الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لـ (الإتحاد) الإماراتية 20/2/2000م : نرفض أي تدخل أميركي في الخلاف الحدودي بين اليمن والسعودية

 

صحيفة الإتحاد الإماراتية - 20/2/2000م

 

-       نرفض أي تدخل أمريكي في الخلاف الحدودي بين اليمن والسعودية

-       عمليات الاختطاف في اليمن فردية .. وهناك من حاولوا تسييسها

 

كعادته كان عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني رئيس حزب الإصلاح واضحاً وصريحاً في إجاباته على الأسئلة التي طرحتها عليه ( الاتحاد) في أعقاب حرب البيانات والتصريحات بين حزبه والمؤتمر الشعبي العام على خلفية اختطاف المواطن الأمريكي كينث وايت مؤخراً وأعتبر أن البيانات التي كانت تصدر من مصادر في السلطة مغرضة وكيدية ، وقال أن حزبه تجنب عدم الدخول في مهاترات مع المؤتمر الشعبي الذي قال أن علاقته بالإصلاح استراتيجية.

ورفض الأحمر في حديث لـ  الاتحاد أي تدخل أمريكي في قضية الحدود بين بلاده والسعودية وقال أن البلدين لا يحتاجان إلى وساطة من أميركا أو غيرها.

وهنا نص الحوار:

·      زرتم المملكة العربية السعودية خلال الفترة الأخيرة في وقت شهدت فيه العلاقة بين البلدين بعض التوتر ، هل بحثتم هذا الأمر مع المسؤولين السعوديين؟

§      عادة أسافر إلى المملكة العربية السعودية في شهر رمضان المبارك لأداء العمرة ومن هناك سافرت إلى لندن لمدة أسبوعين وأجريت بعض الفحوصات الطبية العادية ثم عدت مرة أخرى عبر جدة لكنني لم التق بأي مسئول سعودي ولم أبحث هذا الموضوع.

·      إلى أي مدى أثر ذلك التوتر في سير المفاوضات الحدودية؟

§      التوتر الذي حدث هو توتر إعلامي والكلام الإعلامي لا يؤثر في سير المفاوضات بيننا وبين المملكة العربية السعودية.

·      كانت اليمن طالبت بسقف زمني للمفاوضات ، هل تم تحديد ذلك فعلاً مع استئناف اللجان لأعمالها؟

§      أولاً اللجان لم تتوقف أبداً ، ثم أن القيادة السياسية في اليمن طالبت فعلاً بتحديد سقف زمني للمفاوضات نظراً لمرور وقت طويل دون التوصل إلى حل ، فمنذ التوقيع على مذكرة التفاهم بين البلدين في مكة المكرمة العام 1995م مرت الآن خمس سنوات ، ولم نكن نتوقع أن تستغرق المفاوضات كل هذا الوقت.

·      هل استجابت السعودية لطلب اليمن فيما يتعلق بهذا الموضوع؟

§      التفاهم موجود بين المسؤولين في المملكة العربية السعودية واليمن وكما تعلم فإن التحكيم وارد في اتفاقية الطائف ومذكرة التفاهم ، فإذا تعذر التوصل إلى الحل الودي والأخوي من خلال المفاوضات واللجان ومن خلال القيادة السياسية في البلدين فلا مناص من اللجوء إلى التحكيم ، لكنني حسب قناعتي الشخصية أرى بأن الأمور لن تصل إلى التحكيم فحسن النية متوفر لدى الطرفين بإنهاء هذه القضية ودياً.

·      في ضوء ذلك ، هل تتوقع أن يصل البلدان إلى حل قريب؟

§      الخطوات الأخيرة ما بعد شهر رمضان المبارك تنبئ بأن هناك جدية أكثر من الماضي ، فقد تفاعل عمل اللجان المشتركة أكثر ويتم لأول مرة تشكيل لجنة ميدانية من الفريقين اليمني والسعودي يعملان معاً في الميدان لتحديد العلامات الحدودية.

·      كان مساعد وزير خارجية أميركا قد أشار إلى أن بلاده ستقوم بدور ما بين اليمن والسعودية لإنهاء مشكلة الحدود وديا ما رأيكم في ذلك؟

§      أنا شخصياً لا أحب أن يكون للولايات المتحدة الأمريكية أي دور بين اليمن والسعودية لأن ما بيننا من الود والإخاء لا يستدعي تدخل أميركا أو غيرها ، كما أنني أرى بأن أميركا إذا ما تدخلت في أي أمر من أمور الأمة العربية أفسدته.

·      كاد اختطاف الأمريكي كينث وايت أن يحدث أزمة حقيقية بين حزب الإصلاح والحزب الحاكم ما هي ملابسات ذلك؟

§      اختطاف الأمريكي وايت ليس الأول ، فهو ضمن سلسلة من الاختطافات المتكررة التي بدأت منذ العام 1993م ومنذ ذلك التاريخ تم اختطاف المئات لكنها جميعاً كانت حوادث جنائية ولم تسيس ، والاختطاف الأخير يأتي في هذا الإطار أيضاً فالخاطفون هم صعاليك وسفهاء لديهم مطالب لدى الدولة أو الحكومة فقاموا بخطف الأمريكي.

وأنا هنا أوكد من جديد بأنه لا علاقة لحزب الإصلاح أو حزب المؤتمر الشعبي العام بما حدث من اختطافات أو تقطع سواء كان الذين يقومون بها ينتمون إلى الإصلاح أو المؤتمر فهو تصرف فردي ، وهناك الكثيرون ممن ارتكبوا جرائم اختطاف من هذا الحزب أو ذاك لتحقيق مطالب معينة ، فما دخل الأحزاب والتنظيمات السياسية؟ فالدولة لديها قوانين وعليها أن تطبقها على كل من يحاول الإخلال بالأمن.

·      لكن الاختطاف الأخير أخذ طابعا آخر من خلال الاتهامات والتصريحات المتبادلة؟

§      كل الاتهامات التي تتحدث عنها اتهامات مغرضة وكيدية وليس لها أساس من الصحة.

·      وماذا عن اتهام مصادر السلطة لشركة المنقذ؟

§      شركة المنقذ شركة مرخص لها رسمياً والمساهمون فيها عددهم كبير وبعضهم من محافظة الجوف وصنعاء ولكن الأكثر من محافظتي تعز وإب ، وكما تعلم فإن أبناء المناطق الشرقية (مأرب – الجوف) استمروا بالاختطافات للضغط على الحكومة في تحقيق مطالبهم ، ولكن بالطبع فهذا لا يعني بأن إدارة الشركة هي التي دبرت للاختطاف ورسمت له ، إنما هي فردية مثلها مثل سابقاتها من عمليات الاختطافات التي تمت في الماضي.

·      لكن التصريحات التي كان يطلقها المسئولون حملت الشركة والإصلاح مسؤولية الاختطاف؟

§      التصريحات أو التسريبات لم تكن دقيقة وغير مسئولة وقد حاول الإصلاح تجنب الدخول في مهاترات لا تخدم مصلحة الوطن.

·      هل تعتقدون أن ما حدث يمكن أن يؤثر على علاقة الإصلاح بالحزب الحاكم؟

§      علاقة الإصلاح مع الحزب الحاكم متينة ولها خصوصية ولا يمكن أن يؤثر عليها أي شيء مهما كان وهي علاقة استراتيجية راسخة.

·      أثير جدل واسع حول قانون السلطة المحلية بين السلطة والمعارضة .. ما موقف الإصلاح من القانون؟

§      القانون طرح على مجلس النواب للمناقشة وطرح الجميع آراءهم حوله ، وقد كان الخلاف يتركز حول المحافظين ومدراء النواحي! ففريق يرى تعيينهم وفريق آخر يرى انتخابهم ، وقد تم إثراء القانون بالنقاش وتم إقراره في الأخير.

·      وما موقفكم في حزب الإصلاح؟

§      بعد إقراره من البرلمان ومصادقته من الرئيس فقد أصبح القانون نافذا ولا مجال للحديث.

·      هل تفكرون في التنسيق مع المؤتمر أو أي أحزاب أخرى لخوض الانتخابات المحلية المقبلة؟

§      في الغالب نحن نحب المنافسة الديموقراطية.

·      معنى هذا أنكم تفضلون خوض الانتخابات بدون تنسيق مع أي حزب؟

§      من خلال تجربتنا نحن نفضل ذلك ، خاصة وأننا في الانتخابات البرلمانية السابقة كان هناك اتفاق على التنسيق بن الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام واستمرت المشاورات بيننا على هذا الأساس حتى قبيل الانتخابات بفترة وجيزة ، وإذا بنا نفاجأ بأن المؤتمر تخلى عن كل ما اتفقنا عليه.

·      ننتقل إلى موضوع آخر ، وهو التهديدات الأميركية الأخيرة للعراق ، كيف ترونها؟

§      ما تقوم به أميركا من تهديدات أو ضرب العراق وإهانته ووقوفها مع العدو الصهيوني سواء ضد لبنان أو فلسطين أو سورية إنما تعني بذلك العرب كلهم وإهانتهم جميعاً وهذا بسبب المواقف المتخاذلة من الدول العربية وحالة الفوضى والتمزق التي يعيشها العرب.

·      وبرأيك ما هو المطلوب من العرب إزاء هذه التهديدات؟

§      توحيد الصف وجمع الكلمة وعودة الوئام ، فإذا تمت هذه يمكن أن نقول بأن الأمة العربية بخير وقادرة على مواجهة كل التحديات المفروضة عليها.

·      هناك من يرى بأن النفوذ القبلي في اليمن يتعارض مع النهج الديموقراطي .. ما رأيكم أنتم كأحد رموز القبيلة في اليمن؟

§      هذا كلام غير صحيح إطلاقاً ، ومن يطلق مثل هذه المقولات له أغراض وأحقاد ويريد من هذه الدعوات أن يحقق مأربه وهي التفرقة بين الدولة وبين أفراد القبائل الذين يعتبرون القاعدة الأساسية والقوية في اليمن. 

 

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp