الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر لصحيفة القدس العربي 18 أكتوبر 2001م: الدعم العربي لضرب أفغانستان سيؤدي لـ (عواقب وخيمة) .

 

صحيفة الصحوة نقلاً عن صحيفة القدس العربي 18/10/2001م

 

-       الدعم العربي لضرب أفغانستان سيؤدي لـ (عواقب وخيمة)

 

هذا الحوار مع الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر – رئيس مجلس النواب اليمني كان تتويجاً ليوم كامل أمضاه في الدار البيضاء بعد مشاركته بالدورة الثانية لإتحاد برلمانات الدول الإسلامية .

بدون تمعن في مواقفه ، تحتار أين يقف الشيخ/ عبدالله الأحمر – مع الهجمات في نيويورك وواشنطن التي يقول بصوت عال بما لا يدع مجالا للشك أنها مدانة ومستنكرة ، وهو ضدها وهو الذي يقول أن الاستياء والكراهية والغضب الذي تراكم لدى منفذيها موجود في قلب كل عربي ومسلم ، لكن الحيرة تتبدد حين يقول أن العنف بأشكاله المختلفة سيستمر باستمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين .

وحين أقول له أن موقف الرئيس/ علي عبدالله صالح تجاه انتفاضة الأقصى قد يعرض اليمن لضغوط قاسية ، أجاب: ليكن ما يكن لأن هذا الموقف هو موقف كل الشعب اليمني وليكن الموت ما دام الموقف إلى جانب الحق .

 

·      كيف تنظرون إلى ما جرى في الولايات المتحدة في الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) ؟

§      ننظر لما جرى في واشنطن ونيويورك باستياء كامل وشديد ، لأن ديننا الإسلامي الحنيف لا يقر قتل الأبرياء ولا ترويع الآمنين وضد الإرهاب والقتل وهو أيضاً ضد الظلم وهتك الأعراض وابتزاز الأموال لأن كل ذلك من الكبائر وما حدث في مدينتي نيويورك وواشنطن جريمة كبرى وإرهاب فظيع تقشعر له الأبدان وترفضه الأديان ، ولا يفكر بذلك العمل إلا شيطان ونحن وكل مسلم وكل من له ضمير إنساني ندينه ونرفضه وندين كل من له ضلع في ارتكاب الجريمة الشنعاء .. لكننا لا نستطيع فصل هذه العملية النكراء عن ما يجري في فلسطين من إبادة للبشر وهدم للمنازل والاستيلاء على الأراضي الزراعية والممتلكات من قبل الدولة العبرية الصهيونية الإرهابية ، وهذا الإرهاب بدعم ومباركة الولايات المتحدة وهي التي تقف في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ضد أي قرار من شأنه إنقاذ الشعب الفلسطيني من والإبادة وهي التي وقفت في المؤتمر الدولي لمحاربة العنصرية في ديربان بجنوب أفريقيا للدفاع عن الصهيونية الإرهابية ، وإلى جانب هذا تمارس الولايات المتحدة الإرهاب ضد الشعب العراقي بفرض الحصار عليه والعدوان العسكري المستمر بكل أنواع الأسلحة .

·      لكن من نفذ العملية لم يكن يعتقد أنه يقوم بعمل إرهابي .

§      بالتأكيد أن الإستياء والغضب والحقد والكراهية الذي تراكم لدى العناصر التي نفذت العمليات الإجرامية الإرهابية في واشنطن ونيويورك موجودة في كل قلب فرد من أفراد الأمة العربية والإسلامية نتيجة تعصب وتحيز الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب دولة الكيان الإسرائيلي الصهيوني العنصري ضد الشعب الفلسطيني.

·      إذا كان هذا حافزاً لعمليتهم فكيف يكون عملهم مداناً في حين أن ما تقوم به إسرائيل يقابل بصمت ، وأحياناً تفهماً وضغوطاً لمواصلة محادثات السلام؟

§      نحن ضد الإرهاب سواء كان من أفراد أو من جماعات أو دولة ، وإرهاب الدول والحكومات وخاصة ما تقوم به إسرائيل أفضع وأشد وأقبح من ذلك الذي يقوم به أفراد أو جماعات ، بل إن ما يطلقون عليه الآن عملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة هي إرهاب من نوع آخر .. فالولايات المتحدة  هي التي أرغمت الدول العربية على مؤتمر مدريد والإعتراف بإسرائيل وإنهاء المقاطعة لها والتطبيع معها ووعدتهم مقابل ذلك بإنسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة وفلسطين وقيام دولة فلسطين لكن الولايات المتحدة أخلفت وعودها ، والولايات المتحدة هي التي دفعت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لمفاوضات أوسلو الإستسلامية والتزمت له بانسحاب إسرائيل والاعتراف بدولة فلسطين وأيضاً أخلفت وعودها وقالت لعرفات كما قال إبليس لآدم (إني بريء منك) .

·      الولايات المتحدة مندفعة نحو عمل عسكري ضد أفغانستان والحكومات العربية أبدت استعدادها للتعاون ؟

§      على العرب أن لا يندفعوا للتعاون والتضامن مع الولايات المتحدة في أي عمل عسكري ضد أية دولة أو شعب عربي أو مسلم لأن عواقب هذا التعاون ستكون وخيمة ، فالعنف سيولد عنفاً أكبر والدم سيولد دماً أغزر .. لقد أرتكب أفراد عملاً مداناً ، لكن لا يجوز أن يعاقب عليه شعب بأكمله ، وعلى الولايات المتحدة أن تتروى وأن لا توسع الهوة أكثر بينها وبين الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم الثالث المغلوبة على أمرها والتي ترى في سياسة الولايات المتحدة الخارجية سياسة قائمة على الغطرسة والإرهاب والظلم.

·      الحكومات العربية متحمسة ومستعدة للمشاركة ؟

§      يتوجب على الحكام والقادة العرب أن لا يتبرعوا بتعاونهم وتضامنهم مع الولايات المتحدة بلا قيمة ولا وعي فلهم قضية أكبر وأكثر مأساوية مما حدث في نيويورك وواشنطن وهي قضية الشعب الفلسطيني .. إنه لمن المخزي حقاً أن بعض الدول العربية تتسابق على إرضاء واشنطن بتقديم تنازلات على حساب قضايا شعوبها وأمتها وفي بعض الأوقات تعمل ذلك قبل أن تطلبه منها الولايات المتحدة وأكثر مما تريده منها .. وفي كل الأحوال فإن الحكومات العربية في هذه المواقف لا تعبر عن مواقف الشعوب العربية وترون كل يوم كيف يخرج الشعب الباكستاني رافضاً العدوان على الشعب الأفغاني وأي تسرع عسكري من جانب الولايات المتحدة سيقاوم من كل الشعوب الإسلامية .

·      الحكومة اليمنية اتخذت إجراءات ضد مشتبه بهم ؟

§      أي عنصر تحوم حوله الشكوك لا بد من التحفظ عليه والتحقيق معه ، لكن المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته .

·      هل تعتقد أن هناك عناصر تنتمي إلى جماعات إسلامية متشددة كالتي نفذت عملية البارجة كول ؟

§      إن الأمة العربية والإسلامية تغلي ضد الولايات المتحدة ، وهناك عناصر لديها من الغيظ والغضب الكثير ولا تنتظر تعليمات من جهة ما لتقوم بأعمال تفجر فيه غضبها وغيظها ولا تحسب حساب عواقب ما تقوم به ، والغضب ورد الفعل يدفعها إلى التهلكة .

·      هل أسفرت التحقيقات عن توضيح الصورة والجهات التي تقف وراء عملية كول ؟

§      لقد أجريت تحقيقات دقيقة وواسعة واستمرت أشهراً ، ونحن ندين تلك العملية الإجرامية التي حصلت في مياهنا الإقليمية ونعتبرها عملية موجهة ضدنا وليست ضد الولايات المتحدة .

·      بدأت الحكومة اليمنية منذ أشهر التضييق على كل  نشاط ذي طابع سياسي أصولي ، وتردد مؤخراً أن هذا التضييق وصل إلى المعاهد وجامعة الإيمان ؟

§      التضييق توجه موجود ، ليس فقط في اليمن بل في كل الدول العربية والإسلامية ، وقبل هجمات نيويورك وواشنطن.. أما فيما يتعلق بجامعة الإيمان فهي مفتوحة ، ولم تتعرض لأية مضايقات والمعاهد الدينية رسمية وتمولها الحكومة .

·      تردد أن يمنيين شاركوا في التخطيط والتنفيذ لعمليات نيويورك وواشنطن ؟

§      اليمنيون شعب مسلم مثل جميع الشعوب العربية والإسلامية الأخرى ومنهم شباب متحمس ومستعد للقيام بأعمال يعبر فيها عن غضبه ومفضلاً الموت  على الحياة.

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp