الشيخ عبدالله في مقابلة مع صحيفة الصحوة بتاريخ 26/11/1992م

• ينظر بعض المثقفين إلى القبيلة بأنها متخلفة وأن المجتمع القبلي عائق أمام التنمية وأمام إقامة سلطة الدولة.. ما تعليقكم على ذلك؟  هذه ليست نظرة جميع المثقفين, فالمثقف اليمني المعتز بعقيدته وبيمنيته وتقاليده وتقاليد وقيم وأخلاق مجتمعه نظرته إلى القبيلة والمجتمع القبلي نظرة تقدير وإعزاز لأنه يعرف أن القبيلة في اليمن هي صمام أمان للمجتمع ويعرف أدوارها النضالية وتصديها للظلم والقهر في مختلف مراحل التاريخ اليمني وهو يعرف أن القبيلة هي الشعب اليمني فليس هناك يمني إلا وينتمي إلى قبيلة من القبائل اليمنية وهو يفهم أن القبيلة في اليمن حضارية وتتطلع إلى كل جديد نافع ينسجم مع عقيدتها وقيم وأخلاق المجتمع, وهو يعتبر القبيلة قاعدة ومنطلق كل حركات المقاومة الوطنية للظلم والجور ومواجهة التسلط الفردي في التاريخ القديم والحديث. أما المثقف المشبع بالأفكار ( اليسارية ) أو ( العلمانية ) والمنبهر بحضارة الغرب وما تعيشه المجتمعات الغربية من تفكك ويريد أن تكون حياة المجتمع اليمني صورة من حياة المجتمعات الغربية في جوانبها السلبية.. فهذا النوع من المثقفين هم الذين ينعتون المجتمع القبلي بالتخلف ويصفون القبيلة بتلك الصفات وينظرون إلى التركيبة القبلية والعادات والقيم والأخلاق التي تتمثل في المجتمع القبلي تلك النظرة الظالمة والمغلوطة, وعليهم أن يراجعوا موقفهم من مجتمعهم وما يمثله من قيم وعادات حميدة وأخلاق فاضلة. • ينظر البعض إلى التجمع اليمني للإصلاح وكأنه حزب قبلي.. ماذا تقولون؟  هذه النظرة غير صحيحة.. فـ (الإصلاح) يضم العالم والشيخ والتاجر والمثقف والطالب والعامل والفلاح وكل فئات المجتمع, ويضم أبناء اليمن الذين اقتنعوا بأهدافه ومبادئه من " المهرة" حتى "صعدة" وهو ليس تنظيم قبيلة بذاتها ولا تنظيم منطقة وحدها؛ بل هو تنظيم مفتوح لكل أبناء اليمن من مختلف الفئات ومن كل المناطق. • البيان السياسي والإعلان الدستوري الصادر عن مجلس الرئاسة تحدث عن إجماع القوى السياسية على ما جاء فيه.. و(الإصلاح) شارك في الاجتماع الموسع.. فهل وافقتم على تأجيل الإنتخابات وتمديد الفترة الانتقالية ؟  نحن في (الإصلاح) رفضنا تأجيل الإنتخابات أو تمديد الفترة الإنتقالية من حيث المبدأ وأصدرنا بياناً بذلك قبل أن تقدم السلطة على خطوتها هذه- ومندوبنا في اللجنة العليا للانتخابات قد سجل تحفظنا على رسالة اللجنة عند مناقشتها وعند تقديمها لمجلس الرئاسة وأمين عام (التجمع) عندما حضر الاجتماع التشاوري الموسع قد أكد على موقفنا وقد أوضحه أيضاً من خلال مجلس النواب وعبر التلفزيون- وكنا نتوقع أن يستغل الحزبان الحاكمان ذلك اللقاء لتمرير ما يريدون تمريره وإيهام الشعب بموافقة جميع القوى السياسية عليه ولذلك لم أحضر تلك اللقاءات لا بصفتي التنظيمية ولا بصفتي عضواً في المجلس الاستشاري حتى لا يستغل حضوري لإعطاء هذا الانطباع عند الشعب وما توقعناه قد حصل, ومع العلم أن هناك أحزاباً أخرى وقفت نفس موقفنا في ذلك الاجتماع ومع ذلك تحدث البيان عن الإجماع!! وهذا دليل على عدم مصداقيتهم. • دأبت بعض الصحف على توجيه الاتهامات المختلفة إلى (الإصلاح) وقيادته ولم يصدر منكم رد على ذلك.. فبماذا تردون على تلك التقولات؟  هذه الصحف وأولئك الكتاب لم يستطيعوا أن يغيروا من الأسلوب الذي جبلوا وعودوا عليه ولا تزال عقلية < التسلط > تتحكم في تفكيرهم وتصرفاتهم وكتاباتهم ولم يقدروا على التكيف مع المستجدات حتى الآن. أما أننا لم نرد على تلك التقولات والاتهامات فلأننا نربأ بأنفسنا عن الرد عليها لأنها مكشوفة ومفضوحة والجماهير لم تعد قابلة للخداع, ولأننا أرفع من أن نلتفت إلى المهاترات والتفاهات ونفضل أن نوجه جهودنا للبناء وننشغل بما يفيد مجتمعنا وبلادنا بدلاً من الرد على ما يكتبه وينشره أولئك الكتاب وتلك الصحف. • من الملاحظ أن لكم موقفاً إنتقادياً قوياً نحو الحزب الإشتراكي ما هي الأسباب التي تدعوكم إلى ذلك؟  في الحقيقة إن الحزب الإشتراكي له وجود هام ومؤثر في مركز القرار من خلال مشاركته الكبيرة في السلطة والمواقع التي يسيطر عليها بسبب الظروف التي تمت خلالها الوحدة. والحقيقة أيضاً أن الوحدة جاءت مناسبة لأقفال كل الملفات وتحويلها إلى أداة إصلاح شامل لأخطاء الماضي, وقد كان الناس يتوقعون من الحزب- قياساً إلى حجمه في السلطة- أن يعمل على تلافي الأخطاء السابقة ويسارع إلى تغيير كثير من سياساته المرفوضة شعبياً ولكن مع الأسف الشديد نجد أن كثيراً من هذه التوقعات قد خابت للأسباب التالية: 1- هناك الهجمة الحاقدة التي تشنها صحافة الحزب ضد التيار الإسلامي بل ضد كل ما هو إسلامي وفي أي بلد, وهي حملة يتبرع بها الحزب لصالح قوى حاقدة على الإسلام والعروبة وتستهدف الجميع ، ولقد وصلت هذه الحملة الحاقدة إلى درجة من الهستيريا غريبة جداً . 2- استمرار تحدي مشاعر الشعب اليمني المسلم من خلال تكريس بعض الأوضاع المخالفة للإسلام كما يتجلى ذلك في مصنع الخمر والخمارات والبرامج الإعلامية الفاسدة لاسيما في القناة الثانية. 3- عدم إرجاع كامل الحقوق المغتصبة أثناء التجربة الماركسية السابقة إلى أصحابها الشرعيين. 4- إبقاء المحافظات الجنوبية والشرقية رهينة تحت يدي الحزب مما يترك انطباعاً وكأن الوحدة قد جاءت أساساً كمخرج للحزب من أزمته الخانقة بينما حرم المواطنون في تلك المحافظات من مكاسبها الحقيقية التي كانوا يتوقعونها. 5- نظرته الضيقة للمشاكل السياسية والاقتصادية في الوطن من خلال مصالح حزبية مما كان له دور هام في خلق المأزق العام الذي تعيشه بلادنا, مثل قضية الإنتخابات. 6- هناك ممارسات سياسية للحزب تؤكد استمرار عقلية التسلط والفردية في الحزب مثل إصراره على فرض تجارب فاشلة عانى منها المواطنون في المحافظات الجنوبية والشرقية مثل محاولة فرض تجربة لجان الدفاع الشعبي الفاشلة.. إضافة إلى مواقفه في استمرار التشطير في بعض النقابات كالطلاب والحقوقيين والمعلمين.. لأن توحيدها قد لا يكون في مصلحته. • كثيراً ما تطرح بعض الصحف أن (الإصلاح) يعاني من صراع الأجنحة.. ما تعليقكم على ذلك؟  هذا الأمر ليس جديداً عليهم وهو من الأساليب المعهودة منهم.. فالتشكيك أحد أساليبهم والتشويه الإعلامي أحد وسائلهم المفضوحة ، وما يرددونه في صحفهم هو ما يتمنون حصوله وتلك أمانيهم وأحلامهم التي لن يصلوا إليها بفضل الله وتوفيقه . • تحاول بعض صحف ( الإشتراكي ) وقياداته تحميل إعادة التقسيم الإداري جانباً من مسؤولية تأجيل الإنتخابات.. وآخر ذلك ما صرح به ( جار الله عمر- عضو المكتب السياسي للحزب الإشتراكي ) لمجلة ( الوسط ) والذي حملكم شخصياً المسؤولية باعتباركم رئيس اللجنة.. ما هو موقفكم من ذلك؟  ليس غريباً على ( صحف الحزب وقيادته ) ذلك, فما أكثر ما ينسب (الإشتراكي) إلى الآخرين ويحمّلهم مسؤولية ما يقوم به هو. وإلا فالناس جميعاً يفهمون أن ( الحزب ) هو الذي لا يريد الإنتخابات ويتهرب منها ويضع العراقيل أمامها.. وهناك العديد من التصريحات الصادرة عن بعض قيادات الحزب التي تؤكد على ذلك وبعضهم أعلنوها في مناسبات عامة أو في مقابلات صحفية مع صحف خارجية.. وهم يحرصون على أن يظلوا في السلطة والاحتفاظ بأوضاعهم الحالية وألا يتأثر وضعهم الحالي بنتائج أي انتخابات. أما بالنسبة للجنة التقسيم الإداري فالحقيقة أنه قد وقع خلاف بين أعضاء اللجنة, حيث تركز هذا الخلاف في جوهره حول أن اللجنة كانت قد جعلت من أولى مهامها إزلة آثار التشطير بين المحافظات السبع المتجاورة وكان رأي ممثل الحزب الإشتراكي على خلاف ذلك. أما إنجاز مهام اللجنة أو عدم إنجازها فليس له علاقة بالانتخابات ولا بتقسيم الدوائر الانتخابية لأن الأساس في تقسيم الدوائر هو التعداد السكاني كما نص الدستور على ذلك. • تساءل الكثيرون عن عدم حضوركم ومشاركتكم في مؤتمر مناضلي الثورة.. فهل تتكرمون بإيضاح أسباب ذلك؟  نعم لم أحضر المؤتمر وسبب عدم حضوري هو أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر قد نسيت أو تناست أدوار كثير من المناضلين من كل القبائل ومناطق اليمن الذين كنا معاً شركاء في النضال والدفاع عن الثورة والجمهورية فتحتم علي عدم حضور المؤتمر بدونهم.

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp