الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لـ«26سبتمبر» في 22 مايو 2005 :الوحدة أصبحت راسخة وثابتة ثبوت جبال اليمن

ليست هذه المرة الأولى التي اتأخر فيها في مجلس الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر في منزله لعدة ساعات منتظراً اجراء الحوار معه.. فالشيخ عبدالله كما هو معروف منزله مفتوح للمواطنين لعرض قضاياهم عليه خاصة اولئك الذين يرون في تطويل اجراءات المحاكم عبئا ثقيلاً عليهم وفي الاخير لا ينتهون الى حل فيرضون بصلح الشيخ عبدالله حتى لو كان احدهم مغلوبا.
وقد اتاحت لي ساعات الانتظار هذه ان اكتشف قضايا وقع فيها ظلم مجحف على مواطنين من جهات مسؤولة يفترض فيها ان تأخذ بيد المواطن وتنصفه لا ان تلحق به الظلم وتستولي على حقه عيانا جهاراً.. الامر الذي جعل الشيخ عبدالله يتدخل في هذه القضايا و يتواصل مع تلك الجهات لثنيها عما قامت به والعدول عنه ومن ثم انصاف من الحقت بهم هذا الظلم فعاد اليهم بصيص من الامل لعل وعسى ان يعود اليهم حقهم.. لا اريد ان ادخل كثيراً في هذه القضية او غيرها والتي طرحت امام الشيخ عبدالله الذي لم يرتح حتى دقيقة واحدة منذ بدء مقيله حتى انتهى وتفرغ لي بصعوبة عند الساعة الثامنة مساءً.. وكانت اول كلمة قلتها له: ارحم نفسك يا شيخ عبدالله.. فلبدنك عليك حق. وقد شعرت من خلال جوابه انه سعيد بحل المشاكل بين المواطنين حتى لوكان ذلك على حساب صحته.. اقترحت عليه قبل اجراء الحوار ان يخصص يوماً في الشهر للالتقاء بالادباء والمثقفين والاعلاميين ويجعل هذا اللقاء تقليداً تحت اي مسمى.. فقال: انه يتمنى ذلك ولكن المواطنين لم يتيحوا له اية فرصة.. فقد شغلوه بقضاياهم.
وسألته خلال الحوار عن الشيء الذي كان يريد له ان يتحقق خلال الفترة الماضية من عمر الوحدة ولم يتحقق.. فأجاب: كل شيء عندي يهون امام تحقيق الوحدة.. وما دامت الوحدة قد تحققت وترسخت فكل شيء نتمناه سيأخذ طريقة للتحقق.
وحتى لاأطيل على القارئ بهذه المقدمة.. نورد فيما يلي حوار الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر الذي خص به «26سبتمبر» بمناسبة مرور عقد ونصف على اعلان الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م.. فإلى التفاصيل:

> حاوره:  احمد ناصر الشريف

> بداية نرحب با لشيخ عبدالله بن حسين الاحمر رئيس مجلس النواب.. رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للاصلاح.. وسؤالنا الاول يتعلق بتقييمكم لمسيرة الوحدة المباركة بعد مرور خمسة عشر عاماً على اعادة تحقيقها؟
>> لا شك ان مسيرة الوحدة خلال الخمس عشرة سنة الماضية كانت حافلة بتحقيق الكثير من المنجزات على مختلف الاصعدة.. وان كان المنجز الاكبر في نظري والاعظم هو اعادة تحقيق الوحدة التي كانت في الاساس تشكل مطلباً شعبياً لكل ابناء اليمن ولم تغب عن ذهن اي مواطن يمني.. كان صغيراً او كبيراً.. فقد كانت الوحدة الهدف الكبير والاسمى الذي لا يختلف حوله اثنان سواءً خلال فترة النضال قبل قيام الثورة اليمنية «سبتمبر واكتوبر» او بعد قيامها.
ورغم تباين الرؤى والافكار للانظمة في عهد التشطير في الشمال والجنوب سابقاً فلم تكن تجرؤ اية قيادة لهذه النظام او ذاك ان تتراجع او تتحفظ حول طرح مسألة الوحدة حتى خلال احلك الايام سواداً في تاريخ اليمنيين الحديث حين كانت تتأزم وتصل الامور في كثير من الفترات بين القيادات في الشمال والجنوب الى حد الاقتتال بين الاخوة وكان اليمنيون يختلفون علي كل شيء الا الوحدة التي كانت تشكل بالنسبة لهم قاسماً مشتركاً توحد بينهم حتى وهم مشطرون بدليل ان اول اتفاق وقع بين قيادتي الشطرين لاعادة تحقيق الوحدة تم في عام 72م في القاهرة على اثر حرب بين الشطرين.
اذاً فالشعب اليمني من اقصاه الى اقصاه كان يشعر بان الوحدة هي الحل لكل المشاكل.. ولذلك فقد كانت الوحدة حاضرة دائماً وتفرض نفسها بقوة على كل المواطنين باعتبارها مطلباً شعبياً وضرورة لاعادة اللحمة بين ابناء الشعب الواحد..
ونحمد الله ان الوحدة تحققت وترسخت وثبتت ثبوت جبال اليمن وهي اعظم منجز تاريخي تحقق للشعب اليمني بعد قيام ثورة «26سبتمبر وثورة 14 اكتوبر» وهي امنية الشعب اليمني من قبل الثورة ومابعدها.
ونحن اليوم ننظر اليها على انها قد اثمرت وقد اينعت وكبر شعبنا بعد تحقيق الوحدة.. واصبح له الوزن الكبير على المستوى الخارجي واصبح له المكانة الكبيرة المرموقة في كل مكان.. وصار اليمنيون جميعاً اخوة متعاونين ومتكاتفين ومتلاحمين وهذه هي السعادة الكبرى التي كنا ننشدها وما كنا نتمناه ان يتحقق.. وقد تحقق والحمدلله.

منجزات كبيرة

> في رأيكم ما هي اهم المنجزات الوطنية التي تحققت لشعبنا خلال الخمس عشرة الماضية من عمر الوحدة؟
>> المنجزات كثيرة لكن كما قلت اهم منجز هو تحقيق الوحدة في حد ذاتها اما بالنسبة للمشاريع في مختلف المجالات فاعتقد انها ظاهرة للعيان على ارض الواقع ويلمسها اي مواطن واي زائر لبلادنا ولا ينكرها الا جاحد ولا سيما في المحافظات الجنوبية والشرقية التي تغيرت معالمها نتيجة للتطورات التي شهدتها هذه المحافظات وما خصتها الدولة من مشاريع تحظى بالاولوية في تنفيذها.. كما ان اختيار محافظة حضرموت للاحتفال فيها بمناسبة مرور عقد ونصف على تحقيق الوحدة دليل على اهتمام الدولة بالمحافظات الجنوبية والشرقية وتعويضها عن الحرمان الذي عاشته في الماضي قبل اعادة تحقيق الوحدة.
واليوم من يزور المكلا عاصمة محافظة حضرموت سيجدها ورشة عمل في كل شيء.. عمران وطرقات ومصانع وكل المشاريع المختلفة بالاضافة الى ما تشهده من انطلاقة كبيرة في مجال الاستثمار.

دور مهم

> هناك تلازم بين الوحدة والديمقراطية.. ما الدور الذي قام به مجلس النواب لانجاح التجربة الديمقراطية في اليمن؟
>> الوحدة منذ اعلانها وقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م رفعت شعار الديمقراطية وجاءت بالتعددية الحزبية والسياسية وحرية الصحافة وهي امور لا تصح الديمقراطية الا بها لان فيها التنافس وفيها التداول السلمي للسلطة.. فالتعددية الحزبية هي الديمقراطية وقد تحققت بوجود الوحدة.
ولا شك ان دور مجلس النواب الذي قام به ويقوم به في انجاح تجربة اليمن الديمقراطية هو دور مهم جداً.. لان مجلس النواب يعتبر بمثابة الحارس او صمام الامان للديمقراطية وكذلك الحامي للدستور وللقوانين وسن التشريعات. فدور مجلس النواب كما قلت دور مهم جداً في ترسيخ الممارسة الديمقراطية وتعميق الوعي بها لدى كل المواطنين.

> هل صحيح ان الديمقراطية تستغل احيانا فيشوبها بعض الاخطاء في الممارسة؟
>> لا شك ان عملية الممارسة الديمقراطية توجد فيها الكثير من المخالفات ومن المنغصات وهذا شيء طبيعي لكن كما يقال وجود الشيء خير من لا شيء واعتقد انه مع مرور الوقت وتعميق ونشر الوعي باهمية الديمقراطية سواءً من قبل الاحزاب والتنظيمات السياسية او من قبل المواطنين سوف تتلاشى الاخطاء ويتجه الجميع الى السلوك الصحيح في الممارسة الذي يخدم الوطن ومصالحه العليا.. والايام كفيلة بتعليم الناس وتبصيرهم بالامور الصحيحة والاستفادة من خبرات من سبقونا في هذا المجال.

كل شيء يهون أمام الوحدة

> الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر.. ما هو الشيء الذي كنت تريد له ان يتحقق ولكنه لم يتحقق حتى الآن؟
>> بالنسبة لي كل شيء يهون امام تحقيق الوحدة وما دامت الوحدة قد تحققت وترسخت فكل شيء نتمناه سيأخذ طريقة للتحقق.
لقد كنا في الماضي نتمنى ان تتحقق الجمهورية.. فقامت الثورة وتحققت الجمهورية ثم بعد ذلك كنا نتمنى تثبيت الثورة ونجاحها وهذا تحقق ايضاً.
ثم جاء الحلم بإعادة تحقيق الوحدة.. وهو حلم ربما كان ينظر له البعض من المتشائمين بان تحققه بعيد المنال لكن كنا ننظر اليه بانه سيتحقق قريبا وهذا ما حدث فعلاً والحمدلله إذاً فهذان المنجزان الكبيران.. الجمهورية والوحدة.. كانا من اهم واغلى ما يتمناه المواطن اليمني وقد وصل اليهما بعد نضال طويل وشاق.. ومع تحقيق هذين المنجزين العظيمين فإن الامور الاخرى مضمون تحقيقها مهما كانت صعبة لانها ليست في صعوبة تحقيق الجمهورية والوحدة.

تحولات عالمية

> لماذا طالت المسيرة كثيراً حتى تحققت الوحدة.. هل ذلك ناتج عن عوامل داخلية وخارجية وهل تعتقد ان المتغيرات العالمية وانهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية الثمانينات قد ساعدا في التعجيل بتحقيق اعادة الوحدة وهل كنتم تتوقعون انها ستتحقق بتلك السرعة؟
>> من المعروف ان التحولات العالمية حينها قد ساعدت كثيراً على تذليل الصعوبات وصولاً الى اعادة تحقيق الوحدة واهم هذه التحولات او المتغيرات انهيار المنظومة الاشتراكية المنضوية تحت لواء الاتحاد السوفيتي الذي انهار باعجوبة وبسرعة هائلة لم يكن احداً يتوقعها.. وقد شكل الاتحاد السوفيتي بانهياره مصيبة للعالم الثالث والدول الصغرى.. لان التوازن الاستراتيجي العالمي قد اختل وبقي في العالم اليوم قطب واحد يتحكم في مصائر الشعوب بكاملها وهي الولايات المتحدة الامريكية.

> هل معنى ذلك انه كان في وجود القطبين المتنافسين رحمة لشعوب العالم الثالث والدول الضعيفة؟
>> نعم.. وهذا ما هو معروف عند الجميع فيكفي انه خلال وجود القطبين حينها كانت الدول الضعيفة تشعر بالامان وكان كل قطب يحاول مراضاتها وتقديم لها العون وكسبها الى صفه لكن الان اصبح المجال مفتوحاً للقطب الاوحد ليتحكم في رقاب العالم كيفما يشاء.. فاصبحت الشعوب غير آمنة على نفسها وقد وصلت الامور حد العبث بالقيم والاخلاق.. وما يجري اليوم في العراق وفلسطين وافعانستان وبعض الدول الاخرى خير مثال على الظلم الواقع على كثير من الشعوب نتيجة اختلال هذا التوازن الاستراتيجي العالمي.

نعم.. كان لي موقف

> بما ان هذا الحديث هو حديث ذكريات.. لو رجعنا قليلاً الى الوراء والى الايام الاولى التي تم فيها الاتفاق على اعادة تحقيق الوحدة.. هل صحيح ان الشيخ عبدالله كان له موقف او تحفظات على دستور دولة الوحدة.. فكنت معارضاً لقيام الوحدة على اساس هذا الدستور؟
>> نعم - هذا صحيح - فقد كانت لي تحفظات كثيرة على الدستور السابق قبل تعديله.. ولست انا الوحيد الذي كنت متحفظا عليه فهناك الكثير كانوا متحفظين عليه.. لكن هذا لا يعني ان التحفظ كان على الوحدة وانما على الدستور الذي كان توجد به مواد لا تتفق مع الشريعة الاسلامية ولا تتوافق معها اما بعد ذلك فقد تم تعديله وادخلت في الدستور المواد التي تكفل الحرية وتكفل الشريعة الاسلامية وتكفل الحقوق والواجبات وتصون اعراض الناس ودماءهم.

> هل تعتقد ان الوحدة ما تزال تواجه بعض التحديات رغم مرور عقد ونصف على تحقيقها.. ام انها اصبحت في امان؟
>> انا لا المس ان هناك تحديات تواجه الوحدة اليوم سواءً أكانت داخلية او خارجية.. فالحمدلله الوحدة ترسخت واصبحت محمية بابناء الشعب اليمني جميعاً.. لكن هذا لا يعني ان نأمن مكر الدول التي تنتهج سياسة عدوانية ضد الشعوب وتحاول ان تجد المبررات لتنفيذ عدوانها.. فيجب ان نكون يقظين عملاً بالحديث الشريف «المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين» ونحن قد مررنا بتجارب كثيرة استفدنا منها وكذلك يجب ان نستفيد مما يجري حولنا بل وما يجري في العالم.

الشفافية والصدق

> من خلال خبرتك المتراكمة في الممارسة الديمقراطية حيث في فترة السبعينات كنت رئيساً للمجلس الوطني ثم رئيساً لمجلس الشورى وبعد قيام الوحدة رئيساً لمجلس النواب لاكثر من مره.. ما هي النصيحة التي تسديها للاحزاب والتنظيمات السياسية لسلوك الاتجاه الصحيح في الممارسة الديمقراطية؟
>> نصيحتي للاحزاب والتنظيمات السيايسة وللسلطة ممثلة بالحزب الحاكم ان يمارسوا الديمقراطية ممارسة صحيحة وممارسة عادلة تكون فيها الشفافية وفيها الصدق.. وفيها الحرص على المصلحة العامة للشعب بعيداً عن التنافر واستغلال المواقف ضد بعضهم البعض.. الامر الذي لا يؤدي لخدمة المصلحة الوطنية ولا يخدم الاحزاب والتنظيمات نفسها سواء أكانت في الحكم او في المعارضة.

> ماذا لو كانت الوحدة قد تحققت بدون الديمقراطية.. هل كان الوطن اليمني سيكبر في نظر الآخرين كما هو عليه اليوم؟
>> انا اعتقد ان الديمقراطية شيء والوحدة شيء آخر وتحقيق الوحدة هو وحده كفيل بتحقيق مطالب الشعب بما في ذلك الديمقراطية.

أهمية الحوار

> هناك دعوة من المؤتمر الشعبي العام للحوار مع مختلف الاحزاب السياسية على الساحة اليمنية لحل الخلافات او التباينات في وجهات النظر.. كيف تنظرون الى هذه الدعوة وهل انتم مع الحوار؟
>> الحوار هو المتنفس الطبيعي للعالم بأكمله سواء بين الشعوب او بين الاحزاب او بين دولة واخرى.. والحوار كما هو معروف لا يؤدي إلا الى الخير.. وبالحوار يمكن ان تحل اعقد القضايا مهما كانت صعبة وحساسة.. ولذلك فالدعوة للحوار من اي جهة كانت يجب ان يقابلها استجابة لان في ذلك الخير للجميع.

> ماذا عن موقفكم ممن يتمردون عن النظام والقانون.. كما حدث في صعدة مؤخراً؟
>> أنا قلت رأيي في هذه القضية في اكثر من وسيلة اعلامية وهو رأي واضح وما زلت اقول:
ان اي تمرد او خروج عن النظام والقانون هو عمل سيء ولا يجب السكوت عنه.. ونحن ندينه ونرفضه بكل شدة.

التطرف ممقوت

> لكم رؤية حول التطرف والارهاب ومطالبتكم بتحديد مفهوم دقيق للارهاب.. هل يمكن ان نطلع على هذه الرؤية؟
>> التطرف والارهاب تحت اي مظلة كانت سواءً دينياً او سياسياً او ثقافياً ً ممقوت ولا احد يقبل به خاصة في اوساط الامة الاسلامية التي جعلها الله امة وسطا.. لكن المشكلة ان التطرف والارهاب اصبح قضية عالمية تستغل وتحتشد لها جميع الدول والانظمة وتشن من اجلها الحروب وتتدخل الدول الكبرى بسببها في شؤون الدول الاخرى.. والمفارقة المخيفة انه لا يوجد حتى الان تعريف عالمي موحد لمفهوم التطرف والارهاب وما زالت الدول والامم عاجزة عن تحديد دقيق لمصطلح الارهاب والسبب ان دولاً بما فيها الولايات المتحدة تريد ان يظل مفهوم الارهاب غامضاً وغير محدد لكي تستخدم هذا الوضع في خدمة اهدافها الاستعمارية والهيمنة على العالم تحت سقف محاربة الارهاب.. ولذلك نحن نطالب بوجوب تعريف دقيق لمفهوم الارهاب وتوضيح معناه ومظاهره بعيداً عن الضغوطات وفرض الامر الواقع علـى الآخرين.

الرضا بالمهانة

> الى ماذا تعزو ظاهرة ضعف الامة العربية والاسلامية ؟
>> الانظمة العربية والحكام العرب والشعوب العربية كلهم جميعاً راضون لانفسهم بالمهانة واستسلموا وتقاعسوا عما يجب عليهم القيام به من الدفاع عن قضاياهم وحفظ سيادة اوطانهم وبلدانهم.. ونتيجة لهذا التقاعس استمرأ العدو الصهيوني هذا الاستسلام وتمادى في عدوانه على الامة العربية وشعوبها لانه لم يجد من يقاومه او حتى يقول له لا.. وهذا الموقف المتخاذل لا شك انه قد شجع العدو على التمادي في عدوانه على حقوق الامة العربية والاسلامية وعلى مقدساتها كما يحدث اليوم في فلسطين من تهديد لهدم المسجد الاقصى من قبل اليهود واعوانهم والعرب المسلمون ساكتون وكأن اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لا يعنيهم امره لا من قريب ولا من بعيد.

> وكيف تنظرون لحادثة تدنيس المصحف الشريف من قبل بعض الجنود الامريكيين؟
>> هذا آخر ما كان يخطر على بال بشر ان يحدث من اعداء ا لاسلام مثل هذه الجريمة النكراء المتمثلة في الاعتداء على كتاب الله وتدنيسه ولذلك اقول: انه لا حياة لنا اذا رضينا بانتهاك مقدساتنا وفي مقدمتها القرآن الكريم وتقاعسنا عن الدفاع عن ديننا وعقيدتنا.. واذا ما استمر الحال كما هو عليه الآن من الذل والمهانة فربما يشكل ذلك نهاية الامة الاسلامية.. واملنا ان تصحو هذه الامة من غيبوبتها وتشعر بالاخطار المحدقة بها.

مؤسسة القدس

> باعتباركم رئيس مجلس امناء مؤسسة القدس في اليمن ما هو موقف المؤسسة وما هي الاجراءات التي اتخذتها ازاء ما يحدث من تهديد للمسجد الاقصى؟
>> مؤسسة القدس «فرع اليمن» هي جزء من مؤسسة القدس الاسلامية الكبيرة والتي مقرها الرئيسي في لبنان.. وهي مؤسسة اسلامية ثقافية ليس لها قوة وليس لها امكانيات مادية.. وانما هي تدعو الشعوب وتدعو الدول العربية والاسلامية الى القيام بواجبهم ومساعدة اخوانهم في فلسطين والوقوف الى جانبهم لرفع الظلم عنهم.. لكن ما دام والامور قد وصلت الى حد محاولة هدم المسجد الاقصى والمسلمون جميعاً ساكتون وغير مكترثين بما يجري للمقدسات الاسلامية فاقول ان الله لن يغفر لهم تقاعسهم.. فهم حتى الان لم يقدموا شيئاً يذكر لدعم اخوانهم بل ان المسيرات السلمية المنددة والمستنكرة لما يقوم به اليهود من انتهاكات للمقدسات ولحقوق الشعب الفلسطيني قد منعت.. متناسين ان الجهاد انواع بالمال والنفس وما هو المتاح يجب عليهم ان يقدموه لاخوانهم.. وهذه التهديدات من قبل اليهود لهدم المسجد الاقصى تعد انتهاكاً خطيراً يضم الى سجل الدولة الصهيوينة الاسود في ظل رفضها المستمر لقرارات الشرعية الدولية ومواصلتها لاغتصاب الاراضي الفلسطينية وعليه فإنه يتحتم على الامة العربية والاسلامية انظمة وشعوباً ان يقوموا بواجبهم نحو اولئك الابطال في الداخل حتى يتمكنوا من الصمود والتصدي ومقاومة الاحتلال وصولاً الى تحرير المسجد الاقصى والارض المباركة من هذه الشرذمة التي عاثت في الارض فساداً.. والله لا يحب المفسدين.

> كلمة اخيرة تودون قولها في هذه المناسبة؟
>> نقول لشعبنا اليمني العظيم مبروك العيد الوطني الخامس عشر للجمهورية اليمنية.. ومبروك هذه المناسبة الوطنية الكبيرة ونزف الى الجميع تهانينا وتحياتنا وتبريكاتنا سائلين الله ان يعيد هذه المناسبة الوطنية على الشعب اليمني وقد تحقق كل ما يصبو اليه من تقدم وازدهار وحياة حرة كريمة في ظل راية وحدته الوطنية الخفاقة.

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp