الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر للـ واشنطن بوست الأمريكية بتاريخ 5/7/2005 : الإسلام لا يتعارض مع الديمقراطية والقبلية لا تعيق التطور الحضاري
ما سر إهتمام الولايات المتحدة باليمن ؟
- هذا الإهتمام غير ملموس لدينا .
- لماذا وهل هذا الإهتمام من قبل الولايات المتحدة غير ملموس في اليمن ؟
- اليمن وغير اليمن من دول الشرق الأوسط كلهم تحت المجهر الأمريكي أي هيمنتها.
- ما الذي يدفع الولايات المتحدة للهيمنة؟
- لبسط نفوذها على المنطقة .
- هل تعتقد أن هناك أسباب تدفع الولايات المتحدة للإهتمام باليمن بشكل خاص وليس في إطار المنطقة ؟
- اليمن يقع ضمن خارطة دول الجزيرة العربية والخليج ، وتأتي المملكة العربية السعودية في المقدمة يليها اليمن وبقية دول الخليج في المرتبة الثانية والثالثة بعد المملكة .
- مارأيكم ياشيخ عبدالله في الولايات المتحدة الأمريكية ؟
- الولايات المتحدة تمثل القطب الوحيد في العالم والمسيطرة على العالم وتتحكم في مصيره ، وذلك بعد إنتهاء التوازن في العالم إثر سقوط الإتحاد السوفيتي .
- هل تمثل لكم الولايات المتحدة نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه اليمن أو هل تخطط اليمن لإتباع النموذج الأمريكي ؟
- الولايات المتحدة كانت قبل أحداث الـ (11) من سبتمبر 2001م والهجمات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن كانت تمثل نموذجاً للعالم .
- يعني أنه منذ ذلك التاريخ لم تعد الولايات المحتدة تمثل نموذجاً لليمن ؟ وأصبحت قوة غزو للعراق وأفغانستان .. هل هذا ما تريد قوله ؟
- لقد إنتهى ما كانت تتمتع به الولايات المتحدة الأمريكية من مبادئ وأخلاق وديمقراطية وحماية الحريات وحقوق الإنسان .
- طالما والولايات المتحدة لم تعد نموذجاً لليمن .. ما الذي يريد أن يصبح عليه اليمن مستقبلاً ؟
- اليمن وبحمد الله وضعه الحالي لا بأس به ، ونتمنى أن يجنب الله اليمن شر التدخل الأمريكي وغير الأمريكي والذي ما إن يدخل أي بلد إلا وأفسدوه .
- هل يطمح الشيخ عبدالله في رؤية اليمن بلد عصري حديث إذا كانت الإجابة نعم ، فما الذي تعنيه له العصرنة ؟
- الحداثة أو العصرنة لها محاسنها ومساوئها ، غير أن مساوئها أكثر من محاسنها.
- هل بإمكانكم التفعيل أكثر في هذا الموضوع ؟
- مساوئ الحداثة والأنظمة الجديدة في إعتقادي أن مساوئها تفوق حسناتها .
- أعطونا مثال على ذلك ؟
- نحن لم نغلق الباب إزاء ما يحدث في الدول المتقدمة من تطور إقتصادي وإطلاق الحريات والديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان ، هذه مفاهيم ومبادئ نؤمن بها .
- لكن إذا كنتم تعتبرونها مهمة .. ما هو النموذج الذي ستبعه اليمن ، ومن أي بلد ستأخذونه ؟
- نحن نطمح إلى الأخذ بالأفضل من كل شيء ومن أي بلد ومن أي مكان .
- ما أهم المشاكل التي تواجه اليمن حالياً ؟
- أهم المشاكل التي تواجه اليمن تتركز في ضآلة الإيرادات وشحة الإمكانيات وقلة الموارد والبطالة والإنفجار السكاني الكبير .
- ما تأثير ظاهرة الثأر على عمليتي التنمية والديمقراطية ؟
- تأثير الثأر بسيط ومحدود جداً ، فهو لا يعيق عملية التنمية وإقامة المشاريع الخدمية ولا يعيق تطور التعليم والحياة الديمقراطية ، فالثأر وهو ظاهرة سيئة ننبذها لكنه لا يمثل عائقاً أمام كل ما يصلح اليمن .
- هل يتعارض النظام القبلي مع مبادئ الديمقراطية ؟
- لا يوجد تعارض .
- كيف ؟
- النظام القبلي ليس متعارضاً مع الديمقراطية والشورى ولا يخالف النظام والقانون والعلوم الحديثة .
- يا شيخ عبدالله في حال تطور النظام الديمقراطي .. هل سيؤدي ذلك إلى ضعف دور القبيلة وإضمحلالها ؟
- اليمن مجتمع قبلي ، والقبيلة لها أعراف وأسلاف مثلها مثل القوانين المدنية ، ولا تتعارض الأعراف القبلية مع القوانين والشريعة الإسلامية الغراء ، بل أن فيها ضوابط و روادع أكثر من ضوابط القوانين المدنية وروادعها .
- لكن في الدول التي كان فيها نظام ديمقراطي قوي وكان فيها مجتمع قبلي قوي ، ومع تطور النظام الديمقراطي انحسر دور النظام القبلي وضعف تأثيره تماماً ؟
- في المستقبل القريب لن يؤثر حسب إعتقادي لكن في المستقبل الغير منظور فالله أعلم .
- هل تريدوا الأخذ بالنظام الديمقراطي إذا كانت الإجابة نعم ، ما الذي تعنيه لكم ؟
- لدينا الإسلام وهو دين الحرية والمساواة ودين الشورى ، والشورى والحرية وهما أهم مبادئ الديمقراطية .
- هل أنتم راضون عن المستوى الحالي للديمقراطية في اليمن ، أم أنكم تطلبون المزيد؟
- الديمقراطية في الشئون السياسية والإعلامية والحزبية ما عندنا مانع من أن تتطور أكثر فأكثر ، لأن الموجود لدينا الآن غير كافي .
- أحب أن ألفت إنتباه الشيخ إلى أن الجلسة مثمرة وأعجبتني كثيراً ، وأتمنى من سعادة الشيخ لو أحظى بفرصة ثانية للإلقتاء بكم ، خصوصاً وأني سأكون متواجد في اليمن أكثر من شهر .
- يرتب ذلك عبر المكتب .