الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر في مقابلة لصحيفة (البيان الإماراتية) بتاريخ 4/11/2001م: رئيس المجلس : إتهام تجار العسل تشهير رخيص وهزيل ومضحك

 

صحيفة البيان الإماراتية - 4/11/2001م

 

-       اتهام تجار العسل تشهير رخيص وهزيل ومضحك

 

قال الشيخ/ عبدالله الأحمر رئيس مجلس النواب أن اليمن لا يؤيد الحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد أفغانستان  واعتبر ما قالته إحدى الصحف الحكومية عن تأييد الضربات العسكرية موقفاً شاذاً لا يعبر عن موقف الشعب اليمني وأكد الأحمر الذي يعد أبرز زعيم قبلي في البلاد لـ البيان أن الإسلاميين في اليمن لا يخشون من أي مضايقات بسبب الحرب الأمريكية ضد ما تصفه بالإرهاب ورأى في اتهامات واشنطن لبعض تجار العسل بالتعاون مع ابن لادن اتهامات رخيصة وهزيلة تدعو للسخرية وشدد على أن مضى الحزب الحاكم في تعديل قانون الإنتخابات دون الأخذ بالملاحظات المطروحة عليه سيدفع أحزاب المعارضة إلى مقاطعة الإنتخابات المقبلة وتحدث عن كثير من القضايا في ثنايا الحوار التالي نصه :

·      كان لمجلس النواب موقف متميز تجاه الكثير من القضايا العربية والإسلامية ، لكن من الملاحظ أنكم لم تحددوا موقفاً من الحرب التي تشنها الولايات المتحد ضد أفغانستان بل إنكم لم تعلقوا على موقف الحكومة المؤيد لما تقوم به أمريكا ؟

§      اعتقد أنه لا يوجد موقف مؤيد لما تقوم به الولايات المتحدة من ضربات موجهة ضد الشعب الأفغاني لا من الرئيس علي عبدالله صالح ولا من الشعب ولا من مجلس النواب ولكن هناك موقف مستنكر ومدين للعمليات الإرهابية فقط .

·      لكن صحيفة الثورة شبه الرسمية أكدت في افتتاحيتها أن الجمهورية اليمنية تؤيد الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة وإن كانت أبدت قلقها من وقوع ضحايا في أوساط المدنيين الأفغان كيف ترون ذلك ؟

§      هذا موقف شاذ من الصحيفة لا يعبر عن مواقف الشعب اليمني حتى الرئيس لم يفصح عن مثل هذا الأمر أبداً ولا يزال موقفه هو موقف المدافع عن القضايا الإسلامية والعربية .

·      اليمن أعلن تأييده لإقامة تحالف دولي مناهض للإرهاب بصفتكم زعيم أكبر حزب إسلامي وتقودون المعارضة ألا تخشون من انعكاسات هذا التحالف على وضعكم كإسلاميين وأن تطال الحملة بعض رموزكم ؟

§      الإرهاب مرفوض من الجميع حكام ومعارضة ولكن الإرهاب الذي تطالب أمريكا ومن معها محاربته يجب أن يعرف فهناك قضايا وطنية عربية وإسلامية وأخرى غير إسلامية في مناطق كثيرة من العالم وتوجد منظمات تطالب بحقوقها الوطنية وتناضل من أجل الاستقلال وإخراج المحتل من أرضها هذا عمل مشروع ولا يجوز أن تعد مثل هذه المنظمات في قائمة الإرهاب والواجب من كل القادة العرب والمسلمين اتخاذ موقف لأن الولايات المتحدة موقفها واضح بأن من يحارب إسرائيل فهو إرهابي ، إسرائيل المغتصبة للأراضي الفلسطينية التي تذبح أبناء الشعب الفلسطيني وتدمر ديارهم ومزارعهم وتهتك أعراضهم ، أي منظمة تحاربها تعتبرها واشنطن منظمة إرهابية ، هذه دعوى مرفوضة ولا يجوز أن يقبل بها أي عربي أو مسلم مسئول أو غير مسئول.

·      تحدثت كثير من وسائل الإعلام الأمريكية ولمح بعض المسئولين إلى أن اليمن بؤرة للإرهاب أو منطقة حاضنة له وأوردت اسم منظمة جيش عدن أبين ومنذ أيام أوردت أسماء بعض محلات لبيع العسل وقالت أن هذه المحلات جزء من استثمارات أسامه بن لادن ، أين الحقيقة من هذا ؟

§      هذه اتهامات رخيصة وهزيلة وتدعو للسخرية أن تدعى واشنطن أن مواطنين لديهم محلات لبيع سلعة من السلع وتصفهم بأنهم إرهابيين ، أما جيش عدن الذي ثبت أنه صاحب نشاط تخريبي وكذلك عملية اختطاف السواح الأجانب في أبين نهاية عام 1998م وأنه إرتبط مع جماعة أنصار الشريعة بزعامة أبو الحمزة المصري الذي ظهر في التلفزيون ، فهذه منظمة إرهابية فعلاً وما حصل من تفجيرات هي أعمال إرهابية .

·      لكن السلطات تقول أنه لا وجود على أرض الواقع لهذا التنظيم ؟

§      بالضبط والذين فجروا المدمرة كول إما أن يكونوا من بقايا هذه الخلية أو أنهم مرتبطون بخلية خارجية أخرى .

·      مع هذا لا تخشون كحزب إسلامي أن تطالكم ما تسميه واشنطن الحملة ضد الإرهاب؟

§      هذا الأمر بعيد ومن السخافة أن أي تنظيم أو أي شخص يشعر نفسه بأنه متهم نحن نرفض هذا ولا يمكن أن تصل الأمور إلى هذا الحد ولا يمكن أن تقبل بها لا حكومة ولا برلمان ولا شعب .

·      الرئيس الأمريكي جورج بوش صرح أنه مع إقامة دولة فلسطينية وإن لم يتحدث عن شكل هذه الدولة كيف تقيمون أنتم هذا الإعلان ؟

§      هناك من المسئولين العرب من يشهد للولايات المتحدة بأنها متبنية لهذا الموقف من قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وإن هذا التوجه لم يكن نتيجة ما تعرضت له الولايات المتحدة ، وسواء كان ذلك الموقف الأمريكي سابق للأحداث الأخيرة أو ناتج عنها نحن نرحب بهذا التوجه الصحيح الذي ظللنا نطالب أمريكا به وأن يكون لها موقف محايد ومنصف من قضية الصراع العربي الإسرائيلي ، ولكن لا ينبغي على الحكام العرب أن يكتفوا بهذا التلميح ويصدقوه ويجب أن تطالب الدول العربية من واشنطن أن تبرهن على مصداقيتها بإرسال مراقبين دوليين لحماية الشعب الفلسطيني من الضرب والإبادة ، فالإبادة وسفك دماء أبناء الشعب الفلسطيني مستمرة كل يوم وحتى الآن ، فإذا كانت أمريكا صادقة في ما أعلنته فيجب أن ترفع الحظر على مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار بإرسال مراقبين دوليين إلى الأراضي المحتلة لأن هذا أقل موقف .

أما أن تكتفي بالوعود الزائفة فلا ، لأن للأمة العربية تجارب مع الولايات المتحدة تجارب كبيرة ومؤلمة أهمها مؤتمر مدريد حينما خدعت المسئولين العرب بحضور هذا المؤتمر ووعدت بإقامة الدولة الفلسطينية وإعطاء الشعب الفلسطيني كامل حقوقه ولكنها سرعان ما غيرت موقفها ولم يتحقق من وعودها شيء ، الأمر كذلك في الوعود التي قطعتها للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حين جرجر إلى أوسلو ومن ثم قالوا له مثلما قال إبليس لأبونا آدم إني بريء منك .

·      مؤخراً بدأ مجلس النواب والشورى مناقشة الخطة الخمسية الثانية المقدمة من الحكومة ، ولكن الكلمة التي ألقيتموها في افتتاح تلك الجلسة لم تعجب نواب حزب المؤتمر الشعبي وقالوا أنها لا تعبر عن المجلس ولكنها تعبر عن وجهة نظركم الشخصية ما تعليقكم على هذا ؟

§      التباين في الآراء ظاهرة صحية وأنا في كلمتي إن كنت قد عبرت عن رأي المجلس وإلا فيكفيني أنني قد عبرت عن الشعب كله .

·      ومشروع الخطة الخمسية هل ترون في مضمونه ما ينبئ بجدية الحكومة في انتشال الوضع الاقتصادي مما هو فيه ؟

§      المشروع أحيل إلى لجنة موسعة من مجلس النواب والشورى والحكومة وهم عاكفون على دراسته وأرى أن يوجه السؤال إليهم .

·      كيف تقيمون علاقتكم مع الحزب الحاكم ؟

§      التحالف بيننا وبينهم انتهى بحصول المؤتمر الشعبي العام على الأغلبية المطلقة في الإنتخابات النيابية عام 1997م ولكن لا يزال بيننا ترابط خصوصاً مع الرئيس الذي هو رئيس الجميع .

·      ولكنكم تقيمون علاقات تنسيقية مع أحزاب مجلس تنسيق المعارضة خصوصاً ؟

§      من حق الإصلاح ما دام في المعارضة أن ينسق مع الأحزاب المعارضة ، خصوصاً ما يتعلق بقضية الديمقراطية ومنها قانون الإنتخابات وتعديلاته الأخيرة والذي ينتقص من التجربة الديمقراطية الكثير ومن حق تجمع الإصلاح أن ينسق مع القوى الحزبية لإصلاح كثير من الاختلالات .

·      وجهتم مؤخراً رسالة إلى الرئيس علي عبدالله صالح تطالبونه التدخل لإجبار حزب المؤتمر على الالتزام بما اتفق عليه أثناء عملية الحوار السياسي هل أنتم واثقون من قدرته على فعل ذلك؟

§      نعم يستطيع .

·      وإذا ما أصر الحزب الحاكم على المضي في تعديلات قانون الإنتخابات دون الأخذ بملاحظات واعتراضات أحزاب المعارضة ماذا أنتم فاعلون ، هل ستقاطعون الإنتخابات المقبلة مثلاً ؟

§      أعتقد أن الإصرار سيجر أحزاب المعارضة جميعها إلى هذا الموقف .

·      قامت الحكومة بتشكيل لجنة عليا لدعم الانتفاضة الفلسطينية موازية للهيئة الشعبية التي كنتم ترأسونها وقيل أن المراد من ذلك منع وصول التبرعات إلى منظمات تصفها أمريكا بأنها إرهابية مثل حماس والجهاد الإسلامي ما صحة ذلك؟

§      أعتقد أن ما تقوله أنت صحيح ، وما سمعته أيضاً صحيح والهيئة الشعبية لا تزال قائمة ولكننا لا بد لنا أن ننسق مع اللجنة الحكومية حتى لا نظهر وكأننا نعمل في جانب والحكومة تعمل في جانب ولا شك أن السلبيات ستكون أكثر لأن الحكومة هي التي تمتلك القدرة على الضغط على رؤوس الأموال والتجار للتبرع لصالح الانتفاضة وهي قادرة أيضاً على اقتطاع نسب من مرتبات موظفي الدولة وهي كم هائل وكبير .

              

  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • whatsapp