الشيخ عبدالله في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 15 سبتمبر 1992م

- سالم صالح أقر بتطرف إعلام الحزب الاشتراكي - الدستور غير صالح والشعب قاطع الإستفتاء عليه كان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر شيخ مشايخ حاشد ورئيس الهيئة العليا للجنة التحضيرية لحزب التجمع اليمني للإصلاح يرفض الحزبية فأصبح على رأس أكبر حزب حالياً في اليمن ، جمع فيه بعض العناصر الاجتماعية والتقليدية والأخوان المسلمين والأصوليين ، ويدير من منزله الكائن في ضاحية الروضة شمال صنعاء شؤون الحزب وحاشد في آن واحد معاً . إلتقته "الشرق الأوسط" في منزله ، كل قضايا الحوار مع الأحمر في السطور التالية: • تتفاعل في الساحة اليمنية عدة قضايا محورية على رأسها قضية الانتخابات العامة المرتقبة ، كيف يستعد حزب التجمع اليمني للإصلاح لخوض معركة الانتخابات وما هي القضايا التي سيطرحها في حملته الانتخابية ؟  الإنتخابات في حقيقتها معركة سياسية ودعائية وإعلامية تدخل فيها المزايدات وأشياء كثيرة أخرى . وأهم شيء بالنسبة إلى هذه المعركة من وجهة نظرنا في تجمع الإصلاح هو التمسك بالديمقراطية والمصداقية وأن تكون الانتخابات بعيدة عن هيمنة السلطة وأية أغراض أخرى ، كالدس والغش والتحايل فإذا سارت الانتخابات في مسار ديمقراطي سليم وصحيح ليس فيه أي تدخل من أية قوة كانت لا سيما السلطة ، وإذا لم تتعرض لأي تدخل من قبل السلطة وأساليبها سواء الترهيب أو الترغيب أو بالإغراءات والتحايل فإن ذلك هو الشيء المطلوب بالنسبة إلينا في تجمع الإصلاح وستكون النتيجة مقبولة بالنسبة لنا مهما كانت وكيفما تكون . • البعض يتساءل باندهاش لقبول تجمع الإصلاح تمثيله في اللجنة العليا للانتخابات بعضو واحد رغم ثقله ، في حين مثل الحزبين الحاكمين ستة أعضاء وهناك أحزاب صغيرة أخرى تمثلت على قدم المساواة مع الإصلاح ، كيف قبلتم هذا التمثيل الضعيف ؟  هذا القبول هو الدليل على تسامح الإصلاح وحرصه على أن تسير الأمور دون تعقيد وبدون عراقيل ، أي أننا قبلنا بأن يمثلنا عضو واحد في هذه اللجنة الموسعة التي تضم 17 عضواً ،بينما الناصريين لهم ثلاثة أعضاء وهم لا يقاسون بالنسبة إلى التجمع اليمني للإصلاح والأحزاب الصغيرة مثل كل منها بعضو في حين أن المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي أخذا نصيب الأسد . ثم أننا قبلنا بأن يكون لنا ممثل واحد في هذه اللجنة حرصاً على تجنب التعقيدات ، ولكي تسير الأمور بسرعة حتى لا توجد للحزبين الحاكمين أية ذريعة لعرقلة الإنتخابات أو تأخيرها . • في البلدان الديمقراطية تتنافس الأحزاب في الانتخابات من خلال طرح برامج معينة ،تتضمن القضايا التي تعتقد أنها تجذب الناخبين لصالحها ، كقضايا الصحة أو الاقتصاد أو البطالة أو التعليم ، ما هي القضايا التي يعتزم حزبكم طرحها في الحملة الانتخابية المقبلة لحشد الناخبين لتأييد مرشحيه ؟  كل هذه القضايا والمعاني التي طرحتها لا شك أن كل الأحزاب ستطرحها بما فيها تجمع الإصلاح لأن القضايا الاقتصادية تهم الجميع والكل سيزايد فيها ومثلها القضايا الصحية والتعليمية وغيرها والشيء الذي يهمنا هو الصدق ،وعلى أسس إسلامية مستمدة من الكتاب والسنة ،وعلى أن تظل الشريعة الإسلامية هي السائدة في كل شيء. • دعا التجمع اليمني للإصلاح قبل ما يزيد عن شهر تقريباً لعقد مؤتمر وطني للوحدة والسلام ، وأصدر بياناً تضمن عشرة مطالب رئيسية ، وشكّل لجنة تحضيرية للمؤتمر ، إلى أي مرحلة وصل الإعداد لعقد هذا المؤتمر ؟  لا تزال الدعوة لعقد المؤتمر قائمة ، ولم يحدد حتى الآن موعد عقده ، وكما تعرف أن من بين أهداف الدعوة لعقد المؤتمر مطالبة الحزبين الحاكمين بالإسراع لإنهاء الفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات في موعدها ، وهذان المطلبان هما الأكثر أهمية في الوقت الراهن ، ونحن نرى الآن أن الدولة سائرة باتجاه إنجازهما وتصريحات الرئيس والمسئولين واضحة حول الالتزام بإنهاء الفترة الانتقالية في وقتها وإجراء الانتخابات ، والأمور تتم حتى الآن دون عقد المؤتمر . • هل يعني هذا أنه إذا جرت الانتخابات وأنهيت الفترة الانتقالية في موعدها ، يكون المؤتمر قد فقد مبررات عقده ؟  لا ، ولكن هذه أهم مبررات الدعوة لعقد المؤتمر ، وإذا وجدنا أن هناك أي تراجع فإن المؤتمر سيعقد لمواجهة هذا التراجع . • الملاحظ أن ظاهرة عقد المؤتمرات أخذت تتسع في اليمن بشكل لافت للنظر ، فهناك الآن المؤتمر الوطني ومؤتمر الأحزاب والمنظمات ، وقبله مؤتمر التلاحم الوطني والمؤتمر التضامني لحاشد ، ما هو موقفكم في تجمع الإصلاح من هذه المؤتمرات ؟  موقف الإصلاح من المؤتمر الوطني هو موقف المتحفظ ، أما مؤتمر التلاحم الوطني أو ما يسمى بالمؤتمر التضامني لحاشد فهما في حقيقة الأمر مجرد مسميات أكثر منها وجوداً ، ومعروف من هو الدافع والمخطط لها . • هل تعتقدون أنهما جزء من تكتيكات سياسية ؟  نعم ، هي تكتيكات سياسية ولا تخرج عن إطار المسميات فقط . • قلتم في حديث صحافي نشر أخيراً أن أحداث العنف التي شهدتها اليمن في الآونة الأخيرة مبالغ فيها ، هل تعتقدون أنها لو تكررت لن تؤثر على الانتخابات ؟  أولاً نحن نرفض العنف ، وما جرى من أحداث إلى الآن لا تؤثر ، اللهم إذا كان هناك قوى خفية ستطور أساليبها وتصّعد من مثل هذه الحوادث فنحن نتهم هذه القوى بالعمل ضد الديمقراطية أياً كانت . • أحد السياسيين اليمنيين الكبار قال في تصريحات صحفية نشرت أخيراً إن وسائل الإعلام الحزبية اليمنية يسيرها المتطرفون حزبياً ، هل ينطبق هذا القول على إعلام تجمع الإصلاح ؟  أعتقد أنه كان صادقاً في قوله وينطبق هذا على إعلام الحزب الاشتراكي . • المعارك الإعلامية غالباً ما تدور بين صحف تجمع الإصلاح وصحف الحزب الاشتراكي ، ماذا عن إعلام الإصلاح ؟  نعتبر تصريح الأخ سالم صالح رعاه الله وهو من الناس المعتدلين اعترافاً منه بأن إعلام الحزب الاشتراكي متطرف ، أما نحن لا نعترف بذلك بالنسبة إلى إعلامنا . • هل سترشحون أنفسكم لمنصب ما في الدولة ؟  سنخوض الانتخابات العامة أولاً ،وبعد أن ننتهي منها سيكون لكل حادث حديث ، لأنه حتى الآن يعتبر الحديث في هذا الموضوع سابقاً لأوانه . • كنتم ترفعون شعاراً يقول "إننا نرفض الحزبية سواء جاءت بمسوح الرهبان أو بقرون الشيطان" كيف تراجعتم عن هذه القناعة وقبلتم بأن تكونوا على رأس حزب سياسي الآن ؟  هذا الشعار من أقوال حكيم اليمن القاضي عبد الرحمن الإرياني ، والحقيقة كنا نرفض الحزبية باقتناع ولا نرى فيها مصلحة للشعب اليمني ، لأنه شعب مسلم وتركيبته الاجتماعية تقليدية وطنيه ، ونرى أن الحزبية يمكن أن تؤثر على هذه التركيبة التي نعتز بها ونفتخر ، إنما حرصاً منا على الوحدة وحباً فيها قبلنا بما جاءت به ، وقلنا ما دام سيكون هناك حزبان سيفرضان على اليمن ، وسيحكمانها فإن التعددية أفضل من دكتاتورية الحزبين أو الحزب الواحد . • معنى ذلك أنكم قبلتم بالحزبية للضرورة دون اقتناع ؟  طبعاً للضرورة ، لأنه ما دام سيوحد حزب أو حزبان في اليمن فالتعددية أفضل ،أما لو عملنا مقارنة فأنا أفضل ما كنا عليه . • كيف توفقون بين إدارة الحياة بصفتكم زعيماً لحاشد والحياة الحزبية والسياسية بصفتكم رئيساً للتجمع اليمني للإصلاح ؟  لا يكتنف الأمر أية صعوبة . • ألا تجدون تعارضاً أو على الأقل تفاوتاً بين المسؤوليات التقليدية والحياة السياسية الحزبية ؟  ليس هناك أي تناقض ، القبائل اليمنية قبائل حضارية ، لديها نزوع وطموح نحو التطور والازدهار وقابلية للنظام وللالتزام بالقانون ، وعندها أيضاً روح حضارية قديمة بخلاف العشائر في أفريقيا وفي بعض البلدان الأخرى ، ثم أننا نستغرب من بعض الإعلاميين الذي يأتون من الخارج لزيارة اليمن عندما ينظرون إلى القبائل اليمنية من نفس الزاوية التي ينظرون منها إلى قبائل جنوب السودان أو وسط أفريقيا ، القبائل اليمنية تختلف في تركيبتها عن القبائل الأخرى في أي بلد في العالم ، ومشايخ القبائل هم الذين قدموا رؤوسهم وأرواحهم ضحايا في سبيل تطور اليمن وإخراجها من حالتها المأساوية التي كانت تعيشها قبل الثورة إلى الحالة المزدهرة التي وصلت إليها بعد الثورة ، ودماء مشايخ القبائل هي التي سفكت على يد الإمام في ميادين الإعدامات قبل الثورة ، وهي التي سالت على كل جبل وسهل وواد دفاعاً عن الثورة والجمهورية . • قلتم في حديث مع إحدى الصحف العربية نشر مؤخراً "إن القبيلة جزء من الدولة وأنها تتولى حمايتها" هناك من فسر هذا القول بأنه من خلال هيمنة القبيلة على المؤسسة العسكرية في اليمن ، ما هو تعليقكم على هذا التفسير ؟  المؤسسة العسكرية مؤسسة يمنية محضة ليس فيها أي هيمنة للقبيلة مطلقاً ،والضباط أو العساكر عندما يدخلون إلى القوات المسلحة عندنا في اليمن لا يعتبرون أنفسهم يمثلون قبائل بخلاف إخواننا في المحافظات الجنوبية ، حيث لا تزال عندهم هذه الروح ، أما في الشمال فالجندي عندما يدخل الجيش يصبح ملكاً للشعب ويمثله بكامله. • البعض لا يتردد عن القول بأن هناك هيمنة لحاشد على المؤسسة العسكرية من خلال تحالف رموزها الشيخ عبدالله الأحمر والرئيس علي عبدالله صالح والشيخ العميد مجاهد أبو شوارب ، حيث تحتكر مواقع القيادة العسكرية بيدها ، بماذا تردون على هذا القول ؟  هذا طرح غير صحيح على الإطلاق ، وكما قلت سابقاً أن المؤسسة العسكرية تمثل اليمن كاملاً وهي ملك اليمن وأي جندي سواء من سنحان أو من حاشد أو من أرحب أو من تعز أو من يافع هو جندي الدولة وضابط الدولة وخادم الشعب وحارس لمكاسبه ودرع الوطن . ولا يوجد أي تأثير لأي تحالف قبلي ولهذا نحن نطالب بتطبيق المادة التي وردت في الدستور وهي أن كل جندي أو ضابط في القوات المسلحة والأمن له انتماء حزبي ، فإن عليه أن يخرج من هذا الحزب أو ذاك ، وأن يقطع صلاته الحزبية و التنظيمية وإن يبتعد عن الانتماءات السياسية وأن يظل جندياً وضابطاً في الجيش تابعاً للدولة مهما كانت الدولة وأياً كان الحزب الذي على رأس الدولة لأن الجندي مهمته حماية الشرعية وسيادة الوطن . • ماذا سيكون موقف تجمع الإصلاح إذا تحالف الحزبان الحاكمان ، واندمجا في حزب واحد قبل إجراء الانتخابات ؟  نحن لا نعارض أي شيء يتفق عليه الحزبان الحاكمان لمصلحة اليمن والديمقراطية وليس فيه أي التواء أو خطر عليها ، لكن أي عمل يكون فيه تآمر على الديمقراطية نحن نعارضه وسنواجهه مهما كان . • أنتم متحالفون مع المؤتمر الشعبي ومختلفون مع الحزب الاشتراكي حول كثير من القضايا ، كيف ستتعاملون في تجمع الإصلاح مع أي تحالف أو اندماج بين الحزبين الحاكمين إذا تم ذلك خاصة وأنتم متحالفون مع أحدهما ومختلفون مع الآخر؟  ليس هناك تحالف بين تجمع الإصلاح والمؤتمر الشعبي وإنما هو صيغة حوار للتنسيق وهذه الصيغة موجودة بيننا وبين الحزب الاشتراكي والبعث والرابطة ، وهناك حوارات بيننا وبين كثير من الأحزاب وليس هناك قطيعة بيننا وبين أي حزب ، إنما هناك ثوابت وقواسم مشتركة كثيرة بيننا وبين المؤتمر الشعبي العام ، ومنها أن الميثاق الوطني هو الدليل النظري لنا جميعاً . • أسستم حزب تجمع الإصلاح بالرغم من عدم إعلان استقالتكم من المؤتمر الشعبي العام ، هل ما زلتم تحتفظون بعضويتكم في حزب المؤتمر ؟  لم يبق لي أي ارتباط باللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام ولا بعضويته لأني تبنيت قيام تنظيم التجمع اليمني للإصلاح وهو مستقل ، ثم أنه يوجد كثيرون غيري ممن خرجوا من المؤتمر الشعبي بعد إعلان التعددية . والمؤتمر الشعبي كان عبارة عن مظلة تضم تحتها كل القوى السياسية سواء ما كان يسمى بالإخوان المسلمين الذين هم جزء من تجمع الإصلاح أو البعثيين أو الناصريين أو الاشتراكيين أو حتى الشيوعيين ،وأنا كنت من جملة هؤلاء ،حيث لم يكن يوجد أي تنظيم سياسي معترف به سوى المؤتمر الشعبي العام في الشمال سابقاً . لكن عندما جاءت التعددية رأينا أنه لا بد أن يكون لنا تنظيم سياسي خاص بنا ، فتبنينا قيام التجمع اليمني للإصلاح وضم في إطاره الكثير من المشايخ والعلماء والمتعلمين والشباب والمثقفين والتجار من كل فئات الشعب ومن كل مناطق اليمن من المهرة إلى صعدة . • لكن من المعروف أن تجمع الإصلاح عبارة عن تحالف بين جناحين أساسيين ،جناح بزعامتكم وجناح الأخوان المسلمين بزعامة الشيخ عبد المجيد الزنداني وعبد الوهاب الآنسي ، فعلى أي أساس تم هذا التحالف ، وهل يوجد انسجام كامل بين طرفيه الآن ؟  أولاً نحن لسنا جناحين وإنما شخصية واحدة وكتلة واحدة وبنية واحدة وهذه البنية ضمت الشيخ والعالم والفلاح والتاجر والشاب من كل فئات الشعب ،ولا يوجد بيننا أي اختلاف ولا أي انقسام مثل ما يروج بعض المغرضين ، وعندما كونا التنظيم لم ندخل فيه ككتل ، وإنما دخلنا كأشخاص ، فأنا واحد من المشايخ والأستاذ عبد المجيد الزنداني واحد من العلماء. • يقال بأن قيادات الأخوان المسلمين في تجمع الإصلاح هم الذي يتبنون مواقف متشددة من بعض القضايا ، بينما الشيخ الأحمر يتسم بالمرونة ، ألا يفسر هذا القول وجود اختلافات داخل تجمع الإصلاح ؟  بالنسبة إلى الآراء هناك آراء مختلفة بين كل التنظيمات وبين كل القوى بل وبين التكوينات داخل التنظيم الواحد ، ولا يمكن أن تكون نظرة الناس للأمور واحدة ، ثم إن اختلاف الآراء يعبر عن الديمقراطية ، وعندما تحتدم الآراء والمواقف داخل الهيئات واللجان تحسم الأمور بالتصويت عليها . • البعض يقول بوجود تيار أصولي في إطار تجمع الإصلاح اليمني وأن لهذا التيار علاقات مع جماعات أصولية في بعض البلدان العربية ، ما مدى صحة هذا الطرح ؟  تنظيمنا في حقيقته تنظيم يمني بحت ، وشعبنا اليمني شعب مسلم والشريعة الإسلامية هي السائدة والمعمول بها لاسيما في ما كان يسمى اليمن الشمالي قبل الوحدة ولم يكن لدينا قوانين وضعية ولا دساتير مخالفة للشريعة الإسلامية وإنما كانت الشريعة هي النافذة ، ولا تزال الحمد لله هي السائدة حتى الآن ولهذا ليس هناك ما يجعلنا نلجأ إلى ما يجري في الجزائر أو في مصر ، أو غيرها لأن ما يهمنا نحن في اليمن هو أن نحافظ على الشريعة سائدة ونافذة ، أما تلك البلدان فإنهم يطالبون بإعادة الشريعة لأنهم فقدوها . • نشرت بعض الصحف قبل عدة أسابيع أن الشيخ ناجي الشائف شيخ مشايخ بكيل والعضو البارز في قيادة حزبكم يعتزم تأسيس حزب سياسي خاص به ، ما هي حقيقة الخلافات التي كانت تدفع بالشائف إلى الخروج من تجمع الإصلاح ؟  بحمد الله تجاوزنا تلك الخلافات وسويناها ، وهي خلافات على أشياء بسيطة . • هل كان الخلاف سياسياً أم قبلياً ؟  يعني حساسيات وبعضها حول أشياء صغيرة ولكن تجاوزناها ، والشايف عزيز علينا وله مكانته في التجمع اليمني للإصلاح وفي أوساط القبائل وليس ثمة أي خلاف بيننا الآن . • فسرت تلك الخلافات من قبل بعض المراقبين في حينها أنها قبلية خاصة بعد افتتاحكم لمقر فرع الإصلاح في محافظة صعدة وهي منطقة تابعة لبكيل وأنتم من حاشد ما تعليقكم على هذه التفسيرات ؟  حكاية حاشدي وبكيلي أنا تجاوزتها ، والحمد لله اعتبر نفسي مِلكاً للقبائل اليمنية والشعب اليمني جميعاً ،ولم يعد عندي أي نزوع كهذا . • يقال بأنكم تمنعون على أبناء حاشد الانتماء إلى أي حزب سياسي آخر ، كيف تقبلون أن تكونوا على رأس حزب سياسي وأنتم تغلقون مناطق حاشد في وجه الأحزاب الأخرى ؟  هذا إدعاء غير صحيح ، في مدينتي وقريتي مدينة خمر يوجد مكتب للحزب الاشتراكي . • أثار التحالف الذي تحقق مؤخراً بين تجمع الإصلاح وحزب البعث تساؤلات كثيرة ، خاصة أن العداء بين الأخوان المسلمين والبعثيين تاريخي ، إذ يصفون البعث بالعلمانية ، ما هو الأساس الذي أقيم عليه هذا التحالف ؟  الذي تم بين حزب البعث وتجمع الإصلاح هو تنسيق وليس تحالفاً ، ثم أننا لم نتفق على التنسيق إلا بعد أن اتفقنا على أن الإسلام عقيدة وشريعة لأن ما كان بعض العلماء يأخذونه على البعثيين هو اعتبارهم الإسلام عقيدة فقط فإذا تم الاتفاق على أن الإسلام عقيدة وشريعة ووضع في الصورة التنسيقية التي بيننا وبينهم كانت هي الأساس الذي يقوم عليه التنسيق، ولم يبقى أي تحفظ للإصلاح ، وإذا كانت هناك خلافات بين البعث والأخوان المسلمين في الماضي فالتجمع اليمني للإصلاح تنظيم ناشئ والأخوان المسلمين جزء منه . • ألم يكن للعلاقات الشخصية التي تربطكم بالعميد مجاهد أبو شوارب دور في التقارب الذي حصل بين البعث وتجمع الإصلاح ؟  كانت عاملاً مساعداً سهلت التقارب ، ثم أنه يوجد بيني والمشاركين من المشايخ الجمهوريين من جهة وبين البعثيين من جهة ثانية مواقف مصيرية منذ بداية الثورة في الدفاع عنها والوقوف في خندق واحد سواء ضد القوى الملكية في الستينيات أو القوى الماركسية في السبيعينات . نحن والبعث كنا في خندق واحد وخضنا معاً نضالاً مشتركاً عبر مراحل الحفاظ على الثورة والجمهورية والعقيدة . • يقال بأن المعركة الأخيرة التي عارض فيها تجمع الإصلاح قانون التعليم كان الهدف منها الكسب للانتخابات والدفاع عن المصالح المالية له ، بماذا تردون على هذا ؟  المعركة ضد قانون التعليم لم تكن من أجل كسب انتخابي على الإطلاق ، ورأينا كان واضحاً وهو أن القانون بكامله غير صالح لأنه قانون ممسوخ في ثوابته وفي أسسه وغير صالح للتعليم على الإطلاق . ومطالبتنا بتعديله أو بوضع صيغة مشروع آخر لم تكن من أجل معركة انتخابية وإنما لأن القانون غير صالح ، وقد تقدمنا بعدة طعون في هذا القانون وإجراءات مناقشته في مجلس النواب ، وبالرغم من أننا نفهم أن تركيز الحزب الاشتراكي ومن على شاكلته من المؤتمر الشعبي على تمرير هذا القانون إنما قصد به المعاهد العلمية أكثر من غيرها ، لأنهم يعتبرون المعاهد العلمية ذات التعليم الديني قاعدة من قواعد تجمع الإصلاح فقصدوا من وجهة نظرهم التأثير عليها وظنوا أنهم أضرونا ، وهم في حقيقة الأمر نفعونا. • كيف تنظرون في تجمع الإصلاح إلى مسألة توحيد التعليم في اليمن ؟  حكاية توحيد التعليم هي عبارة عن "إكليشة" لأنه يوجد في العالم كله معاهد وتعليم متعدد التخصصات ،فلماذا لا يحرصون على توحيد الجيش ، وتوحيد العملة اليمنية ، ولماذا لا يحرصون أيضاً على توحيد أجهزة الأمن والوزارات . لكن تجدهم يركزون على توحيد التعليم فقط ، في حين أن في دول العالم توجد مناهج متعددة ومعاهد متخصصة كما هو في مصر وغيره ، هذا مجرد "إكليشة" للكسب السياسي فقط . • يجري التشاور الآن بين الحزبين الحاكمين حول ضرورة وأهمية إجراء تعديلات دستورية تمس صيغة وبنية النظام السياسي ذاته ، كتغيير مجلس الرئاسة إلى منصب رئيس جمهورية ونائب له ، وإنشاء مجلس شعبي آخر "مجلس شيوخ" أو "مجلس أعيان" إلى جانب مجلس النواب ، هل يجدد تجمع الإصلاح طرح مطالبه بإدخال تعديلات أخرى على الدستور ؟  عندما عارضنا الدستور قبل إعلان الوحدة قلنا أنه دستور ممسوخ وغير صالح ، لم نطالب بتعديل المادة الأساسية فقط ، وهي أن تكون "الشريعة الإسلامية مصدر القوانين جميعاً" ، لأنهم قالوا "الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع" ولم تكن مطالبنا من أجل تعديل هذه المادة فحسب وإنما كانت بتعديلات لمواد كثيرة أخرى . فالدستور فيه ثغرات كثيرة وكل الناس يعترفون بذلك ولكن حينما طالبنا بذلك قبل الوحدة قيل لنا أننا إذا وقفنا ذلك الموقف سنعرقل الوحدة ولن تعلن ، وهنا سنكون مسؤولين أمام الشعب والتاريخ لأننا بمعارضتنا للدستور إنما نعارض قيام الوحدة ،فمضينا معهم وسحبنا معارضتنا . وجاءت المرحلة الثانية بعد قيام الوحدة بعدة شهور حين أرادوا طرح الدستور للاستفتاء وهو "خارب" من أصله ، وقد أصبح ساري المفعول فقلنا لماذا تريدون أن تضعوا هذا الدستور للاستفتاء ؟ ولماذا تحمّلون الدولة ميزانية ومبالغ باهظة بشيء قد أصبح ساري المفعول ، وما هو الغرض من هذا ؟ قالوا لتثبيت الوحدة . الوحدة ثابتة ولهذا أعلنا حينها معارضتنا على طرح الدستور للاستفتاء لأن السلطة من الحزبين الحاكمين ،عملت على تمريره زوراً وبهتاناً . فالتصويت عليه كان فاشلاً والإجراءات لم تكن قانونية ، وعندما قالوا أن النتيجة 80 في المائة لصالح التصويت على الدستور بنعم ليس صحيحاً لأن الناس لم يسجلوا بل قاطعوا التسجيل والسلطة رغم ذلك أعلنت أنها نجحت وهي تعلم أن ما تم يعد زوراً وبهتاناً . • هل تعتقدون أنه حدث تزوير في عملية الاستفتاء على الدستور ؟  المسألة واضحة ، الشعب قاطع الاستفتاء وأكثر من 70 في المائة منه لم يسجلوا. • قمتم بعدة زيارات للمملكة العربية السعودية بعد أزمة الخليج ، هل حاولتم التوسط بين الجانبين خلال هذه الزيارات ؟  أنا دائماً أسخر علاقاتي الطيبة مع المملكة العربية السعودية ومع المسئولين فيها لخدمة الصالح العام ولخدمة اليمن سواء قبل أزمة الخليج أو بعدها . • ظهر قبل عدة شهور في اليمن ما يسمى بالدبلوماسية الشعبية وقامت عدة شخصيات يمنية بزيارات لدول الخليج ،ما هي نتائج هذه الزيارات ؟  إلى الآن لا أستطيع أن أقول بأن هناك تأثيراً ، أو أنه تم إنجاز أي خطوة ، إنما مهما كانت الجهود والمساعي فهي في نهاية المطاف مفيدة . وأنا في الحقيقة علاقاتي مع الأسرة المالكة ومع الأخوة المسئولين في المملكة العربية السعودية طيبة وأعتز بها ، وأنا مقتنع أن اليمن والمملكة العربية السعودية لا يمكن إلا أن يكونا متعاونين وتكون العلاقة بينهما علاقة تعاون وإخاء صادق ، لأن بين الشعب اليمني وشعب المملكة من القواسم المشتركة ما لا يوجد بين أي شعبين آخرين. • هل أنتم مع إقامة علاقات حزبية مالية أو فكرية أو تنظيمية مع أحزاب أخرى خارج اليمن ؟  نحن ملتزمون بما يسمح به القانون اليمني ، وبما فيه خدمة اليمن .

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp