الشيخ عبد الله الأحمر لـ " القدس العربي " 28/9/1998م : استعداد الشيخ محمد بن شاجع لاستقبال المعارض السعودي أسامة بن لادن وراءه أغراض شخصية .

 

صحيفة القدس العربي - 28/9/1998م

 

-       استعداد الشيخ محمد بن شاجع لاستقبال المعارض السعودي أسامة بن لادن وراءه أغراض شخصية .

 

يعتزم حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض عقد مؤتمره العام الثاني في 6تشرين أول " أكتوبر " المقبل ، والذي يتوقع الكثير من المراقبين أن يحمل معه ملامح تغيير كبيرة على الصعيد القيادي والتنظيمي والمرجعيات النظرية للحزب بالإضافة إلى تحديد موقفه من القضايا الهامة ، وفي مقدمتها وضع " الإصلاح " في المعارضة والانتخابات الرئاسية القادمة المزمع إجراءها العام القادم .

" القدس العربي " التقت بصنعاء زعيم حزب " الإصلاح " الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر  ، والذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس النواب " البرلمان " وحاورته حول هذه القضايا وحول ما يدور على الساحة اليمني من هموم حزبية وهموم عامة ، وموقف حزبه من الحكم المحلي ومن مجموعة قائمة الـ16 ، ومن القبيلة في اليمن ، بالإضافة إلى رؤيته الشخصية لاستضافة المعارض السعودي أسامة بن لادن  في اليمن ولمستقبل اليمن السياسي.

وهنا نص الحوار :

·      من المقرر أن يعقد المؤتمر العام الثاني لحزب " الإصلاح " في الأسبوع الأول من الشهر القادم ، ما هو الجديد الذي يمكن انتظاره من المؤتمر ؟

§      يأتي مؤتمر " الإصلاح " لتتويج الدورة الانتخابية الكاملة التي جرت مؤخراً داخل قواعد الحزب ، في مختلف المحافظات والمديريات والعزل ، وتم فيها انتخاب أعضاء المؤتمر العام انتخاباً مباشراً طبقاً للنظام  الأساسي وهؤلاء بدورهم سيقومون بانتخاب الهيئات القيادية للإصلاح للفترة القادمة بالإضافة إلى بقية مهام المؤتمر العام التي ينص عليها النظام السياسي للمؤتمر ونحن سعداء لأننا سنعقد مؤتمرنا في الموعد المحدد في النظام الأساسي ونعتبره تأكيداً على الالتزام بذلك .  نحن في الإصلاح نلتزم بالعملية الديمقراطية ونتمسك  بها ، ونمارسها عملياً داخل التنظيم ونتقبل نتائجها لذلك لا أريد مصادرة حق أعضاء المؤتمر العام في اختيار القيادة فهم الذين يقررون لمن يمنحون ثقتهم لقيادة المسيرة في المرحلة القادمة وهي مسئولية كبيرة في نظرنا ، ونعتبرها مغرماً لا مغنماً .

·      وماذا عن البرامج وأدبيات الحزب ، هل ستطالها بعض التغييرات ؟

§      هناك مشاريع مقترحة لإدخال بعض التعديلات على النظام الأساسي مستوحاة من الممارسة في الفترة الماضية ، وكذلك الحال بالنسبة لبرنامج العمل السياسي ، وستقدم هذه المشاريع للمؤتمر العام ، لينظر فيها ويقرر ما يرى إقراره منها لأنه صاحب الحق في هذا الشأن ، كما جاء في النظام الداخلي .

·      وهل هناك جديد على صعيد المرأة أم أنكم لا تزالون ترون عدم فاعليتها وعدم قدرتها على تسلم مهام القيادة ؟

§      من قال هذا ؟ النظام الأساسي ليس فيه نصوص تفرق بين حقوق الأعضاء على أساس الجنس ، وعملياً المرأة موجودة في عضوية المؤتمر العام بالانتخاب كما أنها موجودة أيضاً في الأمانة العامة ، رئيسة القطاع النسائي عضو في الأمانة العامة ، وتشارك في اجتماعات الأمانة العامة مثلها مثل إخوانها رؤساء الدوائر من الرجال ، والأمانة العامة طبقاً للنظام الأساسي هي القيادة التنفيذية المسئولة عن تسيير وإدارة شئون الإصلاح في كافة المجالات .

·      يتردد أن " الإصلاح " يسعى إلى تحجيم موقع المرأة في كل المواقع القيادية ، سواء داخل إطار الحزب أو خارجه ما تعليقكم ؟

§      في الإجابة السابقة ما يكفي لدحض مثل هذا الطرح ولا نقبل المزايدة في موضوع المرأة .

·      يشار إلى أن الأحزاب اليمنية مصابة بداء الزعامات الدائمة رغم أنها تطالب وبقوة تطبيق مبدأ التداول السلمي للسلطة على مستوى البلد ، ما نصيب حزب " الإصلاح " من هذا الأمر ؟

§      كما قلت في إجابتي على السؤال الثاني قبل قليل أن اختيار القيادة من حق أعضاء المؤتمر العام ، وسيمارسون حقهم الديمقراطي كاملاً في انتخابات القيادة التي يرون أنها أهل لتحمل المسؤولية مستقبلاً ، وحرصاً من الإصلاح على تجنب ما أشرت إليه فقد كان سباقاً إلى تحديد فترة بقاء الأشخاص في القيادة بدورتين متتاليتين فقط ، وسيؤكد عمليا على التزامه بممارسة التداول السلمي للقيادة داخل التنظيم ليؤكد تمسكه بتداول السلطة سلميا على مستوى البلد ، والسعي لتحقيق ذلك في الواقع ، ولو رجعت إلى النظام الأساسي للإصلاح فستجد ذلك واضحاً ، ونحن ملتزمون به .

·      ذكر قيادي إصلاحي مؤخراً أن حزب الإصلاح لا يمكنه خوض غمار المعارضة لأنه يشعر بان السلطة غير ملتزمة بالأطر الدستورية والقانونية التي تنظم مثل هذه العملية ، وتضمن حق المعارضة الدستوري على صعيد الواقعي ، فإلى متى سيظل حزب الإصلاح على هذا الحال؟

§      نحن ننطلق من مواقفنا من خلال فهمنا للواقع المعاش والممارسات القائمة في البلاد ، وتقديرنا للظروف التي تمر بها ، والحقيقة  أن الممارسات الجارية تؤكد أن السلطة لا تلتزم بالأطر الدستورية والقانونية في تعاملها مع المعارضة إلتزاماً كاملاً لذلك نحن نمارس حقنا في المعارضة في حدود الممكن والمتاح ونحرص على استخدام الوسائل الدستورية والقانونية في ذلك لكي تترسخ التجربة وتنمو بشكل طبيعي والزمن كفيل بذلك .

·      وماذا عن الرأي القائل بأن الإصلاح عمد إلى عدم المعارضة للحفاظ على خيوط الود بينه وبين السلطة حفاظاً على ما تبقى له من مكاسب ؟

§      نحن نتبنى المعارضة البناءة فنقول للسلطة هذا صواب وهذا خطأ ونطرح رأينا من خلال القنوات الدستورية والقانونية وعبر وسائلنا الإعلامية المتاحة ، وبقدر ما نحرص على الحفاظ على خيوط الود بيننا وبين السلطة فأننا نحرص أكثر على أن نقول ما نراه حقاً ولن نجامل أحداً على حساب مصلحة اليمن . فمسؤوليتنا الوطنية تجاه بلادنا وحرصنا على مصالحها العليا فوق كل إعتبار .

·      هناك من يقول أن حزب المؤتمر تحول إلى حمل وديع مع حزب الإصلاح في الآونه الأخيرة ، هل يشير ذلك إلى قرب تحالف جديد معه ؟ وما هي الضمانات إن صحت هذه التكهنات لإستمرارية مثل هذا التحالف ؟

§      من أين استنتجتم ذلك ، فالواقع خلاف هذا تماماً ، والممارسات التي نتعرض لها تؤكد عكس ما ذهبتم إليه.

·      أشيع في الآونة الأخيرة أن حزب الإصلاح يتجه نحو فكرة دعم الرئيس علي عبد الله صالح في الانتخابات الرئاسية القادمة مقابل دعم ورعاية الرئيس لمصالح الإصلاح ، ما مدى صحة ذلك ؟

§      الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون انتخابات مباشرة والناخبون هم الذين سيختارون .

