الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لمجلة الشروق 21/2/1999م : الأحداث الأخيرة في اليمن أعطيت أكثر مما تستحق.

 

مجلة الشروق - 21/2/1999م

 

-       الأحداث الأخيرة في اليمن أعطيت أكثر مما تستحق.

-       لا يمكن لبريطانيا استخدام حثالات وعناصر تافهة للأساءة باليمن.

 

دائماً يثير الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر الكثير من القضايا الساخنة في مقابلاته ، حيث يمتاز ، وهو صاحب نظرة ثاقبة للأمور ، بصراحته ووضوحه في كثير من القضايا المطروحة داخلياً وخارجياً .

في حواره مع (الشروق) تبرز آراء الشيخ/ عبدالله ، الرمز القبلي الأبرز في اليمن ، كواحدة من الشواهد على حيوية الرجل وصراحته حيال ما يجري في البلاد من تطورات .

الحوار الذي أجرى معه في منزله شمل الداخل والخارج ، العلاقة مع بريطانيا بسبب الأزمة الأخيرة التي سببتها الحادثة الأخيرة في أبين المتمثلة في مقتل 4 سياح أجانب ، ظاهرة خطف الأجانب وإستمرارها في البلاد ، العلاقة مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ورؤيته للوضع الإقتصادي في البلاد ، إضافة إلى غيرها من الملفات.

·      كيف تنظرون إلى التطورات التي تحدث في اليمن لجهة إستمرار حوادث الخطف والإخلالات الأمنية والعلاقة مع الدول الغربية وبخاصة بريطانيا؟

§      الواقع أنما يحدث هي أمور سيئة ، ووزارة الداخلية أعطت الأحداث الأخيرة الكثير من الهالة والتضخيم أكثر من حقيقتها ، وكثر الهرج والمرج وكثرت التصريحات من قبل وزير الداخلية ، وإلا فالحادث الأخير الذي وقع في أبين هو حادث سياسي وله خيوط خارجية ويعد الأول من نوعه ، إضافة إلى أن الإعلام الداخلي أعطى الأحداث أكثر مما تستحق من التهويل .

·      وكيف تنظرون إلى ما يشار إلى بريطانيا من دور فيما حدث ؟

§      أعتقد أن بريطانيا كدولة بعيدة مما حدث مؤخراً ، ولا يمكنها أن تستخدم مثل هذه الحثالات والعناصر التافهة للإساءة ضد اليمن ، إنما حجتنا في ذلك بأن هؤلاء يحملون جوازات سفر بريطانية ، ولا يجوز أن تتعكر العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والمملكة المتحدة من أجل هؤلاء الزعانف والعناصر الشاذة.

·      هل يعني هذا انتقاداً صريحاً لأداء الحكومة ووزير الداخلية شخصياً ؟

§      لا أسمية انتقاداً ، ولكنه عبارة عن توضيح .

·      هل يمكن أن تؤثر هذه التصريحات في العلاقات اليمنية – البريطانية ؟

§      رأيي أنه لا يجوز أن تصل الأمور إلى هذا الحد .

·      إلى ماذا تعيدون استمرار ظاهرة خطف الأجانب في البلاد ؟

§      نعيدها إلى عدم معالجتها في وقتها ، ولم تواجه من قبل قوات الأمن مواجهة حازمة .

·      كنتم في الحكومة قبل أقل من عامين ، ومع ذلك كانت ظاهرة خطف الأجانب لا تزال مستمر ؟

§      لم أكن في الحكومة في أي وقت من الأوقات وحتى منذ ما قبل 30 عاماً ، لكنني سواء كنت في جهاز الدولة أم خارج هذا الجهاز ،فأنا مع الدولة وموقفي مما يدور واضح ، وحرصي على توطيد الأمن والاستقرار في اليمن يؤكده ما أبذله من أجل تثبيت النظام ، وهذا موقف دائم وفي كل المراحل .

·      لماذا تحولت ظاهرة خطف الأجانب من ظاهرة قبلية إلى ظاهرة سياسية ، وبخاصة بعد حادثة أبين الشهيرة ؟

§      ما حدث في أبين يعد الحادثة الوحيدة والشاذة ، والتي لها أبعاد سياسية .

·      هل نستطيع القول أن هناك أرضية لتفريخ مثل هذه الأفكار التي يتبناها زعيم جيش عدن الإسلامي أبو الحسن ؟

§      في رأيي هذه عناصر مهووسة وتتقمص الدين تقمصاً ، وهم جهلاء .

·      الحكومة متهمة برعاية مثل هذه الجماعات في وقت سابق لمواجهة الحزب الاشتراكي ، وهي الآن تجني الثمار ؟

§      هي لم ترع مثل هؤلاء ، باعتبار أن لهم ميولاً سيئة في ذلك الوقت ، وإنما كان هؤلاء مثل غيرهم من الشباب المندفع للدفاع عن الوحدة في فترة إعلان الانفصال من قبل قادة الحزب الاشتراكي ، وبعض من هؤلاء كانت لهم أدوارهم أثناء الحرب ، فقد كانوا مندفعين للدفاع عن الوحدة ، وكان هدف الدولة الاستفادة منهم واحتوائهم .

·      هل كانت هذه الاستفادة على شكل تقديم تسهيلات مثل إقامة معسكرات أو شيء من هذا القبيل ؟

§      هذا أمر لم يكن وارداً في هذا الجانب .

·      لكن كانت هناك معسكرات في جبال المراقشة في أبين ؟

§      بعدما وضعت الحرب أوزارها العام 1994م وثبتت الوحدة اليمنية وانهزم الانفصاليون ، انتهى دور هذه الجماعات مثل غيرها ، فوجدت هذه الجماعات نفسها عاطلة عن العمل فصورت لها أنفسها أن تعلن عن حركة أو تنظيم تحت أي مسمى لكي تظهر أو تحصل على شيء من الدولة .. فالدولة حاولت إقناعهم وأقنعت العديد منهم بعد الحرب ، وبقيت عناصر قليلة منهم ، وأصبحت تائهة تبحث عن شيء تذكر به أو تنال من خلاله ما يريدون من المصالح ، وقد تطور الأمر إلى هذا الحد .

·      هل قادت الدولة حوارات سابقة من أجل احتواء هذه الجماعات المتطرفة؟

§      الدولة احتوت هذه العناصر بعد الحرب عندما كانت في جبال المراقشة ، ولم يبق سوى عدد بسيط .

·      لماذا كان المسئولون في الحكومة اليمنية يحملون الخارج دائماً مسئولية الوقوف وراء ظاهرة خطف الأجانب ، إضافة إلى الحزب الاشتراكي ؟ ولماذا اختفت هذه النغمة في الأحداث الأخيرة ؟

§      قادة الحزب الاشتراكي الفارون ليسوا أبرياء مما يجري ، فلهم ضلع في التخريب ، لأنهم معارضة متطرفة وصل بهم الحال إلى إعلان الانفصال .

·      ما رأيكم بادعاءات أبو حمزة المصري أن الشريعة الإسلامية لا تطبق في اليمن بشكل صحيح ، وأنه لا بد من إعلان الجهاد ضد النظام ، بل أعلن صراحة أنه لا بد من أن يجاهد ضد الرئيس صالح ، ما ردكم ؟

§      الجهاد ضد من ؟ ليس لدينا صهيونية أو استعمار ، وليس عندنا كفر حتى يعلن الجهاد ضده ، أبو حمزة هذا رجل صعلوك لم يكن في يوم من الأيام عالماً ولا داعية من دعاة الإسلام ، ولبس قميصاً لا يستحقه ، فاختار أن يدنس اليمن . وكان عليه أم ينفذ دوره هذا في مكان بعيد من اليمن إذا كان صادقاً في ما يقوله . هناك فلسطين وغيرها .

·      لماذا برأيكم أعطي لأبي حمزة المصري هذا الاهتمام الكبير من قبل اليمن؟

§      عبد الله الأحمر : هذا أمر غريب ، في رأيي أنه كان لا بد من تجاهل هذا الصعلوك ، لأنه شخص غير معروف .

·      ما هي في رأيكم الإجراءات التي يمكن للدولة اليمنية اتخاذها لإعادة الطمأنينة إلى الأجانب من أجل العودة إلى اليمن ، بخاصة بعد مقتل أربعة من السياح في أبين ؟

§      ما حدث في أبين هو عملية الأولى من نوعها ، وقد حصلت حوادث خطف كثيرة ولم يقتل أحد ولم يسأ إلى أحد من السياح .

·      وما دوركم أنتم في الحد من ظاهرة خطف الأجانب ؟

§      أنا جزء لا يتجزأ من الدولة وجميعنا جنود معها للتعاون مع أجهزة الأمن في كل وقت ، سواء في الماضي أم الحاضر للحد من هذه الظاهرة ، فاستقرار الوضع في البلاد يهمنا جميعاً .

·      متى يمكن أن تنتهي هذه الظاهرة ؟

§      عندما تتخذ الإجراءات الحازمة من قبل وزارة الداخلية وأجهزة الأمن الأخرى  تختفي هذه الظاهرة .

·      إذن ، هناك انتقاد ضمني لدور الحكومة والداخلية عموماً ؟

§      هذا رأيي منذ بروز حوادث الاختطافات .

·      وما دور البرلمان في معالجة هذه الاختلالات ؟

§      دورنا يكمن في دعم الدولة وتنبيهها في شأن ما يحدث والرقابة على أجهزة الأمن لتحمى حقوق الوطن والمواطن ، وأن يقوم كل عضو برلماني بدوره في دائرته الانتخابية في التعاون مع أجهزة الأمن ويكفي أن مجلس النواب أقر القانون الذي وضعته الحكومة لمعالجة جرائم الاختطافات ، والذي يقضي بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على مرتكبي الجرائم وقطاع الطرق ، وحثينا الحكومة ووزارة الداخلية بتوصيات عدة وتوجيهات بسرعة التطبيق .

·      استدعيتم الحكومة أكثر من مرة للمثول أمام البرلمان ، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق في شأن عدد من القضايا ؟

§      نعم ، لقد استدعينا الحكومة أكثر من مرة لمناقشة هذه القضايا وغيرها ، وتوصلنا إلى عدد من الاتفاقات ، لكنها لم تنفذ كاملة .

·      يقال أن الغالبية التي يتمتع بها الحزب الحاكم في البرلمان هي التي تمنع البرلمان من أداء دوره بشكل طبيعي ؟

§      مهما كان من أمر ، فإن الأمن يهمنا جميعاً ، سواءً كان ذلك لدى التجمع اليمني للإصلاح أم المؤتمر الشعبي ، صاحب الأغلبية البرلمانية .

·      هل أنتم راضون عن أداء الحكومة في مجال السياسة الاقتصادية بخاصة أن الفقر اتسع في البلاد ؟

§      الوضع الاقتصادي في اليمن لا يختلف عن الوضع الاقتصادي في الدول الأقل نمواً ، بخاصة تلك التي ليست لديها موارد كافية لمواجهة أعباء المسؤولية والنفقات . لهذا اضطرت الحكومة إلى أن تقوم بالاستعانة بالبنك وصندوق النقد الدوليين للحصول على القروض والتسهيلات التي تقدمها تلك المصارف ، ومقابل ذلك لا بد للبنك الدولي من أن يفرض شروطه وسياسته الاقتصادية ، المعروفة بـ " الإصلاح الاقتصادي والمالي " الحكومة اليمنية لم تر بداً من الخضوع لهذه الشروط للخروج من الضائقة والأزمة ،  لا نلوم الحكومة على ما اتخذته في هذا الجانب ،  وليكن أنا شخصياً ، وكرئيس مجلس النواب ..

·      لكن هذا يتعارض مع توجهات حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض الذي ترأسونه ؟

§      الآراء الحزبية في هذا الموضوع شيء والقناعة الشخصية شيء آخر .

·      الكثير يرى أن قوى الفساد تلتهم مردود الإصلاحات الإقتصادية ولا تستفيد منها الدولة .. ما رأيكم ؟

§      أنا ضد هذه الممارسات وإذا كنت أعذر الحكومة من اتخاذها نهج الإصلاحات الإقتصادية والإلتزام بشروط البنك الدولي ، لكنني لا أؤيدها في ما حصل من فساد مالي وإداري هناك أموال تهدر وتذهب إلى جيوب ومصلحة أشخاص .

·      لكن لم يجر حتى الآن تقديم أي فاسد إلى القضاء ؟

§      ليس للحكومة عذر أو مبرر مقبول لعدم تقديمها الفاسدين إلى القضاء وإتخاذ الإجراءات الحازمة ضد الفاسدين ، وأنا ممن يطالب بهذا سواء من موقعي كرئيس للبرلمان أو كرئيس للتجمع اليمني للإصلاح ، فمجلس النواب يطالب بهذا بمختلف كتله البرلمانية ، بما في ذلك كتلة الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام .

·      كيف تسير العلاقة بينكم كحزب والمؤتمر الشعبي العام وبقية أطراف الحركة السياسية كالحزب الإشتراكي اليمني مثلاً ؟

§      ليس هناك أي خلاف كبير بيننا والأحزاب ، وإذا حدث أي خلاف فهو أمر طبيعي ، وتحدث الخلافات غالباً حول قضايا تخص بناء الدولة ، ثم إن الخلافات ظاهرة صحية ودائماً ما تتم تسويتها، وغالباً ما أتخذ موقفاً وسطاً في أية خلافات بين الإصلاح وبقية الأحزاب .

·      الكثيرون يرون أن الرئيس علي عبدالله صالح والشيخ عبدالله الأحمر هما عاملا التوازن الذي يمنع الصدام بين حزبي التجمع اليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي العام؟

§      هذا يأتي بدافع الحرص على مصلحة البلد ، وليس تنسيقاً حزبياً بين الاثنين الأهم لدينا هو الحفاظ على الثوابت التي تعد مكسباً لنا جميعاً وقاسماً مشتركاً لليمنيين ، وحرصنا هو الذي يدفعنا إلى أن نضغط ضد أي عنصر يريد تفجير خلاف بين التنظيمين ، ولا أكتمك سراً أن الحرص من قبل الإصلاح أكثر مما هو من جانب المؤتمر وهذا الحرص يتجلى في تحملنا في الإصلاح لممارسات خاطئة لكننا نمارس ضبط النفس.

·      ألا تخشون من أن التوازن والعلاقة الشخصية بينكما قد لا يمنعان مواجهة مقبلة بين الحزبين ؟

§      إن شاء الله لن تصل الأمور إلى هذا الحد ، وإذا استمرت حسب النية بين الجميع ، فلن تصل الخلافات إلى ما تتخوفون منه.

·      ولكن هل تختلفون مع الرئيس في بعض القضايا ؟

§      نعم نختلف أحياناً ، لكن خلافنا لا يخرج أبداً .

·      إلى أية درجة وصلت علاقاتكم مع الحزب الإشتراكي ؟

§      علاقة التجمع اليمني للإصلاح بكثير من الأحزاب طيبة ، وليس هناك معها أي خلاف بما فيها الحزب الإشتراكي ، كل ما يهمنا هو أن الحزب الإشتراكي عليه الإلتزام بالثوابت ، وأهمها الوحدة والحرص على مصلحة اليمن وعلى الوحدة الوطنية ، أما ما عدا ذلك من الأفكار التي لا تضر بمصلحة الوطن فالديمقراطية كفيلة بمعالجتها .

·      هل طمأنتكم النتائج الأخيرة للمؤتمر العام الرابع للحزب الإشتراكي بخاصة أنه أكد على ثوابت أساسية أبرزها الوحدة ؟

§      كنا ننتظر من المؤتمر العام الرابع الإشتراكي أن يخرج بقرارات مطمئنة وإيجابية أكثر من التي خرج بها .

·      هل يمكنكم أن تترشحوا لإنتخابات الرئاسة المقبلة أمام الرئيس علي عبدالله صالح بحكم ثقلكم الشعبي والسياسي ؟

§      سبق لي أن أعلنت بإسمي وبإسم التجمع اليمني للإصلاح أن الرئيس علي عبدالله صالح هو خيارنا ومرشحنا .

·      ألا يعني ذلك تناقضاً في ممارسة اللعبة الديمقراطية ؟

§      من جانبنا مرشحنا هو الرئيس علي عبدالله صالح وهذا ليس إخلالاً باللعبة الديمقراطية أبداً.

·      كيف تقيمون الوضع العربي الحالي ؟

§      وضع سيئ ورديء ومشين ومخز ومحزن .

·      وما رأيكم بسياسات الولايات المتحدة تجاه العراق ؟

§      التصريحات التي تصدر ضد وحدة العراق وضد نظامه فيها إهانة للأمة العربية وإستهتار بها ، إذا كانت الولايات المتحدة تمارس اليوم هذا ضد العراق فغداً ستمارس ذلك ضد أي نظام عربي ، ولا يجوز للقادة العرب أن يسمحوا لهذه الممارسات بأن تستمر وهم مكتوفو الأيدي ، لا يحق للولايات المتحدة ولا لأية قوة في العالم أن تتدخل في شئؤون أية دولة ، وتفرض عليها نظاماً معيناً أو تعمل على إسقاط أي نظام مهما كان فمواثيق الأمم المتحدة ومبادئها تمنع ذلك .

·      لكن الولايات المتحدة تدعي أنها مفوضة من الدول العربية بضرب العراق؟

§      أميركا تتبجح بمثل هذا الكلام اليوم ، وتنطلق بموقفها هذا من السكوت العربي ، عملاً بالمثل العربي السكوت علامة الرضا .

·      وما تقييمكم لنتائج إجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد مؤخراً ؟

§      اللقاء الأخير لوزراء الخارجية العرب يشكل عملية أفضل من اللقاءات التي سبقته فهو أفضل من إجتماع دول إعلان دمشق والمؤتمرات التي تمت في الفترة السابقة .

·      وكيف تنظرون إلى عملية السلام في ضوء الإنتخابات الإسرائيلية المقبلة ؟ وهل يمكن أن تؤثر هذه الإنتخابات في قيام الدولة الفلسطينية ؟

§      عملية السلام في الشرق الأوسط مسرحية ، ليس هناك سلام ، هناك إستسلام من جانب واحد ، أي من جانب السلطة الفلسطينية ، وأميركا التي تدعي أنها راعي السلام لا تقوم برعاية السلام بل هي راعية الإرهاب الصهيوني وراعية هيمنة القوى الصهيونية على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية المجاورة ، وعلى إستمرار إحتلالها وإبتزازها للأراضي العربية الفلسطينية ، ما يمارس ضد الشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل حالياً هو بموافقة الولايات المتحدة الأميركية ، وبدعمها ومباركتها .

·      الكثير من القادة العرب يراهنون على الإنتخابات الإسرائيلية بإعتبار أن نتائجها تشكل مؤشراً لحل القضية الفلسطينية ؟

§      مثل هؤلاء يراهنون على سراب ، سواء في الإنتخابات الإسرائيلية أم في الإنتخابات الأميركية ، لا حظ أن بعض القادة العرب يقوم بتقديم دعم إنتخاب أي رئيس أميركي ويراهن عليه ، ثم يأتي ويكون ضدهم ، وفي رأيي أن لا فرق بين يسار أو يمين إسرائيلي في الإنتخابات المقبلة في إسرائيل .

ياسر عرفات يسير هذه الأيام يستجدي في أميركا السلام ، ويطلب من قادة البيت دعم قيام الدولة المتفق عليها لكن في المقابل يصوت مجلس الشيوخ الأميركي لمصلحة رفض قيام مثل هذه الدولة .

لقد تنازل ياسر عرفات عن المطالبة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي إلى المطالبة بتنفيذ إتفاق أوسلو ، ثم تنازل إلى المطالبة بتنفيذ إتفاق (وأي بلانتيشن) في أميركا ، والذي قبل به قبل أن يقبل به اليهود جميع بنود هذا الإتفاق لمصلحة اليهود ولن يحصل عليه ، وأنا أقول إن الحقوق المسلوبة لا ترد بالإستجداء ولا بالشجب ولا بالقرارات ولا باللهث وراء سراب ، بل بمواقف عملية وواضحة ، وكنت اتمنى من ياسر عرفات لو أنه ترك أطفال الحجارة ينصرونه وللمنظمات الفلسطينية التي في الميدان أن تنصره لأنها هي التي ستحقق له ولفلسطين ما يصبو إليه ، أما الإستجداء فلن يفيد عرفات بشيء ولن يحصل الفلسطينيون علي شيء.

·      ماذا في ملف العلاقات اليمنية – السعودية ؟

§      في ملف العلاقات اليمنية – السعودية كل الخير إن شاء الله وفيه الوئام ، وعما قريب سينتهي إن شاء الله ملف الحدود سواء عن طريق اللجان أم بقرار سياسي من القمة ، أي من القيادة السياسية في اليمن والسعودية .

·      قرار سياسي بالحل ؟

§      قرار للإتفاق على ما تبقى من القضايا العالقة بين الطرفين وهي قضايا بسيطة .

·      لكن الرئيس علي عبدالله صالح قال إنها ليست بضعة كيلومترات .. إنها أكبر من ذلك بكثير؟

§      مهما كانت وكم كانت هذه المسافة المختلف عليها ، فالقرارات السياسية يمكن أن تحل المعضلة بين البلدين ، السعودية حلت مشكلاتها الحدودية مع العراق والأردن والكويت وعمان بقرار سياسي كما أن اليمن وعمان حلا المشكلات الحدودية بينهما بقرار سياسي .

·      قلتم في تصريحات صحيفة سابقة أن الخلاف على الحدود بين اليمن والسعودية هو خلاف على حفنة تراب .. هل ما زلتم عند هذا الرأي ؟

§      هذا رأيي لم يتغير ، فالعلاقات بين البلدين أهم من حفنة تراب .

·      ألن يؤدي الحل السياسي إلى إنعكاسات في أوساط الشعب اليمني ويجري اعتباره بمثابة تفريط في السيادة اليمنية ؟

§      نحن لم ولن نفرط بالسيادة وأي قرار سياسي لن يكون سوى لمصلحة البلدين ، والقيادتان في البلدين حريصتان على سيادة بلديهما ، والجميع حريص على استقرار المنطقة وحسن الجوار .

·      هل هناك سقف زمني للإنتهاء من حل ملف الحدود بين اليمن والسعودية؟

§      كنت أراهن شخصياً على العام 1998م للإنتهاء من هذا الملف ، لكن حصل ما حصل من التأخير بسبب الروتين الذي باعد الأمور قليلاً ، والآن أرجو أن تكون هذه السنة هي سنة الحسم النهائي لهذا الملف .

·      هل كان لوجودكم في السعودية مؤخراً أثر في تقريب وجهة نظر الطرفين؟

§      زيارتي للسعودية لم تكن من أجل أية قضية ، ولكنها كانت فقط للعمرة ، والزيارة الشخصية للملك فهد والأمير سلطان .


  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp