الشيخ عبدالله في مقابلة مع صحيفة الصحوة بتاريخ 24/9/1987م
- عهد ما قبل الثورة يمثل البؤس والشقاء والحرمان والجهل والطغيان الإمامي . - قامت الثورة 26 سبتمبر 62م وأنا في سجن المحابشة وفور سماع النبأ اجتمعت بمشائخ المنطقة ومسؤوليها ودعوتهم إلى تأييد الثورة وعدم المعارضة. - ليس هناك معركة من المعارك لمواجهة الأعداء إلا وكنا مشاركين فيها. - عملت على تنفيذ ما جاء في رسالة الزبيري التي تلقيتها منه قبل استشهاده بنصف شهر لأن توجيهات الزبيري لم تكن تنطلق من غرض أو هوى. • الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر غني عن التعريف, ومع ذلك فيحسن أن يعطينا فكرة موجزة عن حياته؟ بالنسبة لسؤالك عن حياتي فأنا من مواليد سنة 1933م وتصادف نهاية سنة 1351هـ ولدت في حصن حبور بمنطقة ظليمة حاشد وتربيت فيها وعٌلّمت في مكتب صغير بجوار المسجد في الحصن نفسه على يد فقيه علمني القراءة والكتابة ودرسني القرآن ومبادئ الدين والعبادة. وعندما بلغت 13 من العمر تحملت مسؤولية الإشراف على أمورنا الخاصة في البيت وفي المزارع والعناية بالمواشي ومتابعة العمال والرعيان واستقبال من وصل وتنقلنا إلى مناطق أخرى من المناطق التي يوجد لنا بها بيوت وأموال في بلاد العصيمات وعذر وفي مناطق لواء حجة لأن معظم الأيام والشهور والسنوات والوالد إما في صنعاء بمقام الإمام يحيى أو في تعز بمقام الإمام أحمد وكذلك الأخ حميد أرتهن في حجة وعمره ثمان سنوات وتعلم التعليم الأولي في سجن نافع ودخل السجن للمرة الثانية سنة 1367هـ الموافق لـ 1948م حيث قبض عليه الإمام أحمد عند وصوله إلى حجة هارباً من تعز بعد قتل والده الإمام يحيى ولذا فأنا المتواجد في البلاد والمتحمل للأعباء الخاصة, ولم أعرف صنعاء ولا غيرها من المدن إلا عندما تزوجت. وفي 1950م وصلت إلى تعز للمراجعة على والدي الذي حبسه الإمام أحمد في (صالة) بعد ثورة 1948م بعدة شهور وقد بقيت في تعز ثلاث سنوات متواصلة:سنة كاملة في مراجعة الإمام لإطلاق والدي حتى أذن برخصته وبقائي بدلا عنه وسنه ثانية وأنا بدل الوالد حتى عاد في نهاية السنة. وبعدها ظللت ما يقارب من سنة وأنا أراجع في إطلاق الأخ حميد بن حسين من حبس حجة حتى أذن الإمام برخصة ثلاث أشهر ليذهب للزواج وتوجهت من تعز إلى حجة ومعي أمر الإمام إلى نائب حجة برخصة للأخ حميد وذهبنا مع بعض في عيد عرفة سنة 1371هـ حيث تم العرس للأخ حميد رحمه الله في محل الخمري العصيمات ناحية حوث. وبعد ثلاث أشهر عاد الأخ حميد إلى تعز بدلاً عن حجة وأنا استقريت في البلاد أتحمل أعباء أمورنا الخاصة وبدأت الممارسة لبعض قضايا ومشاكل أصحابنا(حاشد) منتقلا بين مناطق العصيمات حوث والقفلة وظليمة وكحلان وحجة وغيرها من مناطق حاشد مثل خمر و خارف وعمران وفي سنة 1374هـ توجهت إلى صنعاء ومعي مشائخ العصيمات وعذر لتقديم الضيفة للإمام أحمد عندما طلع إلى صنعاء لاستقبال الملك سعود بن عبدالعزيز وتوافدت كل القبائل إلى صنعاء بالضيفة والهدايا. وقد راجعت الإمام في الرخصة لوالدي الذي كان موقوفاً في قصر صالة في تعز حسب العادة أما الأخ حميد فقد استصحبه الإمام معه من تعز إلى صنعاء وقد وافق الإمام برخصة والدي وبقائي بدلاً عنه حتى يعود إلا أنه حصل مرض والدتي فراجعت الإمام بسفري لإيصالها إلى صنعاء للعلاج وتم وصولنا بثلاثة أيام وأبرقنا للإمام من حوث وأذن بتأخري وبقيت مع والدي حتى حدث انقلاب الثلايا بتعز سنة 1955م وقمنا بجمع أعداد كبيرة من قبائل حاشد وغيرها إلى حجة وعمران. وبعد فشل الانقلاب تفرق الجميع وبعد ذلك سافرت إلى السخنة حيث كان الإمام موجوداً واستمريت في مقام الإمام بالسخنة والحديدة وتعز قريب سنتين تعرفت فيها على كثير من وجهاء اليمن من مشائخ وعلماء ومثقفين وسياسيين ومن ذلك الوقت دخلت معترك السياسة والقضية الوطنية واستمريت مابين البلاد ومقام الإمام حتى شهر ذي الحجة سنة 1378هـ عندما استنجد البدر محمد بالقبائل من تمرد الجيش النظامي حينما كان أبوه الإمام أحمد في روما فاعتبرناها فرصة وهبينا إلى صنعاء مع الوالد والأخ حميد رحمهما الله وأعداد كبيرة من القبائل ومشائخهم وتزعم الأخ حميد عملية التحضير للجمهورية بالمرابطة بين جميع القبائل ومع كل الأحرار من المدنيين والعسكريين حتى عاد الإمام أحمد من روما في شهر ربيع 1379هـ وصرخ صرخته المعروفة التي قال فيها: "ماذا يريدونها لا در درهم إن الخلافة لا يطوى لها علم" وهدد بقوله:- " هذا الفرس وهذا الميدان ومن كذب جرب ولأشدخن رأسه بالسيف سواء كان أحمر أو أصفر" فتفرق المشائخ من صنعاء. وتقرر توجهي إلى مقام الإمام في السخنة مع مجموعة من المشائخ الأحرار واستمرينا هناك إلى أول شهر رجب 1379هـ عندما ألقي القبض على سعيد حسن فارع الملقب بـ "ابليس", وتم القبض على الأخ حميد بن حسين في الجوف ودخول الوالد إلى صنعاء فتم القبض علي في مقام الإمام بالسخنة وإرسالي إلى سجن القلعة بالحديدة ومنها بعد عشرة أيام إلى سجن المحابشة الذي استمريت فيه إلى يوم 26 سبتمبر 1962م وهو يوم قيام الثورة المباركة وقد توجهت يوم 27 سبتمبر إلى صنعاء ولم أمكث فيها إلا ليلة واحدة وتوجهت إلى المناطق الشمالية الغربية لمطاردة البدر المخلوع وأتباعه ولم أعد إلى صنعاء إلا بعد حوالي تسعة أشهر عندما دعيت للسفر مع وفد كبير من المسئولين اليمنيين والوجهاء إلى القاهرة. وبعدها دخلنا في شريط طويل وهموم وأعباء سياسية وعسكرية ومعارك ومؤتمرات حيث كان أول مؤتمر هو مؤتمر عمران الذي كنت أحد الداعين له. وقد تقلدت عدة مناصب سياسية منها عضو مجلس الرئاسة الذي تشكل سنة 1963م وشغلت منصب وزير الداخلية في ثلاث حكومات متعاقبة من شهر 5/64م حتى شهر 6/65م وفي سنة 1969م تم انتخابي رئيساً للمجلس الوطني الذي كان نواة مجلس الشورى سنة 1971م وقد انتخبت بعد ذلك رئيساً لمجلس الشورى الذي استمر إلى سنة 1975م. أما المواقف الدفاعية عن الثورة التي ساهمنا فيها, فهي كثيرة ومستمرة من أول قيام الثورة سنة 1962م إلى نهاية سنة 1969م ومن أهمها الدفاع عن صنعاء العاصمة في حرب السبعين وفك الحصار عنها وكذلك فتح طريق صنعاء- تعز سنة 1964م عندما خرج الشهيد الزبيري إلى خمر لاستنفار قبيلة حاشد ومنها فك الحصار عن مدينة حجة أكثر من مرة والحفاظ عليها من أول الثورة إلى نهاية 69م ومنها حروب صعدة المتكررة ومنها الدفاع عن مناطق حاشد التي كانت من الأهداف الرئيسية والهامة للملكية والملكيين ثم المساهمة في الدفاع عن الثورة والجمهورية والعقيدة ضد قوى الشر وعملاء الماركسية الإلحادية. ولم نركن إلى السكينة والاطمئنان إلا من سنة 1982م بعد أن تحقق الأمن والاستقرار في اليمن بجهود الرئيس القائد علي عبدالله صالح وحنكته وإخلاصة وحسن قيادته. وسوف نظل إن شاء الله أوفياء مخلصين لأمتنا وثورتنا وعقيدتنا نناضل في سبيلها حتى نلقى الله سبحانه. • لآل الأحمر مواقف نبيلة ضد ظلم الطغاة من الأئمة منذ مئات السنين فهل تتكرمون بإعطاء القارئ فكرة تاريخية عن جهاد آل الأحمر ضد الظلم؟ أعتقد أن تاريخ ومواقف آل الأحمر الوطنية والمناضلة معروفة ومشهورة ضد الظلم والطغيان من الحكام المحليين وضد الوجود الأجنبي من أيام علي بن قاسم الأحمر قبل أكثر من ثلاثمائة سنة الذي تزعم ثورة قبائل حاشد وبكيل ضد الإمام المنصور حسين, وقد تمكن الإمام من التغلب عليه وأعدم الشيخ قاسم الأحمر بتواطؤ مع بعض المشائخ في حين كانت قبائل حاشد وبكيل محاصرة لصنعاء وبعد قتله تفرقت أيدي سبأ. أما جدي الشيخ ناصر مبخوت الأحمر فقد وجد في فترة الوجود التركي الثاني والأخير وكانت له تلك المواقف الشجاعة في مقاومة الأتراك باعتبارهم غزاة أجانب, إضافة إلى ما كان يشاع عنهم من الأعمال المنافية للعقيدة الإسلامية وأنهم كفار تأويل إلى آخر ما كان يقال عنهم. ولقد دعم الشيخ ناصر بن مبخوت الإمام المنصور ومن بعده الإمام المتوكل يحيى بدوافع وطنية وعقائدية حتى عقد صلح (دعان) بين الأتراك والإمام يحيى 1330هـ وأصبح الإمام يطلق على الأتراك "إخواننا في الدين" بدلاً من تسميته لهم بالكفار وأن من قتل تركياً دخل الجنة, فخرج عليه جدي الشيخ ناصر مبخوت الأحمر وحاربه سراً وعلناً وناصر الإدريسي ضد الأتراك وضد الإمام يحيى حتى توفاه الله في شهر جمادى الأولى سنة 1340هـ. وتولى من بعده قيادة النضال أولاده الشيخ ناصر بن ناصر مبخوت الأحمر والوالد حسين بن ناصر مبخوت والوالد غالب بن ناصر مبخوت رحمهم الله جميعاً وقد كان العم ناصر بن ناصر مبخوت أكبرهم الذي كان حين توفي والده في رحلة شملت الحبشة وعدن وبعض مناطق جنوب اليمن بعد أن تضعضعت أحوال الأدارسة وقد التقى في رحلته تلك بسلطان لحج وغيره من زعماء الجنوب وبالشيخ محمد ناصر ماوية, الذي كان يعتبر كبير مشائخ لواء تعز وبالشيخ منصور بن نصر وغيرهم من المشائخ وتحالفوا على مقاومة الإمام ولم يعد عمي ناصر بن ناصر إلى حاشد إلا بعد وفاة جدي ناصر مبخوت. وكان أول صدام حدث بين عمي ناصر بن ناصر وبين سيف الإسلام أحمد بن الإمام يحي سنة 1341هـ في لواء حجة " حاشد المغرب" واستمر فترة غير قصيرة وفي مناطق متعددة كانت إحداها الحملة الكبيرة التي اشترك فيها الآلاف من قبائل حاشد"المشرق" وأرحب بقيادة مشائخ حاشد ومن مشائخ أرحب النقيب صالح بن حسين العذري وابن ردمان وابن مرح وغيرهم تحت لواء العم ناصر بن ناصر مبخوت الأحمر وكان الهدف منها احتلال مدينة حجة وطرد السيف أحمد أو قتله, وقد تعرض لهذه الحملة عامل منطقة(نيس) ومن معه شمال مدينة حجة بخمسة عشر كيلومتر مما أدى إلى عرقلة سير الحملة حتى تمكن السيف أحمد من ترتيب حصون حجة وجبالها المحيطة. وقام الإمام بإرسال عدد من كبار العلماء والمشائخ أمثال محمد بن الإمام محسن بن أحمد المتوكل وأحمد بن قاسم حميد الدين ومحمد أبو نيب ابن الإمام هادي شرف الدين والقاضي عبد الوهاب الشماحي والشيخ راجح بن سعد شيخ مشائخ عيال سريح والشيخ حزام الصعر شيخ عمران وغيرهم من كبار مشائخ القبائل وكبار العلماء للتوسط والمصالحة بين ولده سيف الإسلام أحمد أمير لواء حجة آنذاك وبين الشيخ ناصر بن ناصر مبخوت الأحمر. وقد تم الاتفاق على شروط معينة منها أن تلك المناطق التابعة لحجة وإن كانت حاشد هي بلاد الإمام ورعيته على أن يحترم الإمام المناطق التي فيها أملاك وبيوت وأسواق أولاد الشيخ ناصر مبخوت الأحمر. وبعد ذلك انتقلت المجابهة إلى مناطق حاشد المشرق وخرجت حملة من عمران وحجة بقيادة محمد السياني وعباس المؤيد إلى منطقة ظليمة التي فيها حصن حبور المقر الرئيسي لأولاد الشيخ ناصر مبخوت الأحمر ورغم استعمال المدافع لضرب حصن حبور وضرب الحصار على من فيه فلم يتمكنوا من احتلاله ولم تؤثر فيه ضرب المدافع. وفي سنة 1344هـ خرجت الجيوش النظامية المزودة بالأسلحة الثقيلة والجيوش الشعبية من صنعاء لتطويع قبائل حاشد وقد حشد فيها الإمام كل القادة المشاهير من العسكريين والقبليين والسياسيين ومن أبرزهم عبدالله بن أحمد الوزير وعبد الله الضمين وقد بدأت الحرب في يشيع أول منطقة من مناطق بني صريم والعصيمات وعذر واتحدوا لمواجهة الحملة, وامتد الحرب على حدود ثلث الظاهر الأعلى والسنتين واستمرت عدة أشهر لأن مقاومة حاشد كانت شديدة وثابتة, وكان الوالد الشيخ حسين بن ناصر الأحمر والعم غالب بن ناصر يقودون وينظمون ويمولون المقاتلين من حاشد حتى تمكن جيش الإمام من احتلال مدينة خمر التي هي الهجر الرئيسي لقبائل حاشد, وبعدها ضعفت مقاومة حاشد ولم تستمر بعد ذلك إلا فترة قصيرة وجاءت التعليمات من الإمام يحيى إلى عبدالله بن احمد الوزير بالميل إلى المصلحة والاكتفاء بتثبيت سلطة الدولة في خمر, وأخذ الرهائن من مشائخ بني صريم وخارف. وبعد ذلك سحبت الجيوش وعادوا مع القادة إلى صنعاء. وفي سنة 1346هـ تحرك سيف الإسلام من حجة بحملة كبيرة من الجيش النظامي ورجال القبائل لإخضاع قبيلتي عذر والعصيمات, وقد تم له بالنسبة لقبيلة عذر من دون قتال, أما العصيمات فقد لقي مقاومة متفرقة بالنسبة لعصيمات الوطأ ( العشة وما جاورها) من قبل الشيخ حسين منصر فيشي وقبائله والمشائخ آل البارق وابن جخدم وقبائلهم ذو خيران. وبعدها انتقل مطرح السيف أحمد وجيوشه من القفله إلى وادعه ليوجه ضربته الأخيرة على منطقة العصيمات العلو( منطقة حوث وما حولها) التي فيها المقر الأصلي لآل الأحمر وقد حصلت فيها مقاومة عنيفة من قبل العصيمات ومن معهم من رجال ذو محمد وذو حسين الذين استجابوا لنداء الشيخ ناصر بن ناصر مبخوت الأحمر وإخوانه وكان على رأسهم الشيخ علي حسين بن مهفل والنقيب ناجي بن أحمد الشايف واستمر الموقف بضعة أشهر ما بين حرب ومصالحة حيث خرج من صنعاء أولئك العلماء الذين سبق ذكرهم بتوجيه من الإمام يحيى للمصالحة بين ولده سيف الإسلام أحمد وأولاد الشيخ ناصر مبخوت الأحمر وأتباعهم. وانتهى الموقف بطريقة الصلح الذي يحتوي على عدة شروط نكث الإمام معظمها وقد عادت الجيوش دون أن تطأ أقدامهم شبراً واحداً خارج مدينة حوث, فما كان من العم ناصر بن ناصر مبخوت الأحمر إلا أن رفض تلك المصالحة التي قبلها إخوانه وغادر المنطقة مع قبائل ذو غيلان إلى برط ومنها إلى نجران حيث احتضنته قبائل يام التي تربطه بها أواصر أخوة تاريخية وضربت بينه وبين مشائخهم ميثاق حلف لمحاربة الإمام, وبقي فيها فترة من الزمان ثم غادرها إلى الرياض حيث طلب من الملك عبدالعزيز بن سعود قبوله لاجئاً سياسياً وقد عاش في المملكة ستة عشر سنة حتى وافته المنية سنة 1362هـ في مدينة أبها. أما الوالد حسين بن ناصر مبخوت الأحمر وبقية إخوانه فإنه لما عرف أن كل الإمكانيات من فلوس وطعام وذخائر التي خلفها الشيخ ناصر مبخوت الأحمر قد استنفذتها الحروب الطويلة في لواء حجة وفي حدود حاشد وفي حصن حبور وعلى حدود العصيمات لأكثر من ست سنوات استسلم للأمر الواقع وسلم الرهائن للإمام حيث فرض على كل أسرة من العصيمات رهينة وعلى أولاد الشيخ مبخوت الأحمر لوحدهم رهينتين وهم العم الأصغر عسكر بن ناصر مبخوت الأحمر وحمود بن العم ناصر بن ناصر مبخوت, وقد توفيا الإثنين في سجن القلعة بصنعاء ولم يكتف الإمام بموتهما في حبسه بل حبس العم غالب في القلعة وهرب الوالد إلى ولي العهد أحمد بن يحيى في تعز بعد أن تولى إمارة تعز وطرد منها علي بن عبدالله الوزير ولم يطلق العم غالب ويؤمن الوالد إلا بعد أن سلما أكبر أولادهما الأخ حميد بن حسين وعلي غالب الأحمر رهينتين في حبس نافع حجة بدل المتوفيين حيث كان عمر الأخ حميد لا يتجاوز تسع سنوات. ولم يكتفي الإمام يحي بأخذ الرهائن ولا اكتفى بالحرب التي أكلت كل ما كان في حوزتهم من أموال وطعام وعتاد بل استمر في محاربتهم معنوياً ومادياً, خلق لهم المشاكل وخلق لهم الخصوم والشجارات لكي يلجئهم إلى بيع الأراضي ونفاذها بعد نفاذ الممتلكات والمدخرات ولهذه الأسباب فقد ظل الوالد والعم في صنعاء وغيرها من مراكز الدولة في صراع مستمر وخلالها كان الوالد على اتصال بالأحرار من رجال الفكر من علماء ومثقفين وعسكريين داخل اليمن وخارجها حيث كانت الاتصالات بينه وبين الأحرار الموجودين في عدن قبل سنة 48م وكان المندوب الذي يحمل الرسائل بينه وبينهم النقيب محمد بن علي بدوي أبو فارع أحد ثوار 48م. وعند قيام تلك الثورة كان الوالد في مركز القفلة بلاد حاشد حيث يوجد الحسن بن يحى حميد الدين وقد عمل الوالد على تثبيط وتأخير قبائل حاشد أولاً في حوث ثم في خمر وريدة وأخيراً في عمران حيث لم يتحرك مع قبائل حاشد من عمران إلا بعد أن فشلت الثورة واستسلم الإمام عبدالله الوزير ومن معه بعد أن دخلت القبائل الأخرى ونهبت صنعاء, وقد كان لموقف الوالد هذا أثر سيئ في نفس الإمام أحمد الذي استدعى الوالد بعد انتصاره إلى تعز وحبسه في مقامه بصالة إضافة إلى الأخ حميد الموجود بسجن قاهرة حجة حيث ألقى الإمام أحمد عليه القبض في منطقة الأمان في حجة فور وصوله من تعز بعد مقتل والده وقد استمر الوالد أولاً ثلاث سنوات كاملة ورخص له الإمام وأبقاني بدله وعلى هذا المنوال لا بد من بقاء اثنين منا في مقام الإمام حتى جاءت الكارثة التي حلت بنا سنة 1379هـ واستشهد الوالد والأخ حميد وخربت الحصون والبيوت ونهبت الممتلكات وصودرت الأموال وتشردت العوائل والأطفال وزج بي وبمشائخ حاشد في السجون حتى انبلج نور ثورة السادس والعشرين من سبتمبر. • عندما قامت ثورة 26 سبتمبر 1962م, أين كنتم ؟ وما الذي قمتم به عقب الثورة مباشرة؟ عندما قامت ثورة 26 سبتمبر 1962م كنت في سجن المحابشة, وبعد سماع الإذاعة صباح يوم 26 سبتمبر التقيت بمشائخ المنطقة ومسئوليها ودعوتهم إلى تأييد الثورة وعدم المعارضة, ثم في صباح اليوم التالي يوم الجمعة 27 سبتمبر توجهت إلى صنعاء عن طريق الحديدة ولم ألبث في صنعاء إلا ليلة واحدة فقط, وفي اليوم التالي توجهت إلى المناطق الشمالية الغربية لمطاردة البدر المخلوع ومجاميعه في تلك المناطق ومنها القفلة وشهارة ووشحة وغيرها. وبقيت هناك نحو تسعة أشهر ونحن في معارك مستمرة ضد فلول الملكيين وأعوانهم من المغرر بهم من القبائل ثم عدت إلى صنعاء بعد ذلك . • نرجو إعطاء القارئ فكرة عن المعارك التي خضتموها في مواجهة أعداء الثورة.. وهل وقعتم في مأزق حرج خلال أيام دفاعكم عن الثورة.. وكيف تخلصتم منه؟ ليس هناك معركة من المعارك لمواجهة أعداء الثورة إلا وكنا مشاركين فيها حيث قدنا رجالنا المخلصين من أبناء حاشد الذين وهبوا أنفسهم للدفاع عن الثورة من أول يوم وحتى ترسخت أركان الثورة والنظام الجمهوري وقدموا فيها آلاف الشهداء والجرحى والمعوقين. فقد شاركت في بداية الثورة وحتى عام 1964م في معارك المناطق الشمالية والشمالية الغربية لمطاردة فلول الملكيين, ومنها مناطق ظليمة وبني عرجلة وغربان ووشحه وشهارة والقفلة وسفيان, وتطهير تلك المناطق منهم. ومن 64م وحتى 68م شاركنا في معارك الدفاع عن الثورة في مناطق سنحان وبلاد الروس وهمدان وعيال سريح والحيمتين والجبل وبني الحارث وبني حشيش ومسور وكحلان وفي حدود حاشد مع أرحب ومرهبة وسفيان وبني عبد, وفي معارك السبعين للدفاع عن العاصمة صنعاء وفك الحصار عنها والتي أصبت فيها. وفي عام 68م و69م شاركنا في معارك تطهير مناطق حجة وصعدة من فلول الملكيين ومطاردتهم وإخراجهم منها إلى غير رجعة. وإجمالاً ليس هناك معارك لم نشترك فيها بشكل أو بآخر. أما المآزق الحرجة والاحراجات فهي كثيرة ولا داعي لذكرها. • ما هو دور القبائل اليمنية التي تتولون قيادتها في الدفاع عن الثورة اليمنية؟ للقبائل اليمنية دورها الكبير والواضح في الدفاع عن الثورة وقد قدمت آلاف القتلى والجرحى والمعوقين أثناء قيامها بذلك, ولم تبخل بالدم أو المال وخاضت معارك كثيرة وكثيرة بعد قيام الثورة وحتى نهاية عام 1969م بصفة مستمرة. وكما ذكرت في إجابتي عن سؤال سابق, فقد خاضت القبائل التي نتشرف بقيادتها معارك عدة وفي مختلف المناطق التي كانت تدور فيها المعارك وعلى الأخص المناطق الشمالية الغربية, فمن معارك مطاردة فلول الملكيين ومن معهم من المغرر بهم من القبائل إلى معارك الدفاع عن الثورة وعاصمتها, إلى معارك التطهير لجيوب الملكيين في حجة وصعدة أكثر من مرة, وآخر معركة كانت سنة 1971م عندما قمنا بتطهير بلاد حجور التي بقيت على ولائها للملكيين بعد طردهم من البلاد حتى طهرت عام 1971م على يد قبائلنا حاشد بقيادة الأخ/ مجاهد أبو شوارب. وكل منصف أو عاقل أو مطلع يعترف بدور قبائلنا في الدفاع عن الثورة وتثبيت أركانها ولا ينكر ذلك إلا جاحد ولا يتجاهل دورها إلا مغرض أو حاقد. كما كان لقبائلنا دورها البارز في الدفاع عن الثورة وتثبيتها فقد كان لها دورها في حماية مكتسبات الثورة وأهمها حماية الدستور ومقاومة كل من يحاول الخروج عليه أو الانحراف عنه. كما أنها قامت بدورها في كل مرحلة استدعت قيامها بواجب حماية مكتسبات الثورة, ومن ذلك مساهمتها في مواجهة أعداء الوحدة الوطنية سواء عندما ضربوا العاصمة صنعاء في أغسطس 68م أو بعدما انقلبوا إلى التخريب المنظم وقتل الأبرياء في المناطق الوسطى.. فقد ساهمت القبائل جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة في مواجهتهم وقدمت التضحيات والشهداء في كل مرة تعرضت فيها مكتسبات الثورة للخطر وستظل حارسة للثورة وحامية لمكتسباتها ومتيقظة لمؤامرات أعداء الثورة على مختلف أشكالهم وألوانهم الحمراء أو السوداء. • يلاحظ أن أكثر من كتبوا عن القضية الوطنية يتجاهلون دور القبائل فيها لا ندري ما السبب, فهل لكم تعليق على هذا؟ ما أشرتم إليه أمر مؤسف خاصة من كتاب ومفكرين يفترض فيهم الحيدة والصدق والحرص على الأمانة العلمية وإبراز الحقائق. والمفروض أن يعطى كل ذي حق حقه دون غمط أو ادعاء وهذا تاريخ شعب لا يجوز أن يخضع للمزاج أو الأعراض الذاتية. والذين يتجاهلون أدوار القبائل ومساهماتها في القضية الوطنية إنما يتجاهلون التاريخ الحقيقي لليمن, وهذا التجاهل يؤدي إلى بتر وتشوية لتاريخ اليمن, ولا يمكن كتابة تاريخ الحركة الوطنية اليمنية دون ذكر دور القبائل ومشائخهم فيها لأنهم مشاركون أساسيون في كل مرحلة من مراحل الحركة الوطنية على مر التاريخ في الماضي والحاضر وإلى ما شاء الله وأكثر الجماجم التي سقطت في الميادين قبل الثورة وفي المعارك بعد الثورة هي جماجم مشائخ القبائل وأفرادها. • هناك من يقول أن وقوف القبائل اليمنية للدفاع عن الثورة إنما كان من أجل الارتزاق, وإنهم كانوا جمهوريين في النهار وملكيين في الليل وكانوا يقبضون الأموال من الطرفين, ما رأيكم في ذلك؟ الذين يقولون ذلك مغرضون أولاً وجهلة ثانيا ولا يعرفون أخلاق القبائل اليمنية والصفات التي تتحلى بها. فالقبائل التي وقفت للدفاع عن الثورة وقفت عن اقتناع وإيمان بعدالة القضية التي تدافع عنها وبقيت على موقفها حتى تحقق النصر. والقبائل التي وقفت مع بيت حميد الدين كان قد غرر بها فاقتنعت بالوقوف معهم حتى طردوا إلى غير رجعة. ولو كان هدف القبائل هو الارتزاق كما يقولون, لوقفت القبائل كلها مع بيت حميد الدين لأن الأموال التي كانت توزعها فلول الملكية ضخمة وكبيرة, بينما ما كان يحصل عليه المدافعون عن الثورة لم يكن يكفي ضروريات الحياة, والذي كان يبحث عن المال كان سيجده عند الإمام المخلوع وأتباعه وبكثرة, لذلك فإن هذا التجني يسقط وينهار أمام الحقائق والواقع الذي عاشه المناضلون. ولو أنصف أولئك المغرضون لقالوا أن القبائل التي دافعت عن الثورة كانت تدافع عن قناعة وأنها كانت تتحلى بالطهر والزهد والنقاء وأنها كانت مقتنعة بأنها على حق, ولم تقف تدافع وتقدم آلاف الشهداء طمعاً في مال أو خوفاً من قوة. • تروج بعض العناصر المنحرفة أن القبائل اليمنية العقبة أمام التطور.. وعائق كبير أمام إعادة الوحدة اليمنية؟ ماردكم على هذا القول؟ القبائل اليمنية حضارية بفطرتها ولذلك فإنها لا ترفض التطور بل تسعى إليه, وإذا كان التطور يعني إنشاء التعليم والقضاء على الجهل وقيام المشاريع الإنتاجية الزراعية والصناعية ومشاريع الخدمات من طرق مواصلات ومراكز صحية ومستشفيات ومياه نقية وكهرباء فإن القبائل هي التي تطالب الدولة بإيجادها بل وتساهم في تكاليفها والواقع يشهد على هذا. أما إذا كان التطور الذي يقصدونه يعني الانحلال والتفسخ الأخلاقي ومخالفة مبادئ الإسلام وقبول الأفكار الإلحادية والصراعات الغربية فهذا ما ترفضه القبائل اليمنية بل وتقاومه. أما أنها عائق أمام إعادة الوحدة اليمنية فهذا كلام لا يستند إلى دليل إلا ما تفرزه الأقلام المريضة والحاقدة. ولذلك القبائل اليمنية لم تعرقل أو تعارض إعادة الوحدة اليمنية بل وتعتبرها قدر ومصير اليمنيين, ومادامت هذه الوحدة قائمة على مبادئ الدستور الذي ينص على أن الشريعة الإسلامية مصدر التشريع فإن القبائل اليمنية تؤيدها وتعمل من أجل تحقيقها ولن تعارضها. إنما اللذين يعارضون إعادة الوحدة اليمنية حقاً هم الذين يريدون فرض المبادئ الماركسية على الشعب اليمني ولذلك فهم يماطلون ويسوفون وينشرون الدعايات ويختلقون الأعذار ، وفي نفس الوقت ينسفون كل بادرة أو خطوة تقّرب وحدة الشطرين. • ماذا كان دوركم في حركة (5) نوفمبر 1967؟ وما ردكم على الملاحظات التي قيلت بشأنها ؟ دوري في حركة 5 نوفمبر 1967م دور المشارك في التخطيط والتنفيذ وقد كان قيامها ضرورة اقتضتها الظروف التي كانت قائمة آنذاك . وهذه الحركة هي التي استطاعت توحيد الصف الجمهوري ولمّ شتاته ، وقضت على أسباب التناحر والتنافر والتمزق الذي كان يعيشه المخلصون للنظام الجمهوري ، وأعدت الشعب لمواجهة الخطر المحدق بالثورة والنظام الجمهوري . وأستطيع أن أقول أنه لو لا قيام حركة 5 نوفمبر 1967م وتوحيدها للصف الجمهوري لما استطاعت الثورة والجمهورية الصمود والتصدي للهجمة الشرسة على عاصمة الثورة ولما تمكنت من تحقيق الانتصار العظيم انتصار السبعين الذي غير حسابات الأصدقاء قبل الأعداء وترسخت أركان الثورة والجمهورية بعد تحقيقه . أما الذين يرددون تلك النغمات ويطلقون تلك الصفات فإنهم إما أغبياء أو حاقدين . وإلا فإن قادة ورجال حركة 5 نوفمبر هم رجال اليمن وأبناؤها المخلصون ، فهم الذين قادوا الثورات والحركات حتى قيام ثورة 26 سبتمبر وهم الذين قدموا الغالي والنفيس في الدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري وحماية مكتسبات الثورة والجمهورية . ولقد عملت الحركة على تحقيق أهم أسس النظام الجمهوري وأحد أهداف ثورة 26 سبتمبر ، فصدر الدستور الدائم وقام أول مجلس شورى منتخب . ولقد سعت إلى إقرار السلام والاستقرار وإنهاء الحرب لتنطلق اليمن بعد ذلك إلى البناء والتعمير والسير في طريق التنمية الشاملة في مختلف المجالات . • عندما رأستم مجلس الشورى هل كنتم راضين عن الخط الذي كان يسير عليه المجلس حينها ؟ نعم لقد كنت راضياً عن الخط الذي كان يسير عليه مجلس الشورى الذي رأسته ، فقد كان خطا ديمقراطياً صحيحاً ، ومارس المجلس مهامه الدستورية بأسلوب ديمقراطي نفخر به . ولقد أرسينا ممارسات وتقاليد ديمقراطية سليمة واستطاع المجلس أن يتجاوز بها الظروف التي كانت تعيشها البلاد في تلك المرحلة برغم حداثة التجربة في بلادنا . • في يونيو 1974م قدم القاضي عبد الرحمن الإرياني استقالته فتضامنتم معه بتقديم استقالتكم فأعطيتم بذلك مبرراً للذي فرض نفسه وألغى المجلس الذي انتخبه الشعب بينما كان المفروض أن يحدث العكس أي أن تعرض الاستقالة على المجلس فأما أن يقرها أو يرفضها ، فهل شعرتم بالخطأ بعد ذلك ؟ لقد أسهمنا وشاركنا في حركة يونيو 74م للخروج بالبلاد من حالة الركود والجمود والسلبية التي كانت تعاني منها إلى حالة أفضل تتسم بالحركة والجدية والإيجابية وتحديد المواقف الواضحة ، وقد أوجدت الحركة المشاريع الكبيرة والحركة العمرانية والانفتاح الاقتصادي والسياسي وغير ذلك مما هو موجود الآن من التطور والنهضة . وتجنباً للاصطدام والاحتكاك مع القوات المسلحة فقد حمّلناها المسئولية وتخلينا عن الحق الدستوري لمجلس الشورى مراعاة للمصلحة العامة ، ومن المعلوم أنه حصلت أخطاء وسلبيات وتجاوزات من قبل من منحوا الثقة وتسلموا القيادة . • بلغ أن الأستاذ الزبيري رحمه الله أرسل إليكم رسالة قبل استشهاده ، فهل لنا أن نعرف محتوى تلك الرسالة ؟ نعم هناك رسالة تلقيتها من أبي الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري رحمه الله قبل استشهاده بنصف شهر فقط وهي آخر رسالة أتلقاها منه ، وكان حينها في برط يدعوا إلى السلام وإيقاف الحرب ، وفي رسالته هذه يحثني على بذل الجهد والقيام بالواجب الذي يفرضه الدين ويحتاج إليه الوطن ، ولقد عملت على تنفيذ ما جاء في رسالته من توجيهات ، لأن توجيهات الشهيد الزبيري لم تكن تنطلق من غرض أو هوى ، فقد نذر نفسه لخدمة دينه وأمته وبلده حتى لقي ربه شهيداً . ولا زلت محتفظاً بهذه الرسالة التي اعتز بما جاء فيها . • باعتباركم ممن عاش العهدين ، عهد ما قبل الثورة وعهد ما بعدها .. هل من الممكن إعطاء صورة للقارئ عن الحالة في العهدين للمقارنة ؟ عهد ما قبل الثورة يمثل البؤس والشقاء والحرمان والجهل والمرض والظلم والطغيان والاستبداد الإمامي الذي جعل البلاد تعيش في تخلف رهيب وظلام وانغلاق ، ومزق أبناء الشعب وفرق بينهم وضيق على المواطنين وأوجد الحواجز والعزلة وكان يعتقد أن هذا الوضع هو الأفضل للحفاظ على بقائه . أما عهد الثورة والجمهورية فهو عهد الحرية والمساواة وعهد الثوار والعلم وعهد التنمية الشاملة في كل مجال وفي كل منطقة ، عهد حكم الشورى والدستور . • هل هناك كلمة تودون أن توجهوها لإخوانكم ، وأبنائكم المواطنين بمناسبة مرور ربع قرن على الثورة المباركة ؟ أقول لأخواني وأبنائي في هذه المناسبة الغالية على نفس كل حر : أن يتمسكوا بالعقيدة الإسلامية الصحيحة وأن يربّوا أولادهم عليها ، فالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله أساس النجاة والفلاح ، وأن يحافظوا على حكم الشورى وأن لا يسمحوا لأحد بأن يخرج عليه ، فقد قدم آباؤهم الكثير من التضحيات من أجل قيام الحكم الشوروي وإسقاط حكم الاستبداد والتسلط الفردي والقهر . وأن يدرسوا تاريخ بلادهم دراسة واعية حتى يعرفوا ما عاناه الشعب اليمني في ظل حكم بيت حميد الدين . وأن علينا أن نتيقظ لأعداء الثورة ومؤامراتهم ودسائسهم ودعاياتهم وأن نكشف أكاذيبهم ودجلهم. وأن نحافظ على ما تنعم به البلاد من تطور ونهضة في جميع المجالات وأن نسعى جميعاً لخير اليمن وتقدمها وأن نهيئ السبل للأجيال القادمة . ثم أن نوحد جهودنا ونحمي وحدتنا الوطنية ، وأن نعمل بإخلاص لنلحق بركب التقدم والتطور الذي يعيشه العالم من حولنا .