطالبة، ولم يصل إلى وزارة الخارجية أو رئيس الجمهورية أي كلام حول هذا، هناك أحاديث عبر الصحف، لكن لم يصل شيء.


* هل أثرت محاكمات الشيخ المؤيد على العلاقات اليمنية - الأمريكية؟

- العلاقات الأمريكية العربية متأزمة في الأساس، فعلاقات الأمريكيين كلها عدائية مع العرب جميعاً وليست ضد اليمن فقط، هناك غطرسة وتهديدات، وآخرها في بروكسل عندما أطلق الرئيس جورج بوش تهديدات وأوامر للدول والشعوب العربية والإسلامية بكل وقاحة.


* هناك تصريح لمسؤول في وزارة الخارجية يؤكد أن الدولة ستلتزم بقرار مجلس الأمن بحجز أموال عبدالمجيد الزنداني؟

- لم أقرأ هذا ولم أسمع به.


* هل الحكومة اليمنية ملتزمة بكل ما يصدر عن مجلس الأمن؟

 موقف الحكومة والرئيس قوي رافض لمثل هذا النوع من التصرفات التي تلجأ إليها دول باسم مكافحة الإرهاب، ومنها أمريكا.


* بما فيها تسليم المواطنين اليمنيين للولايات المتحدة؟

- هذا غير مقبول ومرفوض كلياً، ولا أحد يوافق عليه مطلقاً.


* هناك مطالب من الولايات المتحدة الأمريكية بتسليم يمنيين بتهمة تقديم الدعم للإرهاب؟

- حتى ولو طالبت، لن يجري تسليم أحد للولايات المتحدة أو لغيرها.


*هل طلبت الولايات المتحدة من الحكومة اليمنية تسليم الزنداني؟

- لم يصل الأمر إلى هذا الحد، لكنها اختطفت المؤيد اختطافاً عن طريق الاستدراج في ألمانيا، كما اختطفت عبدالسلام الحيلة من القاهرة، ربما بتعاون مع أجهزة في القاهرة، اما التسليم المباشر من الحكومة اليمنية فهذا غير ممكن.


* هل أنت راضٍ عن التعاون اليمني الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب والحكومة اليمنية مقتنعة بهذا التعاون؟

- الحكومة والشعب جادان في مكافحة الإرهاب، وهو مرفوض من الجميع، حكومة أو أحزاباً أو مواطنين.


* هناك محاكمات كثيرة لأعضاء “القاعدة”، هل يعني ذلك أن الحكومة نجحت في الحد من خطر هذا التنظيم في اليمن؟

- بذلت الحكومة جهدها، لكن لم تنجح حتى الآن.


* هل أفهم ان هناك تهديدات لضرب مصالح أجنبية في اليمن من تنظيم القاعدة؟

- لا، هذا غير وارد، تنظيم القاعدة في اليمن وهم أكثر منه حقيقة.


*وكيف تفسر المحاكمات التي تجري للعشرات؟

- لهذه المحاكمات صلة بحادثتين إرهابيتين؛ الأولى الهجوم على المدمرة الأمريكية (كول)، والثانية بشأن حادثة الناقلة الفرنسية ليمبورج.


* كيف تقيم ما يعتمل على الساحة العربية في لبنان مثلاً وفلسطين؟

- ما يدور في لبنان وفلسطين وراءه الولايات المتحدة، التي هي مصدر الشر بالنسبة للعرب والمسلمين جميعاً، وما يصيب العرب والمسلمين هو من أمريكا و”إسرائيل” المدعومة من أمريكا، فالولايات المتحدة
منسقة مع “إسرائيل” سواء في ما يحصل في لبنان أو فلسطين أو في العراق واحتلال العراق بحد ذاته خدمة ل”إسرائيل”.


* كيف تقيم ما حدث في لبنان بعد الزلزال الكبير المتمثل باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري؟

- اغتيال الحريري يؤسف له جداً، وما حدث مأساة وكارثة، وما حصل بعد اغتيال الحريري من ممارسات من المعارضة اللبنانية لا يستبعد أنه بتوجيه من الولايات المتحدة وخدمة ل”إسرائيل”.

 كيف تقيمون الوضع في العراق اليوم؟

 الوضع في العراق مأساوي.


*عين إبراهيم الجعفري لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة، هل من الممكن أن تتعاونوا مع أي حكومة قادمة بعد الانتخابات؟

- من الجهة الرسمية، تتعامل الحكومات بالظاهر بما يحصل من الانتخابات.

 كيف تنظر إلى قمة شرم الشيخ فيما يتعلق بالصراع العربي “الإسرائيلي”، خصوصاً في ما يتعلق بقضية
*الانسحاب “الاسرائيلي”، من غزة وقضية الإفراج عن الأسرى وعدد من القضايا، هل يمكن أن ينسحب الأمر على المقاومة الفلسطينية؟

- أشك في مصداقية ما حصل في شرم الشيخ، وبمصداقية الوعود التي أذيعت، وكل المؤتمرات التي تعقد في شرم الشيخ تخدم “إسرائيل” دائماً.


* هل تعتقد ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) سينجح في تحقيق ما أخفق فيه عرفات، فيما يتعلق بضبط الأوضاع في الأراضي الفلسطينية؟

- عرفات لم يخفق، الولايات المتحدة حاربته وهددته واستمرت في تهديده ومحاربته وأعلنت أنه غير صالح للمفاوضات “الإسرائيلية” الفلسطينية، وفي النهاية تآمروا لاغتياله بطريقة معروفة للجميع.


* ماذا تنتظرون من القمة العربية في الجزائر الشهر المقبل؟

- نسمع بها، ونرجو أن تخرج بنتائج طيبة، وألا يصير مصيرها مثل القمم الفاشلة السابقة.


*هل هناك مبادرة يمنية في القمة المرتقبة لتعزيز التضامن العربي وغيرها؟

- أعلنت المبادرة اليمنية سابقاً، لكن لا أدري إن كان سيتم طرح المبادرة في قمة الجزائر، وما أكثر المبادرات من الرؤساء العرب.


* ما هو تقييمك للعلاقات اليمنية الإماراتية؟

- هي علاقات طيبة وقوية وعلاقات تعاون وعلاقات أخوة في الماضي وفي الحاضر، وإن شاء الله تتعزز أكثر وأكثر في المستقبل، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp