الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لـ " الحياة" اللندنية 3/6/2002م : مجلس النواب يؤدي واجباته الدستورية وهناك قصور في الرقابة على الحكومة

 

صحيفة الحياة - 3/6/2002م

 

-       مجلس النواب يؤدي واجباته الدستورية وهناك قصور في الرقابة على الحكومة

-       نأمل تكافؤ الفرص أمام الجميع في الانتخابات المقبلة

 

أكد الشيخ عبدالله بن حسين الحمر رئيس مجلس النواب أن مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز كشفت أن إسرائيل لا تريد السلام واعتبر بيان قبائل محافظات مأرب والجوف وشبوه الذي حذر من عواقب أي عملية عسكرية تطالها جاء نتيجة طبيعية ورد فعل على الاتهامات التي تروجها بعض وسائل الإعلام وغيرها بوجود عناصر إرهابية في مناطقها.

وقال الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في حديث إلى الحياة انه لا يوجد في اليمن أي جماعات تنتمي إلى تنظيم القاعدة أو مطلوبة بتهمة الإرهاب لأننا مجتمع ندين الإهاب ونرفض التطرف ونرفض أي اتهامات إعلامية أو غيرها تطال بلادنا أو قبائلنا.

وأشار الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رداً على سؤال حول طبيعة التهم الموجهة إلى عشرات المعتقلين والموقوفين لدى الأجهزة الأمنية الذين تم اعتقالهم على خلفية أحداث 11 أيلول ومكافحة الإرهاب فقال أن هؤلاء يعدون بالمئات وربما بالآلاف واعتقد بأنهم مظلومين .

ولا بأس أن تتخذ الحكومة إجراءاتها نتيجة ما وقع في أمريكا ولكن يجب أن تكون إجراءات الحكومة معقولة وقانونية بحيث يتم الإفراج عن المظلومين أو إحالتهم إلى القضاء ليقول كلمته وعلى كل حال لا يعني ذلك أن هناك في اليمن جماعات إرهابية كما يحلو للبعض أن يقول ومن حق أي بلد أن يتخذ إجراءاته لحماية آمنة بعيداً عن ما تطلبه أمريكا أو إرضاء لها ..

وأضاف ونحن على قناعة بأن الأخ الرئيس علي عبدالله صالح يضع هذه المسألة موضع اهتمامه ويدرك كل أبعادها ولا يزال يطلب عودة المعتقلين في غوانتناموا لمحاكمتهم في اليمن لأنهم مواطنين يمنيين ونحن إلى جانبه في التعامل مع هذه القضايا وحسب علمي فإن الأمريكيين على قناعة بأن اليمن بلد خال من أي عناصر إرهابية وأن كان لديهم مخاوف من تسلل مطلوبين أو مشتبهين للأراضي اليمنية فهذه مخاوف مشتركة بيننا وبينهم. وأضاف بأن على أمريكا أن تحدد موقفها من الإرهاب الإسرائيلي الذي تمارسه إسرائيل بكل أشكاله وصوره ضد الشعب الفلسطيني بعد أن ثبت للعالم أجمع أن إسرائيل هي أكبر دولة إرهابية بل والوحيدة في ممارسة الإرهاب الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل من إبادة ومذابح وتدمير وتنكيل ورفض كل قرارات الشرعية الدولية ومبادرات السلام ولولا تأييد أمريكا ودعمها وحمايتها لما استمرت إسرائيل في ممارسة الإرهاب. ورداً على سؤال حول طبيعة التعاون اليمني مع الولايات المتحدة على الصعيدين الأمني والعسكري لمكافحة الإرهاب وهل يمكن لأمريكا أن تتسلم مطلوبين من قبل الحكومة اليمنية للتحقيق أو المحاكمة رد الشيخ الأحمر بحزم أن هذا يعد من المستحيلات لن تسلم اليمن أمريكا أي مواطن يمني ومن تثبت أدانته سيحاكم في وطنه وبناء على قوانين بلده وأمريكا شر لابد منه وعلى هذا الأساس يتم التعامل معها وأنا على قناعة تامة بأن هذا التعاون لن يتجاوز حدود السيادة الوطنية والرئيس أعلنها صراحة في مرات عدة كما أنه أحرص الجميع في هذه المسألة بحكم مسئوليته ومكانته الوطنية.

وأكد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أنه على قناعة كاملة بأن الكيان الصهيوني لا يريد سلاماً خصوصاً إن مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز كشفت توجهات إسرائيل وقد برهنت التطورات أن إمعان الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في ممارسة الإرهاب وسياسة القهر والاحتلال والتنكيل والهدم والقتل وارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني هو تأكيد على أن إسرائيل لا تريد السلام العادل والشامل بعدما برهنت المبادرة السعودية للعالم اجمع النيات العربية الصادقة في السلام وفي تقديري أنه يفترض على الأمتين العربية والإسلامية خصوصاً الدول العربية مراجعة الموقف بما يجعلها تمتلك خيارات عدة إلى جانب خيار السلام بحيث لا تتخلى عن الخيارات الأخرى إذا فرضت عليها لاسترجاع الأرض وتحرير المقدسات فليس صحيحاً أن يقال بأن السلام هو الخيار العربي الوحيد يجب أن تكون لنا خياراتنا في التعامل العربي مع هذا الكيان الغادر والغاشم والإرهاب البشع.

وطالب الولايات المتحدة بالتزام النزاهة وإدانة الجرائم الصهيونية وإلزام إسرائيل باحترام حقوق الإنسان بدلاً من توجيه التهديدات للعرب والمسلمين وضرب العراق وغيره وقال إذا كانت أمريكا تعتبر نفسها أكبر دولة في العالم فعليها أن تنحاز للعدالة والشرعية الدولية وحق الشعوب في السيادة والاستقلال والحرية من دون سياسة الكيل بمكيالين كما تفعل اليوم.

ونفى الأحمر أن يكون مشروع قانون حمل السلاح جرى إخفاؤه في مجلس النواب وإنما أعدناه من المجلس إلى الحكومة اليمنية برئاسة الدكتور عبدالكريم الإرياني وفيه بعض ملاحظات اللجنة المختصة ثم علمنا في ما بعد أن رئيس الوزراء وجه بتشكيل لجنة وزارية لمراجعته في ضوء ملاحظات مجلس النواب وإعادته إلى المجلس مجدداً لكن تم إعادته من قبل الحكومة حيث اختفى في دهاليزها وليس في مجلس النواب.

واعتبر الشيخ الأحمر رداً على سؤال أن العلاقة القائمة بين تجمع الإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني وبقية أحزاب مجلس التنسيق الأعلى لأحزاب المعارضة لا ترقى إلى مستوى التحالف مؤكداً أنها علاقة تنسيق وتفاهم في حدودها المعقولة دفعنا إليها ما حصل في انتخابات المجالس المحلية والانتخابات السابقة من تجاوزات خطيرة ومخالفات محمومة من قبل حزب المؤتمر الحزب الحاكم واعتقد أن هذا حق مشروع للأحزاب ممارسته ونحن على علاقة ممتازة بالأخ الرئيس ونرجو أن تكون علاقتنا مع المؤتمر علاقة جيدة فيها الثقة والتعاون لخدمة الديمقراطية. وعن تقييمه لتجربة مجلس النواب خلال السنوات الماضية أكد الأحمر أن المجلس يؤدي واجبه الدستوري في مجالي التشريع والرقابة وهناك عثرات وصعوبات خصوصاً في جانب الرقابة على الحكومة وهذا ناتج عن خلل في التوازن بين ممثلي الأحزاب والمستقلين لأن الحزب الحاكم صاحب الغالبية في المجالس وهذا هو السبب في عدم حصول تقدم في العملية الديمقراطية لكن كنت أتمنى أن يكون طموح الحزب الحاكم في الانتخابات المقبلة الحصول على الغالبية المعقولة التي تمكنه من تشكيل الحكومة وليس تحقيق الغالبية المطلقة التي تخل بكل التوازنات.

ودافع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر عن حزبه التجمع اليمني للإصلاح نافياً أن تكون هناك أي انشقاقات أو توجهات سياسية محل خلاف بين تكوينات التجمع وقال نحن نطبق الشورى قولاً وعملاً في التجمع الذي هو صف واحد وقلب واحد ومثل هذه الترهات عرفناها مراراً قبل كل انتخابات ثم تكون المفاجأة لمن يروجها أشبه بالصدمة وعموماً أتوقع أن تكون الانتخابات المقبلة ساخنة وأن تكون المنافسة شديدة بين مختلف الأحزاب وما أتمناه أن نعكس جميعاً صورة طيبة عن تقبلنا للديمقراطية سواء في الحكم أو المعارضة وأن نبتعد عن الإسفاف والخوض في الدعاية المغرضة التي لا تخدم البلد ولا تخدم الديمقراطية والأهم أن تكون الانتخابات نزيهة من دون تزوير أو مغالطة أو استقواء وإنما وفق تكافؤ الفرص للجميع.


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp