الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لـ المستقبل الإسلامي يوليو 2001م: المفاوضات .. ليست الخيار الأمثل لتحرير المقدسات

 

مجلة المستقبل الإسلامي الشهرية - 7/2001م

 

-       المفاوضات .. ليست الخيار الأمثل لتحرير المقدسات

-       الإرهاب الصهيوني أبشع أنواع الإرهاب والمقاومة هي الحل.

-       هذا دور البرلمانات العربية والإسلامية لتحقيق التضامن والوحدة.

 

في حوار مع الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر – رئيس مجلس النواب اليمني – تتناول المستقبل الإسلامي الممارسات الإسرائيلية البشعة ضد الشعب الفلسطيني وجدوى استمرار التفاوض بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال والخيار الأصوب للشعب الفلسطيني ، ودور مجلس النواب اليمني والهيئة الشعبية اليمنية لحماية الأقصى والدفاع عن فلسطين وأهمية التضامن العربي الإسلامي في وجه المشروع الصهيوني ودور البرلمانات العربية والإسلامية بالإضافة إلى قضية الاختطافات وعلاقتها بالتركيبة القبلية للمجتمع اليمني ، ومستقبل العلاقات اليمنية السعودية. وفيما يلي نص الحوار:

·      بداية شيخ عبد الله: بصفتكم رئيساً لمجلس النواب اليمني ما هو الدور الذي قام به المجلس تجاه انتفاضة الأقصى المبارك وما يجري للشعب الفلسطيني على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم؟

§      مجلس النواب اليمني كان له السبق في تأييد انتفاضة الأقصى وإدانة واستنكار ما تفعله الترسانة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي بشعب فلسطين الأعزل الذي يناضل ويكافح ويجاهد من أجل تحرير وطنه ومقدسات أمته ، وذلك من خلال البيانات والرسائل الخاصة أو المشتركة للبرلمانات العربية والإسلامية الموجهة إلى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والعربية والإسلامية والمناشدة لها بأن تقوم بواجبها في حماية الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية من العدوان والصلف اليهودي ، ولن يتوانى في القيام بأي دور أو تحرك يستطيع القيام به ولو أن هناك تقاعسات وعقماً عربياً رسمياً إزاء هذه القضية الإسلامية العربية الإنسانية.

·      فيما يتعلق بالهيئة الشعبية لمناصرة الأقصى ونصرة فلسطين ما آخر أخبار هذه الهيئة؟

§      الهيئة راقدة وجامدة!

·      وما الأسباب؟

§      الأسباب هي أن العالم العربي والإسلامي كله رقد للأسف الشديد.

·      وماذا عن التبرعات والأموال التي جمعتها وأعلن عنها؟

§      صرف قسم منها للمجاهدين وأسر الشهداء في فلسطين والقسم الآخر لازال في البنك ، وبعض من أعلنوا تبرعهم لم تصلنا تبرعاتهم حتى الآن.

·      ترأستم المؤتمر الشعبي ولجنة التنسيق للمقاطعة الاقتصادية لأمريكا.. فما هي النتائج التي تحققت حتى الآن على هذا الصعيد؟

§      نعم ترأست مؤتمر المقاطعة والمشكل من الأخوة أمناء الأحزاب والقوى الوطنية وبعض الشخصيات السياسية ووجهنا عدداً من النداءات والتوصيات لمقاطعة البضائع الإسرائيلية وحظر دخولها اليمن ، حتى يكون الموقف الرسمي والشعبي منها واحداً ، إلا أن الموقف من البضائع الأمريكية مختلف ، فالأحزاب والقوى الوطنية المعارضة لها رأي واضح يدعو للمقاطعة ، ولكن في الجانب الآخر الأمر مرتبط بالموقف الرسمي ويخضع للعلاقات الرسمية بين اليمن وأمريكا وهي علاقات قوية.

·      هل تتوقعون أن يحصل بعض التحول الإيجابي في المواقف الأمريكية المنحازة لإسرائيل في عهد الرئيس الأمريكي / جورج دبليو بوش.

§      نأمل هذا … لأن ما حدث في عهد الرئيس السابق كلينتون من تحيز مفضوح إلى جانب إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني لم يكن مسبوقاً في عهد من سبقه من الرؤساء الأمريكان.

·      برأيكم ما جدوى العودة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات مع العدو الصهيوني؟

§      المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لا يجوز أن يعلق عليها الآمال في تحرير الأرض والمقدسات ولا أن تكون هي الخيار الأمثل للشعب الفلسطيني فهي تحتاج إلى دعم عربي والدعم العربي لا يمكن أن يتوفر إلا في ظل الوحدة والتضامن العربي والى أن تتحقق هذه الوحدة وهذا التضامن العربي يبقي الجهاد والمقاومة هو الخيار الأصوب للشعب الفلسطيني ، ويجب أن يدعم ويستمر حتى تتهيأ فرص أفضل لتفاوض يضمن ويكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والسيادة على أرضهم ومقدساتهم.

·      ما الدور الذي يجب أن تلعبه البرلمانات العربية والإسلامية في مجال تحقيق التضامن والتكامل العربي والإسلامي وتوحيد الإرادة السياسية عربياً وإسلامياً في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة وفي مقدمتها تحدي الاحتلال والمشروع الصهيوني المبني على أساس الهيمنة والتوسع والتحكم بمعابر المنطقة ؟

§      على البرلمانات العربية والإسلامية واجب كبير في هذا الشأن لا شك ولو أن هناك إحباطاً من مواقف المؤسسات التنفيذية إزاء ما يصدر من البرلمانات العربية والإسلامية من دعوات للعمل على تحقيق وتجسيد التضامن والوحدة والتكامل ، فهناك تقاعس عن كل ما يحقق التضامن ويجسد الوحدة وهناك تجاهل لمشاعر وطموحات الشعوب العربية المسلمة وليس أدل على ذلك من تغاضيهم عن حالة الغضب والمشاعر الملتهبة التي أظهرتها شعوبهم مؤخراً تفاعلاً مع انتفاضة الأقصى المباركة وما يواجهه إخوانهم في فلسطين من حرب شاملة من قبل قوات وجيش الاحتلال الصهيوني.

·      وماذا عن الموقف من اتفاقية وقف الأعمال الإرهابية؟

§      البيان أو الاتفاقية التي تمخض عنها مؤتمر (شرم الشيخ) هو تطبيق لرغبة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وهو ما تريده الولايات المتحدة وهو ضد النضال والمناضلين في فلسطين والمطالبين بحقوقهم المشروعة وضد المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان قبل تحريره ، باختصار هو ضد المستضعفين ولم يكن ضد الظلم ومجرمي الحرب والقوى التي تمارس الطغيان ضد الشعوب المستضعفة ، ولهذا استنكرناه في وقته.

·      أنتم ترأسون مجلس النواب اليمني للمرة الثانية ، وهناك استنتاج عام في الشارع اليمني أن دور المجلس الرقابي ضعيف ، فهل يرجع ذلك إلى خلل في قضية الفصل والتوازن بين سلطات الدولة أم أن هناك أسباب أخرى في نظركم؟

§      هناك إهمال من قبل اللجان الدائمة في المجلس في مجال القيام بدورها ومهامها الرقابية ، ونحن بصدد تفعيل ذلك.

·      لا تزال الاختطافات والثارات تقع وتتكرر بشكل يسيء إلى سمعة اليمن في الخارج .. إلى متى تستمر هذه الأعمال. وما علاقتها بالطبيعة أو التركيبة القبلية في المجتمع اليمني؟

§      الحقيقة أن الاختطافات وأعمال التعرض للأجانب أو التجار أو للمسافرين تقوم بها عصابات من بعض القبائل ، وهي أعمال وممارسات دنيئة وشنيعة وذميمة إجرامية ومخالفة ومتناقضة مع تعاليم الإسلام وأحكام الشريعة ومع العادات والتقاليد والأعراف اليمنية الحميدة ، وكذلك الثأر فهو ظاهرة سيئة وموجودة في اليمن وهي لم تكن مرتبطة بالأعراف القبلية والتقاليد الأصيلة ، فالأعراف القبلية تدين هذه الأعمال وترفضها وهي ناتجة عن تقاعس الدولة وأجهزة الأمن في المدن والمحافظات وتقاعس المشائخ والوجهاء أيضاً ولن يحد هذه الظاهرة إلا قيام المسئولين في مؤسسات الدولة بواجباتهم على أكمل وجه وبالتعاون بين أجهزة الأمن والمشائخ والوجهاء للقبض على القتلة عند ارتكابهم للجريمة بدلاً من تركهم يهربون مما يدفع بأولياء الدم إلى القيام بالثأر وقتل غير القاتل.

·      هناك من يربط بين حمل السلاح وبين جرائم القتل والثأر والاختطاف ولهذا لا بد حسب رأيهم من وجود قانون ينظم عملية حمل السلاح ، فما هي الموانع من وجود قانون كهذا؟

§      هذا سؤال طالما طرح علي وأجبت عليه بأن قانون تنظيم حمل السلاح في العاصمة والمدن الكبرى موجود ونافذ من عام 1992م ويحتاج إلى تطبيق وتعاون من الجميع على تطبيقه.

·      لكن يقال إن مجلس النواب رد قانوناً جديداً بهذا النص؟

§      لا يوجد قانون جديد ، كانت الحكومة قد أرسلت مشروع قانون وقمنا بإعادته إليها وقلنا إن هناك قانوناً موجوداً ونافذاً يجب أن يطبق وإذا كان لدى الحكومة أي تعديل عليه فيمكن أن ننظر فيه.

·      ندخل في محور علاقة اليمن مع جيرانها ، ونسأل ، كيف تنظرون إلى آفاق العلاقات الأخوية بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية ، خاصة بعد توقيع معاهدة ترسيم الحدود بين البلدين واستئناف انعقاد مجلس التنسيق الأعلى بين البلدين؟

§      كثيراً ما طرح على هذا السؤال وقد أكدت وأؤكد أن العلاقة بين اليمن والمملكة العربية السعودية علاقة تاريخية وأخوية أزلية منطلقة من روابط العقيدة ، ووشائج القربى والدم والجوار وإن أي جفوة تحصل لأي سبب من الأسباب ما هي إلا عوامل طارئة وسحابة صيف سرعان ما تنقشع وتزول وتعود المياه إلى مجاريها ، وقد جاءت المعاهدة الحدودية بين البلدين وكانت بمثابة البلسم الذي داوى الجروح نهائياً بحمد الله ، وما استئناف انعقاد مجلس التنسيق بين البلدين إلا ثمرة ودليل على ذلك.

·      ماذا عن العلاقة بين مجلس الشورى بالمملكة ومجلس النواب اليمني؟

§      العلاقات طيبة والحمد لله ومتينة ، وقد قمت بزيارة المملكة على رأس وفد برلماني تلبية لدعوة كريمة من رئاسة مجلس الشورى السعودي ، وقد كانت بهدف التعاون وتبادل الخبرات ، وهي أيضاً جزء من الزيارات واللقاءات المستمرة بين المسئولين في البلدين ، وتصب في إطار تعزيز العلاقات الأخوية لما فيه مصلحة البلدين والشعبين وخلالها قدمنا دعوة للأخ / رئيس مجلس الشورى السعودي لزيارة بلده الثاني اليمن ، وقد قبلها على أن يتحدد موعدها في الوقت المناسب.

·      هل هناك اتصالات مع دول مجلس التعاون بشأن طلب اليمن الانضمام إلى دول المجلس؟

§      الاتصالات بين اليمن ودول الخليج ليست جديدة وهي مستمرة وتستهدف مصلحة كل دول الخليج والجزيرة ، واليمن جزء من الجزيرة العربية ولا شك أن موقع اليمن الطبيعي هو في إطار مجلس التعاون الخليجي وهذا ما نؤكده دائماً وباستمرار.


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp