الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لمجلة الوسط 1/5/2000م : زيارة الأمير عبد الله لبلادنا تعبر عن متانة العلاقات ورسوخها

 

مجلة الوسط - 1/5/2000م

 

-       زيارة الأمير عبد الله لبلادنا تعبر عن متانة العلاقات ورسوخها

 

·      نبدأ من النقطة التي يبدأ منها الحديث ويتكرر عنها ، وهي مسألة الحدود فقد مر على توقيعكم مع المسئولين في المملكة العربية السعودية ، مذكرة التفاهم أكثر من خمس سنوات أمكن للجان المشتركة خلالها أن تنجز معظم مهماتها ولم يتبقى كما يؤكد المسئولون سوى نقطتين طال حولهما الحوار فهل ترون أن حل ما تبقى ودياً مازال ممكناً بقرار سياسي أو عن طريق اللجان – أم أن خيار التحكيم وارد؟

§      أعتقد أن ما حققته اللجان بعد مذكرة التفاهم ورعاية القيادتين السياسيتين في البلدين ، يؤكد أن ما تبقى يمكن حله ودياً فما دام حسن النوايا متوافراً والعلاقات بين البلدين قوية ومتينة فالحل ممكن أن يتم قريباً وبالتفاهم وإن شاء الله لن نحتاج إلى التحكيم ولن نصل إليه.

·      والى أي مدى تعلقون الأمل على زيارة الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد في المملكة العربية السعودية ولقاءه مع الرئيس علي عبد الله صالح ، في هذه المسألة؟ 

§      نحن دائماً نعلق الأمل على قيادتي البلدين في حل هذه المسألة وغيرها ونعتبر أن زيارة ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز لصنعاء تعني صدق الإخاء والود والصفاء بين اليمن والمملكة ، وتعبر عن متانة العلاقات ورسوخها إلا أن هذه الزيارة كما  نعرف جميعاً هي لغرض المشاركة في احتفالات بلادنا بالعيد العاشر للوحدة اليمنية ، يحضرها كثير من الزعماء والوفود الشقيقة والصديقة ، ولكن لا نستبعد أن يتم بحث هذه المسألة من قبل فخامة الرئيس وسمو ولي العهد في هذه المناسبة.

·      اكتسبت زيارتك على رأس وفد من مجلس النواب لدولة الكويت أهميه خاصة كونها الأولى منذ أزمة الخليج الأخيرة وأنها بحثت بعضاً من المشاكل التي خلفتها الأزمة كيف تتحدثون عن الزيارة ونتائجها في هذا الجانب وفي إطار العلاقات الثنائية بين اليمن والكويت؟

§      جاءت زيارتي للكويت تلبية لدعوة من الشيخ جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة وكانت لها نتائج طيبة ، التقينا خلالها بأمير الكويت الشيخ/ جابر الأحمد الصباح ونقلت إليه رسالة من الأخ/ رئيس الجمهورية والتقينا ولي العهد الشيخ سعد العبد الله الصباح وكذا عميد الدبلوماسية العربية الشيخ صباح الأحمد الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الذي أكد أن العلاقات بين البلدين عادت إلى سابق عهدها ، وأن سفير الكويت في صنعاء سيصل قريباً وأن صندوق التنمية الكويتي سيعاود نشاطه في اليمن وكذا التعاون في  مختلف المجالات وسيرأس الشيخ صباح وفد بلاده للمشاركة في احتفالات عيد الوحدة ، كانت نتائج الزيارة جيدة سواء في المستوى البرلماني والتعاون بين مجلس النواب ومجلس الأمة أو فيما يتعلق بتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين فلم تكن محادثاتنا مع الأشقاء في الكويت على جانب معين بل شملت مجالات وقضايا أخرى إقليمية وعربية .

·      جاء في بعض تصريحاتكم الصحفية ، أنكم ستقومون قريباً بوساطة بين الكويت والعراق ما هي مقومات هذه الوساطة ومتى ستتم وكيف؟

§      أنا لا أريد أن اسميها وساطة ولكن محاولة للعمل قدر الإمكان ضمن المحاولات والجهود المبذولة للتقريب بين وجهتي النظر لدى المسئولين في البلدين الشقيقين حول المسائل التي لا تزال موضع خلاف وحالياً لا أستطيع تحديد متى وكيف سيتم هذا إلا أننا سنبدأ بإجراء اتصالات مع الأشقاء في البلدين ، وذلك بعد التفاهم مع الأخ الرئيس/ علي عبد الله صالح عقب الاحتفالات بالعيد العاشر للوحدة لأننا الآن مشغولون بالإعداد لهذه المناسبة.

·      وكيف لمستم الاستعداد في الكويت لدعم هذا الدور ؟

§      وجدت من الأشقاء في الكويت استعداداً وتفهم كاملاً لكل ما طرحناه فقد كانوا منفتحين معي إلى أبعد الحدود ، وفي مجلس الأمة تحدثت عن ضرورة تصفية الخلافات وتجاوز أثار الماضي والعمل من أجل رفع الحظر عن الشعب العراقي ووجدت أن الهم الذي يشغل المسئولين في الكويت بل ويشغل كل الكويتيين هو موضوع الأسرى لدى العراق ، ويؤكدون أنه لم يبق لديهم أي مشكلة ، من أثار الاحتلال العراقي للكويت إلا هذه المشكلة كما يرون أن حلها بإطلاق الأسرى ، هو مفتاح كل القضايا مع العراق ويقولون على كل الأشقاء أن يقوموا بواجبهم في هذه القضية.

·      أشدتم في بعض التصريحات بمجلس الأمة الكويتي من خلال تجربتكم البرلمانية الطويلة ، كيف تحدد مميزات هذا المجلس؟

§      الديمقراطية في الكويت قديمة وعريقة ، ومجلس الأمة قوي وثابت لأنه منتخب من الشعب ، كما أن من عوامل قوته أن انتخاب أعضائه لم يقم على أسس حزبية.

·      وعن مجلس النواب اليمني الذي يرأسه الشيخ/ عبد الله بن حسين الأحمر ، تردد مؤخراً الحديث عن تعديل دستوري يتضمن تمديد الفترة الانتخابية لمجلس النواب من 4 إلى 6 سنوات ، ما مدى جدية هذا التعديل وأسبابه وأهدافه؟

§      فكرة تعديل الدستور مطروحة ولكنها ليست راسخة حتى الآن وما زالت مجرد أفكار وأراء والهدف من التعديل هو التخفيف من تكاليف الانتخابات لأنها تكلف كثيراً من المال والجهد والوقت ، إضافة إلى ما تسببه من مشاكل وخلافات والفكرة لم يغلق بابها ولم تقر وما زالت مجرد أراء وأفكار وإشاعات لا أكثر.

·      تشكلت في السنوات الأخيرة مجالس قبلية أكدت في بيانات تأسيسها على أهداف في مقدمتها معالجة مشكلة الثأر واقترح بعضها عقد مؤتمر قبلي عام يتم فيه إقرار وثيقة يلتزم بها جميع القبائل لقطع دابر الثأر ، ما هو رأيكم في هذه الطروحات ؟

§      الثأر ظاهرة سيئة ، وعلى الرغم من وجودها في مجتمعنا وفي كثير من المجتمعات العربية وغيرها ، فإن القبائل اليمنية ترفضها لأنها في عمومها تتنافى مع الدين وتهدد أمن المجتمع وتطال الأبرياء في بعض الحالات ولا شك أن العمل لمعالجتها واجب ديني ووطني وإنساني ، ولكن وكما في القول المأثور ((أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)) وإن العمل لمعالجة هذه المشكلة لا بد من أن تكون للسلطة فيه اليد الطولي.

لأن أي عمل يقوم به المشائخ سواء عقد مؤتمر قبلي أو وضع ضوابط أو وثائق ، ما هي إلا جهود مكملة لدور السلطة وواجبها.


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp