الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لـ"الحوادث"11/7/1997م : لن يتحقق الوفاق العربي مالم يتناس القادة خلافاتهم

 

مجلة الحوادث - 11/7/1997م

 

-       لن يتحقق الوفاق العربي ما لم يتناسى القادة خلافاتهم

-       مستقبل زاهر للعلاقات اليمنية السعودية. ولا أجد حرجا في زيارة الكويت

 

الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس البرلمان اليمني وزعيم حزب الإصلاح.. وهو شيخ قبلية حاشد. من أهم القبائل اليمنية، وله ثقله المؤثر في أوساط القبائل كما أنه من رموز ثورة أيلول (سبتمبر) في اليمن عام 1962.. وبرغم تزعمه لحزب الإصلاح "الإسلامي" إلا أنه شخصية معتدلة ويحظى بقبول لدى الأحزاب الأخرى خلافا لما هو حال بعض قيادات ورموز حزبه.

"الحوادث" أجرت الحوار التالي مع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والذي تناول مختلف الموضوعات في الساحة اليمنية والعربية والإقليمية..

 

·      في ظل التحولات المهمة التي يشهدها اليمن على الصعيدين السياسي والاقتصادي.. ومع تواصل جهود الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية، ما هو الدور الذي يمكن أن يقوم به البرلمان الجديد في هذا المضمار؟

§      الدور الذي سيقوم به البرلمان في ضوء هذه التحولات هو متابعة تنفيذ البرنامج العام للحكومة وتكثيف الرقابة على أجهزة الدولة والتعاون من خلال التوجه الصادق لتحقيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية، فالمرحلة تتطلب من الجميع "أن يتبع القول العمل" إلى جانب مهام كثيرة في مجال التشريع ودراسة القوانين تنتظر المجلس ومنذ بدأ مجلس النواب فترة أعماله الأولى وتشكلت لجانه المختلفة وهو يعمل على قدم وساق واللجان تعمل كل فيما يخصها ويعتبر المجلس في انعقاد دائم على مستوى لجانه الدائمة.

·      على ضوء ما جاء في برنامج الحكومة وما تحقق من نتائج على صعيد الإصلاحات الاقتصادية خلال الفترة الماضية.. كيف تنظرون إلى مستقبل الاقتصاد اليمني والتنمية بصفة عامة؟

§      مستقبل اليمن واعد بالخير وأنا متفائل والحمد لله ما دخلت اليمن في أزمة إلا وخرجت منها منتصرة بعون الله وتوفيقه وما أنجزته الحكومة السابقة في مجال الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية يعتبر خطوات إيجابية وملموسة.. أما برنامج الحكومة الجديدة الذي أقره مجلس النواب فهو برنامج معقول يبشر بإيجاد المعالجات الكفيلة بتحسين المستوى المعيشي للمواطن الذي يعاني من الغلاء وعدم توفر فرص العمل وهذا أهم ما يجب أن يركز عليه التوجه الجديد للإصلاحات.

·      التجمع اليمني للإصلاح كيف يجد نفسه بعد خروجه إلى ساحة المعارضة.. وما هو الدور الذي يمكن أن يقوم به؟

§      التجمع اليمني للإصلاح سواء كان شريكا في السلطة او في المعارضة فهو يشعر بمسؤولية كاملة فالوطن وطن الجميع والمسؤولية مسؤولية الجميع وبخروج "الإصلاح" إلى المعارضة يحس أنه تحمل مسئولية أكبر فهو كما يقال حكومة الظل ومسؤوليته هي تقويم الإعوجاج ولكي يبصر الحكومة بمكامن الخلل والأخطاء.

·      ما هي فرص التنسيق بين الإصلاح وباقي أحزاب المعارضة خلال المرحلة المقبلة؟ وهل بدأتم إجراء حوارات مع أي منها؟

§      أي معارضة بناءه ومنطلقة من مصلحة اليمن نحن نرحب بها ونباركها من أي تنظيم كان.

·      كيف يمكن للمعارضة أن تؤدي دورها في ظل الانقسامات والخلافات القائمة بين صفوفها؟

§      يمكن توجيه هذا السؤال إلى أحزاب المعارضة التي تتحدثون عنها وعن خلافاتها.

·      ما هي تصوراتكم لمستقبل الديمقراطية والممارسة السياسية في اليمن؟

§      الديمقراطية والتعددية السياسية، مضى عليها سبع سنوات وأثبتت الممارسة نجاحها وقد ضرب اليمن واليمنيون أروع الأمثلة في هذا المجال ورغم أن الحزبية جديدة على اليمنيين لكنهم أثبتوا أنهم مؤهلين لتقبل أي جديد يخدم مصلحة اليمن واليمنيين.

·      ظاهرة الثأر المنتشرة في أوساط بعض القبائل اليمنية.. في اعتقادكم ما مدى إمكانية التغلب عليها؟

§      مشكلة الثأر مشكلة عويصة وشائكة والتغلب عليها يتطلب جهدا كبيرا ومشاركة واسعة وتعاونا من الجميع فالدولة عندما تضع خططها وبرامجها للقضاء على هذه الظاهرة السيئة يجب أن تضع في اعتبارها أنها غير قادرة على وضع أدنى حد لهذه الظاهرة ما لم يتعاون معها رجالات الحل والعقد في اليمن، وهم مشائخ القبائل والعقال والعلماء وإذا استعانت بهم فستنجح في الحد من هذه الظاهرة السيئة واختفائها أما إذا تجاهلت دور هؤلاء فلن تحقق شيئا من النجاح.. لأن تركيبة اليمن تختلف عن أي تركيبة في الشعوب الأخرى.. ومعروف أن الدولة في كل زمان ومكان وعبر العصور بالنسبة لليمن لا تستطيع بسط نفوذها وهيبتها ما لم يتعاون معها المشائخ. هذا إلى جانب تركيزها على القضاء واستقلاليته وإقامة الشريعة الإسلامية السمحاء وتنفيذ الأحكام وإقامة الحدود.. هذا كله كفيل بتلاشي ظاهرة الثأر..

·      هل صحيح أن هناك خلافات في صفوف حزب الإصلاح؟

§      لا يوجد أي خلاف في صفوف حزب الإصلاح، وكثير ما نتلقى مثل هذا السؤال الواهم.

·      العلاقة بين المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح.. كيف تقيمونها بعد الانتخابات البرلمانية؟

§      العلاقات بين التجمع اليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي العام علاقات مصير لا تؤثر فيها نتائج الانتخابات والممارسات التي استخدمها المؤتمر ضد الإصلاح في مراحل الانتخابات، لأنه تجمعنا قواسم مشتركة ومفاهيم واحدة، وكان المؤتمر والإصلاح يقفان في خندق واحد أثناء دفاعهما عن الوحدة والشرعية الدستورية ودحر مؤامرة الإنفصال، وفي المراحل السابقة أيضا فالتنظيمان لهما رؤى ومواقف واحدة.

·      ما هي تصوراتكم لمستقبل المنطقة الحرة في عدن؟

§      تصوراتي للمنطقة الحرة إذا وجهت الدولة عنايتها واهتمامها فإن هذه المنطقة بحكم موقعها لها مستقبل زاهر وستعود بالفائدة علينا وعلى كافة دول المنطقة – بالخيرات إن شاء الله.

·      هناك من يدعو إلى العفو عن قادة الحزب الاشتراكي الذين شملتهم قائمة الـ16 ما هو تعليقكم؟ وهل يمكن أن يحدث ذلك؟

§      الذي يدعو إلى العفو عن الأشخاص الذين أحيلوا إلى القضاء من قادة الانفصال يعتبر مساهما وراضيا بجريمة الانفصال مع العلم أن الذين شاركوا في جريمة الانفصال وتفجير الحرب أعداد كثيرة من الحزب الاشتراكي وغيره، إلا أن العفو الشامل الذي أعلنه الأخ رئيس الجمهورية قد أظل بظله الوارف وعفوه السامي الذي لم يسبق له نظير.

·      العلاقات اليمنية السعودية كيف تقيمونها.. وما هي المحددات التي تضعونها لزيادة تعزيز وتمتين هذه العلاقات؟

§      العلاقات اليمنية – السعودية علاقات تاريخية متميزة وهي وإن طرأ عليها بعض الفتور فهي سحابة صيف والتواصل المستمر بين المسئولين في اليمن والمملكة يؤكد صدق النوايا. كما أن وشائج القربى التي تربط الشعبين الشقيقين في اليمن والمملكة لها تأثيرها الكبير في إزالة أي شيء يعكر الصفو. والتواصل الدائم بين قيادتي البلدين السياسية الممثلة بالأخ الرئيس الفريق علي عبدالله صالح وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يبشر بمستقبل زاهر للعلاقات ويكفل تطورها ونموها.

·      ما هو تقييمكم لنتائج أعمال اللجان المشتركة فيما يتعلق بحل قضية الحدود بين اليمن والسعودية؟

§      منذ التوقيع على اتفاقية التفاهم فإن اللجان المشكلة بين البلدين الشقيقين سواء منها الفنية أو العسكرية قد خطت خطوات كبيرة جدا إلى الأمام وحققت نتائج لا بأس بها والاجتماعات مستمرة في مواعيدها.

·      هل أنتم راضون عما تم التوصل إليه حتى الآن؟

§      نحن راضون بالنتائج .

·      متى يمكن الانتهاء من هذه القضية؟

§      أي قضية حدودية بين بلدين تسويتها تحتاج إلى وقت وما دامت اللجان تعمل وتجتمع هنا وهناك فلا قلق ولا داعي للاستعجال.

·      وماذا بالنسبة للعلاقات مع باقي دول الخليج.. والدول المجاورة عموما؟

§      علاقتنا مع دول الخليج وكل الدول المجاورة علاقات جيدة وعميقة وهي علاقة تعاون وإخاء ومحبة، وقد قمنا في الآونة الأخيرة بزيارة رسمية إلى سلطنة عمان وكانت ناجحة ومثمرة.

·      هل فعلا ستزورون الكويت. ومتى تتوقعون عودة الدفء إلى العلاقات اليمنية الكويتية؟

§      أنا على استعداد لزيارة الكويت إذا وجهت لي الدعوة للزيارة، ولا أجد أي حرج مادام ذلك في خدمة اليمن.. وما سمعناه من التصريحات والقرارات التي أعلنها الأشقاء في الكويت والتي تنص على إعادة العلاقات مع اليمن وعدد من الدول العربية يبشر بخير ويعتبر خطوة عظيمة لإعادة الصف العربي.

·      دول القرن الإفريقي تعيش حالة من الاضطرابات والصراعات المستمرة والتي بدون شك لها انعكاساتها على اليمن.. كيف يمكن أن يعود السلام إلى هذه المنطقة؟

§      ما يجري في القرن الإفريقي من صراعات واضطرابات وصدامات شيء يؤسف له ولا شك أن لها انعكاسات على الاستقرار في هذه المنطقة، ونأمل أن يتفهم قادة هذه الدول أن الصراعات ليست في صالحهم أبدا.. وأنهم يخدمون الدول الكبرى التي تسعى لتحقيق مصالحها في هذه القارة وعلى حساب أبنائها الجائعين، لأن ما يجري في هذه المنطقة وغيرها مرسوم ومخطط له من الولايات المتحدة الأمريكية والدول المحالفة لها.

·      العلاقات العربية – العربية كيف ترونها في المرحلة الراهنة؟ ومتى يمكن أن يحدث الوفاق العربي؟

§      الوفاق العربي مطلوب. ولن يتحقق إلا إذا تناسى القادة العرب خلافاتهم فيما بينهم وتوجهوا نحو تعاون مشترك منطلقين من تعاليم دينهم ونبيهم عليه الصلاة والسلام الذي دعاهم للتآلف والتسامح ونبذ الفرقة والشتات فالإسلام جاء ليوحدهم ويجمعهم بعد الشتات..إذا كان ذلك منطلقا لهم فالوفاق سيتحقق وسيفرضون احترامهم وهيبتهم على الأمم.

·      قرار الكونغرس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس بماذا تعلقون عليه؟ وما هي أبعاد هذه الخطوة؟

§      قرار الكونغرس الأمريكي قرار ظالم وغاشم يجعل القدس عاصمة لإسرائيل وينقل السفارة الأمريكية إليها وهذا يتنافى تماما مع ما تدعيه الولايات المتحدة الأمريكية أنها راعية للسلام، وقد أصدر مجلس النواب اليمني بيانا ندد فيه بهذا القرار الذي تجاهل قضية الأمة العربية والإسلامية وخدم العدو الإسرائيلي الغاصب المستهتر.

·      ما الذي ينبغي عمله لمواجهة القرار الأمريكي.. سواء من قبل العرب باعتبارهم أصحاب القضية أو من قبل الأسرة الدولية؟

§      الذي ينبغي عمله هو الوفاق العربي وتحميل الأسرة الدولية كامل المسؤولية باعتبار أن هذه مقدسات لها حرمتها ولا يجب أن تنتهك وتغتصب على مرأى ومسمع من هذه الأسرة الدولية وكأن الأمر لا يعنيها فالقدس هي مهبط الرسالات السماوية.. وإسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الأمريكية تتحدى كل مواثيق وقوانين الأسرة الدولية وتعبث بمقدساتنا، دون أن تحرك ساكنا.

·      ما هي تصوراتكم لمستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط؟

§      عملية السلام المزعومة ليس لها وجود وليس لها مستقبل وإنما هي مجرد ضحك على الدول العربية لكي تمرر إسرائيل ما تريده وتغتصب ما تريده وتنتهك ما تريده تحت شعار السلام المزعوم.. وما سارعت إسرائيل إلى السلام المزعوم ودعت إليه إلا عندما وجدت أن أبطال الحجارة يذيقونها الهوان ويقضون مضجعها، فسارعت إلى الدعوة للسلام والمفاوضات لكي تقضي على أطفال الحجارة فقط، وهذا ما حدث بالفعل.. وإلا فأين هذا السلام الذي يتحدث عنه الإعلام.

·      كيف تقيمون الموقف السوري واللبناني من مفاوضات السلام؟

§      الموقف السوري – اللبناني موقف صلب وقوي وشجاع، ويعبر عن إرادة الشعوب الحرة.. ونحن نؤيد هذا الموقف البطولي ونشد على أيديهم في سبيل تحرير الأرض وتحقيق سلام عادل ودائم يضمن استعادة جميع الحقوق المغتصبة ويعيد للأمة العربية كرامتها وعزتها.

·      كيف تنظرون إلى الأوضاع في العراق؟ وما هي الخطوات التي من شأنها إيجاد الحلول لمشكلة هذا البلد؟

§      الأوضاع في العراق لا تسر أحدا والتآمر على العراق معروف لدى الجميع والعدوان عليه عدوان على الأمة العربية والإسلامية. ولا يشرف القادة العرب والمسلمين ما يجري في العراق ولا يجب أن تظل الأمة مستكينة ومتفرجة.. والذي يجري في العراق اليوم سيجري في أي قطر عربي إذا استكانت الأمة العربية ووقفت موقف المتفرج كما أن الحصار الظالم المفروض على هذا القطر الشقيق يجب أن ينتهي.

 

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp