الشيخ عبدالله *عبدان دهيس

 

26 سبتمبر 3/1/2008م العدد 1366 - ملحق خاص برحيل الشيخ عبدالله الأحمر 

  

تعجز الكلمات.. أن تفيه وتعدد مناقبه وخصاله وطبائعه ومكانته الاجتماعية والسياسية ودوره الوطني البارز.. لأن المغفور له بإذن الله.. المجاهد الوطني الكبير.. الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر- الذي فاضت روحه الطاهرة الى باريها.. يوم الأحد الماضي- قلَّما جاد الوطن بأمثاله.. لما كان يمتاز به من رجاحة العقل والحكمة والفطنة.. عند معالجة الأمور وقت المصائب والشدائد والمحن..

 ولما يتمتع به من الروح الوطنية العالية.. المغروسة في وجدانه وجوارحه وفؤاده منذ سن مبكرة.. والتي تجسدت في كافة مواقفه الوطنية الرائعة.. ومشاركته الفاعلة في الثورة اليمنية والدفاع عن الجمهورية.. الإنتصار لوحدة الوطن وحريته واستقلاله.. ولمكانته الرفيعة بين القبائل اليمنية وفي أوساط المجتمع اليمني بمختلف شرائحه وفئاته وتوجهاته بشكل عام ومن دون تمايز.. إذ كان الراحل الكبير محل إجماع كل الفرقاء.. لوجاهته ورجاحة عقله وخبرته الثرية ودهائه وحنكته عند تقدير الأمور.

 رحيل رجل بمثل هذا الحجم.. والوزن الاجتماعي والوطني والسياسي.. وفي مثل هذه الظروف.. يعد خسارة كبيرة على الوطن والأمة.. وستفقده الساحة كثيراً.. حيث وصفه بيان النعي الصادر عن رئاسة الجمهورية- لحظة رحيله.. بأنه كان مثالاً للإعتدال والحكمة والصبر والمسؤولية» و«رمزاً من الرموز الوطنية العملاقة، ودعامة قوية وكبيرة للثورة والجمهورية وشخصية وطنية قومية واسلامية بارزة، كرس كل جهوده لخدمة وطنه وأمته العربية والإسلامية».

إن الرصيد الوطني النضالي.. للفقيد الكبير.. حري بالأجيال أن تتمثله في سلوكها وتعاملها مع قضايا الوطن والأمة لما فيه الخير والوئام الاجتماعي.. وبما يخدم القضايا الوطنية المصيرية والحفاظ على وحدة أبناء الشعب اليمني الواحد.. التي قدم من أجل تحقيقها وانتصارها الغالي والنفيس من التضحيات الجسام والدماء الزكية.

لقد وهب الفقيد نفسه لوطنه وأمته.. فهو سليل أسرة وطنية مناضلة ومعروفة بمقارعتها للإمامة والانتصار للجمهورية والحرية والوحدة الوطنية.. فتأريخ الفقيد وسيرته الذاتية، تحمل الكثير من المناقب الشجاعة والمواقف البطولية.. وكان من حظ الأجيال- أن نشر مذكراته قبيل رحيله بشهور قليلة.. وهي اليوم في متناول الجميع.. إذ تمثل تراثاً متكاملاً يخلد الفقيد.. وتستفيد منه الأجيال في الاطلاع على تأريخ ونضال مثل هذه الهامات الوطنية الكبيرة.. التي كان لها باع طويل وسجل حافل في مختلف مراحل كفاح الشعب اليمني- بما فيها مسيرة البناء الوطني والتنموي.. التي تتواصل اليوم تحت قيادة الأخ الرئيس المناضل علي عبدالله صالح، وكان للفقيد دور طيب فيها من خلال تحمله العديد من المهام والمسؤوليات الوطنية الرفيعة والتي كان آخرها حتى لحظة وفاته.. رئاسته لمجلس النواب.

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp