الشيخ عبدالله في مقابلة مع صحيفة العالم اليوم القاهرية -26 سبتمبر 1992م

- "الإصلاح" بريء من الاغتيالات والعنف في اليمن - نحن حزب المعارضة الرئيسي في البلاد .. ولا رجوع عن الوحدة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أحد أهم الشخصيات السياسية في اليمن ويقولون أنه أصبح أحد الأرقام الصعبة في المعادلة السياسية في البلاد . الشيخ الأحمر يعتبر نفسه الآن زعيم المعارضة السياسية في اليمن الموحد بحكم تزعمه لحركة "التجمع اليمني للإصلاح" • فلنبدأ بتقييمكم للمرحلة الانتقالية ؟  لقد وجدت هذه المرحلة لكي تتمكن الدولة من إنجاز المهام الوحدوية ، وأتفق على وجود فترة انتقالية مدتها 30 شهراً كانت 6 شهور فقط في الأصل لكن الحزب الاشتراكي لأساب خاصة به تحفظ على هذه المدة واتفق مع المؤتمر على تمديدها إلى 30شهراً وهي التي ستنتهي في شهر نوفمبر القادم . • هل استطاعت الفترة الانتقالية تحقيق أهدافها في دمج مؤسسات الدولة ؟  الواقع أن كثيراً من المؤسسات لم يتم توحيدها إلى الآن وذهبت أيام الفترة الانتقالية في معالجة قضايا أخرى وجاءت أزمة الخليج لتضيف مشكلات جديدة على البلاد ومنها المشكلة الاقتصادية ، ولذا نحن نرى أن الدولة لم تكمل بعد المهام التي وجدت من أجلها الفترة الانتقالية . • يحاول البعض إلصاق تهمة تزايد أعمال العنف والاغتيالات التي شهدتها اليمن مؤخراً بحركة الإصلاح ، فما قولكم ؟  هذا الكلام لا نصيب له من الصحة على الإطلاق ، فالإصلاح أرفع من أن يتدنى إلى هذا المستوى ولديه رجال عقلاء ومسئولين يتمتعون بالحكمة والرشد . • إذن من وراء تصاعد هذه الأعمال ؟  على كل حال نحن أكثر الجهات استنكاراً لأية أعمال إجرامية أو أي مظاهر للعنف وأكثر الناس رفضاً لها ، ونحن نرى أن أجهزة الإعلام الداخلية والخارجية ضخمت الأحداث ولم تنقل الحقيقة ، وأستطيع القول بأن ما يجري هو أقل في حجمه مما يقال وينشر ومعظم الحوادث جنائية وقبلية . ونتيجة المشكلات التي تتعلق بالصراع على الأراضي أو هي عمليات ثأرية أي أنها ذات بعد اجتماعي و (95%) منها ليس لها طابع سياسي ، وأيضاً لم تكن بالبعد الذي صورته أجهزة الإعلام . • البعض يرى أنه إذا لم يحدث نوع من الاتفاق بين كافة القوى السياسية قبل إجراء الانتخابات فإن هذا سوف يعرض البلاد للخطر ؟  الشعب اليمني شعب له تاريخ ولديه من العناصر التي تتكون من المشايخ ورجال القبائل والعلماء والمثقفين ومن الضباط والتي لديها القدرة على إنقاذ البلاد والحيلولة دون تفجر الأوضاع والجميع لديهم التعقل والشعور بالمسئولية مما يجنب البلاد أية مخاطر ويبعدها عن المواقف الخطيرة ، وإذا تركت الانتخابات تتم بطريقة ديمقراطية ودون تدخلات سياسية أو ضغوط فإنها ستتم بصورة هادئة وديمقراطية . • ما هو تقييمكم لأعضاء اللجنة العليا للانتخابات ؟  كل شخصيات اللجنة العليا للانتخابات عناصر جيدة اختارها مجلس النواب ، ونحن في اليمن تعودنا أن يتعامل كل شخص بأمانة في حال تكليفه مسئولية ماء سواء كان ذلك قبل مرحلة التعددية أو بعدها ، لهذا فإن أعضاء اللجنة العليا هم من المواطنين الشرفاء الذي يعبرون عن الجميع وليس عن انتماءاتهم الشخصية . • إذا حدث نوع من التحالف بين القوى والأحزاب السياسية في اليمن هل تقبلون التحالف مع الحزب الاشتراكي ؟  الحوار بين "الإصلاح والاشتراكي"مستمر ومفتوح ولم يكن بيننا قطيعة أبداً ونحن نفضل التحالف مع الأحزاب الصغيرة وليس مع الأحزاب الكبيرة الحاكمة . • ما حقيقة الخلاف الموجود بين التيار القبلي والتيار الديني داخل حركة الإصلاح ؟  نحن جميعاً متدينون ، والتجمع اليمني للإصلاح هو تنظيم سياسي إسلامي يجمع العلماء والمثقفين والتجار وكل فئات الشعب ولا يوجد خلاف داخل حركة الإصلاح فنحن مكملون لبعضنا البعض . • هل تعتقدون أن "الإصلاح" قد خسر كثيراً في معركة إقرار الدستور ، ثم في إصدار قانون تنظيم حمل السلاح ، ثم في قانون التعليم ؟  التجمع اليمني للإصلاح مع بقية الأحزاب خارج السلطة وتعتبر نفسها أحزاباً معارضة ، إلا أن الأحزاب الأخرى تخلت عن دورها وتحمل الإصلاح وحده مواجهة كل شيء ونحن نعتبر أنفسنا حزب المواجهة مع السلطة الذي يعارض كافة الممارسات الخاطئة نيابة عن الجميع . • هل تعتبر قانون التعليم مخالفاً للشريعة ؟  لا أستطيع الجزم بذلك ، ولكنه قانون غير صالح وضعيف ولم يكن متكاملاً ولا يصلح للتطبيق . • ألا ترى أن وجود أكثر من (45) حزباً في البلاد أمر مبالغ فيه بعض الشيء ؟  يجب أن يتفهم الجميع ظروف اليمن ففي الماضي لم يكن مسموحاً في الشمال –بحكم الدستور- بوجود أحزاب وفي الجنوب كان هناك حزب واحد ، وعندما جاءت التعددية كان اليمنيون يشعرون بالضيق والكبت وجاء إنشاء هذا العدد الكبير كنوع من رد الفعل الطبيعي . • هناك من يقول أن اليمن ممكن أن يشهد بديلاً مخيفاً لو أستمر هذا المناخ السياسي الذي تعيشه البلاد ؟  ماذا تقصد بالبديل المخيف . • أقصد حرباً أهلية مثلاً ، عودة عن الوحدة ؟  لا أعتقد ذلك ، فالردة عن الوحدة نعتبرها في اليمن ردة عن الإسلام . • هل ستكون الانتخابات هي الطريق للخروج من المأزق ؟  هذا الذي نراهن عليه ويراهن عليه الشعب كله والذي نعلق الأمل عليه هو انتهاء الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات وإيجاد الدولة الجديدة . • بعض التيارات الإسلامية ترى أن التعددية منافية للدين ، ما رأيك بهذا ؟  في الحقيقة إذا كانت الحزبية على أسس إسلامية ومن أجل التنافس والمصلحة العامة فليس لدينا تحفظ عليها ولا نرى في ذلك مخالفة للإسلام . • كنت أحد المشاركين في حكم ما كان يسمى بالشمال وشاركتم في تأسيس المؤتمر الشعبي العام ، فلماذا انسحبتم منه وتزعمتم حزباً معارضاً ؟  المؤتمر الشعبي في حقيقة الأمر كان قبل الوحدة مظلة انخرطت تحتها كل القوى وكل الاتجاهات والعناصر السياسية على مختلف اتجاهاتها وميولها حتى جاءت التعددية وخرجت من تحت هذه المظلة شخصيات وعناصر كثيرة اتجهت إلى الشيء الذي يتفق مع اقتناعاتها .

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp