الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب لـ الأهرام العربي: السبت 3 / 6 / 2006
الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب لـ الأهرام العربي: السبت 3 / 6 / 2006
حمي الانتخابات حادة جدا.. لكن الأمور ستنفرج
الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ـ رئيس مجلس النواب اليمني ـ ليس بالشخصية العادية لا في اليمن ولا في المنطقة العربية, بل قيادة وشخصية سياسية يمنية بارزة بيدها التأثير القوي في الكثير من الملفات.. يتحدث للصحافة قليلا وإجاباته موجزة, ويختار عباراته بعناية شديدة.. قبل أن يكون علي رأس السلطة التشريعية في اليمن, هو شيخ مشايخ قبيلة حاشد كبري القبائل اليمنية وتاريخه مشهود في ثورة اليمن, ودعم أركان النظام الجديد علي مدي أكثر من أربعين عاما مضت, وإقليميا هو نائب رئيس مؤسسة القدس العالمية ومديرها في اليمن.. عمره73 عاما.. عاد أخيرا من رحلة علاج في المملكة العربية السعودية, لكنه يتسم بحيوية شديدة ولقاءاته اليومية مع الفعاليات السياسية وشيوخ القبائل لا تتوقف.. التقيته في مقر إقامته بمنطقة الحصبة في صنعاء فيما كان يتأهب للقاء وفد من الاتحاد الأوروبي جاء إلي اليمن لبحث المساعدات واستطلاع الأوضاع قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة فكان هذا الحديث.* نبدأ بالوضع الداخلي في اليمن.. نحن في وضع استعداد للانتخابات وأجواء سياسية مرافقة لهذا الموضوع.. ما تقديركم لهذا الحراك السياسي.. وكيف تري المستقبل؟
الانتخابات كما تعرف تحدث فيها خلافات بين الأحزاب في كل مكان, وتحتد الخلافات أيام الانتخابات وتتلاشي بعدها.
* وعندما تحتدم كيف لا تخرج عن الطريق السليم أو تنفجر؟
الانفجار لن يحدث, حمي الانتخابات تكون حادة جدا خصوصا عند الأحزاب الحاكمة, لأنهم لا يريدون للآخرين شيئا, وسوف تنفرج الأمور بإذن الله.
* المعارضة اليمنية المعروفة باللقاء المشترك.. لماذا لم ترشح شخصا للانتخابات الرئاسية حتي الآن؟
حتي الآن لم نسمع بشيء.
* لكن هل يتوقع أن يكون هناك مرشح؟
هناك ديمقراطية نرفع شعارها.. ولهذا لا يستبعد.
* هل هذا عند اقتراب الانتخابات؟
الله يجنب البلاد أي مشاكل.
* العلاقة مع الرئيس علي عبدالله صالح إلي أي حد وصلت؟
العلاقة الشخصية كما هي وأحسن.
* ألم تفكروا في الحوار معه لتخفيف الاحتقان أو الاتفاق علي أن تسير الأمور بشكل منضبط لصالح اليمنيين في المرحلة الحالية؟
هذا ممكن.. أنا كنت غائبا وعدت قريبا, وهناك قضايا ومشاكل وزيارات ولم يحدث الحوار.
* لكن متوقع؟
إن شاء الله.
* كيف يمكن ضبط سبل الاحتقان السياسي الموجود في اليمن؟
الأمور بيد الرئيس كلها.. يستطيع أن يخفف من هذا الاحتقان.
* هل هناك مطالب أو استحقاقات معينة عليه أن يوفي بها؟
هناك أحزاب اللقاء المشترك, لهم برنامج, وبينه وبينهم حوار.. إن شاء الله يصلون إلي حلول.
* الوضع الاقتصادي والسياسي العام في اليمن هل أنت راض عنه؟
في الحقيقة الظروف صعبة, حكومة وشعبا, نريد تصحيح الفساد وإصلاح الأوضاع, وجمع الكلمة, تصحيح مسار الانتخابات والحرص علي أن تكون نزيهة.
*.. وبالنسبة للمسار الديمقراطي في اليمن؟
نحن في البداية في خطوات, والديمقراطية تلاشت في عقر دارها في أمريكا وأوروبا, فلم تعد لديهم ديمقراطية.
* هل تقبل ترشيح ابنكم حميد للانتخابات الرئاسية؟
كل واحد حر لكنه غير مطروح من حزب الإصلاح هذ الأمر.
* أنتم أسرة برلمانية, فلديكم خمسة أعضاء في مجلس النواب.. هل تضيقون بالخلافات بينكم؟
لا أضيق بالخلاف سواء من الأقارب أم الأباعد ولا أي أحد من اليمنيين.. وهذا أمر طبيعي, ولا أغضب إذا اختلف معي ابني.
* هناك من يقول إن نفوذ القبائل في اليمن يفوق نفوذ الدولة.. إلي أي حد هذا الكلام صحيح؟
الدولة دولة.. هي دولة القبائل ودولة الشعب كله, والشعب اليمني كله قبائل.
* هل هناك صدام بين الاثنين أم لا؟
لا يوجد صدام.
* الوحدة كانت عاملا أساسيا في لم الشمل؟
نعم.
* كيف تقيمون الموقف الآن بالنسبة للوحدة؟
الوحدة اصبحت أمرا واقعا, وهي ثابتة وراسخة رسوخ الجبال الرواسي.
* وإلي متي يستمر حمل السلاح؟
السلاح لا يشكل أي خطر.. الشعب اليمني كله يحمل السلاح ولم تحدث أي مشكلة منه.
* إذن لماذا تطالب الدولة بإلغائه؟
يريدون أن يصبح الشعب اليمني أعزل مثل الشعوب الأخري, مع أن هذه الشعوب تحدث فيها حوادث أكثر مما يحدث في الشعب اليمني. السلاح في متناول كل شخص ولم يحدث شيء.
* أي أن للسلاح دورا ووظيفة؟
هو جزء من هندام الشعب اليمني, من ناموسه وكرامته وعزته.
* الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس مجلس شوري حزب الإصلاح.. الولايات المتحدة تتوعده ببعض الضغوط.. وهو شخصية مهمة في حزب الإصلاح.. ما رأيكم؟
هو شخص مهم بالنسبة لليمن كله, والأمة الإسلامية, هو علم من أعلام الإسلام.. وهو ليس لديه أموال, وإذا عثرت أمريكا علي أموال له في أوروبا أو لديها فلتأخذها. ليس لديه شيء.
* لكن ربما تفكر في ضغوط أخري وتطالب الحكومة اليمنية بتسليمه مثلا؟
هي تضغط عليه وعلي كل علماء المسلمين, وتستهدف الجميع, أمريكا عدو الإسلام والمسلمين.
* وهل ستكون هناك استجابة يمنية لهذه الضغوط؟
لا.. وموقفنا سيكون قويا, وهذا الأمر بعيد المنال.
* بالنسبة للمعتقلين ومكافحة الإرهاب في اليمن؟
نحن أقل من غيرنا ولا نشعر بقلق, ولا توجد عندنا مشاكل. ليس هناك ما يقلق وليس هناك إرهاب في اليمن.
* والذين هربوا من السجن أخيرا؟
لا يعول عليهم.. لأنهم بسطاء ولن يجدوا لهم مجالا ولن يتجاوب معهم أحد.. لا خوف منهم.
* لو انتقلنا عربيا.. المشهد العربي كيف يراه الشيخ عبدالله الأحمر؟
الوضع العربي محزن.. الحكام العرب أذلونا وأذلوا الشعوب وأهانونا باستسلامهم لأمريكا وأهانوا أنفسهم.
* في الحقيقة لم يستسلموا كما تقولون.. لهم مواقف ويطالبون بالعدالة.. ربما في الشأن العراقي يكون هذا الكلام معقولا.. لكن في غيره ربما الحكام العرب في صدام أو عدم توافق مع أمريكا وإلا لماذا كل هذه الضغوط عليهم من قبل واشنطن؟
مستجيبون لأمريكا والدليل علي ذلك محاصرتهم للحكومة والشعب الفلسطيني.. العلاجات والمساعدات منعوها عنهم.
* في تقديرك.. كيف تخرج حماس من هذا المأزق؟
حماس اختارها الشعب الفلسطيني بطريقة ديمقراطية.
* ألا توجد اتصالات لكم مع السلطة الفلسطينية أو حماس لأنهم إذا تركوا فالوضع يصبح صعبا؟
لا تخف عليهم, فهم حريصون.. لا خوف عليهم إلا من حصار الدول العربية بتركهم وخذلانهم.
* ماذا تقولون لحماس وأنتم علي صلة بهم؟
نحن علي صلة بالفلسطينيين كلهم, ونقول لهم لموا شملكم ولا تتفرقوا.
* ولكن الأمور تتجه إلي ذلك.. بدليل التطورات الأمنية؟
إن شاء الله سيتدارس العقلاء ويتجاوزوا المحنة.
* ألا توجد لكم اتصالات مستقبلية مع حماس أو تيارات أخري للم الشمل؟
والله نحن ننصحهم كلهم.. سواء فتح أم حماس.
* بالنسبة للعراق.. كيف تنظرون لمستقبله في ضوء تشكيل الحكومة؟
لن يعود الاستقرار ولن يحصل العراقيون علي استقلالهم إلا إذا خرجت القوي الأجنبية من العراق.
* رغم وجود حكومة عراقية؟
حكومة شكلية لن تستطيع أن تدير الأمور أو تعيد الأمن, وهي تنفذ كل ما تريده أمريكا.
* لكن هناك قوي إسلامية شاركت فيها؟
الشعب العراقي كله مسلم.. استعبدته أمريكا وحلفاؤها فأصبح في حال يرثي لها.
* أمريكا ترغب في الخروج.. ألا تري نورا في النفق؟
حتي لو فكرت هي في ذلك.. العراقيون التابعون لأمريكا هم المتمسكون بالاحتلال.. ويقولون إنهم لن يعيشوا إلا بوجود الاحتلال, وحتي الرئيس حسني مبارك قال إذا خرجت أمريكا من العراق سوف يتزلزل وينتهي الشعب العراقي.
* ربما علي خلفية أن الحرب الأهلية هي البديل؟
وما هو الذي يجري الآن.. الحرب الأهلية موجودة وتغذيها أمريكا.
* وهل إيران لها صلة بما يحدث في العراق برأيك؟
إيران مثل غيرها من الشعوب والدول العربية.
* أقصد هل لها دور في تأجيج الحرب الأهلية؟
يجوز.. لكن إيران مشغولة بنفسها وبموضوع الملف النووي.
* استقبلتم وفدا أوروبيا.. ماذا كانت مهمته؟
هو وفد برلماني زار اليمن ضمن دول الخيج من أجل معرفة سير الانتخابات والرقابة عليها, ومن أجل الديمقراطية, وقلت لهم إن الديمقراطية هي التي صدرتها أمريكا للعراق, وتحدثت عما يحدث لحماس التي انتخبت في انتخابات حرة ونزيهة شهد لها العالم. طلبت منهم فك الحصار علي الشعب الفلسطيني وعدم الكيل بمكيالين, وعدم الضغط عليه لكي يعترف بإسرائيل.. كيف يعترف بإسرائيل المعترف بها عالميا.. إسرائيل يجب أن تعترف هي بحقوق الشعب الفلسطيني هذا هو المطلوب.
* رؤيتكم في موضوع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وكونها متوقفة علي اعتراف إسرائيل بحقوق الشعب الفلسطيني الأساسية؟ هل ترون أن حماس ستتفاوض مع إسرائيل؟
رئيس السلطة فيه الكفاية, وهو المعني بذلك, وأي شيء يحدده رئيس السلطة, بارك الله فيه, وأي شيء فيه مصلحة للشعب الفلسطيني فحماس لن تعارض.
* العلاقات مع مجلس التعاون الخليجي.. كيف تقيمونها؟
علاقات جيدة والرغبة عندنا بالانضمام الكامل إلي مجلس التعاون, والترتيبات لابد منها. نحن نرغب أكثر منهم.
* هل لدول الخليج شروط أو مطالب من اليمن؟
التأهيل.. قلنا لهم أهلونا اقتصاديا, وكل شيء يسير بعدها, وإن شاء الله خلال بضع سنوات يمكن أن يتم الانضمام.
* والعلاقات مع السعودية؟
قوية ولا تشوبها شائبة.
* فيما يتعلق بالضغوط الأمريكية علي اليمن في موضوع الإصلاحات كيف تتعاملون معها؟
الضغوط الأمريكية موجودة علي اليمن وعلي غيره, أمريكا تمارس الضغوط علي كل الدول العربية ابتداء من مصر والسعودية واليمن وغيرها, لكن يجب أن ترفض هذه الضغوط وفي المقدمة مصر ونحن بعدها فهي الدولة الكبيرة.
*.. وهل لديكم اتصالات مع القوي الإسلامية في العراق؟
اختلطت الأمور في العراق.. قضية فلسطين هي الأهم وهي حل لكل المشاكل حتي الإرهاب, أمريكا هي السبب في تصرفها مع الشعب الفلسطيني ودعمها للصهاينة.
-أجري الحديث في صنعاء ـ د. عبدالعاطي محمد رئيس تحرير مجلة الاهرام العربي