·      هل يعني ذلك أن الإصلاح لن يرشح باسمه منافساً للرئيس الحالي ؟

§      التنافس في إنتخابات الرئاسة تنافس بين المرشحين وليس بين الأحزاب .

·      لكن ما قيمة الإنتخابات الرئاسية بدون منافسة قوية من حزب بحجم حزب الإصلاح المعارض ؟

§      المؤتمر العام الثاني سينتخب قيادة الإصلاح للمرحلة المقبلة وهي التي ستتعامل مع هذا الأمر وستقرر ما تراه مناسباً حيال ذلك في حينه فلا نستبق الأحدث .

·      يتهمكم حزب المؤتمر الحاكم بأنكم وراء الإصرار على عدم العفو عن قائمة الـ16 الذين أدينوا بتهمة تفجير الحرب في 1994م ما هي أبعاد ذلك ؟

§      هذا الكلام غير صحيح لأن موقفنا من هذه القضية معروف منذ البداية فقد تركناها للقضاء ليقول فيها كلمته ، وقد قالها ولا يوجد أي تباين بين الإصلاح والمؤتمر إزاء هذه القضية فالمساس بالوحدة يهمنا جميعاً .

·      لماذا لم يعلن حزب الإصلاح حتى الآن موقفا صريحاً من الحكم المحلي الذي تتهرب السلطة من تطبيقه منذ فترة غير قصيرة ؟

§      نحن مع اللامركزية الإدارية والمالية في أوسع صورها ، ونحن مع التيسير على المواطنين ، وعدم ربط كل أمورهم الصغيرة بالعاصمة ، فكل ما فيه مصلحة الوطن ويخدم المواطن فنحن معه .

·      يلاحظ أن رجال القبائل في اليمن هم الذين يسيرون الحكومة ، وليس العكس بدليل رضوخ هذه الأخيرة للكثير من مطالبهم في كثير من الأحيان كالتي تواكب عملية الاختطافات أو تواكب وسائل الضغط المختلفة ما تعليقكم على ذلك كشيخ مشائخ حاشد كبرى القبائل اليمنية ورئيس البرلمان ؟

§      رجال القبائل والمشائخ دائماً هم سند الدولة ، ومعها ومواقفهم من حوادث الاختطاف واضحة ويدينون الذين يقومون بهذه الجرائم ، وما حصل من عمليات الاختطاف قام بها أفراد خارجون على القانون وعلى الأعراف القبلية ، وهي حوادث فردية ولم تتبن أي قبيلة أو تؤيد أية عملية اختطاف ، ولم تقدم الحماية لأي خاطف أبدا ، المشكلة هي في تعامل الحكومة مع مرتكبي هذه الجرائم والأساليب التي اتبعتها في مواجهتهم إذ شجعتهم على التمادي في غيهم واستمراء هذا السلوك المشين .

·      يقال أن القبيلة هي التي تحكم في اليمن وليست الدولة ؟ما رأيكم ؟

§      لا .. الأمر ليس كذلك .

·      دعت بعض القبائل اليمنية مؤخراً في صعده وخولان إلى ترحيبها بلجوء المعارض السعودي أسامة بن لادن إليها فما موقفكم  كرئيس حزب إسلامي ؟

§      هذا كلام غير صحيح وغير مسئول وليس هناك قبيلة دعت لذلك إما إذا كنتم تشيرون إلى كلام الشيخ محمد بن شاجع في حديثة للقدس العربي فهو موقف شخصي ولأغراض شخصية .

·      لكن هذه الدعوات ألا تنبأ بقدرة هذه القبائل على استضافته بأي طريق كان ؟

§      لا أحد يقدر على ذلك موقف اليمن واضح  ومعلن ولن يسمح لأي عمل من هذا النوع ولا يمكن أن نقبل أو نأوي أي شخص متهم بالإرهاب سواء بن لادن أو غيره  نحن نحرص على أمن المملكة العربية السعودية مثل حرصنا على أمن اليمن ونعتبر أمن المملكة من أمننا .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp