الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لـ (الدستور) الكويتية 12/4/2000م :أقول للنواب الكويتيين المعاتبين : عشر سنوات كافية لطي صفحة الماضي وعلينا تصويب جهدنا للعمل المشترك المثمر

 

رئيس مجلس النواب الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لـ (الدستور) الكويتية

·        أقول للنواب الكويتيين المعاتبين : عشر سنوات كافية لطي صفحة الماضي وعلينا تصويب جهدنا للعمل المشترك المثمر .

12/4/2000م

 

في اليمن والأزمات تلمع كالذهب معادن بعض الرجال الأوفياء ، وخلال أزمة الإحتلال العراقي الأثم لدولة الكويت ظهر المعدن الأصيل للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني الذي أعلن في وضوح لا لبس فيه وأيد في موقف مبدئي الحق الكويتي ضد الباطل العراقي حتى أنه بات في الساحة اليمنية وكأنه يغني خارج السرب ، ولم يقف عند هذا الحد ، بل ترأس الرجل اللجنة الشعبية اليمنية لمناصرة الكويت في عام 1990م ولهذا فقد استحق أن تفتح له الكويت أذرعها وتستقبله بالحب مع العتاب أيضاً كأول مسؤول يمني رفيع على هذا المستوى يزورها بعد أن تحررت من براثن الإحتلال الصدامي الغاشم .

(الدستور) مشاركة منها في الترحيب بالضيف الكبير التقته فور وصوله إلى البلاد وحاورته بكل الحب حواراً لم يخل من العتاب الذي يقال أنه هدية الأحباب .

محصلة الحوار مع الشيخ الأحمر تكشف عنه السطور التالية :

 

  • ماذا تعني زيارة أول مسؤول يمني كبير بحجم شخصكم الكريم إلى دولة الكويت والتي تأتي بعد عشر سنوات من جمود العلاقات بين البلدين ؟

-   بداية أعبر عن شعوري بالسعادة لوجودي في هذا البلد العزيز على قلوبنا جميعاً التي تربطنا به منذ القدم علاقة تاريخية وأزلية متجذرة شابها ما شابها مما يشوب أي علاقة بين الأخوة في الأسرة الواحدة ، وإذا كان هناك من جمود كما تقول فقد حركنا هذا الجمود من خلال إفتتاح سفاراتنا العام الماضي في دولة الكويت الشقيقة وجاءت زيارتنا الحالية لكسر هذا الجمود تماماً والقفز بالعلاقات إلى آفاق جديدة من العمل المشترك والتعاون المثمر إن شاء الله الذي يعود على الشعبين الشقيقين بالخير .

 

·        ما أهم أوراق ملف الزيارة ؟

-   كما تعلم وقلت أن زيارتي هذه هي الأولى لمسئول يمني رفيع منذ العام 1990م وهي تأتي تلبية لدعوة كريمة من الأخ الفاضل جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة ، إذن الزيارة برلمانية ومن هذا المنطلق فطبيعي أن نبحث أولاً في كيفية تعزيز العلاقات والتعاون وزيادة التواصل بين مجلس الأمة الكويتي ومجلس النواب اليمني وكذلك سنبحث في التعاون بين البلدين الشقيقين وبين الحكومتين وذلك في شتى المجالات ونتمنى إن شاء الله أن تحقق هذه الزيارة أهدافها وأنا على يقين من ذلك خصوصاً أن علاقات شخصية قوية تربطني بكثير من الأشقاء في دولة الكويت .

·   رحب كثير من أعضاء مجلس الأمة الكويتي بزيارتكم والوفد المرافق لكم فور الإعلان عنها إلا أن هناك من لا يزال متحفظاً على مواقف اليمن الرسمية سواء من قبل الحكومة أو من قبل البرلمان أو من خلال التمثيل اليمني في مجلس الأمن وذلك إبان أزمة الإحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت فماذا تقولون لهؤلاء؟

-   ما أستطيع قوله هو أنه قد مر على أزمة الخليج الآن عشر سنوات وهذه مدة طويلة وكفيلة بأن ينتهي كل شيء وعلينا جميعاً أن نعتبر ما حدث سحابة صيف وانقشعت وأن نولي جل جهدنا لكيفية التعاون المستقبلي بما يحقق مصلحة الطرفين ومصلحة الأمة العربية إن شاء الله .

·   طالبتم في كلمتكم خلال فعاليات المؤتمر البرلماني العربي الذي انعقد بالجزائر في شهر فبراير الماضي برفع الحصار عن النظام والشعب العراقي لكنكم في الوقت نفسه لم تطالبوا النظام العراقي بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بحرب تحرير دولة الكويت وعلى رأسها الإفراج عن الأسرى والمرتهنين الكويتيين في السجون العراقية فما تفسيركم لذلك ؟

-   أعتقد أننا لا ندع مجالاً في أي مناسبة ولا في أي مؤتمر ينعقد هنا أو هناك إلا ونطالب ومعنا الدول والشعوب العربية برفع الحصار عن الشعب العربي العراقي وأعتقد أن الشعب الكويتي نفسه لايرضيه استمرار الحصار على الشعب العراقي وقد أطلق رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أكثر من مرة مبادرات لرفع الحصار عن الشعب العراقي الذي يتضور جوعاً .

·        لكن لماذا لم تطالبوا في المقابل بإطلاق الأسرى الكويتيين؟

-   نحن كما نتعاطف مع الشعب العراقي ونطالب شأننا شأن غيرنا من الشعوب العربية برفع الحصار عنه فإننا وبالقدر نفسه نتعاطف مع الشعب الكويتي ونشاركه شعوره ونقدر معاناة أهالي هؤلاء الأسرى الذين تطالب بهم دولة الكويت .

·        مارأيكم في تجربة الكويت البرلمانية؟

-   تجربة الكويت البرلمانية غنية وطويلة وقد كانت دولة الكويت من أولى دول الشرق العربي التي وجد فيها مجلس نيابي يمارس صلاحياته وحقوقه كاملة ولا أستطيع القول سوى أنها تجربة ناجحة وإيجابية بكل المقاييس وأتمنى لهذه التجربة المزيد من النجاح إن شاء الله .

·        ما تقييمكم لأداء الوفود البرلمانية الكويتية في المؤتمرات الدولية ؟

-   في تصوري أن الوفود البرلمانية الكويتية عندما تشارك في المؤتمرات الدولية تكون من أنجح الوفود العربية في أدائها وهذا لم يتسن لها من فراغ بل لأنني كما قلت أن التجربة نفسها ناجحة .

·        كبرلماني مخضرم هل أنتم راضون عن التنسيق العربي في المؤتمرات البرلمانية الدولية ؟

-   أبداً لسنا راضين عن هذا التنسيق في المؤتمرات ونرى أنه أقل مما يجب وأقل مما ينبغي أن يكون عليه ونتمنى أن تشهد المرحلة المقبلة تطوراً في هذا الصدد بشكل يخدم القضايا العربية بشكل عام .

·        والتطور الديمقراطي التي بدأت تشهده الساحة الخليجية كيف تنظرون إليه؟

-   لا شك أن دول الخليج تخطو الآن خطوات جيدة جداً ولا بأس بها في هذا الصدد ونتمنى أن تتطور هذه الخطوات إن شاء الله لكن الكويت تبقى متفردة في سياستها البرلمانية ونهجها الديمقراطي فقد مارست الديمقراطية بكل الحرية ولذلك تبقى هي المتقدمة ديمقراطياً في المنطقة .

 

 

·   في ظل رئاستكم لمجلس النواب اليمني شهدت الديمقراطية في بلادكم نقلة نوعية فكيف تقيمون هذا التطور وما مدى إنعكاسه على المواطن اليمني؟

-   الديمقراطية في اليمن منذ زمن وهي عندنا تعتبر جزءاً من حياتنا والشعب اليمني بطبيعته مولوع بالحرية إنطلاقاً من مفهومها الإسلامي ولدينا مجلس نيابي منذ عام 1971م مورست فيه الديمقراطية بأسمى معانيها وطبيعي أن يشعر المواطن المحب للديمقراطية بإنعكاساتها الإيجابية عندما يمارسها بشكلها الصحيح .

·   تردد أن هناك خلافاً بين الحزبين المشاركين في الإئتلاف الحاكم (المؤتمر ، الإصلاح) فما حقيقة هذا الخلاف وماسببه أن وجد ؟

-   نحن في التجمع اليمني للإصلاح لسنا مشاركين في إئتلاف فالحكومة منذ إنتخابات عام 1997م وجميع أعضائها من حزب المؤتمر الشعبي وحزب الإصلاح في المعارضة ولكي تكون المعارضة حقيقية لا بد أن يكون هناك فعلاً معارضة وأن يكون هناك خلافات بطبيعة الحال لكن هذه الخلافات ليست خلافات في الأساسيات .

·        هل هذا يعني أنكم في حزب الإصلاح لستم شركاء ولا مشاركين في الحكم ؟

-   لا يوجد في الحكومة وزير واحد من حزب الإصلاح ونحن معارضون معارضة وطنية بناءة تعمل من أجل مصالح الوطن .

·        قلتم من قبل أن ثقلكم كحزب في الشارع اليمني أكبر من وجودكم في البرلمان ماذا يعني هذا الكلام؟

-       يعني أنه لو كانت هناك إنتخابات نزيهة لكان لنا مقاعد أكثر في البرلمان .

·   نفيتم تورط أي طرف أجنبي في عمليات خطف الأجانب التي تشهدها الساحة اليمنية منذ سنوات واتهمتم الحكومة بعدم الشدة إزاء الخاطفين فيما اتهم رئيس الجمهورية في حديث لوكالة (فرنس برس) القوى الإنفصالية في دول الجوار بالوقوف وراء هذه العمليات فهل يمكن أن يكون إتهام السيد الرئيس موجهاً إلى بعض دول الجزيرة والخليج على إعتبار أن القادة الإنفصاليين السابقين يعيشون في هذه الدول ؟

-   القوى الإنفصالية هي قوى معادية تعمل على تخريب كل ما تم إنجازه بكل ما تستطيع واتهام الرئيس محدد ويعني العناصر الإنفصالية التي ارتكبت جريمة الإنفصال التي ترقى إلى الخيانة العظمى كجريمة .

·   تبذلون جهوداً حثيثة في سبيل حل مشكلة الحدود مع المملكة العربية السعودية فإلى أي مدى اثمرت هذه الجهود المشكورة؟

-   في الحقيقة أي جهد يبذل في هذا الصدد مني أو من غيري هو جهد واجب ومحتم علينا ولا شك أنه من الضروري والحيوي حل ما ماتبقى من خلافات حدودية بين اليمن والشقيقة المملكة العربية السعودية لأن البلدين عربيين وشقيقين وتربطهما علاقات أخوية ومتينة ووطيدة ومتميزة وأزلية .

·   تثار بين الحين والآخر أخبار عن وجود مباحثات إسرائيلية يمنية يتم دوماً نفيها من قبل المسؤولين اليمنيين فما الهدف من وجهة نظركم من مثل هذه الإثارات وهل تعتقدون بوجود قوى خفية وراءها ؟

-   على كل التوضيحات الكاملة في هذا الشأن تجدونها في تصريحات الأخ رئيس الجمهورية خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية .

·        لكن زيارة الوفود السياحية الإسرائيلية إلى اليمن ألم تأت لتعزز هذه الأقاويل؟

-   هذه الزيارات في الحقيقة محل خلاف فأنا شخصياً أرفضها وأعارضها سواءً كان الزائرون من أصول يمنية كما يدعون أو من غير ذلك أنا أرفض وأعارض هذا .

·        ترفض وتعارض كشخص أم كرئيس لمجلس النواب ؟

-       أرفض وأعارض كشخص وكرئيس لمجلس النواب وكرئيس للتجمع اليمني للإصلاح.

·        الدعوة اليمنية المكثفة لعقد قمة عربية هل يمكن القول أنها هيئت الأجواء لهذه القمة ؟

-   لقد سمعتم بمبادرة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في هذا الصدد وما تزال الجهود مستمرة والعمل قائماً على تهيئة الأجواء لهذا المؤتمر وهناك حتى الآن شبه إجماع على ضرورة عقد مثل هذه القمة العربية وندعو الله أن يوفقنا وتنعقد في أقرب وقت ممكن إن شاء الله .

 

 

·        ما أهم الإنجازات التي عاد بها الرئيس علي عبدالله صالح من رحلته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ؟

-   الأخ الرئيس وصل إلى اليمن في المساء وفي صباح اليوم التالي سافرت وعلى أي حال لم تعد هناك الآن في العالم أشياء سرية فما تم هو ما سمعتموه.

·        فاكس لمن ترسلونه ؟ وماذا تقولون فيه ؟

-   لكل الحكام والمسؤولين العرب وأقول أن عليهم أن يعملوا على إعادة وحدتهم وجمع كلمتهم لمواجهة الهجمات الشرسة والتحديات التي تواجه أمتهم .

·        وكلمة أخيرة ؟

- كل التحيات أنقلها إلى الكويت أميراً وحكومة وشعباً بإسم اليمن رئيساً وحكومة وشعباً.

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp